|
ناحية تازة .. دوافع وانتقام هذه الناحية البائسة التي تقع في جنوب كركوك وهي من النواحي الفقيرة والتي يتواجد فيها الإخوة التركمان .. تأتي اليد الملعونة للتفجير في هذه الحي السكني المسكين والذي كان أهله ينتظرون من الحكومة العراقية أن تنظر لهم بعين العطف والعناية ولكنهم تفاجئوا بهؤلاء المجرمين وهم يقومون بفعلتهم الشنيعة ولا تزال إلى كتابة هذه المقالة أجساد بعض المواطنين تحت الأنقاض فمن يرضى بهذا وأعجب من هذا وذاك الصمت الدولي المتعمد فلو حدث أو حدثت مثل هذه الجريمة في أي مكان غير العراق لقامت الدنيا ولم تقعد .. نعم فالموتى والقتلى هم من العراقيين مساكين أيها العراقيون تقتتلون بلا رحمة وتذبحون بلا إنسانية فقط لأنكم عراقيون!!! لله دركم أيها العظماء لقد حزنت على بيوتكم المهدمة وذرفت عيناي دموعا لأجل الأطفال والنساء وما رابني إلا منظر أولئك الآباء والأمهات الذين جُنوا وهم يبحثون عن أولادهم حينما كانوا قادمين إلى بيوتهم وإذا أولادهم وفلذة أكبادهم تحت أنقاض التراب والخراب والهدم الله اكبر موقف صعب للغاية لا يستطيع أي كاتب أن يوصف وضع هؤلاء الآباء والأمهات ولكن الذي يطلع على حالهم يجد ويرى أن جمرة حارقة ألقيت في قلوبهم فاحترق القلب ألما وحسرة على أبنائهم وأزواجهم ولازلت أقول مَن لهؤلاء المساكين مَن لهؤلاء الأبرياء الذين غصت بهم المستشفيات وازدحمت بهم الطرقات وهنا اسمحوا لي أن أقول كلاما من خلال قلمي هذا القلم الحر الذي سخرته لأجل قضيتنا ووضعنا في العراق فأريد أن اعبر عما في نفسي فأقول هذه جريمة كبيرة تضاف إلى سجل جرائم الإرهاب والتكفير والإجرام وستقول لي ما عندكم غير التكفير!!!! أقول نعم لأن الذي يكفر الناس يستحل دمائهم ويستبيح إعراضهم وإلا كيف دخل إلى هذه الناحية بشاحنة ملغومة ففجرها بوسط الأبرياء إلا وهو يعتقد أن أهلها يستحقون الموت وبهذه الطريقة الوحشية !! تبا له من تكفير وتبا له من دين الذي يدين به هؤلاء. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إننا نرى بصمات الجريمة ذاتها وطريقة القتل نفسها التي تميزت بها هذه المجاميع المسلحة القذرة والتي تقتل جميع العراقيين دون الالتفات إلى انتمائتهم إذن هي جريمة كبرى ضد الإنسانية وقتل جماعي يَدنى لها الجبين ومن هنا لابد أن نقف عند نقاط مهمة وحيوية: فالنقطة الأولى هي أن قتل العراقيين جميعا دون النظر إلى الطائفة أو الدين أو القومية هي جريمة مستنكرة عندنا بكل المقاييس وجريمة مدانة أين ما وقعت من ارض العراق فإننا والله ننظر إلى المجرمين بمسافة واحدة وننظر إلى القتلة بمسافة واحدة وننظر إلى العراقيين بمسافة واحدة هذا الذي أريد أن يعرفه العراقيون جميعا نعم أيها العراقيون حتى نكون منصفين في نقدنا واعتراضاتنا فلو قتل عراقي في آخر نقطة في العراق لرأيتنا نتسابق لأجل إدانتها ولن نتساهل في قضية قتل العراقيين فارجوا أن لا ننظر إلى الأمور بعين عوراء النقطة الثانية : اليد القاتلة والتي تقتل بالعراقيين هي يد ملعونة ملعونة ملعونة بنص كتاب الله عز وجل حيث قال الله عز وجل ومن يقتل مؤمنا متعمدا ...... فإذا كان الله قد لعنه فعلى المؤمنين لعنه بلعنة الله فنحن أمام دماء زكية طاهرة واستهداف هؤلاء يستحق منا موقفا بعيدا عن المجاملات والمداهنات كذلك فإننا نقف بمسافة واحدة من هذه الأيادي دون النظر إلى انتمائهم وطوائفهم النقطة الثالثة: وهنا أريد أن أكون واضحا مع العراقيين فالوضع الجديد في العراق له معارضون ولأنه وضع جديد ووضع يحمل الحرية والديمقراطية فبتالي هو يسمح للمعارضة أن يعبروا عن رأيهم وتطلعاتهم ففي داخل البرلمان هناك معارضة وهناك معارضة بين الوزراء ومعارضة من بعض شرائح المجتمع العراقي وأذن نحن لا نقف ضد أصل الموضوع تقولوا عارضوا ولكن يجب أن تكون المعارضة للوضع الجديد عبر الأساليب المقبولة بمعنى أن يستخدموا الأساليب الحضارية مبتعدين عن أساليب القتل والذبح الجماعي فهذا أمر مستنكر ومرفوض لدينا ولدى العقلاء من الناس النقطة الرابعة كلمة للقتلة المجرمين .. فماذا وجدتم أيها القتلة المجرمون في قرية تارة هل فيها قاعدة أجنبية أم معسكر لقوات عراقية أم برلمان أم وزارة لماذا استهدفتم هؤلاء نعم أجابتنا أرواحهم أنكم استهدفتم هؤلاء لزرع بذور الفتنة الطائفية من جديد بين العراقيين واستهدفتم الروح العراقية ومن جهة أخرى بقاءكم كان لأجل طرد الأجنبي ولكن الأجنبي سيخرج من المدن فما هي حجتكم في القتال وجمع المال ومع من تقاتلون اعتقد أنها رسالة خائبة تبعثوها لأعوانكم باعتبار إنكم قادرون على زرع الاضطرابات والفتن بين العراقيين ولكن ثقتنا بشعبنا وأهلنا في العراق أنهم سيسقطون الطريق أمام مشروعكم وستخيب غايتكم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |