محمد باقر الحكيم الرقم المثالي في خارطة العراق الحديث/ السادسة

 

 مصطفى كامل الكاظمي

 mkadumi@hotmail.com

 ان من ابرز الرؤى والنقاط الاساسية التي لم تسقط من الخطاب السياسي للمفكر الحكيم رضوان الله عليه في مجمل حركته السياسية التي قاربت الربع قرن أمضاها في مقارعة نظام الطاغية صدام إحصين، هي رؤية التغيير واستبدال النظام الشمولي للعفالقة بنظام أخر معتدل يكفل للعراق والعراقيين الامن والمساواة.

 كذلك، لم تغب عن تفكير السيد محمد باقر الحكيم خطورة عملية اسقاط نظام صدام كدولة عسكرية واستخباراتية قوية شأنها البطش وهدفيتها التسلط بوسائل الظلم، اضافة الى ان عشرة من اقوى الدول العربية امكانية كانت تدعم هذا النظام وترهبه في احايين متعددة، ثم الدعم اللامحدود بشتى المستويات السياسية والعسكرية والامنية واللوجستية، اضف الى التغطية الاعلامية التي لعبت دورا في بقاء هذا النظام وتمدد اذرعه الاجرامية الى بقاع خارع العراق. ويهم جدا ان نضع في تحليلنا مسألة الاسناد العالمي وعناية مراكز القرار الدولي لهذا النظام المتغطرس وقد تجلى ذلك في حربه ضد ايران خلال الثمانينات.

هذه الدول العربية ومن فوقها مراكز القوى الدولية كانت قلقة وتخشى ايران كدولة دينية شيعية، وهي حقيقة تؤشر الى حذر هذه القوى وهذه الدول من اي صوت يتطلع الى إعادة التجربة الايرانية ثانية في ارض اسلامية اخرى.! خاصة وان السيد الحكيم كان من ابرز المدافعين والمنظرين لمبدأ ولاية الفقيه الذي فعّله ونشّطه آية الله السيد الخميني على ارض الواقع في جمهوريته الاسلامية التي انبثقت عام 1979ميلادي.

هذه الخشية العالمية وغيرها وضعها السيد شهيد المحراب في أولويات نهجه وتحركه الدولي والعربي وهو يروم حشد الاصوات لمناصرته ودعم حركته، فمن الخطط التي استمر السيد الحكيم يبرزها ويثقف عليها لاسقاط صدام وتغيير نظامه في كل خطاباته السياسية ولقاءاته الدبلوماسية معنونا الى مطالبة القوى الدولية التي اضحت في ساعة واحدة بين الظل والحرور تجاه صدام ونظامه على خلفية غزوه للكويت ومراوغاته مع منظمات تفتيش الاسلحة المحرمة، وتابعتها دعوات تغيير نظام صدام، فانطلق الحكيم يستغل هذه الفرصة ويخطط للراغبين الدوليين بالخلاص من صدام بطرحه الخطوات الرئيسية الثلاثة التالية:

1-    كف الدعم العسكري واللوجستي الدولي للنظام الصدامي.

2-    اجبار النظام بقانون دولي وعدم السماح له باستخدام اسلحة الدمار المحرمة دوليا كالغازات السامة الكيمياوية والقنابل العنقودية وصواريخ بعيدة المدى ضد فصائل المعارضة العراقية واجنحتها العسكرية المقاتلة.

3-    اصدار قانون دولي مماثل يقيد حركة الطيران العسكري للنظام الصدامي واستخدامه ضد المجاهدين والمقاتلين العراقيين في اهوار وقرى وقصبات الجنوب والشمال العراقي. 

 بهذه الابعاد الثلاثة وعد الحكيم باجراء عملية التغيير وانقاذ العالم والانسانية من براثن وشرور النظام الصدامي. لكن، قلق المراكز الدولية وتخوفهم من السيد الحكيم والتعامل معه بحذر كظل للسيد الخميني وكتلميذ واقعي للمفكر العراقي العظيم السيد محمد باقر الصدر وفكرة الاخيرين في اقامة الدولة الاسلامية، هو ما اخرس صوت العالم عن مناصرة صرخة الحكيم باجراء تغيير النظام وفق رؤيته الواقعية هذه، الى نبرة اخرى وتحرك مغاير كلفهم وكلف العراق المزيد من الالم وهو ما تحقق بكل هذه الضحايا والتلفات على جميع الصعد واستنفاد الامكانيات وهدر قدرات البلد والعباد، ومن ثم استقدام قوى الاحتلال وما تبعها من تدخلات سافرة انتهكت حرمة العراق وصعدت من وتيرة التناحر الداخلي في العراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com