|
طَهروا مُدُنَكُم من رِجس المُحتلين!؟
محمود حمد بعد فتح مكة في الثاني من رمضان من العام الثامن الهجري غسل المسلمون الكعبة لتطهيرها من رجس (الاصنام) و(الاوثان)..وإستدامَت مراسيم غسل الكعبة الى يومنا هذا..كأحد سُنَنْ المسلمين.. يقال ان ( الرشيد ) كان من أكثر الخلفاء حرصا على السعي من عاصمته بغداد لغسل الكعبة إيذانا بموسم الحج! وإن ( المُقتدر ) من الخلفاء الذين نادراً ما يؤدون هذه ـ السُنَّةِ ـ لأنه كان منشغلا طيلة فترة حكمه بذبح (الحلاج)!!؟ يقول العلاّمة إبن الاثير : ( إن القادم الى ارض السواد من جهة كاظمة ـ الكويت اليوم ـ عند صلاة الفجر تملأ أنفاسه رائحة عطريُنعش الروح ..لان ولاة البصرة ـ في القرن السابع الهجري ـ كانوا يرشون دروبها بماء الورد )! لايلتبس عليكم الأمر.. إنهم ـ ولاةَ ـ البصرة (في القرن السابع الهجري)..وليسوا ـ حراس البوابة الشرقية ـ الذين زرعوا البصرة كما العراق بالمقابر الجماعية..أو ـ أعضاء المجلس المحلي المنتخب من قبل الشعب ـ الذين أججوا الفساد الذي ورثوه من أسلافهم في السلطة ـ!..الذين ملأوا ـ ثغر العراق الباسم ـ بالدم والظمأ والأزبال! وميل الانسان الى تطهير ( المكان) من الرجس إرتبط بالانسان منذ تَأَنْسُنِهِ في الكهوف حتى إستيطانه في الفضاء.. ودعوتنا لـ ـ غسل المدن وتطهيرها من رجس المحتلين ـ لاتنحصر بتحويل هذا التيار التنموي لتطهير المدن من رجس (الاصنام والاوثان ) الى إجراءات مادية ملموسة فحسب.. بل تتعدى ذلك الى تطهير النفس من الإذعان للأصنام والأوثان!! ولكي لانُحرِجكم .. وانتم الظامئون بفعل قطع شرايين الفُراتين عنكم بأيدي حكومة ( التنمية والعدالة الاسلامية ) في تركيا .. وحكومة (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) في دمشق.. فإننا ندعوكم الى التَيَمُّمِ!؟ لاشك اننا نعرف ان الفرد يَتَيَمَمْ عندما يندرُ الماءُ.. لكننا لم نسمع إن المدن تَتَيَمَّم! وفي العراق سنجعلُ مُدننا تَتَيَمَمْ بإرادة ووعي أبنائها.. كانت مهمة الرسول واضحة ومحددة : ( إزالة ركام الأصنام من مبنى الكعبة وإزالة اليقين بـ ـ عبادتها ـ من عقول أهل الجزيرة).. وتلك هي المهمة التي تنتظرنا اليوم لتطهير المدن من رجس المحتلين وعَبَدَتِهِم.. فاليوم تفشت الصنمية في عقول وقلوب قطاعات واسعة من أهلنا ..واستبدلوا الإذعان للصنم الواحد بعبادة ـ كتيبة توافقية ديمقراطية ـ من أصنام الطوائف والأقوام..وكأنهم يَرْتَدّون الى ماقبل إصطفاء العرب لـ ـ هبل ـ كصنم أكبر.. فلكل طائفة او عرق اليوم ( وَثَنٌ) في ـ ذمة الله ـ يقدسونه ويبشرون بأقواله ـ السامية ـ ( التي كتبها له انصاف المثقفين ).. ولكل طائفة او عرق (صنم) لايُرَدُ لهُ أمر ولا يأتيه الباطلُ من فوقه أو من تحته!.. ولو أحصينا صور الاصنام التي تلوث وجه العراق من أقصاه الى أقصاه لزادت أضعاف مضاعفة عن عدد أصنام الجزيرة قبل الاسلام! ( في ـ الجاهلية ـ كان الجلد اربعين سوطا للمُتَطاوِّل على الصنم ) .. وفي عُرْفِ ـ حمايات ـ أصنام الطوائف والاعراق اليوم ..فإن الـ ـ الاربعين ـ سوطا لكل ـ مُتَطاوِّل ـ على اصنام الطوائف والاعراق استحالت الى اربعين رصاصة او سيف ذبّاح أمير!!! وكل مايجري اليوم من تجويف للنصوص وتزييف للممارسات ـ الديمقراطية ـ ناجم عن التدافع بين: الأصنام وإرث أوثانهم من جهة وبين الشعب وديمقراطيته المُبتَغاة من جهة اخرى! ولما كان المحتل هو مُنتِج ( دولة الطوائف والاعراق) وحارس أصنامها وراعي عقائدها الإذعانية.. مثلما كانت جيوشه الغازية: قاطرة التغيير..والفوضى الهدّامة..والإطاحة بالدكتاتورية.. فان رجس المحتل لن يزول بانسحاب جنوده من المدن فقط! بل الأهم من ذلك تطهير المدن من رجسه المتفشي في الدولة والمجتمع.. وهذا يقتضي (تقييم ومراجعة) الفوضى والخراب الذي جاء به المحتل في أعقاب الكوارث التي قامت بها الدكتاتورية.. وكأن العراق والعراقيين الذين ذاقوا كل ألوان الضيم والعسف والفقر..تنقصهم محنة الاحتلال وجرائمه .. حتى صار بيت المتنبي ينطبق على العراقيين في كل أزمانهم ومواضعهم.. رماني الدهر بالأرزاء حتى......فؤادي في غشاءٍ من نِبالِ فصُرْتُ إذا أصابتني سهامٌ...... تَكَسرت النِصالُ على النصالِ! لهذا نرفع صوتنا عاليا: طهروا الدولة من المحاصصة.. والمجتمع من التخلف!؟ المحاصصة شرعنة للتخلف أراد لها المحتل أن تُعيد ـ دولة ومجتمع ـ العراق الى عصر ـ الاقطاعيات الدينية والعرقية في اوربا في القرون الوسطى ـ ( حيث كان السكان يعتمدون اعتمادًا كليًا على اللوردات في حمايتهم وإدارة شؤونهم، فكان اللورد بمثابة الحكومة ـ ويكيبيديا ).
التحريض ضد حلف شمال الاطلسي وتهديد امن اوربا! في ديسمبر/كانون الأول 1995 اصبح ( استاذ الفيزياء خافيير سولانا ) الأمين العام لحلف شمال الأطلسي حتى أكتوبر/تشرين الأول 1999. والممثل السامي للسياسة والأمن الأوروبي منذ أكتوبر/تشرين الأول 1999 الى يومنا هذا. والأمين العام لاتحاد أوروبا الغربية منذ ديسمبر/كانون الأول 1999. اليست هذه احدى تجليات نضج المجتمع ومؤسسة الدولة في اوربا ؟! لان ذات الشعارات ـ المعارضة ـ التي كانوا يرفعونها في الستينات اصبحت برامج للإتحاد الاوربي اليوم.. القارة الغنية بتنوعها..السائرة بثبات نحو التوحد بإسم الآلهة الاغريقية ( اوربا).. بعد ان كان الصراع بين بلدانها وشعوبها مصدراً لأكثر الحروب دموية في تاريخ الانسانية..وآخرها الحربين العالميتين الأولى والثانية التي ذهب ضحيتهما عشرات ملايين الناس ودُمِّرَت إنجازات الانسان لآلاف السنين خلالها!. · السيد نوري المالكي يحرص على عدم تفويت أي ( مؤتمر عشائري)!.. ولم نسمع عنه انه حضر ـ يوماً ـ مؤتمرا لمنظمة مجتمع مدني أو حزب سياسي مدني؟؟!!... اليس هذا أمرٌ يحتاج الى التوقف والتحليل وإستنتاج صورة المستقبل التي يريدها ومن حوله للعراق؟! فالمجتمع المدني : إجتماع الناس بعقولهم وارادتهم حول برامج تنموية حضارية لبناء دولة ومجتمع مدني منفتح على العالم المُتصاعد التغيير! والقَبَليّة : إجتماع الناس بعروقهم حول " ارادة شيخ القبيلة " لتأمين مصالحه وللإنكفاء نحو جغرافية ورؤية ضيقة! · طهرو مدنكم من التخلف: لأن المدن حاضرة أهلها والمُعَبِّرُ عن مدى تقدمهم..أو عن إنحاط السلطة التي تحكمهم! ..منذ ان أدرك الانسان أهمية انشاء بيئة تفاعلية يَتطور بها ويُطوِّرُها..ويُدَوِّن روحه الثقافية مادياً من خلالها.. فالتخلف مستوطنة التطرف والتطرف حاضنة الارهاب! ودعاة الإرتداد الى دولة التخلف ( دولة الطوائف والاعراق ) هم الساعون لبيئة التطرف التي تنتج الارهاب ( أدركوا ذلك أم لم يُدركوا)! ولهذا ندعو الى: · تطهير البنية الأساسية المتخلفة بـ..التنمية الشاملة! · تطهير الاقتصاد العشوائي بـ ..دعم وتطوير الإقتصاد المحلي الإنتاجي! · تطهير التخلف التقني بـ..بالاستعانة بالتقنيات المشاعة في كل اسواق العالم الرقمية والمباشرة ( دون الإرتهان للشركات الاجنبية)! · تطهير أجهزة الدولة من الفساد بـ ..الشفافية والإعلام الحر! · تطهير الثقافة المجتمعية بـ..حرية الرأي والتعبير! · تطهير المدينة ـ القروية ـ بـ..التَحَضُّر المدينِّيْ! · تطهير البيئة الملوثة بـ..إستئصال أسباب الأوبئة! · تطهير المناهج الدراسية بـ..العلوم والثقافة المُنتِجة! · تطهير الوظيفة العامة بـ..ذوي الكفاءات! · تطهير التَدَنّي في الأداء الانتاجي الوظيفي بـ..الخبرات العراقية الكفوءة والمؤهلة في ( بلدان الغربة ) وبجميع الاختصاصات! · تطهير الشوارع بـ..التشجير والتزهير! · تطهير الساحات العامة بـ..إزالة صور الاصنام عنها! لنجعل من هذا العام عاما وطنيا للتطهير من رجس الإحتلال وأوبئته الى أن يحين موعد إستئصال آخر جندي محتل نهاية عام 2011 !؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |