قصيدة "لعبة الكريات الزجاجية" ...

 

خلدون جاويد

"من روائع الصدف في حياتي اني اتممت هذا اليوم كتابة  قصيدة مهداة الى هيرمان هسه، وقد ركنتها الى حين يأتي وقتها فقصائدي الكثيرة تقف في المدرج تنتظر التحليق واذا بي انتبه وانا اعيد قراءة الغلاف الخلفي للكتاب لعبة الكريات الزجاجية ، بان عيد ميلاد الكاتب هو اليوم 2 تموز من عام 1877 اقسم اني اسعد كائنات الأرض اليوم . لأني كتبت له وانتبهت  ليوم ميلاده وسارعت لتحيته بالنشر في ذكراه" .

 

هيرمان هسه معي على طاولتي

سنديانة ورد لايذبل على مد العصور

هيا نتحدث ياهيرمان عن كاستاليا

ألا ترى اننا نتسلق ذراها كل يوم

في روحانية ٍ على هيأة ٍ ما

الى جبل يسوعي

كأن لاندخر ونحرم البؤساء

كأن لانرتدي في الحياة ثوبا ً زائدا ًعن الحاجة

الى مراقي أبي ذر حيث الجوعُ شبعٌ

والظمأ ارتواء .

هيرمان هسه العظيم

نحن اصدقاؤك

نحن في كل مكان

نلعبها تلك الكريات الزجاجية

في الفن والموسيقى والفلسفة

والعطاء والتأمل

التساوق الروحي هو فلذة الصدق

الابداع كينونة الهارمونيا الصادقة

الحضارة بلا مأساة فاوستية ، فيوض محبة

لكن ... اين انت ؟

ألا ترى ان جوبيتر فاوستي في مفقود ملتن

وغسلين الجحيم ؟

واذا لم يكن هناك جوبيتر

ألا ترى ان اليوتوبيا كذب

والصدق في ما قاله شكسبير

" الحياة حكاية خرافية يتلوها رجل معتوه ! "

انا الآخر لا اخفيك تناقضاتي الحبيبة

فأنا مع كنشت مثلما انا مع بلينيو

انا مع الكاستالي انا مع الفاوستي

انا مع الروحاني الابداعي انا مع الحضاري التحرري

انا معك في حيرة المصائر

لكني مع الحوار الصاخب في مدرسة الاذكياء

الكاستاليا اكاديمية الصفوة

بلى الروح لها اعمدة شاهقة

والمادة لها فيورباخ

ما اروعه الاستاذ الذي دعا كنشت وبلينيو

الى التقابل الى التحاور

الى المناظرة

لقد تحول كل ضد الى مضاده

الروحاني تغزل بالمادي

والمادي عشق الروحاني

واستحالت المدرسة " كاستاليا " الى كونشرتو !

هيرمان هسه العظيم

ياسابقا عصرك

ان اغلب اكاديميي بلادي الآن هاربون من الإرهاب

الى خارج الوطن

ناهيك

عن مزوري الشهادات العلمية

من جيف القمامات " اللآدينية " !!!

اغلب تجار بلادي سراق او قتلة

والتلاميذ على الأرض لعقود عديدة

الأيتام والمتشردون وابناء الشوارع عدد النجوم

من اين لنا مدارس

حتى تكون لنا " كاستاليا "

عندنا دوكما وتحيّز وطائفية

وحزبية وحلبات ومهارشة ديكة

لا توجد لدينا مناظرة الأ بالسيوف

وبالمدفع الرشاش

من اين تأتي لنا كونشرتو الافكار والجميع على صواب !

ايها الفذ

ان قراءة لعبة الكريات الزجاجية

إعلاء لمهذبية الكون وسلامته .

 *******

-  هيرمان هسه: ولد في المانيا في 2 تموز 1877 . تجنس بالجنسية السويسرية عام 1923 له روايات عديدة وقد حصل على جائزة نوبل عام 1946 وتوفي في 1962 .   

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com