نـزار حيدر مؤبنا شهداء (تازة):المتسترون على الارهاب .. ارهابيون

 

نزار حيدر

nazarhaidar@hotmail.com

بعث نـزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، برسالة تعزية الى الحفل التابيني الذي اقامته ممثلية التركمان في الولايات المتحدة الاميركية، في مركز كربلاء الاسلامي، في ولاية ميشيغن، اليوم الخميس 25 حزيران 2009، على ارواح الشهداء الذين تساموا الى جنان الخلد في مدينة (تازة) في محافظة كركوك، على يد الارهابيين القتلة، الاسبوع الفائت.

 ادناه نص الرسالة:

 قال العظيم في محكم كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات، بل احياء ولكن لاتشعرون) صدق الله العلي العظيم.

ايها الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرة اخرى يفجعنا الارهاب الاعمى بدماء الضحايا الابرياء من شعبنا العراقي الصابر الابي، في مدينة (تازة) في محافظة كركوك الصامدة بوجه الارهاب، والشامخة بوجه التحدي بكل اشكاله، والعصية على الركوع والخنوع والتمزق والانحناء.

لقد اثبتت هذه الفاجعة الاليمة، مرة اخرى، ان الارهاب لا يميز بين عراقي وآخر، لا على اساس المناطقية ولا على اساس الدين او المذهب او العنصر، بل انه يستهدف كل العراق وكل العراقيين، ولذلك يجب ان يوحدنا الارهاب ولا يفرقنا، ويلم شملنا ولا يمزقنا، ويزيد من عزمنا ولا يفله، ويرص صفوفنا ولا يشتتها الى طرائق قددا.

اننا اذ ندين وبشدة هذا العمل الارهابي الاجرامي، وكل الاعمال المماثلة التي تستهدف تدمير العراق والعملية السياسية الجديدة الجارية في العراق منذ سقوط الصنم ولحد الان، نؤكد على ما يلي:

اولا؛ اذا كانت الادانة هي اضعف الايمان الذي يبدو منا، نحن المواطنون العراقيون العاديون، فانها بالقطع واليقين لا تكفي من الدولة العراقية، وبكل مؤسساتها، بل يجب ان يبدو منها ما هو اكثر واكبر، فالى متى يظل الارهاب يحصد بارواح العراقيين، ويقتل ويدمر ويفجر ويغتال، فيما لا نسمع من الدولة العراقية سوى برقيات الادانة والرفض وتوزيع المنح المالية على اسر الضحايا، ثم ماذا بعد ذلك؟.

ان رسالة الشهداء، عامة شاملة وليست انسانية فحسب، لنتعامل معها كما تعامل اهل الكوفة مع اسر ضحايا الارهاب الاموي الذي تعرضت له قافلة السبط الشهيد ابن بنت رسول الله (ص) في كربلاء في عاشوراء عام 61 للهجرة.

ان على الدولة العراقية، ونحن ندخل مرحلة جديدة، حساسة ودقيقة، بحلول نهاية شهر حزيران الجاري، موعد انسحاب القوات الاجنبية من المدن:

الف: الاسراع في القاء القبض على المجرمين، وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل على ما ارتكبوه من جريمة، او جرائم، بشعة، قبل ان تتطاير التخمينات بشان هوية الفاعلين، وتتحول الماساة الى فتنة، لا سامح الله، وهو الهدف الذي يصبو الى تحقيقه الارهابيون.

باء: اعلام العراقيين بهوية القتلة، ليعرفوا على وجه التحديد هوية الجهة التي تقف وراءهم والتي تدعمهم وتحرضهم وتدفعهم لفعل مثل هذه الجرائم، فالى متى يبقى العراقيون لا يعرفون قاتلهم؟ اوليس من حق الضحية ان يتعرف على هوية المعتدي عليه؟.

متى كان التستر على القتلة، يخدم المصلحة العليا للبلد؟ ومتى كان التستر على المجرم يصب في مصلحة الناس، خاصة الضحايا؟.

لقد اثبتت تجربة السنين الست الماضية التي مرت على العراق مع الارهاب، ان التستر على مصادره وهوية منفذيه والجهات التي تمونه، زاد في تصعيده وشجع المجرمين، وتحديدا من يقف وراءهم، على الاستمرار في ممارسته، وارتكاب جرائمهم.

فلو كانت الجهات الرسمية المعنية قد كشفت عن هوية اول مجرم ارتكب فعله الشنيع ضد الشهيد السعيد اية الله السيد محمد باقر الحكيم، والذي تصادف ذكراه هذه الايام، ولوكانت قد اماطت اللثام عن هوية من يقف وراءه، لما تحدى الارهاب الشعب العراقي بكل هذه الوقاحة والصلافة الى اليوم.

ولذلك اقول وبصراحة، فان من يتستر على الارهاب باي شكل من الاشكال، يعد شريكا في جرائمه.

فالى متى تظل ملفات الارهاب متلفعة بالمحاصصات والتوافقات (السياسية) التي لو استمرت اكثر من هذا فقد تدمر البلد، وتخرب كل ما بناه العراقيون لحد الان بدمائهم الزكية؟.

ثانيا؛ ان الشعب العراقي يتحمل مسؤولية اخلاقية عظيمة تجاه ضحايا الارهاب، ولذلك فهو بحاجة ماسة لتفعيل مبدا (التكافل الاجتماعي) ليشد العراقيون بعضهم ازر بعض.

نحن نعرف جميعا ان آثار ومخلفات الارهاب ليست بسيطة، وان الحكومة العراقية، لوحدها، لا تستطيع ان تتحمل كامل الواجبات ازاء هذه الاثار، ولذلك يجب على كل العراقيين ان يتحملوا مسؤولياتهم، كل حسب موقعه وقدرته وظروفه، ازاء آثار الارهاب الدموي.

ومن اجل تفعيل مبدا (التكافل الاجتماعي) للتخفيف من الآلام التي يخلفها الارهاب، ادعو الحكومة العراقية ومختلف مؤسساتها الى الغاء الكثير من الاجراءات الروتينية التي تعرقل اداء الناس ازاء اسر الضحايا، وتحد من مبادراتهم الانسانية التي يحاولون، بالسرعة القصوى الممكنة، الاقدام عليها ، للمساهمة في التخفيف من آلام الضحايا، المادية منها والمعنوية.

ختاما

نسال الله سبحانه وتعالى ان يتغمد الشهداء الابرار برحمته الواسعة، وان يسكنهم فسيح جنانه، وان يلهم اهلهم وذويهم وعموم الشعب العراقي الابي الصبر والسلوان، وان ينزل شآبيب رحمته على العراق واهله، انه سميع الدعاء، وبالمؤمنين رؤوف رحيم.

  العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com