|
دستور كردي وخطوة أخرى للانفصال
أوميد كوبرولو/ مركز توركمن شاني للإعلام التركماني قلناها مرارا وتكرارا بأن قيادتي الحزبين الكرديين العميلين للموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية، الاتحاد الوطني الطالباني والديمقراطي البارزاني، تجاهدان منذ سقوط النظام العراقي السابق إلى تنفيذ مخططات إسرائيلية مشبوهة في خطوات للانفصال عن العراق العظيم وإعلان دولتهم العنصرية الكردياتية. ولم تكن الطرق الملتوية من (انتهاكات وغدر وتجاوزات واعتقالات واغتيالات واختطافات وخداعات بالأموال والمغريات) التي سلكوها مع أهالينا في المحافظات العراقية كركوك، الموصل، ديالى وصلاح الدين إلا من أهم تلك الخطوات التي باشروا بها هاتين القيادتين العميلتين ومنذ دخول ميليشياتهما الباغية هذه المحافظات العراقية وليومنا هذا. ولكنهم (أي أولئك الأشرار في تلك القيادتين الشوفينيتين) ورغم كل تلك المحاولات البائسة لم يتمكنوا من تحقيق نواياهم الحاقدة وبل فقدوا ثقة العراقيين بهم يوما بعد آخر، إلى أن ازدادوا رفضا لمخططاتهم الاستفزازية وبدءوا يصدونها بشتى الطرق ويرفعون أصواتهم الغاضبة الرافضة في كل المحافل. فمثلما شاهدناه عبر الفضائيات العراقية والعربية والعالمية وأطلعنا عليه في الصحف المحلية والعربية والأجنبية بأن أكثر المسئولين العراقيين ونواب البرلمان وأعضاء مجالس البلديات في تلك المحافظات والمسئولين أكراد المعارضين لسياسة الحزبين الكرديين الخاطئة، أعلنوا رفضهم القاطع للدستور الكردي العنصري والانفصالي الذي صنعها الإدارة الكردية في أربيل المحتلة من قبل ميليشيات الموالية لمسعود البارزاني. ولم تكن المظاهرة السلمية الحاشدة التي نظمتها الجبهة التركمانية في موصل الحدباء والتي شاركت فيها أبرز العشائر العربية والتركمانية في نينوى إلا نقطة البداية للانطلاق الأوسع الذي سيشهده البلاد في الأيام القادمة. فبدون شك لن يسكت الشعب العراقي الذي تصدى دوما لمثل هذه المخططات الرامية إلى النيل من وحدة العراق وتقسيمه إلى دويلات تحت مسميات (ستانية) مرفوضة. فلابد أن يلجأ بمثل هذه المظاهرات السلمية لتجبر حكومة بغداد لكي لا تبقى ساكتة تجاه هذه الأعمال والمخططات الكردية المشبوهة الرامية إلى قطع مناطق حيوية من أرض البلاد وربطها لإقليمهم المشبوه ومن بعدها إعلان انفصالهم عن العراق. فالكلمة في عراقية كركوك وموصل وبقية المناطق التابعة لمحافظتي ديالى وصلاح الدين أو ضمها إلى الإدارة الكردية الشوفينية التي لن تتحقق إلا وفي أحلام الخونة والعملاء، لن تكون إلا من صلاحية أبناءها الأصليين ولا من صلاحية القيادات العميلة لقوات الاحتلال أو الصهاينة الذين اغتصبوا أراضي المسلمين في فلسطين. وستبقى كركوك وموصل وحتى أربيل وسليمانية ودهوك محافظات عراقية مثلما كانت عليها. وتفشل مخططات الأعداء الانفصاليين مثلما فشلت في الأمس ولن يتمكن أحد من تفرقة العرقيين الذين يجمعهم أواصر عديدة ومهمة مهما تعددت المحاولات الخبيثة واختلفت الخطط. أما إعلان دستور في هذه الأيام بالذات، ومن هذا الطراز الذي يصعد من شدة التوتر في الوضع الأمني للمحافظات المذكورة أعلاه والذي لا زال مفقودا في أغلب المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية العميلة، لن تكون إلا لخشية قيادتي الحزبين الكرديين المذكورين على مستقبليهما بعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من مدن العراق والذي سيلحقه انسحاب من العراق كليا. وبدون شك تعلم تلك القيادات المخططة لمثل هذه الأعمال عواقبه السلبية وإيجابية عودة تلك القوات المحتلة إلى المدن العراقية من جديد بغية المحافظة على الأمن والسلام والسيطرة على التوتر وأعمال العنف الذي سيحصل نتيجة التوتر بسبب هذا الدستور المرفوض. وبذلك ضربت تلك القيادتين عصفورين بحجر واحد فمن جانب أمنت بقاء قوات أسيادهم الأمريكان في البلاد بغية تنفيذ بقية مخططاتهم المشبوهة في المنطقة ومن جانب آخر أمنت تلك القيادتين حماية قوات الاحتلال لهما لفترة أخرى تحاولان خلالها المضي إلى خطوات أخرى في طريق الانفصال والإعلان عن دولة الخيال البارزاني والطالباني. لذا الحكومة العراقية مطالبة بالوقوف إلى جانب أبناءها في المحافظات الأربع ورفع الظلم والغبن والتجاوز عنهم وإعلان رفضها لهذا الدستور المخالف لقانون إدارة الدولة العراقية فأغلب مواده تعارض مواد الدستور العراقي الذي كتب بأيادي أولئك العملاء أنفسهم. وكما الحكومة العراقية مطالبة بأبعاد الميليشيات الكردية من جميع المناطق التابعة للمحافظات الأربع وتولي القوات العراقية مسئولية الحفظ على الأمن والسلام هناك. لأن عناصر تلك الميليشيات تزرع الرعب والخوف وتجبر الأهالي لقبول سيطرة الحزبين المذكورين هناك، وأثبت عدة مرات وباعترافات المدانين بأن عناصر تلك الميليشيات كانوا وراء عشرات العمليات الإرهابية والاغتيالات والاختطافات التي جرت في تلك المدن والقصبات الغير كردية. أملنا أن تستجيب الحكومة العراقية للأصوات العراقية الغاضبة الصارخة وتلبي طلباتهم في أقرب وقت وتنهي صمتها القاتل هذه.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |