هل حقا الشيخ حسن شحاتة تهديد للامن القومي المصري؟

 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

الشيخ حسن شحاتة، عالم من علماء الازهر الشريف، مفكر وخطيب وصاحب روح انسانية تملك الكثير من الدعابة المصرية، وله من العمر 65 عاما !.

لسبب او آخر يتعلق بالعقل والتفكير الانساني وفطرة طلب الحقيقة والايمان بها اختار وبكامل ارادته ووعيه العلمائي ان ينتمي لمذهب اهل البيت عليهم السلام !.

ولسبب او آخر ايضا بدأ الشيخ حسن شحاتة بنقد تراثه التاريخي الذي درسه بالازهر الشريف، ليعتبره فيما بعد انه الاسطورة التي سيطرت على عقله وعقول الاخرين وابعدتهم عن العقل والتفكير والايمان بمنهج ال البيت ع !.

سافر الى ايران والى السعودية والى بلدان عديدة ليعود مؤخرا الى وطنه مصر لتلاقيه مخابرات النظام المصري في بيته وتقتاده الى معتقل مجهول تحت تهمة ( تهديد الامن القومي المصري ) !.

نعم بتهمة تهديد الامن القومي المصري اعتقل الشيخ حسن شحاته كعنوان بارز الى ان التشيّع لاهل البيت هو تهديد للامن القومي في مصر السلفية اليوم !.

الغريب العجيب في هذا الامن القومي المصري انه يمتلك حَول في الرؤية غريب وعجيب، فهو يرى التهديد بشكل يدعو للسؤال وللغرابة في الان معا لنقول :

هل حقا ان الشيخ المعتلّ الازهري حسن شحاتة هو التهديد الحقيقي للامن المصري القومي ؟.

أم ان شماعة تهديد الامن المصري القومي هي اصبحت الذريعة كقانون الطوارئ لقمع الانسان المصري منذ ثلاثين عاما حتى اليوم ؟.

ثم كيف يكون هذا الشيخ الودود حسن شحاته الذي يدعو هو ومريديه الى الحوار والنقاش والقاء حجة بحجة هو مهدد الامن القومي المصري، بينما من يدعو للهجرة والتكفير وقتل الاخر المختلف مع السلفية الوهابية هو المحافظ على الامن القومي المصري وهو الذي ينبغي ان يكرّم في زمن القائد الكهل محمد حسني مبارك ؟.

بمعنى اخر مثل جريدة المصريون لم تترك كذبة ولافرية ولاخبر فيه اثارة للفتنة وكراهية الاخر الا وذكرتها اعلاميا وروّجت لها صحفيا واخرها الصاق تهمة تفجيرات الحسين بالشيعة في مصر علانية وحث السلطات المصرية وخداعها كذالك في البحث بالجهة الخاطئة عن منفذي الجريمة لابعاد الشبهة عن الجهات الحقيقية المتورطة بالارهاب في مصر، وبعد كشف الداخلية في مصر ان منفذي الجريمة هم السلفيون التكفيريون المعروفون بالقتل واشاعة الارهاب، فكيف مثل هذه الصحيفة والقائمين عليها الذين يخادعون ويستترون ليل نهار على الارهابيين التكفيريين القتلة يعاملون كحماة للامن القومي المصري وتوفر لهم الحرية والدعم من قبل حكومة مصر، بينما يلقى القبض على الشيخ حسن شحاته ومجموعة من المصريين المسالمين والذي لم يذكر عنهم انهم دعوا للكراهية او قتل الاخر او الاعتداء على ماله او عرضه او نفسه ...الخ، هؤلاء يتهمون بالخطرية على الامن القومي المصري بسبب انتمائهم الفكري والديني المسالم ؟.

أليس غريبة حسبة الامن القومي المصري هذه التي تذكرها السلطات المصرية كتهمة لقمع المصريين عن التفكير والتعبير والحرية والانتماء، لتكون سيف مسلط على الناس الامنين والمسالمين والداعين الى الحوار والحب كالشيخ حسن شحاته واخوته من المحبين لله ورسوله واهل بيته، بينما لايكون هذا الامن القومي المصري مهددا بنظر مخططي وزارة الداخلية والامن المصرية من قبل اعتى المجرمين والارهابيين من السلفية والتكفيرية التي تدعو بصراحة من خلال فضائياتها المالئة للفضاء باموال البترول السعودي لطرد شعب مصر خارج مصر من الاقباط وغيرهم والبالغ عددهم اكثر من عشرة ملايين نسمة مصرية، فهل هؤلاء لايهددون الامن المصري القومي الداخلي والخارجي، وشيخ عليل ازهري متصوف عالم ومحب للبشر كحسن شحاتة هو من يهدد الامن القومي المصري ؟.

ماهذا الامن القومي المصري الذي يهدده الشيخ شحاتة بينما يصرّخ شيخ الازهر ان لاوجود للشيعة في مصر ؟.

واذا كان التشيع لايشكل وجودا في مصر الحبيبة فلماذا هذا الرعب من شيخ اعزل لايملك الادماغه ولسانه في هذه الحياة ليلقى عليه القبض ويودع في المعتقل ويمنع عنه الدواء والعلاج والمقابلات تحت بند الحفاظ على الامن القومي المصري ؟.

ثم ماذا يعني في مصر اليوم القاء القبض على الابرياء من العلماء والاتقياء والداعين الى الحوار بالكلمة والحجة والبرهان باسم الامن القومي، وترك دعاة التكفير والمتورطين بالارهاب والجريمة والكراهية طليقين واحرار ويفعلون مايشاؤون بلا حسيب ولارقيب ؟.

هل يعني هذا دعوة للمجتمع المصري لأن ينتهج الارهاب والعنف كي تخشاه الحكومة وتعامله باحترام وتطلق له حريته في الحركة والكلام والتبختر بتكفير المجتمع ؟.

أم انها دعوة صريحة لمن تبقى من المجتمع المصري ممن يؤمن بلغة الحوار الحضارية الانسانية ان يترك هذا النهج ويتجه الى البلطجة والارهاب كي تحترمه اجهزة الامن والشرطة والحكومة المصرية وتعامله على اساس انه من حماة الامن القومي المصري وليس من المهددين له ؟.

يبدو ان الجواب هو ومع الاسف : ان الحكومة المصرية اليوم لاتحترم مواطنيها المسالمين بقدر خشيتها من الارهابيين السلفيين المتمترسين خلف اموال البترول الخليجي الذي يدعم بقوة كل تصرفاتهم الارهابية المقلقة للعالم بصورة عامة ولمصر بصورة خاصة، وإلا ليس من المعقول والمنطقي ان ترى الحكومة المصرية بالشيخ حسن شحاتة هذا الانسان الذي يدعو الى ايمانه بالكلمة والموعظة الحسنة والجدال على اساس انه من المهددين للامن القومي المصري وتعتقله وتعذبه في طوامير السجون المصرية البوليسية، بينما ترى بالمروجين للارهاب والممارسين بالفعل له والداعين الى الكراهية بين الشعب المصري، وكذا الناقلين للاخبار الصحفية المزورة .... تراهم على اساس انهم مواطنون صالحون ويستحقون العيش بحرية وامان واحترام !.

إن هذا السلوك للحكومة المصرية مع مواطنيها لايعد خرقا لدستورية وشرعية وجود النظام والحكم في مصر فحسب باعتبار ضرورة التزام الدولة بعهود المساواة بين مواطنيها في التعامل بغض النظر عن دينهم او مذهبهم او لونهم او قوميتهم ايضا، كما انه لايعتبر اعتداء على حقوق الانسان الطبيعية التي تتجاوز اليوم حدود الدول والاوطان وحقه في اختيار عقيدته لاغير، بل ان ممارسات هذا النظام المصري بغض النظر عن انها طائفية وكذا عنصرية ضد الاخر المختلف، فهي كذالك سياسة تدعو لاثارة النسيج الاجتماعي الوطني المصري بعضه على البعض الاخر باسم الطائفية، بل انه وبهذه الصورة يكون دعوة صريحة لانتهاج العنف والارهاب والجريمة لمواطنيها كي تحترم من وجودهم وتعترف بحمايتهم للامن القومي المصري الذي اصبح اضحوكة للعالمين في مصر الجديدة اليوم !.

نعم اعتقال الشيخ حسن شحاته ومجموعة من محبي اهل البيت عليهم السلام في مصر وعلى خلفية طائفية بغيضة من قبل اجهزة الحكم في مصر يعدّ وبالفعل كارثة حقيقية ستودي بفكر وعقل واستقرار الشعب المصري كله الى الهاوية، ولايعتقدن النظام المصري ان اعتقال المواطنين المصريين لانتمائاتهم المذهبية هو عمل سيدفع روح الاطمئنان الى باقي الطوائف والاديان في مصر، فالاقباط حتما سيقلقون من هذه التوجهات الطائفية لحكومة مصر والتي تظهر انها لاتتمكن من استيعاب مسلمين من دينها قد اختلفوا مذهبيا مع وجودها، فكيف ستكون هذه الحكومة عادلة مع باقي الاديان المختلفة تماما في الايمان عنها وعن توجهاتها الاصولية !.

وكذا كل مختلف مع النظام القائم في مصر سوف يرى في اعتقال الشيعة المصريين على انه مؤشر انغلاق لدولة مصر كلها وتحولها الى بؤرة خاضعة لرغبات السلفية التكفيرية التي هي اليوم المناوئ الحقيقي للتشيع لاهل البيت في العالم الاسلامي كله، وعليه فليس دقيقا ان في اعتقال شيعة مصر وعلى راسهم الشيخ الازهري الجليل حسن شحاتة هو حماية للامن القومي المصري، بل ان اعتقال هؤلاء المواطنين المسالمين والداعين الى المحبة والخير والذين لاتحمل افكارهم الدينية اي دعوة للكراهية وعدم الاعتراف بالاخر، او الذين هم بالفعل لم يمارسوا اي حالات عنف او يذكر في تاريخهم انهم ممن قام بحالات ارهاب اجرامية في مصر كباقي حركات التطرف والتكفير السلفية .. كل هذا يدلل على ان الحكومة المصرية في اعتقالها للشيخ حسن شحاتة واخوته على خلفيات طائفية أمر لاتحمد عقباه على استقرار وامن مصر الداخلي والخارجي، بل انه الامر الذي يعطي انطباع للعالم كله ان هذا البلد وصل الى مرحلة لايمكن له الاستمرار فيها بعد ان تحوّل من بلد يحتضن جميع ابنائه وبكل تلاوينهم الدينية والقومية، الى بلد يشبه كثيرا مومياء محنطة ماتت منذ الاف السنين ولم تعد تشعر باي شيئ يدور حولها في العالم الجديد !!.

اخيرا : الحرية لشعب مصر العزيز في فكره ومعتقده وما ينتمي اليه !.

الحرية للشيخ الازهري الصوفي الكريم حسن شحاتة واخوته الكرام !.

والامن والامان والازدهار لمصر الاخر والكلمة والحوار والحب !.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com