|
المقدمة السياسية: الشجاعة في ان بختار البعثيون الحل الوطني الذي يتوافق مع رغبات الاكثرية قال الامام الحسن بن علي عليهما السلام " الشجاعة هي الجرأة على العدو والنكول عن الصديق"، وأما الجبن فهو الجرأة على الصديق والنكول عن العدو". والافعال الشجاعة هي أن تكون أليفا مع أهلك وأخوانك وأسدا على أعدائهم، وأما اذا أنقلب الامر لتكون أسدا وحشيا مع أهلك وأخوانك ومعينا لأعدائهم فذلك هو الجبن بعينه. ومن أفعال الشجعان قتال الاعداء في الميادين، وبعسكه فان الجبناء يقفون دائما وراء الجدر ووسط الخمائرالتي ينشرون فيها اباطيلهم.. والمنافقون هم اخطر طبقات المجتمع، والعدو الظاهر خير وافضل من العدو المستور، وفي العقدة العراقية الصعبة استفادت هذه الطبقة من العمل داخل العراق وخارجه وجعل العراق يعيش وضعا ماساويا يحزن له الصديق ويسر له قلب العدو وهذا بالضبط مافعلته العصابات المجرمة طيلة الاعوام المنصرمة التي اتخذت من قتل الاطفال والنساء والشيوخ والشباب ورقة سياسية لتحقيق مآربها في العودة الى السلطة. الشعب يريد الحرية ولايريد عودة البعث، ولابد للبعثيين من مواقف واضحة تجاه جرائم حزبهم ان من طبيعة الشعوب كره السلطة التي تفرض نفسها بالقوة.. ولقد جرب الشعب العراقي حزب البعث اكثر من ثلاثين سنة وعرفه جيدا! فماذا يريد هذا الحزب بعد كل ماأقترفه من الجرائم؟ أيريد العودة بعد ان عرف القاصي والداني حجم ضحاياه.. ونحن لانعتقد بأحتمال عودته مطلقا فذلك مخالف للسنن التاريخية، فحكمه الظالم كان مرحلة.. وانتهت.. خاصة بعد ان ذاق الشعب طعم الحرية والديمقراطية. لقد عاش الحزب على التقارير التي تقصف الظهور، وزج بأفعاله الآلاف من المواطنين في السجون والمعتقلات، وأعدم الكثيرمن معارضيه، وطارد الناس في كل مكان، ولم يسلم حتى اللاجئ في الخارج من تلك التقارير والملاحقة والتصفية فمتى يصحوهذا الحزب؟ ألم يحن الوقت لأظهار الندم ومساعدة الشعب للخروج من محنته وترك حالة الجريمة المستمرة؟ البعثيون يحتاجون الى فعل وطني يعبر عن ندامتهم فهل تحرك البعثيون باتجاه التصالح فمنذ ان سقط النظام لم نشهد للبعثيين تحركا وطنيا بالاتجاه الايجابي خصوصا من الذين كانوا لايوافقون على سلوكيات النظام.. وكنا نتوقع ان الاحساس الوطني سيحرك النخبة الرافضة لممارسات الحزب نحو الاندماج مع رغبة الشعب في اسقاط النظام.. ولكن وبعد سقوط النظام لم حتى ولو بمظاهرة واحدة او بيان يعبر عن اسفهم لما فعله النظام بحق ابناء الشعب. وكان يفترض ان تكون هناك محاولات جادة من قبل البعثيين على المستويات المختلفة بعد السقوط لتغيير مسار الحزب بالاتجاه الايجابي الذي يحقق نوع من المصالحة الجادة لكن ذلك لم يحصل.. وقد يكون احد الاسباب هو استمرار تهديد قيادات حزبهم المنهار مما أضعف حماسهم وحركتهم بالاتجاه الصحيح، لكن ذلك لايشكل عذرا مقبولا. البعثيون يتحملون مسؤولية تاريخية عن الجرائم التي ارتكبها الحزب وهم مطالبون بالتخلص من العناصر المجرمة والمطلوب من البعثيين الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء الابرياء وكانت انتماءاتهم لاسباب مختلفة تحمل المسؤولية التاريخية أزاء ماحدث من جرائم ارتكبت بحق ابناء شعبهم المظلوم، وبالخصوص البعثيون الذين تضرروا أنفسهم من النظام السابق وفقدوا أحبة لهم من الاقرباء والاصدقاء، وكان عليهم ان يكونوا أحرارا كما فعل البعض منهم وأن ينصروا شعبهم وقت المحنة. ان تنظيف الحزب والتخلص من مجرميه داخل الحزب سيخلق موقفا مشرفا يفتح صفحة جديدة من التسامح، وعلى الشجعان منهم أن ينفتحوا على الاعلام ويشاركوا شعبهم أصطفافه الوطني والديمقراطي. البعثيون بحاجة الى مواقف وطنية وشعبية صادقة ان اتخاذ المواقف الصحيحة باتجاه البراءة من افعال القيادة التي كانت تحكم العراق يسهم في رد الاعتبارات الوطنية داخل الصف الوطني العراقي ويخلق اجواءا جديدة من العمل الجاد للمساهمة في بناء الوطن والحفاظ على سيادته واستقلاله، لكن البعثيين لم يتخذوا لحد الآن موقفا واضحا من عملية اسقاط النظام يتبرؤن فيه من افعال قيادتهم المسيئة. مشاعر البعثيين جامدة وهم بحاجة الى موقف شجاع يعلنوا فيه البراءة من افعال قيادتهم ومن الافضل للبعثيين أن يفهموا ويتفهموا حقيقة مايجري على الارض من خروج الملايين في عملية الانتخابات والتصويت على الدستور ضمن اجواء الديمقراطية.. أليس هذا يعني رفض الشعب لحكمهم!.. وكان ينبغي ان يكون هذا الفعل دافعا الى تغيير تصوراتهم والعمل على تصحيحها. ان مشاركة بعض المعارضين البعثيين لدكتاتورية الحزب، جاءت بنتائج جيدة، جعلتهم يشاركون في السلطة باسماء وقوائم لاتحمل اسم الحزب، واسهم ذلك في دعم العملية السياسية.. لكن البعثيين في الداخل لم يكونوا بمستوى الحدث ولم يتفاعلوا بشكل صحيح يظهر حسهم الوطني المطلوب، واستمروا على مواقفهم المؤيدة للحزب وقيادته المسيئة، مما جعل ابناء الشعب يحسون بالنوايا السيئة للعودة والانتقام، وقد كانت خطتهم ومنذ البداية اطالة امد الاحتلال لممارسة عادة القتل اليومي للمواطنين وتخريب البنى التحتية للبلاد ومن ثم العودة الى السلطة. الموقف البعثي السلبي من سقوط النظام؟ ألا يحب البعثيون أن يكونوا أحرارا ولم يبدي البعثيون حالة فرح بزوال النظام، ولايزال الحزب يمارس نشاطه السري في الداخل والخارج ويدعم اجهزته القمعية مدعوما من قبل بعض الانظمة الظالمة التي لم يسرها هذا التغيير، ولازالت قيادات الحزب تهدد من لايستجب لارادتها كما ظل بعض البعثيين حبيسي هذه التهديدات. ان الخيار الوطني يفرض على البعثيين الخروج من عنق الزجاجة، وعليهم ان يجتهدوا في تحرير انفسهم من قيود الحزب ولكي يعيشوا احرارا، وعليهم الدخول في العملية السياسية الديمقراطية فرادى مسالمين لامتآمرين. شروط مشاركة البعثي في العملية السياسية والشرط الوحيد لمشاركة البعثي في العملية السياسية هو التبرء الصادق من افعال حزبه المنهار والدخول بشكل فردي تاركا عنوانه الحزبي، ومن دون تآمر، وان لايشارك في اية اعمال تخريبية، وعليه ان يسهم جادا ومخلصا في عملية البناء والاعمار، وان يحافظ على سلامة ارواح المواطنين وان يسعى لحقيق الاستقلال الكامل والسيادة عن طريق الوحدة الشعبية. ألاجهزة الامنية البعثية مطالبة باعلان التوبة، واتخاذ قرار اعلان حل الحزب؟ ان جميع افراد الاجهزة الامنية والاستخباراتية مطالبون باعلان التوبة الصادقة، واثبات النوايا الحسنة، والعمل من اجل الحق والعدل والحرية ومن اجل الاستقلال والسيادة الكاملة وعليهم ان يساعدوا العدالة في تنفيذ اجراءاتها بحق كل من يثبت انه اقترف جرما فهذه هي سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. حاجة البعثيين الى اعلان حل الحزب والتوجه الى مشروع بناء الوحدة الوطنية واخيرا فاننا نوجه نداءنا الى كل العراقيين الذين انتموا الى هذا الحزب بالعودة الى رشدهم واتخاذ قرار عاجل باعلان حل الحزب من الداخل، والتوجه الى عملية البناء والاعمار، وجمع الكلمة التي فيها خلاص العراقيين جميعا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |