|
حميد الشاكر
يبدو ان هناك الكثير من داخل العراق وخارجه غير سعيدين بالاستقرار النسبي الذي يشهده العراق اليوم، وخصوصا أولئك الذين بشروا بسقوط العراق امنيا في حال مغادرة قوات الاحتلال الامريكية من المدن العراقية، وكيفية خياب تمنياتهم بزيادة الاستقرار الامني بعد الانسحاب وليس عندما كان جاثما على صدر الناس وادمغتهم في داخل المدن مما ازاد من غيض المراهنين على سقوط العراق حنقا وغيضا وهستيرية لا اخلاقية غير طبيعية !!!. نعم في الداخل العراقي هناك من هو غير سعيد بأن يستقرّ العراق وتأخذ الحياة بالنمو والازدهار بعيدا عن كل الخطابات التي كانت توهم الشعب العراقي وتوحي له: أن العراقيين أناس غير جديرين بحكم انفسهم، ولابد من استمرار وجود المحتلّ كقبة ميزان بين كفتي العراق !. أما في الخارج الاقليمي للعراق فقد بات واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار، ان بعض دول الجوار العراقي ليس فقط غير سعيدة باستقرار العراق بعد خروج المحتلّ الامريكي من المدن فحسب، بل انها بذلت مافي وسعها كالمملكة العربية السعودية والاردن ...... ولفيف من دول عربية أخرى على اشاعة الارهاب والفوضى داخل العراق لبقاء هذه القوات الامريكية المحتلة جاثمة على صدر العراقيين، وبقاء الارهاب لذبح العراقيين كل يوم معها بذريعة او اخرى !. بل لانغالي ان صعدنا من لهجتنا هذه لنقول ان هناك تيار في داخل الادارة الامريكية منزعجا جدا ايضا من فكرة وجود استقرار في داخل العراق، بعد كل هذه التصريحات الامريكية التي اعلنت عن مستقبل صعب واسود ينتظر العراقيين في حال خروج حامي الحمى المحتلّ الامريكي من داخل المدن العراقية، وفجأة يتفاجأ هذا وذاك في داخل الادارة الامريكية بمنسوب استقرار يزيد يوما بعد اخر داخل المدن العراقية يأتي على انقاض انسحاب هذه القوى من جميع المدن العراقية، مما دفع شعور بالاحباط والخيبة لبعض اعضاء في الكونغرس الامريكي من فشل توقعاتهم الوهمية بانهيار العراق بالتمام من اول يوم لخروج هذه القوات، ومن ثم ليتفاجأ هؤلاء بان فكرتهم بعيدة عن الحقيقة في العراق، وما توقعاتهم التي بنوا عليها جميع احكامها وتصوراتهم لعراق مابعد الوجود الامريكي الا سراب نسجته لهم تقارير عربية كتبتها اقلام صدامية لبقاء العراق تحت دوامة العنف باسم وجود الاحتلال ... وهكذا !!. والحقيقة ان السعيد الوحيد اليوم في عراق مابعد جلاء الاحتلال من المدن العراقية هم الاصلاء العراقيون وحكومتهم المنتخبة باعتبار انهم الوحيدون القادرون على تشخيص الوضع العراقي بصورة دقيقة من جهة، وباعتبار انهم على يقين ان وجود هذه القوات داخل المدن والعراق هو سبب اصيل لبقاء دوامة العنف والفوضى الامنية في العراق لاعتبارات واخرى من جانب اخر، ولهذا فرح العراقيون كثيرا بخروج هذه القوات المحتلة من داخل العراق، وابتهجوا فعلا بالرؤية للمستقبل بابهى صوره عندما سيعمّ الاستقرار والامن الحقيقي على ايدي قوات الامن والجيش العراقية لاغير !. الآن هناك من يريد ان يلتفّ على كل المنجز السياسي والعراقي الامني الذي تحقق بايدي العراقيين بعد انسحاب هذه القوى المحتلّة من داخل المدن، ليطرح كرة نار جديد تحاول استفزاز الامن المستقرّ واعادة الهابه من جديد بوجه الشعب والحكومة العراقية، وهذه الكرة وحاملها هما ( بايدن ) نائب الرئيس الامريكي من جانب، وشيطان ( المصالحة ) مع الصداميين كشيطان يحاول اعادة الكرة مرّة اخرى لانقسام العراقيين على انفسهم من جديد !. لماذا يحاول بايدن نائب الرئيس الامريكي من جديد يلعب لعبة التدخل بالشؤون العراقية الداخلية الذي اثبتت التجربة ان العراقيين انفسهم هم الاقدر على ادارتها ؟. وما هي الاجندة الذي جاء بها تحت يافطة المصالحة لفرض الصداميين على العراق من جديد ؟. وهل بايدن من ضمن الغير سعيدين بالاستقرار في العراق لذالك اخرج يده بشيطان المصالحة الوهمية ليعيد كرة الاحقاد بين العراقيين من جديد ؟. وهل المصالحة بمفهومها الامريكي السعودي اصبحت بالفعل عصى موسى كلما اراد العراق ان يستقرّ حركته هذه العصا للوحي لشريحة كبيرة من العراقيين ان الحكومة العراقية هي ضد المصالحة وليس معها ؟.. وهل يبتغي بايدن وغيره من مروّجي الارهاب السعودي داخل العراق بعد ان فشلت جميع المبررات لخلق الاضطراب الامني للعراقيين ان اميركا هي راعية المصالحة لاغير، وهي القادرة فحسب على لعب دور العرّاب للصدميين لعودتهم للسلطة في العراق مما يدفع الصداميين لبيع ولائهم المطلق للادارة الامريكية لاغير ؟. كل هذه اسألة اثارها اصرار الادارة الامريكية بين الفينة والاخرى، وكلما فرغت جعبتهم ورأوا ان الاستقرار الامني بات قريب المنال بالنسبة للعراقيين، أخرجوا هذه العصى الموسوية السحرية لتفعل الاعاجيب بالامن العراقي، والادارة الامريكية تدرك وبايدن نائب الرئيس الامريكي كذالك المشكوك بسعادته في رؤية عراق مستقر يدرك والعراقيين جميعهم يدركون ان لامصالحة مع الصداميين في العراق الجديد وتحت اي مسمى او عنوان او مبرر !. إذن اذا كانت الادارة الامريكية تدرك ان لامصالحة داخل العراق اليوم مع قتلت الشعب العراقي من الصداميين، وهذه الادارة ايضا على يقين ان الشعب العراقي الغى من تفكيره مجرد تخيّل رؤية صدامي ذبح الشعب العراقي لمدة اكثر من خمس وثلاثين سنة واباد خضرائهم على مسرح العراق الجديد سياسيا، وهي تدرك ان فكرة عودة الصداميين والمصالحة معهم تعني الاطاحة بالعراق كله وتقسيمه وعودته الى الحرب الاهلية ...... الخ ومع ذالك تضغط على الحكومة العراقية لتضع يدها بيد الصداميين بالقوّة، فهل يعني هذا التصرف من قبل بايدن وادارته الامريكية غير ان هناك مخطط للعودة بالعراق الى الاضطراب الامني من جديد والاطاحة بالمنجز العراقي السياسي والامني الذي تحقق، وعودة العراق امنيا للمربع الاول ؟. وإلاّ كيف لنا فهم مخططات تيار بايدن في الادارة الامريكية الجديدة وتدخله السافر بالشان العراقي وفرضه لاجندة اجرامية تحاول اعادة صياغة العملية السياسية بفرض صداميين قتلة على العراق الجديد تحت ذريعة المصالحة الوطنية ؟. الا يعلم السيد بايدن ومن يكتب له التقارير الامنية حول العراق : ان مفهوم المصالحة اذا كان يفضي لعودة التدهور الامني وتدمير الاستقرار وسحب البلد الى حرب اهلية جديدة على ايدي الصداميين الجدد ...الخ الا يعلم ان مثل هذه المصالحات غاياتها واهدافها الاولى والاخيرة هي زيادة الفرقة والبغضاء والاحقاد بين العراقيين وليس التقارب والمصالحة والائتلاف بين العراقيين انفسهم ؟. أم ان بايدن وغيره يكونون اكثر سعادة وتحت يافطة المصالحة عندما يروا العراق من جديد وهو ينزلق في اتون حرب شوارع مدمرة واستقرار امني مفقود ؟. على اي حال لايستطيع حمل المسؤولية في هذا الاطار غير العراقيين انفسهم، وعلى العراقيين انفسهم ان يوصلوا رسالة لبايدن وغيره : ان ما تحقق من استقرار امني وتقدم نوعي في العملية السياسية لم يكن الا من خلال الجهود العراقية الخالصة التي تدرك كيف تجلب الامن لشعبها وتتصالح مع ذاتها بلا ان تفقد المزيد من الدماء على ايدي القتلة من الصداميين !. كما ان على العراقيين ان يوضحوا للسيد بايدن : انه كلما رفع شعار المصالحة هو وتياره في الادارة الامريكية بين العراقيين والصداميين، كلما اعطى شحنة وقوّة وامل للصداميين من جديد ان يصعدّوا من عملياتهم الارهابية على حساب دماء العراقيين ليظهروا للعالم انهم موجودون وما زالوا يملكون القوة والفعل الارهابي على الساحة العراقية ؟!. وعليه فليكف بايدن وغيره من انعاش قلب الارهابيين القتلة من الصداميين كلما وصل العراقيون الى ايقافه ؟. وعلى العالم ان يدرك ان العراقيين ماضون باستئصال الارهاب الصدامي القاعدي من واقعهم العراقي والى الابد وتثبيت الاستقرار بسواعدهم الامنية العراقية، وعلى العالم ان لايتدخل او يعلّم العراقيين كيفية بناء استقرارهم الامني، ومصالحاتهم الاجتماعية لأن التجربة اثبتت ان غير العراقيين لايمكن لأي احد ان يدرك الكيفية التي من خلالها يعمل دماغ الانسان العراقي وكيف يفكر وماذا يريد !!!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |