|
فلسفة زوال دولة اسرائيل من الوجود!
حميد الشاكر
(( هذا مختصر لدراسة واسعة ارتأينا ان نطرح جزء منه للفائدة )) ******** عند الحديث عن فلسفة زوال دولة ما في هذا العالم يكون منحى تناول هذا الزوال وكيفيته هو مختلفا عنه عندما نتناول هكذا موضوع بلغة السياسة والشعار، فزوال الدول على نمط الكيفية السياسية هو تمنيات وخطب لاغير في استنفار او تحريض مشاعر الامم لحشدها كوقود حرب لمعركة قائمة او متوقعة، أمّا الحديث فلسفيا حول زوال الدول فهو حديث فكر وقوانين ورؤى وحسابات .... وغير ذالك تشرح لنا : لماذا سوف تزول هذه الدولة من الوجود ؟. وماهي العوامل او القوانين التي تحتم علينا القبول بنتيجة زوال هذه الدولة او تلك ؟. وهل هناك مؤشرات واقعية وسياسية داخل تركيبة هذه الدولة او تلك توحي بزوالها لامحالة ؟. أم إن الفكرة تقوم على سنة تاريخية واجتماعية وانسانية تحتم زوال هذه الدولة وقيام اختها ؟.............الخ . نعم وهكذا عندما نحاول معرفة ماهية مقومات الدول التي ترتقي بالدولة كي تكون وجودا ثابتا لايمكن ازالته من الوجود مهما تعرض وجود الدولة الى نكسات ؟. وكذالك معرفة ماهية فقدان هذه المقومات بحيث تكون الدولة كائن مصطنع وشبح قائم باسم وجود الدولة بحيث ان اي هزّة عنيفة لوجود هذه الدولة يفقدها الوجود ويقهقرها الى الزوال كزبد يذهب جفاء من غير منفعة للناس ؟. كل هذا وغيره يدخل في حيز فلسفة المعرفة، وليس هو من ضمن معرفة السياسة الانية وخطاباتها العاطفية واداراتها للازمات والحروب العابرة !!. إن هذه المقدمة المعرفية تصلح ان تكون أطارا واسعا لتناول دولة اسرائيل اليوم وبتركيبتها الاحتلالية الموجوده على الارض العربية والاسلامية الفلسطينية، باعتبار انها هي من الوجودات التي يمكن اخضاعها فلسفيا لبحث موضوع وجودها وبقائها او زوالها واندثارها من منطلق معرفي وسياسي ايضا، فهذه الدولة طرح حولها ومنذ قيامها الى هذه اللحظة كثيرا سؤال : هل يمكن بقاء دولة اسرائيل في الوجود ؟. ومن نفس الصهاينة انفسهم كانوا يطرحون سؤال : هل تمتلك دولة اسرائيل الظالمة بالفعل مقومات الوجود والاستمرار في هذا العالم الذي تحكمه الكراهية الطبيعية للظلم ؟. أم ان اسرائيل دولة مصطنعة ولاتحمل في داخلها نواة الثبات والاصالة التي تهبها عنوان الدولة الدائمة ؟. طبعا كل هذه الاسألة هي ليست اسألة سياسية شعاراتية بقدر ماهي اسألة فلسفية معرفية غايتها دراسة هذا الكيان القائم علميا وادراك ومعرفة مدى تأهيله واقعيا للبقاء، وهكذا عندما نحن بدرورنا ان نسأل من جانب فلسفي معرفي حول : كيف ندرك عنوان الدولة الحقيقية عنه من الدولة غير الحقيقية ؟. فمثل هذا السؤال يكون اول الطريق ومفتاح المعرفة والجواب لسؤال : هل ستزول اسرائيل من هذا الوجود حتما ؟. أم انها دولة تحمل في داخلها مقومات البقاء والاصرار على الاستمرار وبفاعلية ؟. نعم تأريخيا هناك دول كثيرة قامت ثم اندثرت مع مرور الدهور والاحقاب والزمن بحيث اننا اليوم نقرأ عن تاريخ وجودها الا انها فعليا لم يعد لها وجود يذكر، بل هي وجود مرّ بمرحلة او مراحل معينة ثم سرعان ما زال واندثر من هذا الوجود !!.. وهناك دول قامت في التاريخ ولم تزل حتى هذه اللحظة قائمة وإن تغيرت بعض جغرافيتها او ملامحها الاساسية إلاّ انها مع ذالك باقية حتى هذه اللحظة، مايعني ان مثل هذه الدولة تحمل مقومات الاستمرار والبقاء الطبيعية وتمتلك مناعة تلقائية ضد الزوال والموت والنهائي !!!!. دولة العراق ( مثلا ) ومنذ سبعة الاف سنة وهذا البلد يخرج من حقبة ويدخل في ازمة، يجتاز دورة حضارية، ليصل بعدها الى مرحلة فوضى وغيبوبة، تتمدد دولة العراق مرّة لتملك نصف العالم، ولتنحسر فيما بعد لتكون من اصغر الدول في هذا العالم .... والمهم ان هذا البلد لايستطيع ان يعيش بلا فكرة دولة صغيرة كانت ام كبيرة، فمثل هذه الدولة وهذا البلد بالامكان اطلاق صفة الاصالة على وجوده الدولي باعتبار ان دولته تستند على اساسٍ متين مهما تغير التاريخ والعالم الا ان مركزيته تبقى صالحة لقيام واستمرار وبقاء الدولة، مما يدفعنا للسؤال والبحث عن سرّ ديمومة هذه الدولة وقدرتها على البقاء والحياة والتكيف مع المتغيرات البشرية ومهما كانت ظروفها معقدة ؟ !!. هذا طبعا بعكس الدول التي تقوم بين فترة واخرى في التاريخ وحتى اليوم ولكن سرعان ماتتدهور وتزول لتضمر حركتها وتطوى صفحتها لالف او الفي سنة، ثم تحاول الفكرة الولادة من جديد على يد عصابة او غير ذالك من المّارين، وسرعان وقبل ولادتها ربما تنهار من جديد ودواليك على هذا المنوال !!. دولة اسرائيل اليوم من النوع الثاني الذي قامت في يوم من الايام على انقاض مملكة وشعب فلسطين الكنعاني الذي كان يعيش على نفس الارض، ولكن بعد صراع سياسي طبيعي اقام الاسرائيليون من بني صهيون دولتهم التاريخية على جزء من الارض الفلسطينية القديمة لفترة من الزمن سرعان ما انهارت هذه الدولة على رؤوس ساكنيها لتغيب اكثر من ثلاثة الاف سنة بقطع تاريخي وشتات غريب عجيب لمكونها بين الشعوب والامم وليعود الفلسطينيون الى استئناف حياتهم ودولتهم.... بعد غياب وتلاشي ونهاية وزوال دولة بني اسرائيل، ثم لتعود بعد هذه الالاف من السنين مجددا عصابة تفكر باحياء الدولة خدمة للمستعمر الحديث التي كانت قائمة في يوم من ايام التاريخ وعلى نفس الارض القديمة التي هي اليوم ارض لها شعبها من الاشداء الاقوياء، ولها ارضها الذي استمرت دولتهم عليها لالاف السنين هذه وإن اندحرت في يوم من الايام امام دولة اسرائيل التائهة الا انها عادت ( دولة الفلسطينيين القدماء ) لتعيد سيرتها الاولى وتستمر حتى رجوع عصابة الصهاينة من جديد لاغتصاب جزء من ارضهم واقامة دولة اسرائيل الجديدة عليها بالقوة والعنف والارهاب ومباركة الاستعمار الغربي الحديث من جديد !!. الآن وبعد قيام شبه دولة لاسرائيل مع تنازع وصراع من قبل سكان الارض الاصليين من الفلسطيين معهم يبدو سؤال : هل ستستمر دولة اسرائيل في هذا الوجود أم انها ستزول حتما كما زالت وتلاشت في التاريخ ؟. على اساس انه سؤال طبيعي جدا ومعرفي فلسفي ايضا جدا جدا من منطلق ان فلسفة التاريخ والدول يحتم علينا طرح مثل هذه الاسألة على دولة مصطنعة تحاول ان تكون لها اصالة الوجود حتى ولو كان على حساب الحقائق وتزييف الوقائع وتغييب العلم والقفز على السنن والقوانين البشرية والتاريخية !!. الحقيقة ان مايميز اصالة الدول من فراغها في الماضي وحتى الحاضر هو وجود الشعب الذي تنبت على ارضه الدولة بشكل طبيعي، بحيث ان كل تغير او تقلب يصيب جهاز وهيكل الحكم والدولة سيكون له الشعب او الجمهور الارض والاساس الذي سوف يحافظ على قاعدة الدولة مهيئة للقيام من جديد، وهذا بعكس فقدان اي دولة وحكومة لشعب له الاصالة والجذور في الارض فأن مثل هذه الدول وتلك الحكومات تكون هيئات معلقة في الهواء وعلى الارض وليس قائمة و منبنية على جذورها في عمق الارض، ولهذا فسهولة تصور طيران هذه الدولة وتلاشيها في الفضاء الواسع لمثل هذه التراكيب الاصطناعية بين الدول أمر جدّ طبيعي كما ان غياب اصالة الشعب هو احد اسباب نهاية وزوال الدول القديمة والحديثة من هذا الوجود، واقرب مثال لهذه الصورة الاصطناعية لدول ليس لها جذور شعبية وجماهيرية هي ظواهر الاحتلال الاستعمارية التي تأتي لتسيطر على امة اصيلة من الامم ولتفكر فيما بعد بانشاء وقيام دولة وهمية للحكم لهذا الشعب المحتل، ولكن سرعان ماسوف ومع الزمن تتاكل هذه الدولة الاستعمارية لتنهار في نهاية المطاف وتزول من الوجود الى الابد !. اسرائيل اليوم هي ايضا دولة بلا شعب ولااصالة ولاجذور، وحتى هؤلاء الطوابير من البشر الذي استقدمتهم الصهيونية العالمية من اقطار شتات الارض المختلفة لايمكن لهم صناعة دولة اصيلة من منطلق ان هذه الطوابير البشرية مع تنوع ثقااتها واختلاف جذورها القومية الحقيقية مضافا الى اختلاف لغاتها وعاداتها وولائاتها و.....الخ، كل هذا اولا: لايمكن له صناعة شعب متجانس ومتحد على نمطية عيش موحدة، وثانيا هو شعب جاء من ثقافة شتات فلايمكن له صناعة ثقافة المواطنة الواحدة الثابتة !!. اي ان فكرة الجذور في الارض والثبات عليها وعدم التفكير بمغادرتها او الشعور ان الارض الواقف عليها لاتستحق التضحية بالحياة من اجلها باعتبار انها ارض غريبة عن مشاعر المشتت الغريب اصلا، كل هذا وغيره لايصنع من الانسان الملتقط من هنا او هناك ان يكون مواطنا مالكا للوطن وشعوره الاصيل، مما يدفع اي انسان يحمل هذه الثقافة الاغترابية عن الارض ان يرى في الدولة وعنوانها ووجودها مجرد (راعي وحامي) لاغير بحيث انه متى عجزت الدولة عن تقديم الخدمات والرفاهية له مضافا الى الأمن فان هذا الانسان نفسه سوف يفضل الانتقال الى ارض اخرى تمتلك صفتي الرعاية والحماية بدلا من هذه الارض ودولتها المصطنعة !!. هذا بخلاف الانسان المواطن الذي تكون رؤيته مختلفة للوطن وللدولة كذالك، بحيث ان المواطن وان كانت الدولة لاتقدم له الخدمات ولاتوفر له الحماية الا انه لايفكر مطلقا ان يترك الارض التي يرى انه احد ملاكها الاصليين، بل ان المواطن الطبيعي يفكر ان يزيل الدولة ان عجزت عن تقديم الخدمات والامن ويصنع غيرها على اساس انها جهاز يكتسب الاصالة من المواطنين الاصليين وليس العكس بان تكون الدولة هي من يعطي للمواطنين شرعيتهم الوطنية !!. نعم اسرائيل اليوم ومن منطلق انها تركيب منكوس وخاطئ ولايمكن له الاستمرار في الوجود هي تقوم على اولا: قيام الدولة ومن بعد ذالك تاتي شرعية الشعب والمواطنة الاسرائيلية بحيث ان المواطن الاسرائيلي يكسب شرعيته الوطنية من قيام الدولة، بالنقيض تماما اذا ماقارناه بالشعب الفلسطيني الذي هو اليوم ومع غياب دولته العربية الاسلامية هو لم يزل يرى انه المالك لهذه الارض وصاحب الشرعية التي تهبه الوطنية والمواطنة على هذه الارض !. وهكذا اذا م توسعنا في هذه الفكرة نجد ان فكرتي ( الرعاية والحماية ) للدولة الصهيونية بالنسبة لمواطنيها المصطنعين هيا ركيزتا قيام دولة اسرائيل كلها، بحيث ان اي مقاومة فلسطينية تحاول اضعاف رعاية الدولة الصهيونية لمواطنها وكذا فشل هذه الدولة من حماية مستوطنيها، تعتبر ها الدولة الصهيونية خطا احمر لاتستطيع دولة اسرائيل تحمل ذالك، من منطلق ان هذه الدولة تدرك انها جمعّت جميع هذه الكوادر البشرية الصهيونية من شتات العالم المختلف على اساس معادلة انهم سوف ينعمون بالرعاية والامن الذي سوف توفر دولة اسرائيل، وهذا كان الشرط او العقد الاساسي الذي انبنت عليه اسرائيل كدولة مع مواطنيها كصهاينة يعطون لقيام الدولة بقدر ما الدولة توفر لهم هذه المزايا النفعية، اما والحال ان الدولة عجزت عن توفير الرعاية والامن على يد ضربات المقاومة الفلسطينية مثلا، او ان دولة اسرائيل وصلت الى مرحلة الكهولة والموت الطبيعي بان عجزت عن القام بوظائف العقد المبرم بين المرتزقة من مواطنيها وكيانها القائم، فحتما عندئذ ان الفرد الاسرائيلي سوف يفكر بالانتقال الى وطن اخر يوفر له ماعجزت عن توفيره دولة الصهاينة في فلسطين المحتلة، لنرى كيفية سقوط وزوال هذه الدولة وهو يتآكل من الداخل وليس من الخارج لتكون اثرا بعد عين !!. ان هذا هو احد العوامل الذي سوف يعلن زوال دولة اسرائيل المعقدة ان تهيئة له الظروف الموظوعية من الداخل او الخارج على حد سواء وبلا عناء حروب تعلن على دولة اسرائيل من الخارج !!. نعم هناك عوامل كثيرة جدا بالامكان دراستها كمداميك لفكرة زوال دولة اسرائيل من الوجود من منطلق ان لهذا الزوال فلسفة فكرية ومعرفية اصيلة قبل كونها اقتصادية او سياسية او اجتماعية كذالك، نكتفي بذكر عامل اخر منها ليكون مفتاح دراسة لفلسفة زوال اسرائيل من الوجود منها مثلا عامل فكرة قيام ((دولة الصهاينة الاسرائيليين الدينية ))!!. ان الفكرة التي قامت عليها هذه الدولة الصهيونية الاحتلالية على الارض العربية الاسلامية الفلسطينية هي عبارة : عن بشارة دينية بارض موعودة يكون اليها العودة للشعب اليهودي من العالم، لتكون فيما بعد ارض التمدد والانتصارات النهائية !!. وهذه الفكرة بحد ذاتها وبغض النظر ان كانت كذبة اسطورية سياسية او انها غير ذالك بالامكان دراستها فلسفيا باعتبار انها هي نفس الفكرة التي سوف تساهم ايضا بزوال دولة اسرائيل من هذا الوجود والى الابد !!. فالفكرة الدينية اي فكرة دينية بغض النظر من انها صهيونية او غير ذالك تكون في موقع بحيث ان اي مسار بشري سياسي او اقتصادي او اجتماعي ياتي بالنقيض من خارطتها التي ترسمها للمؤمنين بها، فانها سوف تكون هي وليس غيرها من يساهم بتدمير نفسها بنفسها بلا حاجة لشيئ خارج عنها !. بمعنى ان فكرة الصهيونية الدينية التي قامت عليها كذبة دولة اسرائيل المزعومة وانها هي الامبراطورية التي ستحكم العالم من النيل الى الفرات وانها هي الزمن الذي سيخضع العالم فيه لهيمنة العنصر اليهودي الممتاز كشعب لله مختلف عن باقي البشرية .... كل هذه الفكرة هي نفسها الفكرة التي سوف تطيح بهذه الدولة اذا بدرت بوادر على الارض البشرية تحجم من كل هذه الاساطير الصهيونية في حال مثلا توازن القوى في منطقة الشرق الاوسط بحيث تتراجع قوة دولة اسرائيل الاسطورية التوراتية الى حجمها الطبيعي، او تبرز هناك قوى مقاومة عربية واسلامية صغيرة تستطيع اوجاع دولة اسرائيل وهزيمتها في اكثر من معركة .... وهكذا فكل عامل يناهض فكرة تفوق اسرائيل الصهيونية فسوف يكون عامل او مسمار في نعش الفكرة الصهيونية التي قامت عليها دولة يهود اخر الزمان، مما يدفع الانسان الصهيوني نفسه الى تراجع ايمانه باسطورة دولة اخر الزمان الذي لاينبغي ان تقهر بل وينبغي ان تحكم العالم بلا منازع !. ان الفرد الصهيوني عندما جاء الى هذه الارض العربية والاسلامية كان كله ايمان انه آتي الى ارض انتصارات وهيمنة وتمدد لايتوقف الا عند مشارف نهرين عظيمين في الشرق الاوسط، فاذا كانت الحال تناقص هيمنة القوى الصهيونية وتراجع قوّة الردع لديها وهزيمتها بضربات متوالية من منظمات صغيرة في المنطقة واقامت اخيرا جدار فصل عنصري يحشر الصهاينة في قفص دجاج سيحرق الجميع في النهاية ...، فان هذا الصهيوني سيدفع دفعا الى اعادة تقييم ايمانه بهذه الاسطورة واكتشاف زيفها وخداعها السياسي في النهاية، مما سوف يجعله يقرر بالقطع العودة من حيث اتى خائبا بعد ان اكتشف ان الاسطورة الصهيونية هي زيف وسياسة وان ليس هناك دولة اخر الزمان اليهودية، وان نهايته سوف تكون ف معتقل كبير كمعتقلات هتلر النازية ولكن بشكل جدار فصل عنصري يطوق يهود الهاينة الى حين زمان من ياتي ليهدم الجدران على رؤوس ساكنيها من الداخل !!!. نعم لهذا السبب تشعر اليوم الدولة الصهيونية ان التنازل عن التفوّق العسكري في منطقتنا العربية والاسلامية هو خضوع مباشر لفكرة زوال اسرائيل من الوجود، وهذا بسبب ان الدولة الصهيونية قامت على فكرة مقدسة دينية تقول للفرد الصهيوني ان البشارة هي التفوق الدائم، فكيف اذا كان الواقع هو بروز قوى في المنتطقة العربية تحوز التفوق العسكري او تصنع توازن القوى في هذه المنطقة العظيمة من العالم ؟!!!. عندئذ لا حاجة لا للعرب ولا للمسلمين باعداد ساحة معركة عظمى للقضاء على دولة اسرائيل، بل يكفي ان ينتظر العالم العربي والاسلامي والفلسطينيين رؤية كيفية نزوح الصهاينة الجماعي من هذه الارض قبل ان تحلّ الكارثة بهم !!. ان هناك من يريد ان يصور استحالة رؤية عالم بلا اسرائيل !!. بل هناك من يريد ان يربط زوال دولة اسرائيل بانقضاء حياة العالم من هذا الوجود وزوال كل البشرية من عليها وقيام القيامة الالهية الكبرى لهذه الارض !!. وهذا وغيره من افكار تطرح اعلاميا وسياسيا سببه الاول والاخير هو ترويج نفس الصهاينة لفكرة اسطورة قيام دولة بني صهيون في اخر الزمان، والحقيقة انني ارى ان زوال الدولة الصهيونية سيكون زوالا طبيعيا تستمر بعده الحياة كما كانت بلا وجود لهذه الدولة ليعود الشتات اليهودي الى الشتات ويستمر الفلسطينيون على ارضهم ويقيموا دولتهم على كافة ارضهم مع شعبهم من المسلمين والمسيحيين واليهود الفلسطينيين ايضا، لتكون دولة اسرائيل الصهيونية ماض قد جاء وسقط لالسبب الا سبب ان هذه الدولة لم تكن تملك مقومات اصالة الدول واستمرارها في الوجود مضافا لعوامل كثيرة اعرضنا عن ذكرها للاختصار !!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |