حجم ضحايا حزب البعث الحاكم في العراق  - 4 -

 

محمود الربيعي

mahmoudahmead802@hotmail.com

مقدمة

الجرائم التي ارتكبت ضد الانسانية

لقد أتسم حزب البعث بالطاعة حزبه العمياء لقياداته و ارتكب الكثير من الجرائم ضد الانسانية طوال حكمه العراق كما يعرف المراقبين، واستخدم في حروبه اللاانسانية مختلف وسائل القتل والدمار في قمع المعرضين له من الاكراد والشيعة وأستخدم الاسلحة الكيمياوية ولجأ الى حروب الابادة الجماعية، وقام بحملات اعدام جماعية كان من اكبر مظاهرها وشواهدها الحية تلك المقابر الجماعية التي ملئت ارض العراق، واستخدم هذا النظام من خلال حزبه كل وسائل التعذيب داخل السجون والمعتقلات التي كانت مكتضة بسجناء الراي من المعارضين الشيعة والاكراد والتركمان والاحزاب السياسية السنية التي لاتوافق حزب البعث في منطلقاته وسياساته المخالفة للدين والتقاليد.

وكان من مظاهر الجرائم اللاانسانية حروبه العبثية التي أودت بحياة الالاف المؤلفة من البشرعندما شن حربين ظالمتين ضد الجارتين المسلمتين ايران والكويت، وكان من نتائجها اثقال العراق بديون وتعويضات لاطاقة للبلاد بمثلها الحقت الضرر الفادح بالعراق وبشعبه، واساءت الى سمعة العراق وجرت في نهاية المطاف العراق الى الاحتلال الذي أدى الى دماره اكثر العراق لم يشهد له التاريخ مثيلا والذي كان ضحيته الكبرى ابناء شعبنا الكريم الذي اعطى من الشهداء مالم يعطه شعب من ابناء المعمورة وماأشبه الذي جرى على العراق بما جرى على اهالي مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين.

ان مقدار الضحايا الذين ماتوا وأوذوا وأعيقوا وسجنوا لايعد ولايحصى، فالاحداث الدامية كانت جزء من طبيعة النظام البعثي الدموي وقد استخدمنا مصطلح البعث لان الحاكمية كانت لحزب البعث من قيادة قومية وقطرية الى مختلف المؤسسات الامنية والاستخباراتية والحزبية وغيرها وكانت كل هذه الاجهزة تخدم النظام.

ضحاياه من الحزب الشيوعي العراقي

ففي عام 1963 شن الحرس القومي وهو احدى تشكيلات حزب البعث في العراق حملة من المداهمات والقتل بصورة في المناطق التي يتواجد فيها منتسبي الحزب الشيوعي الذي كان يعتبر عدوه في تلك الفترة وأعدم العديد من قادته وزج اعضاءه في السجون والمعتقلات، واستمر على هذا المنوال طيلة فترة حكمه ولم يسلم الحزب الشيوعي من كيد وغدر حزب البعث له وهذا الكلام ليس دفاعا عن الشيوعيين ولكن تقرير لواقع وحقيقة حزب البعث الذي حاول ان يعقد معه تحالفا صوريا لاجل ان يكشف جميع اوراق الحزب الشيوعي وهو ماحصل بالفعل.

ضحاياه من حزب الدعوة والتنظيمات الاسلامية

لقد كانت هناك عدة تنظيمات اسلامية شيعية تعمل داخل العراق لاستقطاب الشباب المسلم ومنها حزب الدعوة ولكن حزب البعث هاجم جميع تلك التنظيمات وزج بأعداد هائلة في السجون والمعتقلات وأعدم كثيرا منهم، ولكن الحزب تستر على اسماء تلك التنظيمات لكي لايؤثر ذلك على منتسبيه داخل العراق ولايثير بهم الخوف فاطلق على كل من انتشب الى حزب شيعي بانه كان منتميا لحزب الدعوة وهذا خلاف للحقيقة، فقد تشكلت العديد من الاحزاب داخل العراق وبقيادات مختلفة ومنهجية مختلفة وان كانت تتشابه في الخطوط العامة للحركة الاسلامية، ولم يبق بيت شيعي في العراق الا وأعدم أو اعتقل او سجن منه واحدا من افراده على الاقل، وحتى ان الكثير من العوائل لم تعلم بمصير ابناءها المعدومين اذ لم تستلم جثة ولاخبر حتى كشفت عن هذه الجرائم المقابر الجماعية.

ضحاياه من الاكراد والتركمان

كما شن حزب البعث حملتة على الاكراد لغرض اخضاعهم للسلطة المركزية الدكتاتورية ولكن من دون جدوى وقدم الشعب الكردي العديد من الضحايا،  وزج  حزب البعث الحاكم الالاف منهم في السجون والمعتقلات وقام الحزب بتهجير الاكراد من مناطقهم،  واستخدم السلاح الكيمياوي وهو من الاسلحة الستراتيجية، في مدينة حلبجة التي راح ضحيته الالاف من الابرياء كان من بينهم الاطفال والنساء والشيوخ.. كما لم يسلم المعارضين التركمان من بطش هذا الحزب، وطالهم شرر ناره بأعدام قسم منهم  وزج البقية من المعارضين في السجون والمعتقلات.

حملات تسفير يهود العراق

وقام حزب البعث بتسفير اليهود العراقيين من العراق الى اسرائيل، وكان هذا الاجراء مضرا جدا بالعراق فقد قدم خدمة كبيرة لاسرائيل والحركة الصهيونية لانه بذلك يكون قد هجر العقول والكفاءات التي استفادت منها اسرائيل والحركة الصهيونية..  وقد سفر اليهود العراقيين دون رغبة منهم لاعتزازهم بوطنيتهم وانتماءهم الوطني للعراق، كما انه لاصلة لهم باسرائيل، فاليهود بالنتيجة عراقيون لادخل لانتماءهم الديني بالسياسة فيمكن لليهودي أن يتحول الى مسلم او الى مسيحي وبالعكس، وهي مسألة عقائدية ليس لها علاقة بالسياسة.

تسفير الشيعة الكرد الفيليين، والشيعة العرب ممن يحمل الجنسية العراقية

وسفر حزب البعث العديد من الشيعة الكرد الفيليين والشيعة العرب بحجة انهم تبعية من اصل ايراني وبطريقة غير انسانية حيث صادر اموالهم المنقولة وغير المنقولة بغير حق، ورماهم على الحدود واحتجز العديد من شبابهم في المعتقلات لاجراء التحقيقات السياسية معهم، ومعاملتهم معاملة قاسية.

ضحايا الحروب العبثية مع الجارتين ايران والكويت

ثم بدات سلسلة الحروب العبثية عندما شن النظام البعثي حربا على الجمهورية الاسلامية في ايران راح ضحيتها اعداد كبيرة من الطرفين نتيجة نزوات حكام البعث على الرغم من اتخاذ النظام الجديد في ايران خطوات كانت لصالح العرب والقومية العربية.

ضحايا النظام البعثي في الوسط والجنوب والشمال

وكان من جملة المتضررين من سياسة حزب البعث محافظات بغداد وبابل والنجف وكربلاء وديالى وكركوك ومحافظات الجنوب كواسط وذي قار والقادسية والبصرة، وكذلك المحافظات الشمالية كالسليمانية وأربيل ودهوك والموصل وكانت الدجيل وحلبجة امثلة لضحايا العنف الذي ارتكبه حزب البعث بحق المواطنين.. كما نؤكد ان بعض المدن التي كان ولائها قويا للنظام تم استخدام العنف ضد معارضي الحزب في تكريت وسامراء والانبار.

مؤسسات الجيش والجيش الشعبي أستخدمت كو انتفاضة الجنوب.. لماذا؟

سائل لحجز المعارضين

وبسبب الظلم والممارسات القمعية التي واجهت المواطنين في المعارضة التجأ الكثير منهم الى مختلف الدول مبتعدين عن الاجراءات القمعية والخدمة الاجبارية في الجيش والجيش الشعبي التي استخدمت وسيلة للاستعباد والزج في حروب ظالمة وغير مجدية واصبح حقلي الجيش والجيش الشعبي بمثابة معتقلات ووسائل لحجز المعارضين.

انتفاضة الجنوب عام 1991.. لماذا؟

ان خروج كافة المواطنين ومن اغلب المحافظات ماذا يعني غير المطالبة الشعبية لتغيير النظام الذي ارهق المواطنين بالقيود واثقلهم بالحروب والنزاعات، وبدلا من ان يعقل النظام الاخطاء التي يرتكبها لجأ الى استخدام كل وسائل العنف التي ظهر بعضها على شاشات التلفزيزن وأظهرتها المحكمة الجنائية.

احوال السجناء

ان الوضع الذي مر به السجناء في العراق مأساوي لم يشهد له التاريخ مثيلا، وكان كل شئ يجري في السر فقد كان السجناء الاحرار يعيشون ظروفا تعيسة من القهر والتعذيب والحرمان ويفترشون الارض وفي اياديهم السلاسل والقيود ويتناولون يوميا وجبات الضرب بالهراوات الخشبية والكهربائية والتعليق بالمراوح السقفية وقلع الاظافر وكوي اجسام المعتقلين  بالكاوية الكهربائية،  ويملأ رؤوسهم القمل والبراغيث والحشرات، ويشربون الماء الحار في الصيف، ويتغوطون ويبولون على انفسهم لمنعهم من ارتياد المرافق الصحية، وملابسهم ممزقة يمنعون من الاغتسال في الحمامات، ومحرومون من لقاء عوائلهم، يهددهم السجانين بالقتل كل ساعة الى غير ذلك من الوسائل التي لاتعد ولاتحصى من السباب والشتائم والحبس الانفرادي، وأرسال بعضهم طرودا لاكتساح الالغام في جبهات القتال او رميهم من الطائرات اثناء الحرب العراقية الايرانية.

اوضاع المحاكم العسكرية والمدنية

واما حال المحاكم فلاتختلف عما كان يجري في السجون والمعتقلات، فالتحقيقات صورية تتمثل بالتعذيب والتوقيع على اوراق لايعلم مامكتوب فيها، فالعيون معصوبة..  وفي كل الاحوال لابد ان يذوق المتهم كل انواع التعذيب قبل ادانته لكي يعترف على مالايعرف والمهم ان يدان المقبوض عليه لانه شيعي او كردي لايحب النظام ولكي يقبض المحقق والقاضي راتبه والامتيازات التي يحصل عليها حسب الرؤوس المعارضة.... الخ.. وأما هيكل المحكمة السياسية فيتمثل بالعبيد وهم على رتب عسكرية عالية وهم خدم وبيد وتجري المحكمة على شكل مسرحية معدة سلفا تبدا من قراءة الاتهامات وشن التهديدات وتنتهي بصدور القرارات الجائرة.

ضحايا الحصار الاقتصادي

ونتيجة للسياسات الرعناء زج البعثيون العراق في حصار لم يظلم فيه غير شعبنا العظيم الذين كان صبره مثلا يضرب لبقية شعوب العالم حيث اصابهم الجوع والمرض والخوف والحرمان لسنين عديدة اشترك فيه النظام الدولي والنظام الحاكم وهما الطفان المسؤولان عن ضحايا الحصار الجائر.

ضحاياه بعد سقوط النظام.. كيف ولماذا؟

وما أكثر ضحايا البعث من العراقيين قبل الاحتلال وبعد الاحتلال، فقد كان حزب البعث نموذجا فاشستيا فريدا من نوعه مارس طيلة فترة حكمه كل انواع الاضطهاد ضد الشعب، ولم يكتفي هذا الحزب بأفعاله قبل السقوط لكنه تمادى في تدمير البلاد حتى بعد السقوط وكان السبب في قتل الآلاف من الابرياء بحجة مقاومة المحتل واعطى بسبب تلك المقاومة الذرائع الكافية لقوات الاحتلال بالبقاء مدة اطول، وهو الذي كان سببا رئيسيا في دخوله، ولازال بعضهم يحلم بالعودة.

ادارة النشاط الارهابي من الداخل والخارج

وبسبب الاحلام التي تراود قياداته في الخارج استمر الحزب وبعنوان المقاومة لممارسة نشاطاته العنفية التي اعتاد عليها ايام حكمه ليدير شبكة الارهاب من داخل العراق وخارجه بعد ان وجد ملاجئ وحواضن تؤويه في دول لها مصالح في احداث الفوضى وزعزعة الامن داخل العراق، وقد اتجهت هذه الدول بالمشاركة مع عملائها في زرع الفتنة الطائفية واستخدمت كل وسائل القتل والدمار الذي طال الابرياء من المواطنين مستغلا اموال العراقيين التي هربها ووظفها كوسيلة للعصابات والمنظمات الارهابية كرواتب نقدية ومكافآت على جرائمهم التي يرتكبونها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com