|
إيران من الثورة الخمينية إلى الثورة النجادية
د. شاكر النابلسي -1- لم يفز الرئيس أحمدي نجاد بادئ ذي بدء بالمقعد الرئاسي الإيراني في رئاسته الأولى عام 2005 ، وكذلك في رئاسته الثانية عام 2009 بطريقة ديمقراطية على الطريقة الغربية. فالديمقراطية الإيرانية ليس كمثلها شيء. وهذا هو سرُّ الخلاف على هذه النقطة بين إيران والغرب. فمن بين أكثر من بين ألف مرشح، وهم الذين سجلوا أنفسهم للترشيح لمنصب الرئاسة، يحصل ثمانية أشخاص فقط على التصديق الرسمي من المرشد الأعلى كشرط للترشح. ويكون المرشحون كلهم من الرجال، بالرغم من أن النساء يمثلن 52.1 بالمائة من مجموع السكان طبقاً لآخر الإحصائيات. ويقول الباحث السياسي الإيراني أمير طاهري، أنه يمكن للمرشد الأعلى شطب أي اسم أو الاعتراض على القائمة بأكملها. وإذا ما سمح للمرشح بالترشّح في الانتخابات وفاز، فلا يوجد ضمان انه سيتولى منصب الرئاسة، إذ يجب أن يقر ّ المرشد الأعلى نتائج الانتخابات وأن يصادق عليها ، فيما يمكن أيضاً للمرشد الأعلى، الذي يبقى في منصبه مدى الحياة، طرد الرئيس بإصدار فتوى بذلك، باعتبار أن منصب "المرشد الأعلى" وهو المنصب الذي أسسه الراحل آية الله الخميني لديه سلطات دستورية غير محدودة. فبغض النظر من فاز في الانتخابات، فإنه لن يكون سوى عضو ضمن حاشية المرشد الأعلى الواسعة. ورغم هذا يقول مهدي خروبي، وهو واحد من بين اثنين من الملالي الذين كانوا مرشحين في انتخابات الرئاسة 2005: نظامنا مثار حسد الشعوب في جميع أنحاء العالم. ويقول هاشمي رافسنجاني ، المرشح الآخر: جمهوريتنا الإسلامية هي نموذج للإسلام بل للإنسانية. مع اعتلاء أحمدي نجاد سدة الرئاسة السادسة 2005 ثم السابعة اليوم، وقيام مظاهرات الاحتجاج التي شملت العالم كله تقريباً احتجاجاً على نتائج هذه الانتخابات، أصبح الشأن الإيراني هو الشأن الشرق أوسطي الأكبر والأهم بالنسبة للعرب والغرب على السواء، إلى الحد الذي طغى فيه الشأن الإيراني على الشأن الفلسطيني. ولذلك كله مبررات كثيرة. ولكن المبرر الأكبر هو أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد جاء ليقود ثورة حقيقية شاملة في إيران، وهو الآن يقود هذه الثورة التي تعتبر برأينا أكبر من الثورة الخمينية 1979، وأعظم أثراً. -3- ما هي خطوات الثورة النجادية منذ 2005 إلى الآن وحتى 2013؟ 1- إذا كانت ثورة الخميني قد حوّلت إيران من نظام إمبراطوري شاهنشاهي إلى جمهورية إسلامية، فإن أحمدي نجاد بدأ بتحويل إيران من جمهورية إسلامية ذات ملامح علمانية في علاقاتها بالعالم وبنظامها المالي إلى دولة خلافة إسلامية، تعيد تاريخ الخلافة الإسلامية التي أسقطها أتاتورك عام 1924. 4- وإذا كانت ثورة الخميني قد أطلقت على أمريكا فقط "الشيطان الأكبر"، فإن الثورة النجادية تطلق الآن على الغرب كلهً "الشيطان الأكبر"، خاصة بعد أن وصل الملف النووي الإيراني إلى أعتاب مجلس الأمن. واتهام بريطانيا وأمريكا بتحريض المتظاهرين من أعوان مير حسين موسوي في انتخابات 2009، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي الإيراني في لندن. 5- وإذا كانت الثورة الخمينية لم تفلح في سيطرة المحافظين تماماً وبالمطلق على الدولة الإيرانية منذ 1979 وحتى قبل وصول نجاد إلى الحكم 2005، فإن وصول نجاد إلى الحكم قد أكمل وأقفل دائرة سيطرة المحافظين الإسلاميين تماماً على الدولة الإيرانية، بعدما فشل الليبراليون بقيادة محمد خاتمي بإقامة ما سمّاه "المجتمع المدني الإسلامي"، و"الديمقراطية الإسلامية" ، و "الحوار بين الحضارات". ولكنه وجد نفسه في النهاية محبطاً ومحاصراً من قبل خصومه المحافظين الذين كان يقودهم خامنئي ، ويقودهم الآن إلى جانبه الرئيس نجاد. وبعد فشل مير حسين موسوي في الانتخابات الأخيرة 2009 والقضاء على الفرصة الأخيرة للإصلاحيين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |