دعوة ونداء عاجل لكل عراقي وعراقية

 

احمد مهدي الياسري

alyassiriyahmed@yahoo.com

ايها الشرفاء أغيثوا العراق ..

يمر وطننا الحبيب ومنذ فترة من الزمن ونتيجة سوء التخطيط والاهمال المتعمد كجريمة تجفيف الاهوار والحروب واستخدام الاسلحة المحرمة وسوء التخطيط البيئي والزراعي من قبل الطغمة الصدامية المبادة لحالة من التصحر والجفاف وسوء الاحوال الجوية والبيئية والمناخية وتلف وموت الكثير من الاشجار والنخيل والمساحات الزراعية الخضراء ونتيجة لعدم ايلاء هذا المفصل الزراعي والتشجير أي اهتمام سواء من قبل الطغمة الصدامية الفاسدة البائدة اضافة الى ماجرى بعد سقوط الطاغية من تدمير لوطننا الحبيب من قبل اسلحة الحرب المستخدمة من قبل القوات الامريكية والمتحالفة معها وبعدها اتت عصابات الجهل والتخريب الارهابية لتعيث في الارض والبشر والشجر والحجر خرابا وفسادا وايضا نتيجة عدم اعطاء هذا المفصل الحيوي الاهمية المطلوبة والمناسبة من قبل حكومتنا وشعبنا العراقي فضلا عن الخلل الواضح في وصول المياه القادمة من اراضي الجوار الى العراق ..

 إذن نحن امام حالة مأساوية وهناك ثمة جريمة ترتكب وهناك تهاون كبير في هذا المجال ..

وطننا وشعبنا الحبيب بحاجة ماسة لبيئة نقية وهواء عليل وطبيعة خضراء وعراقنا الغالي من الجريمة ان نتركه للموت المريع والتصحر القاتل ومن الجريمة ايضا ان نسمح لنهاية كل ما حباه الله به من خيرات ونعم نراها تزول امام اعيننا ونقف صامتين ومايحصل الان في ارض العراق من غياب للوعي البيئي يشارك فيه المسؤول والمواطن في ان معا ..

نطلع يوميا على تقارير خطيرة في هذا المجال وحينما نزور الوطن نشاهد من الطائرة مايوجع القلب وهناك فارق كبير للغاية بين وطننا وبين الدول المجاورة جميعا وكل من يطل بزيارة على الوطن قادما من أي جهة كانت سواء اوربا او اسيا او من دول الجوار يشاهد الفرق الكبير بين طبيعة الارض العراقية المتصحرة الجدباء وماجاورها وهو امر مروع ومؤلم للغاية ..

خبراء البيئة ومنهم احد المتخصصين في البيئة الاستاذ برهان المفتي اولوا هذا الموضوع الخطير الاهمية المستحقة واليوم وصلني تقرير المهندس المفتي واشعل في صدري كما اشعل في صدور كل العراقيين ممن اطلعوا عليه حسرة كبيرة والم لايطاق فخلاصة التقرير تنعى العراق ارضا وشعبا ان لم نبادر جميعا لحل هذه المشكلة الكبيرة والخطيرة لاتقل اهمية عن الجرائم الارهابية والفساد الاداري لان الامر يخص صحة وحياة كامل شعبنا العراقي ويخص قطاع الزراعة والبيئة والامراض التي تنتج عن هذا الاهمال الكبير ..

لن اطيل ففي تقرير المهندس المفتي مايغني عن أي توضيح وقبل وضع التقرير اوجه هذا النداء العاجل للحكومة العراقية ولعلمائنا الاجلاء ولكل عراقي وعراقية ولاطفال العراق واقول:

اولا : نتمنى ان تعلن الحكومة العراقية وطننا العراق دولة منكوبة بيئياً .

ثانيا : ان تخصص وسائل الاعلام العراقية برامج مكثفة ومتواصلة عن البيئة وكيفية معالجة التصحر بالوسائل الممكنة والبسيطة والعلمية والمتاحة واستضافة الخبراء في هذا المجال لتوضيح المخاطرالمترتبة على هذه الظاهرة الخطيرة واعطاء العلاجات الناجعة والعلمية لحل هذه المشكلة المهمة .

ثالثا : اناشد المؤسسات التربوية وادارات المدارس والمعاهد جميعها وعبر وزارة التربية والتعليم العالي ان توجه برامج خاصة عن مخاطر التصحر في العراق وان يصار الى قيادة و شن حملة واسعة للعمل الشعبي والتشجير وان تساهم فيها جميع المدارس والمعاهد من رياض الاطفال حتى الجامعات ويشارك فيها كل التلاميذ والطلبة والاساتذة وببرنامج منسق وكبير يتم من خلاله التحرك بهذه الجموع في وقت محدد من كل اسبوع مع كل طالب وطالبة شتلة واحدة او فسيل نخلة او أي من الاشجار التي تقاوم البيئة القاسية وان يتم زراعة تلك الشتلات كاحزمة تحيط بالمدن وفي داخل المدن والساحات والتوسع بها خارج المدن لتشكل مصدات حماية طبيعية وان تستمر الحملات على مدار السنة وفي العطل ايضا .

رابعا : اناشد كل عراقي وعراقية صغير وكبير في الاحياء كافة والتي فيها مساحات وساحات امام البيوت وهي في اغلبها مساحات متروكة اغلبها تستخدم كمواقع لرمي النفايات مما يزيد السوء سوءاً وهناك مساحة امام البيوت بعضها ارصفة وبعضها ارض متروكة ونتمنى من مختاري الاحياء والوجهاء والمثقفين في تلك المناطق كل في منطقته وحيه وعبر برنامج تطوعي مكثف وعبر نشر برامج ونشرات التوعية والتثقيف على الزراعة والتشجير واثرها على البيئة وصحة الانسان العراقي وعبر عقد الاجتماعات المحلية في الاحياء من خلال دعوة الاباء والشباب والعوائل والاطفال للاتفاق على القيام بحملات عمل شعبي وتشجير تلك المساحات بالمزروعات والنخيل واشجار الكالبتوس واي من الاشجار المناسبة لهذه الغاية وتحويل تلك المساحات الى قطع خضراء جميلة تــُمتع الناضرين وتفرح الاطفال وتزيد البهجة وتعطي رونقا للحي وان يكون هناك مكافئات لاجمل حي واجمل ساحة وانظف حي وان تكرم العوائل بالتكريم المناسب وخصوصا الاطفال لتشجيعهم على العمل لخدمة الوطن بدل التسكع في الشوارع وضياع اوقاتهم في امور تزيد من معانات عوائلهم ..

خامساً : اناشد ائمة المساجد كافة وخصوصا خطباء الجمعة الاجلاء في كافة انحاء العراق تخصيص مساحة واسعة من خطبهم لهذا الجانب المهم وتوعية المؤمنين والمصلين وهم بعشرات الآلاف يؤمون الصلاة كل جمعة وان يتم الطلب من جميع العراقيين بتنظيم حملة عمل شعبي للتشجير اسوة بالمدارس والجامعات التي وضحنا دورها بهذا الخصوص لكي تتحول الدعوة الى الله عملا صالحا حقيقيا على الارض ينفع المجموع والوطن .

سادسا واخيرا : نناشد الحكومة العراقية تخصيص ميزانية مناسبة لهذه الحالة المأساوية والعمل على شراء البذور والاسمدة والشتلات وفسائل النخيل ليتم توزيعها على المواطنين و زراعتها في الاماكن المناسبة وتشكيل لجنة متخصصة وعاجلة لرسم ووضع سياسة خاصة بالتشجير ومكافحة التصحر وزحف الرمال وايلاء المحافظين جزء من اهتمامهم للعناية بهذا الجانب وتكثيف الاحزمة الخضراء حول المدن وداخل الساحات وفي جهد متواصل عبر تكثيف حملات العمل الشعبي واستغلال العاطلين عن العمل وتشجيعهم على العمل في هذا المجال باجور مناسبة تنفعهم وتنفع الوطن كذلك ..

قد اكون احلم وقد اكون اغرد خارج السرب ولكن الوجع والخطورة شديدة والواجب يحتم علينا ان نقدم لوطننا الخدمة والفكرة التي تنمي في المواطن روح حب وبناء الوطن العزيز وهو اقل القليل كنت اود لو كنت في داخل الوطن لاقوم بنفسي بفعل ذلك وعهدا انني سافعل ذلك في اقرب زيارة لوطني الحبيب ..

ان ما يجري على المواطن العراقي .. الام والاب والطفل والشاب والشابة وكل شئ حي من مآسي بسبب هذه الحالة واتساع رقعة الجفاف وهبوب العواصف الرملية الضارة وخصوصا على كبار السن ومرضى الربو ومرضى ضيق التنفس وباقي الاصحاء ايضا فضلا عن ابادة المحاصيل الزراعية وموت الاشجار والنخيل هو امر يجعلنا في الم ووجع كبير خصوصا وان الحالة تزداد بؤساً وخطورة واتساعا في التصحر والجفاف مما يدق ناقوس الخطر الكبير على الجميع وطناً وشعبا لان ذلك يعني زوال الكثير من المحاصيل الزراعية والضرر الكبير الذي سيصيب الثروة الحيوانية وكلاهما عصب الحياة ومصدر الغذاء الرئيسي في أي بلد ومجتمع وتدميرهما يعني المزيد من الاعتماد على الاستيراد وهدر الثروات وتحطيم للبيئة ..

الراي العلمي والموقف الذي قاله المتخصصون في هذا الموضوع اضعه لكم بهذا التقرير للمهندس العراقي العزيز برهان المفتي وضع من خلاله النقاط على الحروف اتمنى ان اكون قد ساهمت معه ومع الخيرين من المتخصصين في هذا المجال الحيوي والمهم لتعزيز هذه الحملة الوطنية الانسانية الاخلاقية يستحق وطننا ان نجتهد من اجل جعله بقعة خضراء رائعة وان يعود اسم العراق ارض السواد لكثرة الاخضرار فيه بدل ارض الجفاف والغبار والارهاب ..

اليكم تقرير المهندس البيئي الاستاذ برهان المفتي بهذا الخصوص :

حيث حذر المهندس العراقي برهان المفتي من أن البيئة في العراق قد تغيرت وتدنت إلى مستويات غير إنسانية، وان نوعية الهواء في العراق هي في مستويات غير بشرية تماما ،داعيا الى عقد مؤتمر بيئي دولي في العراق.

واوضح كبير مهندسي البيئة برهان المفتي في نداء مفتوح وجهه الى المنظمات العالمية وعلماء البيئة والمهتمين اليوم الاحد، انه ومنذ فترة ليست بالقصيرة، تمطر السماء على العراقيين دقائق غبار أحمر وهي بأحجام صغيرة جداً تدخل بين مسامات أوراق الشجر والزرع فتقتل الزرع المتبقي في البساتين العراقية العطشى، وتقتل ما بقيت من أشجار الحزام الأخضر والذي يتألف من أشجار السرو الإبرية الأوراق واليوكالبتوس التي تكون أزهارها دقيقة.

واشار الى ان تلك المساحات قد ابيدت أو في طريقها للإزالة بسبب جفافها وعدم قدرتها على الإيض الغذائي من اوراقها بعد أن صارت مغطاة بطبقة لزجة من دقائق الغبار الأحمر.

وشدد على إن نظافة البيئة ونوعيتها في أية بقعة من العالم هي مسؤولية إنسانية مشتركة وليست مسؤولية فردية، وقد شهدت البيئة العراقية نكسات متعاقبة وقرارت خاطئة متوالية، منذ قرار تجفيف الأهوار في الثمانينيات القرن الماضي، ثم طحن البيئة الصحراوية العراقية بسرفات الدبابات والمكائن الثقيلة في حرب والغبار المشع من اليورانيوم في 1991، وبعد ذلك الغزو الامريكي في 2003 وما جرى ويجري من تدمير للطبيعة الجغرافية العراقية في الجنوب العراقي، وقبل ذلك كله، قطع أشجار النخيل العراقية التي كانت تكسي شواطىء مدينة البصرة أيام الحرب العراقية الإيرانية لتسهيل عمليات الرصد.

واضاف إن كل تلك العمليات قد جعلت البيئة العراقية رخوة غير قابلة للصمود حين هبوب أقل الرياح سرعة، فتحمل معها دقائق طينية (وليست ترابية) حمراء ثقيلة الكثافة ولكنها صغيرة ودقيقة الحجم، إلى مسافات بعيدة من الجنوب العراقي إلى الشمال العراقي، وهي في طريقها تلك، تقتل الأشجار والزرع، وتلوث الهواء، وتعرض حياة مئات الآلاف من البشر للخطر بسبب نوبات الربو، مع إمكانات المستشفيات العراقية المتواضعة في معالجة مئات آلاف من حالات الربو الأسبوعية.

وتابع إن ما يجري في العراق، إشارة واضحة أن البيئة في العراق قد تغيرت وتدنت إلى مستويات غير إنسانية، وان نوعية الهواء في العراق هي في مستويات غير بشرية تماما، وتستطيعون التأكد من ذلك بأخذ عينات مختبرية من هواء مدينة تتعرض إلى الغبار الأحمر، وحللوا تلك المكونات في أي مختبر عالمي لتعرفوا حقيقة ما نتنفسه نحن في العراق، ونطلق الآن من مدننا نداءاً إنسانيا لكم لما معروف عنكم من حرفية مهنية والعمل التطوعي في خدمة كوكب الأرض، وكما أعتقد، أن العراق مصنفة ضمن دول كوكب الأرض ولا زلنا نتقاسم الكوكب معكم، فالمسؤولية مشتركة، والواجب أن نتعاون جميعا لوضع حلول تطبيقية عملية لإنقاذ البيئة في العراق من التدهور الخطير .

وبين المفتي ان ما زاد الأمور كارثة أخرى، أن العراق يواجه موجة جفاف غير مسبوقة في تاريخه منذ خمس سنوات ولا زالت، كما أن مستويات نهري دجلة والفرات قد وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة في السجلات العراقية بسبب مشاريع السدود العملاقة في دول المنبع.

ودعا الى اطلاق حملة دولية باسم (كوكب واحد.. مسؤولية مشتركة) والتحضير لمؤتمر بيئي دولي في العراق واعداد دراسات بيئية عالمية لتقييم مستوى التلوث البيئي في هواء العراق ولتعلن مؤسسة ناشيونال جوغرافيك عن مسابقة لذلك كما تفعل سنويا في إستدراج وتقييم مشاريع إنسانية تهتم بالإنسان والبيئة تحت مسمى جائزة رولكس الدولية.

واعرب المفتي عن رجاءه وامانيه بأن تجد دعوته جوابا للعمل من أجل بيئة نظيفة، ولترك ذكرى حسنة للاجيال القادمة من "أننا أصلحنا ما أفسده الآخرون، وكنا أمناء واوفياء لأمنا.. كوكب الأرض"...... انتهى التقرير . 

ختاما نناشدكم ياغيارى العراق شيبا وشبانا واطفالا ومسؤولين وعلماء ومتخصصين .. انها ارضنا وانه وطننا وعراقنا وشعبنا يعاني الموت البطئ لا بل الزحف القاتل السريع ولو اجتمعت كلمتنا على الاتفاق على القيام بهذه الحملة الانسانية الممكنة الواسعة والمتواصلة حتى تكتسي ارضنا بالخضرة والجمال فاننا سنكون قد قدمنا خدمتين عظيمتين معا الاولى لوطننا باحياء ما بدأ يدب فيه الموت والتصحر والجفاف والثاني هو تعزيز وحدة الصف من اقصى حدود العراق الشمالية حتى اخر متر في الجنوب ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب وحدة الصف التي تقول ان وطننا واحد وشعبنا واحد وهمنا واحد واننا نتصدى للخطر المحدق بالجميع بجهد جماعي وشعبي واحد ولتكن هذه هي البداية نفقئ بها عيون الحاقدين والمارقين والجهلة الفاسدين ومن يراهنون على اننا شعب من الممكن ان يموت او يتمزق او يتفرق ولتوحدنا هذه المحنة الكبيرة يعاني منها الجميع دون استثناء . 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com