|
الاعلام الكوردي متى يخرج من شرنقته؟
محمود الوندي في كل العالم يتطور الاعلام نحو الاحسن بسبب تطور آلياته وكوادره المهنية بحيث يستفيد من تجاربه السابقة لان من الأبجديات الواجبات الاساسية للاعلام هو التعبير عن الراي العام وتوعية اللأمة والحفاظ على كرامتها، ونقل الاحداث والوقائع بصورة حقيقة الى المجتمع والتركيز على اظهار جوانب النقص والقصور ومكامن الخلل في اداء الحكومة ومؤسساتها وتسليط الضوء على ما تحقق من انجازات، ومن ناحية اخرى يكون الاعلام الواجهة الحقيقية للدولة ضد الاعداء مثل الجيش ليحمي الوطن والشعب من الاعتداء الخارجي ولهذا يسمى بالسلطة الرابعة، ان يحافظ ويدافع عن شعبه ووطنه من الاعتداء الاعلامي الخارجي وان يقف ضد الاعلام المعادي وجهاً لوجه المضاد والـرد عن الادعاءات الكاذبة التي تصدر من الاعداء بحق شعبه ووطنه . كلنا نعرف ان الاعـلام الحر تعبـر نعبيرا واقعيـا عن الاوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات، بل يترجم رأي الشارع العالمي او المحلي حول السياسات والموقف من الاحداث المختلفة والمتنوعة ان تكون داخل بودقة المؤسسات الحكومية او خارجها . وانه الحلقة الاساسية بين الشعب والحكومة . في حين نجد الاعلام الكوردي وقد تأخر في تطويـر اعلامه، لعدم تقديم البرامج الترفهية او الثقافية بصورة جيدة اوالافكار الجديدة والمفيدة الى المجتمع الكوردي او الكوردستاني، ومن جهة اخرى بقى صامتا وساكتا امام اعداء امته، وانه لم يرد على الاعلام المضاد والكاذب من اعداء الشعب الكوردي بل يأخذ موقف المتفرج ازاء ما نسمعه من أكاذيب وأفتراءت بحق شعبنا الكوردي من قبل بعض الاطراف الحاقدة والمغرضة ولقاء التهم على الكورد وتبرئة الارهابيين الحقيقين عن جرائهم مثال ذلك ما حدث من اعتداء على اخواننا المسيحين في الموصل عندما تم اتهام الشعب الكوردي، ومثال آخر من أرض الواقع قبل ايام ما حدثت جريمة بشعة في ناحية تازة خورماتو بانفجار الشاحنة وقتل وجرح اكثر من مائتان من الابرياء وجلهم من الاطفال والنساء، ورغم معرفة الجاني الا اننا نسمع ترويج وتهويل الاعلام المضاد بوجهة ضد الكورد، وعلى رغم ذلك تقديم حكومة اقليم كوردستان المساعدات الطبية السريعة عندما اعلن عن الحادثة وكما استنكر من قبل جميع الاطراف الحكومية والشعبية تلك الجريمة البشعة، ولكننا لم نسمع برد الحقيقي من الاعلام الكوردي على هذه الاتهامات والافتراءات . الاعلام الحقيقي من يستطيع ان يقدم لمجتمعه الافكار الجديدة والتحليلات القيمة ويعتمد على المعلومات الموثوقة ومن خلالها يعالج ويفهم الاحداث بصورة دقيقة، ويكتشف الجقائق ويعلنها من دون ان يلتفت الى هذا وذاك . ويجب ان يحمل الاعلام رسالة شريفة وأمينة باسم الفكر والمهنة بعيدا عن مصالح نفعية . الاعلام الكوردي بائس تمام البؤس، لانه بعيدا كل البعد عن معاناة شرائح المجتمع الكوردستاني، لا يعبر عن الوقاع المضني ملتزما وأمينا وصادقا، قد وصل في اغلبه الى درجة التفاهة والبشاعة، ونجد من يسمون أنفسهم اعلامين ومحللين سياسيين ومخرجين ومنتجين ومؤلفين لا يعرفون إلا اللف والدوران من دون أن يعلموا الآساليب الجديدة والمبتكرات الرائعة ويفتقدون الثقة الكاملة .. بسبب بسيط هو أن الاشخاص غير كفوفئن وبعيدين عن أية مهنة ومصداقية طارئين عن مهنة الاعلام الكوردي، لا تفقهمون معنى الكتابة، ولا اصول النفكير، ولا طرق الحوار، ولا اساليب الحديث . فكيف يمكننا أن نتخيل دور الاعـلام إن غدت بأيـدي هؤلاء وابتعاد المهنيين والاعلامين الكفوئين عن الاعلام الكوردي . والتي ترتقي ما يسمى الاعلامين الى البرامج الثقافية والاجتماعية الهابطة والمتكررة وبعض الاحيان ترتقي الى الاكاذيب والمبالغة الواضحة التي يستهزئ بها المشاهد او القارئ لا سيما إذا كان على معرفة بالموضوع او الحدث . وانا اقترح واطالب لمعالجة بشكل موسع هذا الاعلام واخراجه من شرنقته .. من أجل أن نستعيد النزعة البنائية والحضارية والمدنية التي لا سبيل لمجتمعنا وتقدمه وازدهاره الا من خلال تطوير الاعلام وتنسيب رجل المناسب في مكان المناسب . والعمل على انقاذ ما يمكن أنقاذه .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |