|
حميد الشاكر
الكذب سياسة المنافقين !. منذ زمن ليس بالقصير والعالم العربي خاضع لكذبات وكذبات تاريخية يقرأها كل يوم ويؤمن بها في كل حين، الا ان المشكلة في عقلية انسان عالمنا العربي انه ليس فقط خدع بكذبة واخرى في التاريخ وحتى اليوم، بل ان مشكلته الحقيقية انه عندما كُذّب عليه الكذبة سرعان ما آمن بها انها حقيقة مطلقة صالحة لبنيان الايمان والمقدسات عليها، وبعدما اصبحت الكذبة جزء اصيل من معتقد ومقدس الانسان العربي أكتشف متأخرا انها كذبة، وانها نفاق وانها زيف لاحقيقة لها، عندئذ وقع في اشكالية معقدة بين ان يرفض الكذب ويتحمل عملية هدم جميع مقدساته وعقائده التي بناها على هذه الكذبة !. وبين ان يستمر في الكذب وان يكذب ويختان نفسه ليقع في ازدواجية ان نفسه متيقنة من حقيقة الكذبة الا ان ظاهره يأبى ان يراه الاخرون وهو يتنازل عن مقدساته وما كان يعتقد فبقى على العزّة بالاثم الى اخر حياته !. الصداميون اليوم هم أولئك النفر الذين ورثوا وصية وتراث وثقافة الكذب من اسلافهم السابقين، ومع انهم يدركون حقيقة ( ان حبل الكذب قصير ) الا انه ليس امامهم من حيلة الا ارغام الناس على التصديق بكذبهم حتى ولو كان على سبيل النفاق او الارهاب او القوّة والبطش !. صدام حسين المقبور شيّد حياته كلها على كذبة، لكن الشعب العراقي يدرك ان صدام حسين مجرد كذبة منافقة وقبيحة وسرعان ماسوف يبين عوارها، الا ان انسان العالم العربي وباعتبار انه انسان لايدرك في حياته من فن السياسة والتدبيرغير الكذب من منطلق ان السياسة حرب والحرب خدعة كما افهموه المنافقين على اساس انها سنة نبوية فسرعان مارحب بالكذبة الجديدة المسماة صدام حسين ليضيفها الى قواميس الاكاذيب التي تقوم عليها حياته ومقدساته، ليصدّق بها ويدافع عنها وليشنّ حربه الشعواء ضد الشعب العراقي وكتفا الى كتف مع صدام حسين !. مضت الايام وبان حبل الكذب الصدامي في غزوه للكويت وتهديده للعرب وتدميره لوحدتهم وضرب شعبه بالكيميائيات ودفنهم في مقابر جماعية .... وهكذا، لكن بقي الانسان العربي في حيرة، بين ان يعترف بانه صدّق وآمن بكذبه اسمها صدام حسين ليكون شماتة لعقلاء العالمين، وبين اصراره بالقوّة على ان الكذبة هي الصدق المبين حتى وان كانت كذبة مفضوحة انتهت بصدام حسين البطل القومي العربي ان يهرب من ارض المعركة وينزل في حفرة لمجاري الصرف الصحي لايعيش فيها حتى الجرذ الاجرب والوسخ والوضيع !. انتهى صدام بشنقه وبكى عليه بعض العرب المنافقين لفقدهم واحدا من عشيرة المنافقين الذين برع في فن الكذب وتسويقه كحقائق للعالمين، وجاء دور الصداميين الذي تفلقت رؤوسهم من بيض الكذب والخديعة الذي وضعه صدام في حفرة الصرف الصحي قبل ان يغادر الحياة، ليفقس فيما بعد ويخرج منه: حارث الضاري والدليمي والعليان ومحمد الدايني والبغدادي والزرقاوي .. وباقي جوقة المنافقين ليمارسوا نفس الهواية في الكذب، وليصدقّهم نفس الاعراب الذين ادمنوا حب وعبادة وتقديس الكذب للكذب لاغير !. رفعوا شعار ( مقاومة المحتلّ الاجنبي ) وايضا الشعب العراقي يدرك الكذبة والكاذبين والنفاق والمنافقين وعابدي الاسطورة وصانعيها فلم يصدقهم، الا انه مثلما ان العراقيين لايؤمنون ويقدسون ويعتمدون على الكذب والزور، هناك من الاعراب من اصبح الكذب من مقدساته وعقيدته، وهو هبل الجديد الذي يعبد من دون الله في هذه الارض، ومعنى دفاعه عن الكاذبين في العراق انه يدافع عن معتقداته في الحقيقة فانبرى للدفاع والدعم ومناصرة الكاذبين والمنافقين في ذبح العراقيين ونشر الارهاب بينهم والترويج لاكاذيبهم من خلال اعلامه البترولي الموبوء !. شكلّ الصداميون الكذبة مع بعض الاعراب من الوهابية والقاعدة السعودية جبهة وتحالف المنافقين لمناهضة الشعب العراقي باسم المقاومة ومحاربة القوى المحتلة للعراق، ويوما بعد يوم حتى وصل العراق والعراقيين لانسحاب المحتل من المدن العراقية بالتمام كمرحلة اولى تهيئ لانسحابه في 2011 م من العراق كله، لكن المشكلة تبلورت في بقاء الاعراب والصداميين حتى بعد خروج قوى الاحتلال الاجنبية من المدن يقتلون في الابرياء من العراقيين وخاصة من المدنيين الكسبة والفقراء والمعدمين والنساء والاطفال والشيوخ وغير ذالك ؟!. بانت ايضا ومرّة اخرى كذبة الكاذبين ووصل العالم الى نهاية حبل المنافقين، واكتشف العالم من العاقلين كم هم اولئك كانوا من المنافقين الذي روّجوا لكذبة مقاومة المحتل من قبل الصداميين حتى تبين انهم ليس في وارد قتال ومقاومة غير العراقيين، لكنّ هل من سبيل للاعراب من التراجع عن الايمان بهبل كذبهم المبين ؟. لا ليس هناك من بدّ لبعض العرب من البقاء على الايمان بالكذب وتقديس الصداميين من منطلق ان الاعتراف بوجود كذب سيهدم البنيان والعقائد والمقدسات من القواعد، ويرجع عبّاد الكذب والخرافة والنفاق الى اسس واسس بنت البنيان من الاساس على الكذبة الكبرى في الاولين، ولهذا بقيَ الاعراب على ايمانهم بالكذّابين من منطلق ان الكذب عندما تحوّل الى عقيدة من الصعب الاعتراف بانه كان كذبة من الكاذبين !. حارث الضاري شيخ المنافقين والكذّابين من الصداميين، كذب كثيرا على العربان المجانين، كذب بوعوده لهم ان العراق طعمة له ولعشيرته فقط اذا تمّ دعمه بالمال والسلاح لينشر الارهاب والذبح بين العراقيين !. وبالفعل فتحت خزائن البترول السعودي الوهابي، وهيئت فضائيات واعلاميات الخليجيين ليقول ويحرض فيها كيفما شاء، ومضت السنون والسنون، والارهاب الحارثي في العراق مستمرا، والذبح مقاصله قائمة ... بلا فائدة تنال ولاوعد يتحقق ولاوعود تنفذ من حارث الضاري للعربان !. هل اكتشف العربان كذبة الكذّاب حارث الضاري لهم ؟.. ام انهم لايستطيعون الا تصديق الكذّابين امثال صدام حسين وحارث الضاري بسبب ان شريعة الكذّابين واحدة وما صدام والدليمي والضاري الا مفردات في عقيدة الكذّابين الكبيرة، فلاضير ان انتفض كذّاب لكذاب او ناصر دجّال اخيه الدجّال !. وعد حارث الضاري شيخ الكذّابين والمنافقين الاعراب ان النصر قادم لمجرد خروج المحتل، وان العراقيين سيهربون مع حكومتهم المنتخبة مع المحتلّ ليبقى العراق يقوده الكذابّون والمنافقون لاغير، وفقط الوقت والزمن هو الذي سوف يثبت صدق وعد الكذّاب حارث الضاري للعربان الكذّابين ؟. خرجت قوات الاحتلال من المدن، وبسطت الحكومة العراقية سيطرتها الامنية على مدن العراق، ودحرت الارهاب، ولاحقت المجرمين، واحتفل الشعب بيوم استعادته لسيادته الجزئية على امل الاستكمال .....الخ، وغاب حارث الضاري طائرا الى لندن بلد الاحتلال والمستعمرين !. هل وعى العربان كذب شيخ الكذّابين حارث الضاري سيد المنافقين ؟. أم انهم لايستطيعون الا ان يصدقوا كذب الكذّابين من امثال حارث الضاري وغيره باعتبار ان الكذب شريعة الكذّابين وبما ان بعض الاعراب قامت اديانهم على الكذب فالصدق عندهم كفر وشيطان اصبح عندهم بينما الكذب والكذابين ايمان وملاك ولابد من دعمه ونصره الى اخر الايام والسنين !. اليوم يعد الصداميون العربان الكذّابين ان النصر قادم لامحالة على العراقيين بعد ان تزول دولتهم وتهرب حكومتهم، ويموت جميع شعبهم، ويهلك جميع نسلهم وترمل جميع نسائهم وتيتّم جميع اطفالهم وتبور ارضهم وتقلع سمائهم .. فهل سيصدق الاعراب الصداميين ايضا بعد ان تيقنت نفوسهم بكذب الصداميين ؟. أم انه ليس امام العرب العربان الكذّابين سوى تصديق المنافقين ليدوروا في حلقة مفرغة كلما انتهى حبل كذبة اخترعوا غيرها لتستمر حبال الكذب الذي لاتوصل الى شيئ من الصدق ؟. نعم ان حبل الكذب قصير لكت حبّال الكذابين لاتنتهي، لكن الله سبحانه عدو الكاذبين، ووعد السشعب العراقي ووفى بوعده فهل وفى الصداميون بوعدهم للاعراب المعتوهين ؟!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |