العلاقة الجدلية بين العلم، والدين - 2

رد على الاعتراضات بشأن موضوع الاعجاز والحوداث الكونية زمن ظهور الامام المهدي عليه السلام

هل الدين خرافة وتخدير للعقول؟ وهل هو افيون الشعوب؟ سؤال يحتاج الى اجابة

 

محمود الربيعي

mahmoudahmead802@hotmail.com

هؤلاء يخافون من ذكر الامام المهدي عليه السلام

ان ذكر الامام المهدي عليه السلام بحد ذاته لايروق للبعض من الناس ويسبب ازعاجا لهم..  فحكام اليوم اكثرهم للحق كارهين، وقد اعتاد هؤلاء الحكام أن يملئوا سجونهم بأصحاب الرأي وماأكثرهم! وأما الغارقين في شهواتهم وحياتهم البهيمية فليس لهم خيار سوى كره المهدي ومن يدعو له..  ففي ظهوره تهديد لمصالحهم، وكيف لايكون تهديدا وقد تعودوا على سرقة المال العام وأكل حقوق الضعفاء وهؤلاء لايؤمنون الا بما يلقي الشيطان في قلوبهم ويمنيهم، وهم على الضد من عملية الاصلاح.

والمستضعفون اليوم ورغم التقدم الذي أصابته البشرية وبفضل جهود علماءها المبدعين لاشك انهم يشكون من ظلم الذين لم يهتدوا بهدى الله فأساؤا استخدام الوسائل والاختراعات الجديدة، واصبحت المخترعات والمكتشفات اليوم بعد ان اصبحت في متناول أيديهم طريقا سهلا لللصوصية والغدر ونشر الدمار وقتل الابرياء والتجسس على الناس وارتكاب الجرائم والاعتداء على الحقوق الشخصية وتدمير البنى الاجتماعية وليس مانراه اليوم من حوادث الطلاق والكراهية داخل البيت الواحد وزج المصلحين ودعاة الاصلاح  في السجون الا نتيجة لاستغلال أهل الهوى تلك الاختراعات في ادارة شؤون العالم وبالشكل السئ.

العلوم الطبيعية البحتة والعلوم العقلية المنطقية

ان حقيقة الوجود ترتبط بالعلم..  والبحث عن هذه الحقيقة يستلزم قدرا من الاهتمام والتخصص في بعض العلوم والابواب الفلسفية، فالوجود منه ماهو محسوس، ومنه مالايمكن التحقق منه الا بالعقل والمنطق وتقديم الدليل والزام الحجة وأعطاءالبرهان..  ووفق هذا المنطق فليس من حقنا انكار ماتثبت حقيقته بالدليل ولايمكن الحكم على كل مالانراه  فنقول انه غير موجود.. فأنا وأنت آمنا بالذرة والالكترون، وبالكهربائية والمغناطيسية ولم نرها، وفي الماضي كان العلماء والفلاسفة والمفكرين يفترضون افتراضات يعقلونها بالمنطق ويفهمونها بالمناقشة، ويتوصلون الى الحقائق ويسعون الى فهم عالم ماوراء الطبيعة وقد نجحوا في ارساء الحقائق الجدلية المقنعة المشفوعة بالدليل، ولقد تكلم الفلاسفة عن الوجود ومنه واجب الوجود وممكن الوجود وناقشوا هذه المسائل المهمة بشكل تفصيلي.

الاحلام تعبر عن مسائل ليس لها علاقة بالواقع

ومن الجدير بالذكر ان الانسان يرى احيانا في منامه امورا ونبوءات ليس لها علاقة بواقع حاله، ولكنها تتحقق بعد اليقظة وهذا هو ايضا سر من الاسرارالتي تتوقف على ماوراء الطبيعة ، ومن الجميل ان يتحدث الانسان عن حقيقة الاحلام وارتباطها بالروح وبالمادة الا ان المجال لايتسع للاطالة، ويكفي ان الاحلام احيانا تنبئ بالغيب، أليس ذلك جديرا بالتأمل.

الايمان بالغيب اختبار للناس

وهنا تبرز الحقيقة الى اهمية اعتراف المخلوق بالخالق حيث يمتحن الانسان بذلك، ومن وجوه ذلك الاعتراف الاقرار بالربوبية والدفاع عنها، ومنه يشتق الايمان بالمهدي باعتبار تعلقه بالامر الالهي، اذ لابد من الايمان به كما آمنا بالرسول وهذا الامتحان بحد ذاته محل اختبار، فالايمان بالمهدي فريضة، والاقراربحقيقتة كالاعتراف بحقيقة اهل الكهف.

الله سبحانه وتعالى ليس بحاجة الى ايمان الناس، بل الناس بحاجة اليه

هناك عقليتين..  عقلية تؤمن بالله الواحد الاحد، وعقلية لاتؤمن به، واحاول ان اشير الى العلاقة القوية بين مايسمى بالقلب ومايسمى بالعقل وعلى كل حال فالله سبحانه وتعالى وبما انه الخالق والمالك بلا شريك، وهو القوي بلا  ضد، فانه ليس بحاجة الى اعتراف لأحد بربوبيته، وهو وان كان جل وعلا يريد الاقرار من المخلوق بربوبيته الا انه  الى مثل هذا الاعتراف، ذلك لانه لاتضره طاعة المطيعين ولاتنقصه معصية المذنبين.

القانون الطبيعي موجود قبل ان يكتشفه العلماء وهو مودع في المادة

ولايسعنا في هذا الموضوع المحدد ان نطرح كل التفاصيل فلكل مقام مقال، ولاباس ان نبين بعض ماله علاقة بالموضوع ونلقي الضوء على بعض الامور المهمة التي تتصل بالعقائد..  وعليه فاننا نقول ان الكون وبالاساس قام على القانون والنظام، فكل شئ يخضع لنظام خاص يعجز العقل عن ادراك مدى عظمة منظمه، بدأ من الذرة وانتهاءا بالمجرة ، فالذرة التي تحدث عنها القرآن الكريم هي نفس الذرة التي تحدث عنها رذرفور وبوهر، وهي نفسها التي تحدث عنها ماكس بلانك ومدام كوري والبرت آينشتاين، فما الذي نعنيه بالمادة والطاقة ومالعلاقة بينهما، وماسر العلاقة بين المادة والقوى التي تقف وراءها؟!

تعريفي المادة، ( وقانون حفظ المادة والطاقة ) يدلان على عجز المخلوق وقدرة الخالق

تعرف المادة بأنها كل شئ يشغل حيزا في الفراغ وله كتلة، وهي كما وصفها علماء المادة على اربعة اشكال صلبة وسائلة وغازية وحالة البلازما.. و يتبين من التعريف ان الفراغ يسبق وجود المادة فالفراغ اولا ثم المادة التي تاتي لتشغل هذا الفراغ، فالفراغ أذن يسبق المادة، ويعني ذلك ان العدم يسبق وجودها فخلقت هذه المادة لتملئ هذا الفراغ، وأما الطاقة فتعرف على انها القابلية على انجاز الشغل وهي على انواع كالطاقة الميكانيكية كامنة وحركية كطاقة الرياح، والطاقة الحرارية الى غير ذلك من الانواع، وقد وجد فيما بعد ان الطاقة هي صورة من صور المادة وتظهر على شكل فوتونات..  وبالنسبة لقانون حفظ المادة والطاقة فيشير الى ان مجموع المادة والطاقة في الكون مقدار ثابت ويمكن لكليهما ان يتحول داخل منظومة حالته المادية فيمكن ان تتحول المادة من حالتها الصلبة الى الحالة السائلة او الى حالاتها الاخرى وكذا بالنسبة الى الطاقة، ويمكن ان يصيبهما التغير فتتحول الطاقة الى مادة كما يحدث ذلك في عملية التركيب الضوئي في النبات اذ تتحول الطاقة الضوئية الى مادة السكر، او تتحول المادة الى طاقة كتحول الوقود الى طاقة حرارية وضوئية، ولكن يبقى مجموعهما في الكون مقدار ثابت، فلايمكن والحالة هذه للمخلوق ان يضيف شيئا للوجود او ينقص منه، فهو عاجز لانه ممكن الوجود،  بينما يكون الخالق قادرا على ذلك باعتباره واجب الوجود وهو المبدئ واليه يرجع الامر كله ولو كره المشركون.

واجب الوجود وممكن الوجود

 نقصد بواجب الوجود هو الله عز وجل..  ولما كان الفراغ يسبق وجود المادة فالمادة تحتاج الى موجد واجب الوجود، وواجب الوجود لابد ان يتصف بصفة الخلق، فلايليق بالعاقل ان يقول ان هذه المادة قد اوجدت نفسها،  فبمقدار العقل الانساني ان يقرالمخلوق العاقل بضرورة وجود خالق، واما الممكنات التي تشكل مجموع المخلوقات عدا الخالق فهي ممكنة الوجود ولا تقتضي الضرورة بوجودها اذ يخلقها واجب الوجود حسب مايشاء وعن ارادة وعلم وقدرة.

العقل بين الانفتاح والتحجر

والدين والعلم كلاهما يعملان على فتح العقول والقلوب ويحركانهما بالاتجاه الصحيح الذي يهدي الى الله، ولن يفهم من كان له قلب اعمى وعقل بليد هذا المعنى..  والانفتاح على الدين فيه فائدة ولامضرة فيه، وأما الانغلاق عليه فأنه يحرم من لذة المعرفة والحصول على الحقيقة، كما ان الانفتاح يوفر فرصة طيبة للتعرف على معارف الجانب الآخر.

المهدي ليس خرافة بل محط انتظار لاعين ألثوار وأحرار العالم

فالمهدي ليس خرافة بل هو حقيقة، وقد بشر به النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،  فماوجه الغرابة في الامر بعد ان بعث الله النبيين والصديقين يبشركل منهم بالذي ياتي من بعده؟  أتكمن الغرابة في أن غيبته طويلة؟ وماذا؟ فان كنا قد صدقنا الرسول وخبره فلا ريب ان نصدق مهديه.

 وأما من جهة طول المدة فالتاريخ يحدثنا عن معمرين تجاوزت أعمارهم زمن غيبته الطويلة،  وفي نوح عليه السلام ىية لتلك المعضلة فقد عمر نوح عليه السلام اكثر من الف عام، وهناك معمرين في أذربيجان عاشوا مئات من السنين وكلنا نعرف ذلك، كما ان التاريخ حدثنا عن ملوك عاشوا آلافا من السنين وهذا ماقراناه في كتب التاريخ في المدارس.

المهدي ولد، ولم يمت، ولازال حيا

ومن باب العلم لابد ان ندرك ان المهدي قد ولد لابيه الحسن بن علي عليهما السلام، والسيدة نرجس هي أم الامام المهدي عليه السلام وقد ولدته في سامراء في بيت الامام الحسن بن علي العسكري وفي وقت الفجر وحضرت تلك الولادة المباركة السيدة حكيمة عمة الامام الحسن العسكري وذلك في عام 255 هجرية.

 وقد عرف الامام الحسن العسكري اصحابه ودل على الامام المهدي عليه السلام للاشهاد على ولادته في الوقت الذي كانت فيه الحكومة العباسية تترقب أية ولادة للسيدة نرجس كي لتقتل الطفل مثلما أراد فرعون قتل النبي موسى بن عمران عليه السلام عند ولادته، ولقد حاولت السلطة العباسية تفتيش بيت الامام الحسن عليه السلام عدة مرات لكنها عجزت عن فعل اي شئ لان الامام الحسن عليه السلام كان يغير مكان ابنه ويرتب مسألة أمنه بين حين وآخر..  وبأخبار الامام الحسن العسكري وشهادة الشهود ان المهدي عليه السلام سجد لله اول ولادته ونطق بقول سأملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

 وقد اوصى الامام الحسن العسكري عليه السلام شيعته بولاية امامهم محمد بن الحسن المهدي، وتاكد ذلك عندما صلى الامام المهدي عليه السلام صلاة الميت على أبيه الحسن العسكري عليه السلام عند وفاته، وذلك بعد ان منع عمه جعفر اخو الامام الحسن العسكري من اداء تلك الصلاة باعتبار أنه لايجوز ان يصلي على امام غير امام مثله، وقد تأكد لاتباع الامام المهدي عليه السلام صدق امامته عندما كان يستلم اموال الخمس منهم وبعد ان يخبرهم بما في ايديهم وفي جيوبهم،  ويجيبهم على الاسئلة الشرعية التي يطرحونها رغم صغر سنه،  وقد كان للامام المهدي عليه السلام أربعة سفراء اثناء غيبته الصغرى يقابلونه ويؤخذون منه التوقيع،  وكان الامام ينظم أعمالهم في السر خوفا عليهم من بطش السلطة العباسية، وأما في غيبته الكبرى فكان يؤدي دوره السري وفي صفوف شيعته المقربين ويلتقي بمن أمتحن الله قلبه والحديث عن ذلك يطول، ويمكن لمن اراد ان يطلب العلم أن يرجع الى مصادر الكتب الشيعية الخاصة بالمذهب الاثني عشري ويقرا عن بعض تلك اللقاءات.

وبودي أن انقل لكم اسماء من وافق من علماء اهل السنة بأن وليد بيت الحسن العسكري عليه السلام هو ذلك المهدي الموعود، وهؤلاء هم:

1 -  كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد القرشي الشافعي في كتاب مطالب السؤل في مناقب ال الرسول .

2 : -  ابو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه " البيان في اخبار صاحب الزمان " .

3 : -  نور  الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة في معرفة الائمة الرجعة وعودة المسيح والخضر الى مسرح الاحداث .

4 : -  الفقيه الواعظ شمس الدين المعروف بالسبط الجوزي وفي تذكرة الخواص.

احترام الدين للعلم والعلماء

لقد اهتمت الاديان بشكل عام، والاسلام بشكل خاص بالعلم والعلماء فجعل الاسلام طلب العلم فريضة على كل مؤمن ومؤمنة، ولنا ان نذكربأن الكثير من العلماء والمعممين يحملون شهادات علمية جامعية الى جانب شهادتهم الدينية التي يحصلون عليها من الحوزة،  ونحن نتسائل هل أساء هؤلاء الى العلم ام تراهم احبوه ودافعوا عنه واعانوا على طلبه، فاذا كانوا الجواب بالايجاب فلاتقاطع اذن بين العلم والدين،  وأما الايمان بالمهدي فهو جزء من العقيدة الدينية التي أجمع عليها المسلمون وبرهنوا على صحة صدورها عن الرسول وقد قام عليها الدليل ولا مجال لانكارها.

مكان وزمان ظهور الامام المهدي عليه السلام –  فكرة المهدي الهادي المنقذ ملتقى الاديان

واقول لمن يسأل جادا عن زمن ظهوره الامام المهدي عليه السلام فنقول له أن ظهوره سيكون في مكة وفي داخل الكعبة، ويكون خروجه في العاشر من محرم الحرام..  واما النداء من السماء فسيكون في شهر رمضان ليلة جمعة ليلة 23 عشرين منه، وعقيدتنا بالمهدي ليست خرافة بل هي حقيقة سواء صدقها من صدقها او قابلها من قابلها بالتكذيب، فهي عقيدة كل الاديان، ولقد تبين لنا ذلك وقام عليهاالدليل القاطع عقلا ونقلا، والعاقل الباحث عن حقيقة المهدي هو اقرب الى التصديق من الجاهل الفارغ .

القرون الوسطى مضيئة في  حياة المسلمين ومظلمة في حياة اوروبا - ابن سينا والرازي وابن النفيس الدمشقي وجابر بن حيان

واتهام المسلمين بانهم اهل التخلف وأهل القرون الوسطى يعتبر تجني على حقيقتهم، فمنذ مطلع فجرالاسلام وفي اغلب مراحل حكمه اهتم المسلمون بالعلوم الطبيعية الى جانب اهتمامهم بالعلوم الانسانية وعلى المنكر فضل المسلمين ان يراجع التاريخ..  فقد ترك الائمة المعصومين عليهم السلام وتلامذتهم تراثا علميا وشكلوا حلقات دراسية واسعة لعبت دورا هاما في تقدم الشعوب وهو دليل على ان الدين قد ترك آثاره وبصماته الواضحة الجميلة في الوقت الذي كانت تعيش فيه اوروبا عصرها المظلم.

شارلمان،  والخليفة العباسي هارون الرشيد

ففي القرن التاسع الميلادي (حوالي سنة 807 م) أرسل الخليفة العباسي هارون الرشيد هدية عجيبة إلى صديقه شارلمان ملك الفرنجة وكانت الهدية عبارة عن ساعة  ضخمة لحائط الغرفة تتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد معين من الكرات المعدنيه بعضها في أثر بعض بعدد الساعات فوق قاعدة نحاسية ضخمة،فيسمع لها رنين موسيقى يسمع دويه في أنحاء القصر.وذلك دليل على ماذكرناه من تقدم المسلمين . وعلى الرغم من صراعات الحكام في ذلك العصرعلى السلطة الا انهم كانوا يقدرون العلم والعلماء  ليستفيدوا في تدعيم حكمهم ووتقوية سلطتهم، وكانت هذه العلوم تصدر عن ائمة اهل البيت وتلامذتهم، ويحتاج ذلك الى بحث خاص لامجال لطرحه هنا.

هل المصلحون يلوثون افكار الناشئة؟ أم المفسدون؟

يخطأ من يظن ان عقيدة الايمان بالمهدي محاولة لتلويث العقول، فهي على العكس تماما، اذ هي التي تفتح العقول لانها تعمل على تشجيع الدعوة الى العدل، وهي عادة ماتشكل مبادئ الثورة على الظالمين والفاسدين .

تكذيب الانبياء لايجدي

ولقد اوردت في بحثي بعض الامور كطلوع الشمس من المغرب، والصيحة من السماء وحدوث خسوف للقمر وكسوف للشمس، وخسف هنا، وخسف هناك، وقد دعى البعض الى السخرية من هذه الحوادث والطروحات وقال ان هذه الدعاوى خرافة،  واتهم الدين بانه مخدر للعقول وان هذه الافكار سطحية ومتحجرة، فلنناقش اذن هذه الامور للوصول الى الحقيقة.

تغير طلوع الشمس ممكن ام مستحيل؟

الاحتمالات العلمية: هناك احتمالين على الاقل فأما الاحتمال الاول فهو احداث انقلاب في اتجاه حركة الارض بالمستوى الافقي وهو ان يتغير الدوران افقيا وبالاتجاه المعاكس المعتاد وهذا الاحتمال ضعيف لصعوبة احداث التغير في السرعة خلال فترة قصيرة ولمدة اربعة وعشرون ساعة اذ يتطلب ذلك تغيير في سرعة دوران الارض عن طريق تهدئة ذلك التغير وياخذ ذلك فترة طويلة.

 وأما الاحتمال الثاني فهو احداث انقلاب في وضع الاقطاب الارضية بالاتجاه العمودي °  180 وهوأن يبقى كل شئ  على ماهو عليه بالنسبة لليوم سوى تغيير في عملية الشروق والغروب ولايتطلب ذلك تغيير مفاجئ في سرعة الارض، ويمكن ان يحدث ذلك في فترة قصيرة بالمقياس العلمي، وقد ناقشت ذلك مع "دكتور مهندس" على مستوى عالي من الفهم للتقنيات الحديثة ومتابع للشؤون العلمية العامة والنادرة، وله بحث خاص في هذا الامور.

 وقد ذكر هذا المهندس ان عملية قلب الاقطاب بالشكل العمودي وبسرعة هائلة لاتؤثر على سرعة دوران الارض بالاتجاه الافقي يجعل الشروق والغروب يتعاكسان ، خصوصا اذا ماأخذنا بنظر الاعتبار ان الشمال والجنوب، والشرق والغرب الجغرافيين الارضيين هما مجرد افتراض اصطلاحي، ولايوجد مايسمى بشمال او جنوب..  شرق أو غرب، وهذا الاحتمال اقرب الى الصواب من الاحتمال الاول.

تفسير اختلاف ظاهرتي الخسوف والكسوف في شهر رمضان قريبا من الظهور

ان المعنى العلمي للخسوف هو وقوع القمر في ظل الارض عندما تكون الارض بين الشمس والقمر وعلى استقامة واحدة، وأما معنى الكسوف فهو وقوع الارض بين الشمس والقمر  حيث تقع الارض في ظل القمروذلك عندما يكونون على استقامة واحدة، وحوادث الخسوف والكسوف امر ألفه الناس، وأما تفسير انعكاس الآيتين فهو يحتاج الى بيان فالمعروف ان الخسوف يحدث وسط الشهر وليس في أواخره فماذ الذي يمكن ان يصيب القمر ليحدث في آخره؟ واحدى الاحتمالات الطبيعية ان يقترب المذنب من الارض ليؤثر على دورتها او حركتها.

التفسير الديني والعلمي للصيحة

 وبالنسبة للصيحة او النداء من السماء فيمكن ان يفسر بالمعجز او بطرق علمية، فصوت جبريل له قدراته وآلياته الخاصة التي نجهلها، ونحن عند ذكرنا لآلات حديثة واختراعات متقدمة فاننا لانستغفل الناس ابدا ولكننا نقرب التصور الى ذهن القارئ، فوسائل الفضائيات مثلا تمكن من وصول النداء الى كل مكان من الارض، ليكون الخبر الذي يؤكد على ان هذا النداء يصل الى الجميع يتوافق مع ماجاءت به الروايات.

علاقة الخسوفات بظهور الامام المهدي عليه السلام

واما حوادث الخسف المحتملة الوقوع في انحاء مختلفة من الدول وجاءت بطريق الخبر التاريخي من الروايات فقد جرت العادة على تصديق حدوث مثل هذه الظواهر الطبيعية ولاغرابة في الامر، وهي في حالة عصر الظهور المبارك ستكون قرينة وعلامة في تشخيص ذلك العصر..   فالكثير من الحوادث الطبيعية اخبر بها الرسل قبل وقوعها وقد ذكر العديد منها في القرآن الكريم كالصيحة او الخسف والريح الصررالعاتية والريح الصفراء ووقوع المسخ في بعض الاقوام الى غير ذلك من الآيات ولامجال لتسطيح الموضوع لان التاريخ حفظها في اذهان البشرية ودونت في كتب التاريخ وشهدت عليها الاجيال.

واخيرا فان الجدال بين المتحاورين العقلاء افضل بكثير من الجدال مع الجهلاء، ولقد قرأنا كيف اسس ارسطو وسقراط وافلاطون افكارهما وافادا البشرية التي اهتمت بمنجزاتهم الفكرية وليس ذلك الا لأن تلك الافكار قد صدرت عن رجال عظماء، وأما مايخرج من افواه المعاندين فليس لنا خيار في ترك الاجابة عليه.

وارجو ان نكون قد اوفينا ببعض ماهو مطلوب ونبهنا الغافلين عن ذكر الله،  وننصح من هو على هذه الشاكلة ان لاينظر بعين واحدة وان لايتصور ان الحقيقة عنده وحده فذلك هو الجهل بعينه .. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الامين وعلى آله الطيبين الطاهرين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com