|
مروة الشربيني .. خير من هؤلاء جميعاً
احمد النعيمي كانت نهاية المرأة المسلمة المحجبة مروة الشربيني، التي ظنت أنها في بلاد تحترم ما تزعم به من تسامح، واحترام للحقوق والحريات الفردية، القتل على يد أحد الموتورين والحاقدين على الإسلام الذي بدأ جريمته وهو يقول : " لا شان لك في هذا البلد " ثم تلاها بثمانية عشرة طعنة من سكينه، وحدث هذا في مكان يفترض أنه مكان يمنع أن يدخل إليه إي سلاح كان، وسط وجود قوات الأمن، الذين أكملوا هذه الجريمة بإطلاقهم النار على الزوج بدلاً من القاتل، فإلى رحمة الله تعالى مروة الشربيني . وهذه القصة المؤلمة تجسد حقيقة مزاعم كل من يدعي أن بلاد الغرب تحترم الحريات، وتؤكد أن الغربيين لا يعرفون معنى التسامح مع الآخر، وهذه الحادثة نموذج عن حقيقة الحقد والعداء الذي يتعرض له المسلمون الموجودون في الغرب، بالإضافة إلى الرسائل التي تصلني من أصدقائي الذين يعيشون هناك، والتي تكشف حقيقة الكره الذي يعانونه من الغربيين هناك، ومن هذه الرسائل واحدة وصلتني من صديق لي يُدعى علي، ويقول صاحبي في رسالته: ".. وهناك نقطة أريد أن أخبرك بها، علماً أنني أتكلم اللغة وبطلاقة، ولو تكلمت مع إي شخص في منطقتي سوف لن يبادره إي ظن أنني لست سوى واحد منهم، ومع هذا كله فهم لا يطيقون اسم علي، لماذا !؟ لأنه اسم مسلم، فكيف الحال باسم محمد !؟ يا أخي والله الناس هنا لا يحبوننا، وأنني لأشعر مرات عديدة بأنني اسرق الهواء الذي يستنشقونه (عبر عيونهم)، ولقد صدق الله العظيم حيث يقول : " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "، ولقد التقيت بإخوة قد هداهم الله إلى الإسلام هنا وسألتهم عن شعوري، فقالوا لي : والله العظيم قبل اعتناقنا الإسلام، كان كرهنا للمسلمين حتى هنا، وأشاروا إلى حلوقهم (جمع حلق) عناية عن الكره الكبير لهذا الدين، ولكنهم الآن إخوة طيبين لهم نشاطات عديدة هنا، المهم الذي أريد أن أوصلك إليه، أننا نحن المسلمون هنا في الغربة نعاني الكثير، فمن غربة الأوطان إلى غربة الدين، إلى غربة التربية والثقافة والتعليم، إلى إلى .. " آه، وهذه الرسالة مرسلة بتاريخ 8 /4 / 2000م، مما يوضح لنا أن العداء من قبل الغربيين للمسلمين لا علاقة له باعتداءات 21 من أيلول، وإن كانت لا شك قد عملت على زيادة حدتها واستفاد الغرب منها من أجل تماديهم في العداء وإظهار البغضاء وبشكل سافر، فالكره قديم والحقد موجود منذ وجد الحق والباطل على هذه الأرض وإن كره هذا كل داع إلى التسامح وكل مطبل للحوار بين الأديان . وأما ما يزعمونه من حريات فهي مكفولة فقط، لكل من يتجه نحو الإباحية والانحلالية وإطاعتهم فيما ذهبوا إليه، فينعم صاحبها بالأمن والهدوء، وذلك كما وصفهم الله عز وجل: "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ " البقرة 109، ولكن أن تتجه إلى التزام الشرع، وتطبيقه في نفسك وأهلك، فإن الحريات تختفي، ويحل محلها العداء والنقمة : " وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ " البروج 8، وليس أدل على هذا سوى ما حصل في فرنسا التي منعت الفتيات من ارتداء الحجاب ونزعته عن رؤوسهن، ثم وصل بها الأمر إلى أن تسخر من الخمار الإسلامي وعلى لسان رئيسها ساركوزي الشهر الماضي، وما تعرضت له مروة من القتل . وكل هذا ليس غريباً على هؤلاء الغربيين الحاقدين على الإسلام، ولكن الغريب موقف أبناء جلدتنا الذين خدعوا بالدعوات والحريات التي تدعيها تلك الدول، فباتوا لا ينظرون إلا بعيونهم ولا يفكرون إلا بعقولهم ولا يأتمرون إلا بأمرهم، وكنا ننتظر أن يقوموا بإطلاق حملات للتضامن مع مروة الشربيني ويميطوا اللثام عن جرائم الغرب وادعاءاتهم الكاذبة باحترام الحريات الفردية، ولكنهم بدلاً من هذا قاموا بإطلاق حملات تندد باعتقال إحدى الصحفيات السودانية وتقرير إقامة تعزيز عليها بالجلد لارتدائها للبنطال، وإقامة حملات أخرى للدفاع عن كل متهجم على الإسلام من أمثال السعداوي وغيرها، كما وصلتني هذه الدعوة عبر رسالة من أحد المواقع، والغريب أنهم يدّعون التمدن ويدعون إلى حرية تدعوا إلى التسامح بمثل ما لحق بمروة الشربيني !؟ ودخلت إلى صفحة هذه الحملة لأفاجأ بتجمع هؤلاء الأبطال المتمدنين وبكل شجاعة ليحاولوا أن يسيئوا إلى ما جاء به الإسلام من شرائع وأحكام واتهامه بعدم التسامح وقمع الحريات ويدعوا إلى تطبيق شريعة الغاب فينا، والغريب كذلك أن هؤلاء لا نجدهم يرفعون حملات التضامن إلا إذا حاول أحدهم أن يعيد الأمر إلى نصابه كما شرع الله تعالى، ولكن إذا ما قتل شخص مسلم كما حدث مع مروة الشربيني – رحمها الله – أو انتهكت حرمات الله تعالى كما يحدث في فلسطين والعراق وأفغانستان وفرنسا وكما تزهق من أرواح كما يحدث الآن في الصين، فإنك لا تجد أحداً منهم يندد بتلك الاعتداءات على الحرمات، واحتلال بلاد المسلمين، وتقتيل الأرواح الآمنة، وانتهاك الأعراض، والسخرية بشرع الله، بل نجدهم كذلك يقفون معهم يشجعونهم، ويطلبون منهم مزيداً من الدماء ومزيداً من السخرية بهذا الدين العظيم، وكأني بهم لا يتواجدون إلا في المكان الذي يساء به إلا الإسلام فقط، أو في المكان الذي يمكن أن ينال من المسلمين بأي شكل من الأشكال، وهنا نجدهم فقط !؟ فهم يستغلون كل حدث ليتم التشهير بالمسلمين والإساءة لهم، فيعملون على بث سمومهم، واتهام الإسلام بظلم للمرأة كما هي عادتهم واسطوانتهم التي لا نسمع سواها منذ أن وجودا فينا، والتباكي على الحرية في الغرب، وإعلانهم أن السفور هو الكفيل بتحقيق الحرية للمرأة، فأقول لكم وهاكم ما يرد مزاعمكم وعلى لسان واحدة من اللواتي عاشت حياة السفور وجربت كل أنواع الأزياء وتعطرت بأفخم العطور ومارست كل ما يحلو لها من رذائل، ولكن بقي إحساسها بحقارة هذه الحياة لا يبارح تفكيرها، إدراكها أوصلها لان تحسد المرأة المسلمة على حجابها وعلى بيتها الذي يسعى هؤلاء لتدميره، فصرخت تحذر المسلمات بأن لا يخدعن بالمزاعم الكاذبة من أن هناك حرية للمرأة في الغرب، فتقول : " .. إن ما ألاحظه، بل أيضا أشعر بشيء غريب داخلي، أنني أشعر بالحسد، أنني أشعر بالانزعاج الشديد بسبب جرائم الحرب والمحن التي عانى اللبنانيون جراءها، ومع ذلك لا يسعني إلا أن أعبر عن شعوري بالإعجاب بقوتكن وجمالكن وحشمتكن، والأكثر من ذلك بسعادتكن . نعم يبدوا الأمر غريباً لكن ذلك حدث لي، فحتى تحت القصف المتواصل، بدت السعادة على وجوهكن أكثر مما تبدو علينا، ذلك لأنكن تعشن حياة النساء الطبيعية، مثلما عاشت النساء دائماً منذ بدء الحياة، فقد كانت هذه طريقة العيش في الغرب حتى الستينيات حين أمطرنا – نفس العدو – ليس بالذخائر الحقيقية، بل بالخداع والفساد الأخلاقي، عبر الإغراء أمطرتنا هوليود نحن الأمريكيات، ذلك عوضاً عن استخدام المقاتلات الحربية أو بالدبابات المصنوعة في أمريكيا، هكذا يريدون معاملتكن بنفس الطريقة بعد الانتهاء من قصف البنى التحتية في بلادكن، وعندها سوف ينتابكن الشعور بالاحتقار كما نشعر نحن، لكن يمكن تفادي هذا النوع من " الأمطار " أن استمعتن لنا نحن اللواتي عانين قبلكن من هذه الإصابات الخطيرة جراء تأثيرهم الشيطاني . كل شيء يأتي من هوليود ما هو إلا مجموعة أكاذيب، وتشويه للحقيقة، ودخان ومرايا، يعرضون الجنس كأنه أمر طبيعي بوصفه تسلية لا ضرر منه لأنهم يهدفون إلى تدمير النسيج الأخلاقي للمجتمعات، حيث يوجهون لهم برامجهم المسموعة، أرجوا منكن عدم شرب هذا السم، فليس ثمة ترياق مضاد لذلك بعد تناوله، قد تستعيدون عافيتكن جزئياً، لكن لن تصبحن كما كنتن من قبل، إذن فمن الأفضل، تفادي هذا السم كلية عوضاً عن محاولة الاستشفاء من الأضرار التي يسببها . سوف يحاولوا إغراءكن بالأشرطة والموسيقى التي تدغدغ أجسادكن، مع تصويرنا نحن الأمريكيات كذباً بأننا سعداء، وراضون، ونفتخر بلباسنا مثل لباس العاهرات، وبأننا قانعون بدون أن يكون لنا عائلات، في الواقع معظم النساء لسن سعداء، صدقوني، فالملايين منا يتناولن أدوية ضد الاكتئاب، ونكره أعمالنا ونبكي ليلاً من الرجال الذين قالوا لنا بأنهم يحبوننا، ثم استغلونا بأنانية وتركونا، أنهم يريدون تدمير عائلاتكم ويحاولوا إقناعكن بإنجاب عدد قليل من الأطفال، أنهم يفعلون ذلك بتصوير الزواج على أنه شكل من أشكال العبودية، وبأن الأمومة لعنة، وبأن الاحتشام والطهارة عفا عليهما الزمن، وإنها أفكار بالية، يريدون لكنّ الرفض وفقد الإيمان، هم مثل الثعبان الذي أغوى حواء بالتفاحة، فلا تقدموا على القضم " ثم تضيف بعد أن تذكر تفاصيل ما تعانيه من حياة : " بالنسبة للنساء الأوروبيات فقد تعرضوا لعملية غسل دماغ كي يعتقدن أن النساء المسلمات مضطهدات، في الواقع نحن اللواتي يخضعن للاضطهاد، نحن عبيد الأزياء التي تحط من قدرنا، ويسيطر علينا هوس وزن أجسادنا، ونتوسل للرجال طلباً للحب . ونحن ندرك في أعماقنا أننا خدعنا، ولذلك نحن معجبات بكن وأنتن مثار حسدنا، رغم أن البعض منا لا يقرون بذلك، رجاءً لا تنظرن باحتقار لنا، أو تفكرن أننا نحب الأشياء كما هي عليه، فالخطأ أنه عندما كنا صغاراً لم يكن لنا آباء للقيام بحمايتنا لان العائلات قد جرى تدميرها، وأنتن تدركن من هو وراء هذه المؤامرة، أخواتي لا تنخدعن، ولا تسمحن لهن بخداعكن، ولتظل النساء عفيفات وطاهرات، نحن المسيحيات يتعين علينا رؤية الحياة كما ينبغي أن تكون بالنسبة للنساء، نحن بحاجة إليكن لتضربن مثلاً لنا نظراً لأننا ضللننا الطريق، إذاً تمسكن بطهارتكن، ولتتذكروا أنه ليس بالوسع إعادة معجون الأسنان داخل الأنبوب، لذلك لتحرص النساء على هذا المعجون بكل عناية " نقلاً عن مقالة إلى أخواتي المسلمات : أن كان لديكن فضول ممارسة الجنس قبل الزواج، جوانا فرانسيس ( كاتبة وصحفية أمريكية )، ترجمة احمد موسى الحايك، إعداد ناصر الحايك، وبتصرف يسير، فهل هذا الذي يمارس بحق هؤلاء عميلة غسل دماغ جماعي !؟ وهل يريدون لعائلاتهم أن تدمر !؟ وما بالهم خدعوا بهذه الحريات الكاذبة، وانجرفوا خلف السراب !؟ أم أن هذه الكاتبة الأمريكية أكثر عقلاً وإدراكاً منهم !؟ ثم أليس غريباً أن تكون هذه التعليقات والأقوال من أناس يدّعون الإسلام، فلا نشتم من خلالها إلا دعوات الغي والضلال، والدعوة إلى حرية لا يُحترم فيها إلا كل منحرف ومنحل !! فإلى إي طريق يريدون أن يقودوا مجتمعنا !؟ وهل ستختار نسائنا نصيحة هذه الملاك أم سيخترن طريق هؤلاء، ليخسرن الدنيا والآخرة !؟ وأما نحن فنقول لكم : إن التزام المرأة المسلمة بحجابها ومنعها من التهتك والعري هو صيانة لها، وعفة، واحترام لكرامتها، وتقديس لكيانها من الأذى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ " الأحزاب 59، سواءً كان في هذا الأخذ بمذهب من رأى أن المرأة كلها عورة وهو ما ذهب إليه جمهور المسلمين، أو من ذهب إلا أن الوجه والكفين ليسا من المرأة بعورة، والحريات في الإسلام مكفولة للجميع، ومحفوظة لغير المسلم قبل المسلم، وما جاء به الإسلام خير للبشرية جمعاء، وما ارتضاه الله عز وجل للناس هو الخير كله، ولن يكون هناك قانون أو مبدأ يحقق هذه السعادة للإنسان إلا من خلال هذه الأحكام والشرائع، وهذا ما لمسه العالم أجمع تحت ظل الدول المسلمة ولست عن مدينة " كسمايو " الصومالية عنا ببعيد، فالإسلام هو دين الحرية والتسامح، ولكن تلك الحريات لا تكون إلا وفق ما اختار الله لنا، لا حريات وفق أهوائنا وشهواتنا، وحتى نكون مسلمين حقاً يجب علينا أن نقول سمعنا واطعنا، ونمتثل لما أمرنا الله به وننتهي عما نهانا عنه، ومن جاءنا بشيء يخالف ما جاء به الله ورسوله رددناه على وجه، كائناً من كان قائله، وأياً كان هذا الذي تشدق به، وهذا ما لم تفهموه أبداً !! وأما التصرفات التي تصدر من بعض المسلمين، الذين فقدت الرحمة كل معانيها في نفوسهم، من الذين ظلموا المرأة وأساءوا لها ولم يعاملوها كما شرع الله، من الذين لم تعرف الابتسامة طريقاً نحو وجوههم، فلا نستطيع أن نفعل لهم شيئاً أن نزع الله من قلوبهم الرحمة !! وابتعدوا عن وصايا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – القائل : " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي " ونسوا كيف كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كالطفل في أهله يداعبهم ويمازحهم ويلاطفهم، وقد كنت أشاهد إحدى البرامج الدينية، واتصلت امرأة وذكرت كلاماً يًبكي القلب ويًدمع العين، وهو أن زوجها غير مبالي بها ولا بعائلته، وأنه لا يحلو له السهر إلا إلى وجه الصبح، ومع من هب ودب من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بفنانين، ولما كبر أبنه بدأ يسلك سلوك أبيه، ويسهر سهراته، وذكرت أن أوضاع أهلها لا تسمح لها بالرجعة إليهم، وأنه لا يصبرها على هذا الأمر إلا حرصها على الأولاد، وبالأخير يخرج هذا الذي تعبت عليه كل هذا الوقت كابية، أمثال هؤلاء بحاجة إلى الجلد والتأديب، والتعزير، فهم ليسوا أهلاً لان يكون لهم أسر أو أطفال – قاتل الله حكوماتنا التي ليس لها أهلية لرعاية دابة فما بالك بأنها راعية لأمة الإسلام – وهناك نساء فرّطن في حقوق أزواجهن وكفرن العشير، وما رعوا هذه الحقوق حق رعايتها، سليطات لسان، خدعتهن تلك الأقوال الزائفات والتي تدعو إليها الحضارة الغربية من خداع وفساد أخلاقي، محجبات كن أم سافرات مائلات مميلات ممن قال فيهن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها، وهي لا تستغني عنه " وقال عليه أفضل الصلاة السلام متوعداً كل سافرة ومتبرجة : " لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ "، وليعلم هؤلاء أنهم يسيئوا إلى الإسلام بتصرفاتهم وأن كل مسلم على ثغر من ثغور الإسلام فليحذر أحدنا أن يؤتى الإسلام من قبله، ليستغلها الموتورون من المستشرقين وتلامذتهم المستغربين من أبناء جلدتنا، الذين يترقبون هذه الأخطاء لينفثوا سمومهم، والحق في هذا أن كل إنسان يخطئ فخطأه مردود عليه ولا علاقة للدين بمن خالف ما جاء به أحكام، ولم يلتزم بها أياً كان هذا المخطئ .. " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ " فصلت 46، ولا يجب كذلك أن يدفعنا هذا الخطأ إلى خطأ أعظم وأمر، وهذا هو الظلم عينه ولكن بطريقة عكسية، تشدد هناك وانحلالية هنا، نعم نحن ضد هؤلاء الذين يسيئون إلى الدين ويظلمون المرأة، ونحن ضد كل متبرجة، وضد كل كافرة لعشيرها، وضد كل من ينادي إلى السفور والانحلال، وضد كل من ترك شرع الله ورسوله، وضد كل من سخّر من نفسه للاستهزاء بأحكام الإسلام وشرعه، فهذين الصنفين : أعداء للإسلام علموا هذا أم لم يعلموا، فالصنف الأول أساء لهذا الدين بأن عمل بما نهاه الله تعالى عنه، وترك ما أمره به، والصنف الآخر دعاة على أبواب جهنم، الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه : " دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلْتُ – والكلام هنا لراوي الحديث – يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا قَالَ هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا " . ما نحتاج إليه هو أن نقوم بوضع أنفسنا في الاتجاه الصحيح بعيداً عن الشد والتراخي، بعيداً عن الظلم لأنفسنا وللآخرين، وبعيداً عن محاربتنا لما جاء به الإسلام العظيم، وبهذا نكون قد أرضينا رب العباد عنا، وفزنا بالدارين، بدل أن نجعل من أنفسنا دعاة على أبواب جهنم، نحمل أوزارنا وأوزاراً مع أوزارنا إلى يوم الدين، ما نحتاجه فقط، وقفة قصيرة مع النفس، دقائق معدودة، وبعدها ليبدأ التغيير، ومعذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |