|
الترويج لتصوير العراق خربة .. أعلام صدامي حاقد!
حميد الشاكر
منذ أيام السقوط الاولى لطغاة بغداد من الصداميين القتلة وحتى اللحظة الراهنة والعراق الجديد واقع بين رحتي الطحن الاعلامية التى ليس لها شغل شاغل الا تشويه صورة العراق الجديد وباي وسيلة كانت !. طبعا هذه حقيقة لايمكن لأحد انكارها : إن هناك جهود صدامية داخلية وخارجية تضافرت مع دول عربية اقليمية وغير عربية على رسم لوحة لعراق مابعد الصداميين القتلة على اساس انه خربة مهملة وفساد له اول وليس له آخر وفقدان أمان وطمأنينة وانتشار ارهاب وسرقة، وفشل حكومة وضعف برلمان وتفكيك بنية دولة ...... وهكذا حتى الوصول الى القول :إن بعد حكم الصداميين في العراق لايمكن قيام عراق جديد وحرّ ومزدهر ومتقدم ومستقر ومنفتح ومتماسك وموحد !. نعم مايؤسف له ان هناك ايضا أقلام وفضاء اعلامي ليس هو صدامي، ولاهو ممن يدفع بالعراق ليصل الى مرحلة الموت الواقعية، الا ان هذا الاعلام المقروء والمرئي والمسموع وتلك الاقلام واخص منها بالخصوص الاقلام اليسارية العراقية والاخرى التي تدعي الليبرالية ولحقيقة انجرافها لمصالحها السياسية الانانية، ولعدم سرورها برؤية عراق متلوّن الاطياف السياسية وخاصة منه الطيف الاسلامي المشارك الحيوي في ادارة العملية السياسية في العراق الجديد، هذه الجهات والتيارات السياسية العراقية ايضا هي من ضمن من يحسب على المنجرفين او المساهمين الفعليين في طحن العراق الجديد واظهار جميع ملامحه على اساس انها بؤس وتخلف وانحدار وتسافل وانهيار ووساخة وفساد لاغير في العراق الجديد مابعد حكم الصداميين، مما تساهم هذه التراكمات الاعلامية المتضافرة بجهود الصداميين من جهة ودول الجوار العراقي الطائفية العنصرية من جهة اخرى، مضافا لها الخط القديم السياسي اليساري العراقي المنتحر على ذاته والكاره لكل شيئ داخل العراق اليوم بتثبيت حقيقة : إن العراق بلا حكم الصداميين القتلة لايمكن ان يصبح عراقا حرّا مستقلا معمّرا ونظيفا وقويا !!. نعم من المؤسف ان تنسجم مصالح اعداء العراق الجديد مع مصالح احزاب تدعي الوطنية والغيرة على الشعب العراقي، الا انها في المقابل لاتبقي وسيلة لطعن العراق الجديد في شريان الحياة لحركته وسمعته بين الامم الا استخدمتها لذبح العراق من الوريد الى الوريد !. صحيح عراق ماقبل وبعد صدام خربة مهملة وبلد مدمّر، وصحيح تماما ان عراق اراد ان ينجو بشعبه بنفسه واطفاله وشبابه ونسائه من محرقة الصداميين بعد سقوط عصابة البعث في بغداد، لكن الارهاب لم يمهله الفرصة لذالك فاعاد الكرّة عليه ليدمر ماتبقى من العراق ويجهز على اخر انفاسه في الشوارع وفي الازقة والمدارس والاسواق بقنابل الانتحاريين والسيارات الوهابية المفخخة ...، وصحيح ان دول جوار عربية كانت في امس الحاجة لذبح العراق بعد صدام قبل ان يتنفس النفس الاول من عبير الحرية بعد صدام وحكم جلاوزته وعشيرته، وصحيح ان هناك من العراقيين اصحاب صفات النذالة والخسة ارتضوا لانفسهم ان يكونوا ابواق وخدم لدولار البترول الاسود لتشويه كل المنجز العراقي ومهما كان شكله، وصحيح ان هناك حتى من قطع مياه الشرب على العراق الجديد ليعلن عليه الحرب الناعمة ويزيد من امراض العراقيين وعطشهم وتصحر ارضهم وانتقام الغبار والتصحر من انفاسهم ليقال اين الامس وبركاته الصدامية واين اليوم وعذاباته العراقية، وصحيح ان الداعي رائد عملية التغيير في العراق قوات الاحتلال ليست هي على حال يؤهلها لتمام الرضا عن عراق جديد بثوب غير استعماري خاضع بالتمام لاجندات قوات الاحتلال ............ الخ، كل هذا صحيح وتمام مئة بالمئة في عراق مابعد صدام وحكمه الارهابي وحزبه المنحط، لكن الا يكون من الصحيح ايضا ان نقول ان سبب مآسي العراق في الماضي وفي الحاضر اليوم هو عملية مخطط لها لقتل العراق من قبل اعداءه لاغير !؟. أليس من الصحيح ايضا ان يدرك من يتحدث بشعارات الوطنية العراقية ان سبب مآسي العراق وتخلفه في الخدمات وتردي وضعه الاقتصادي وشيوع حالة الفوضى الامنية وانتفاء روح الاطمئنان من ساحة الشعب هي نتائج طبيعية للتخطيط الاجرامي الاعلامي والارهابي المسلح والاقتصادي .......الخ الداخلي والخارجي ضد العراق وشعبه، وليس فقط تقصير حكومته العراقية المنتخبة لاغير !؟. أليس من العدل ان نرى في العراق شيئا جميلا بالفعل مع وجود نفايات وخدمات غير متوفرة بالشكل المطلوب وفساد مالي واداري، وغبار وتصحر ... وغير ذالك، أليس من العدل ان نقول ان العراق فيه حرية في المقابل وانسان ينام في ليل ونهار وهمه كيفية طلب الرزق ليوم غد وليس التفكير بكيفية قضاء الليلة بدون توقع نزول المخابرات على داره بحجة الاشتباه وطلب القبض عليه، او اعتقال زوجته الى حين تسليم نفسه لاجهزة الامن البعثية ؟. أليس من العدل ان نقف كتفا الى كتف مع العراق الجديد لندعم من مسيرته ونأخذ بيده لنتخطي محنة الارهاب من جهة ومحنة مخططات الاعداء وازمات الاقتصاد والتخلف الثقافي الاجتماعي لتتفرغ الدولة لتوفير الخدمات والارتقاء بدخل الفرد وبسط الامن وفرض القانون ؟. أليس من العدل ان نخجل من انفسنا امام معيشة انساننا العراقي المطحون ألماً وفقرا وبؤسا وعوزا نحن القابعون في اوربا والمترفون بنعيم امانها وكيكها ولانقارن حدائق اوربا بصحراء العراق وعواصفها الترابية احتراما لمشاعر الانسان العراقي ؟. نعم بلدنا العراق بعد خروجه من هلوكوست حكم العشيرة الصدامية هو بلد من العالم العاشر وليس العالم الثالث حتى، وفيه كل شيئ مدمرا من جرّاء الحروب والنزاعات والارهاب ودول الجوار الحاقدة على شعبه ومكانه وحركته !. نعم مراكز مستشقياتنا مهدمة، ومدننا قديمة ومهترئة، وازقة شوارعنا متسخة، وطرق البلد غير معبدة، واقتصادنا ضعيف، ومدارس ابنائنا ليس فيها مايصلح لان يكون طفوليا، وحدائقنا متصحره، وانهارنا ليس فيها ماء، وسمائنا مقلعة عن القطر، وارضنا قاحلة من الزرع .... الخ ؟!. وماذا بعد للذين يقارنون حياة اوربا الصناعية بمدينة سوق الشيوخ وشوارعها لتكون سبة على دولة العراق الجديدة وليس في الواقع بسبب دمار الماضي الصدامي اللعين كما يحب البعض تصويره ؟. هل يعتقدون انهم بهذه المقارنة او برسم صورة مأساوية كالحة للعراق الجديد، هم بهذا الاسلوب الاعلامي قد ادّوا ماعليهم من امانة الكلمة في خدمة الانسان العراقي ؟. ام انهم بالعكس كانوا اكثر دناءة وخسة مع هذا الانسان الذي هو بحاجة الى رسم طريق له للخروج من هذه الظلمة والبناء مهما كانت الظروف صعبة وقاسية في معيشته، وليس بحاجة لدعم ماكنة الاعلام المعادية للعراق الجديد وارجاعه الى مربع حكم الحديد والنار حتى يستريح نقاّد العراق الجديد بعدما يمنعون والى الابد من زيارة حتى العراق المتسخ !. نحن ندرك كل هذه الصورة التي خلفها الارهاب العثوهابي الجديد وحكم اكثر من خمسة وثلاثون سنة من الحروب والدمار والدكتاتورية على العراق وشعبه !. وندرك ايضا ان الشعب العراقي والانسان العراقي يستحق افضل بكثير مما هو عليه !. لكن ان يضع اعداء العراق معادلة تعبيد طريق في شوارع العراق أمام سلب حرية الشعب العراقي !. او يضعون معادلة قطرات مياه شرب في نهر الفرات في مقابل عودة الانكشاريين الصداميين للحكم !. او يضعون معادلة الرفاهية مقابل الاستحمار للشعب العراقي كما هو حاصل في دول بترول خليجية !. فمثل هذه المعادلات صعبة جدا على الشعب العراقي !. فلا العراقيون قادرون على بيع حريتهم وادمغتهم للرفاهية المزيفة، ولاهم قادرون ايضا على العيش بلا ادمغة تفكر بالكرامة من اجل ذاك الرغيف !. تمام نحن على ثقة ان في نهاية المطاف سوف يتمكن العراقيون ان يبنوا بيد ويحافظوا على منجزهم الديمقراطي الحرّ باليد الاخرى، لكن هذا لايتم اذا كان ابناء العراق هم من يتبنى اجندة اعلام اعداء العراق الجدد، والذين يحاولون قدر المستطاع تصوير العراق بلا صداميين على اساس انه بقعة خراب ميتة وغير صالحة للحياة ابدا !!!. أما ان اتفق العراقيون فيما بينهم إن انجاز حرية الشعب هو المكسب العظيم لعراق اليوم، وهو الوجه الحقيقي للشعب العراقي الذي سوف يسحب بعده اعمار العراق من جديد ليكسب العراقيون نعمة الحياة المادية والمعنوية في الحرية وفي البناء !. وكذا إن اتفق العراقيون على ترك سمفونية جلد الذات وعدم القبول على الواقع مهما كان، والتفتوا الى عقلية العمل الجاد والتفكير بسؤال كيف نبدأ وليس كيف ننقد فحسب، فعندئذ سيدرك العراقيون ان ليس هناك وقت للتفكر في كيفية وصف الوساخة، بقدر ما انه ليس هناك وقت بكيفة العمل على رفع هذه الاوساخ من الشوارع ونشرع ببناء الحياة من جديد !. ان العراقيين عليهم ان يكونوا بحذر جدي الى ان حجم مَن يريد من اعدائهم ازالة حريتهم وحياتهم ووجودهم ومنجزهم الجديد هو اكبر بكثير جدا من مجرد من يريد من نفس هؤلاء الاعداء ان يبني لهم العراق او يريد ان يرى العراق جميلا ومزدهرا ومنتعشا وقويا، فمن ينتقد اليوم شدّة الخراب في العراق وغياب الخدمات وانتشار الفساد وكثرة الكلاب ايضا في الطرقات ...الخ، كل هؤلاء لو كانوا حقا اصحاب مشروع نهضة للعراق الجديد لما كتبنا حرفا واحدا بهذا الصدد ولدعمناهم بكل مانملك من حبر وكلمات، ولكن كيف بالعراقيين اذا ادركوا ان كل هذه الابواق هي وبصريح العبارة تريد ان تأتي لسلب روح العراق من هذه الزاوية او تلك لاغير؟!. والدليل ان كثيرا من اعلاميات أعداء العراق الجديد تظهر السلبي من الحياة بلا تقديم خريطة للحلول وكيفية البداية والشروع بالعمل من اجل نهضة العراق، بل انها تحاول تشويه الجميل من الوجود العراقي الجديد باسم القبيح منه لتكون بذالك قد عمقت من القبيح وتخلصت من الجميل في هذا العراق المسكين والطيّب والعزيز !. أخيرا نقول : لحن قول النفاق والكذب الاعلامي على الشعب العراقي مختلف عن لحن قول طلب الاصلاح والبناء للعراق الجديد، وعندما يريد ان ينتقد ابناء العراق الاصلاء ظواهر التخلف والتردي والفساد ... في العراق الجديد، فانهم سوف لن يذهبوا لماهو شرعي ومشرق وجميل في هذا العراق لاسقاطه مثل حكومة العراق المنتخبة او برلمانه ممثل الشعب او اجهزته الامنية التي تعطي الدماء في سبيل دحر الارهاب ... وغير ذالك، فمثل هذه الحكومة وهذا المشروع وهذا المنجز هو الوجه الجميل للعراق اليوم، ومن يريد ان يهدم العراق من اعدائه يركز على اسقاط هذا الوجه الجميل او تشويه عمله، وهذا بعكس احباب العراق الجديد الذين يدركون اين مواضع الخلل والتخلف في العراق الجديد فينتقدوه واين مواضع الجمال فيه فيدعمونها بكل قوّة !. ونعم نعم للدولة والقانون وحكومة الشعب المنتخبة وبرلمانه المنبثق عن ارادة الامة ووجه العراق الجميل والطيّب والمنتج !. وكلاّ كلاّ للفساد وارهاب دول الجوار واشاعة الفوضى وتدمير مرافق الشعب وخدماته، والاعلام الحاقد والمريض والمزيف للحقائق !.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |