|
(نور) والحلقة الألف بعد المليون
دمحسن صفار المحترم arabicbloggersunion@googlegroups.com في دراسة جديدة بدا أن أسباب الطلاق في منطقتنا العربية قد زادت سببا (وكأنه كان ينقصنا)، وهذا السبب ببساطة يدعى (مهند) بطل مسلسل نور، و(سنوات الضياع)، فاحدهم طلق زوجته عندما رأى صورة المذكور على جوالها، والآخر طلقها عندما سمعها تقول أنها تدفع نصف عمرها لترى هذا المهند، أما الثالث فعندما (طنشته) زوجته وهي تشاهد (سنوات الضياع)، ولم ترد على صراخه المتواصل فاخبرها انه بإمكانها أن تتابع المسلسل في بيت أهلها دون مقاطعة أو إزعاج، وسرحها تسريحة عفوا تسريحا جميلا، وبقية القصص لن يتسع المكان هنا لذكرها لكنها منتشرة جدا وستسمعونها أن لم تكونوا قد فعلتم عندما تنتهون من مشاهدة المسلسلات المذكورة، وتتسع أحاديثكم بعيدا عن أبطال تلك المسلسلات، والغريب أن القصص كلها تطال المتزوجات، مما يجعل المراهقات بعيدا عن اللوم قليلا مقارنة بالأخريات ..ماذا أقول؟!! نحن الذين كنا نستهجن رغبة الطفل في أن يصبح بات مان وسوبر مان وسبايدر مان، مطالبين أن يصبح (مان) فقط بدون أي إضافات، ونقول له أن ما يراه مجرد تمثيل، دون أن يخطر في بالنا أن نحسب حسابا للأثر الراجع للوراثة، فها هن الأمهات أخذن العدوى من صغارهن وصارت الواحدة منهن تريد أن تجعل المسلسل حقيقة وتعيش تفاصيله على أرض الواقع، وهنا يصبح المثل بعد التغيير "هذا الأسد من ذلك الشبل" " ومن شابه ابنه ما ظلم".. وانتظروا قليلا لتكتشفوا أن نسبة العنوسة بدورها فد زادت فهو يريد زوجة برقة (لميس) وجمالها، وهي تريد زوجا بوسامة (مهند) ورومانسيته، والحاصل..لا حفلات زواج بعد اليوم وسوف تغلق محلات ألبسة السهرة والعرس أبوابها آسفة بعد أن تعلن إفلاسها، فلا زبائن بعد اليوم، واجلسن في المنزل طوال الصيف دون مناسبة تتبارين فيها في جمال الثوب وموديل الشعر والماكياج وآخر صيحة في الجوال وطقم الذهب الجديد رغم أنف الغلاء، وهنا سوف يفرح الأزواج وسوف يضغطون على القنوات لإعادة عرض المسلسل مرات عدة، فقد وفر عليه ثمن ثوب السهرة ومشاكل حضور العرس بمظهر جديد يكلف الزوج راتب شهر على أقل تقدير، وكم أحمد الله أنني تزوجت قبل ظهور هذه الموجة التركية، وإلا للاحقتني موجة العنوسة وكبرت أحلامي وفرغ رأسي وطار في الهواء بانتظار الأمير الذي لن يأتي. المهم أننا خلق الله العرب صرنا نجلس صما بكما أمام يحيي ولميس ونتلقى دروسا عن فنون التعامل الزوجي من مهند، ونشاهد نور وهي تقدم لنا درسا استراتيجيا هاما في مفردات الحياة الزوجية، وبدأت الجوالات المحلية تتناقل الرسائل على لسان فتياتنا اللواتي أخذن ثأرهن من " التماسيح" على حد تعبيرهن لا تعبيري وخاصة في مسألة "الركبة" التي أخذت اهتماما غير مسبوق عند كل أبناء الجيل الراهن يفوق الاهتمام بالعقل الذي على حد علمي لا تملكه الكائنات الأخرى بخلاف الركبة لذلك كان أحق بالاهتمام من تلك المذكورة، ومن بعض مما أتى في الرسائل :"إلى كل التماسيح طالع وجهك في المراية ولا تنسى ركبتك ولما تتعلم من مهند ابقا قابلني". والطريف أن نهاراتنا تقسمت تقسيما جديدا، فهي إما ما قبل سنوات الضياع أو ما بعد نور، فالزيارة والمكالمة والتسوق والتنفس والخروج والنقاش والطعام وحتى الولادة والإرضاع وتغيير حفاضة الصغير تخضع لقانوني "ما قبل وبعد"، أما "خلال" فليصرخ الرضيع كما يشاء طالما انه لم يحترم انشغال أهل بيته في أمور مصيرية لا تحتمل التأجيل. أما أطرف ما تمخضت عنه هذه المسلسلات، فهو قيام بعض المساجد في سوريا بتقديم عمرة مجانية لمن يقسم أنه لم يتابع حلقة واحدة من أحد المسلسلين المذكورين،(هل تعتقدون أن عدد الفائزين والفائزات كان كبيرا؟!)، ليس على حد علمي. وقد سمعت أن مدخل قناة الـ MBC في دبي، عانى من تجمع غير مسبوق عندما حل (مهند) ضيفا على القناة، ومسكينة غزة والسودان والعراق اللواتي لم يتمكنّ من جمع عشرة أشخاص على بعض في جمهرة أمام أي قناة يعلن فيها المتجمهرون معارضتهم للقتل والتدمير الذي يعاني منهم إخوانهم هنا وهناك. وبالنسبة لي فانا أعلن عتبي على قناة الـMBC هداها الله التي لم تراعِ أيام الامتحانات وخصوصا الثانوية منها، فتجعل المسلسلات أسبوعية مثلا بدلا من يومية، فانتم تعلمون أن حضور المسلسلات صار قسريا ومن يتخلف عنها هو بحقيقة الأمر متخلف عن ركب الحضارة ولا يواكب آخر أحداث الأمة، وقد رفعت من عليه بركة مهند أو لميس حسب المسلسل المتغيب عنه، لذلك ومن منبري هذا اطلب منهم الترؤف بحال طلاب الثانوية العامة وذويهم وإيقاف الإيقاع المحموم للمسلسلات المذكورة لئلا ترتفع نسبة الرسوب أيضا، خاصة وأنني سمعت أن كل مسلسل فيها له عدة أجزاء، وقد تنقضي آجالنا ويكمل مسيرته بعدنا أولادنا قبل أن ينتهي.. رحمنا الله وإياكم من الحلقة الألفين ومائة وخمسين بعد المليون وتاب علي وعليكم من سفاسف الأمور وسخيفاتها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |