متعلم العودة ومثقف الدعوة

 

محسن ظافر غريب
algharib@kabelfoon.nl

تدنى مستوى التعليم و تعطلت سمعته في عراق جيل الفترة المظلمة منذ صيف 1979م حتى أعلن "وزير التربية والتعليم" العراقي الداعية " د . خضير الخزاعي" الفار من سجن (حزب العودة) إبان تسلطه قبل فرار (العودة) من شرف المسؤولية في العراق تفاديا للغرم بعد ضياع جيل على مذبح غنمه بصفته (الثورية الإنقلابية البعثية) آنذاك، أعلن (الخزاعي) صيف 2009م بدء ارتفاع نسبي ضئيل في عدد الناجحين في إحصائية وزارته خلال العام الدراسي الجاري، قياسا لنسبة العام السابق، ولا فخر! و لا غرو!. لجأ (الخزاعي) في الفترة الظالمة المظلمة إلى حزبه (الدعوة) في "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" الوليدة خلال "جيل الثورة"/ باللغة الفارسية: (بجهاي إنقلاب!) القائمين اليوم على ثوة (مخملية مجددة). ليس كل من كان على شاكلة (الوزير الخزاعي): يفر من السجن ويتعلم في الفترة المظلمة أسوة بنجل الدكتاثور الدكثور "عدي صدام"، أو بالسجين رهن محاكمات القضاء العراقي، سكرتير المدان صدام المقبور، المجرم الدكثور "عبد حمود"، ليس كل أبناء الجيل  العراقي المضيع في داخل وخارج العراق الجديد، على شاكلة و إشكال نجل الخزاعي المتفوق في دراسته بكندا اليوم، والمعلومات مستقاة من مقابلة متلفزة للخزاعي قبل نحو عام خلى للأب الوزير/ الخزاعي (حفظه الله) لرعاية أيتام العراق الأضيع، ممن وصفهم (داعية داهية) في وزارة الثقافة العراقية (الحسناء الرعناء) في ظل السلطة الملعونة أبدا في بغداد الأزل، بلماحية الفرق بين "التعليم" و"الثقافة"، وبلحاظ:

 إمكانية كون المثقف متعلم أو متعلم نسبي، وعدم إمكانية كون المتعلم مثقفا مطلقا البتة، عاما أم عضويا في حزبي:

"الدعوة" الحاكم أو "العودة" المحظور في دستور جمهورية العراق.

المسؤول الحزبي لمعالي الوزير "الخزاعي"، دولة رئيس حكومة جمهورية العراق "المالكي" (أسقط السلف الأشر "صدام" الهدام؛ إحترام مناصب الحلفاء - الخلفاء، خلال الإختلال الذي أفضى بداهة للإحتلال، في الحكومة المحظية، أسقطها إلى الحضيض!) "المالكي" الذي وصف شبكة الإنترنت؛ بمكب القمامة!!، ويسعى لفلترتها تقنيا لحجب الرأي الآخر!، كما فعل من قبل سلفه الدكتاثور المقبور "صدام" المدان دوليا، وكأنك يا جنرال "جون أبي زيد" ما غزيت!، سوى لإستبدال بردعة حامل أسفاره!، إن تحمل عليه يلهث أو تدعه يلهث! (قرآن) . .

 

بثيمة شاهد العيان:

"فائز الحيدر" القائل: لقد شاءت الصدف أن أحضر جانبا من أحد اللقاءات الأدبية، لألتقي أحد دعاة الثقافة الطائفيين الجهلة الذين يتحملون اليوم مسؤولية كبيرة في وزارة الثقافة ، في هذا اللقاء سمعته يتحدث عن تطور الثقافة العراقية والإهتمام بالمثقفين من قبل وزارته وضرورة عودتهم إلى الوطن ، وانه يستنكر إرهاب السلطة والقمع الثقافي للمثقفين، ويطالب بحرية الرأي والإختلاف والحوار الديمقراطي، وتعتقد عند سماعه للوهلة الأولى إننا أمام مثقفا" كبيرا" عانى من الأضطهاد والظلم والرأي الواحد كبقية المثقفين ونسب إلى هذا المنصب عن جدارة. لكن عند طرح بعض الأسئلة عن واقع الحياة الثقافية والمثقفين في الوطن، تسمع أجوبته التي تدل على مستواه وضحالة ثقافته وطائفيته، فعن رأيه بالكتاب والأدباء والشعراء العرب في هذا الوقت، يبدأ بالإبتسامة وكأنه خبير بمجمل الثقافة والمثقفين العرب وهو يلتفت يمينا" ويسارا" محاولا" جذب انتباه المحيطين به ويحرك رقبته يمينا" ويسارا" ويتنحنح قليلا"، واضعا" يده اليمنى على كرشه الكبير وبيده اليسرى ما تبقى من سكارته ليقول ماذا تريد أن تسمع عنهم ؟ ان هؤلاء المثقفين غالبيتهم من الفاشلين، هم أدباء الوطن العربي المتخلف يكررون ما مضى من التأريخ وليس لهم أي شئ جديد.

وعن رأيه بالشاعر الكبير ( الجواهري )، فيجيب بسرعة، انه شاعر كلاسيكي عرف بعد مقتل أخيه ( جعفر ) ولا يمثل غير دعاية للشيوعيين، وعن الشاعر ( مظفر النواب )، يقول ان شعره لا يفهمه إلا المحيطين به من الناس ولا يفهم بالشعر شيئا، وعن شاعر المقاومة ( محمود درويش ) يقول انه شيوعي معروف ولولا دعاية حزب الشعب الفلسطيني لما وصل شعره للجماهير الفلسطينية، وعن الشاعرة المندائية ( لميعة عباس عمارة ) ودواوينها السبعة أجاب أنها صابئية مندائية وشعرها عبارة عن دعاية للمندائيين، وعن الكاتب ( عزيز سباهي ) ومؤلفاته العديدة وآخرها كتبه الثلاث ( عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي ) فيجيب انه لم يسمع عنه، ولم يقرأ له شيئا، وعلمت ان ما ذكره في ثلاثيته قد كتب سابقا من قبل القادة الشيوعيين الآخرين في مذكراتهم، وعن العالم المندائي ( عبد الجبار عبدالله )، فيقول ان ما توصل إليه من أبحاث علمية لا يمكن تطبيقها في الواقع العملي وحاز على سمعة أكثر مما يستحق، وعندما تسأله عن آخر ما قرأ وماذا كتب أخيرا يقول لاشئ في السوق يستحق القراءة هذا اليوم وانه توقف عن الكتابة احتجاجا على الثقافة الهابطة والأوضاع السائدة.

عن رأيه وعلاقته بالمثقفين الآخرين فيرد انه لا يحبذ الجلوس معهم لما يحملونه من نرجسية عالية.

شجع حوارنا هذا بعض الأخوة وتوسعت دائرة المهتمين بالثقافة وبدأ الحوار الديمقراطي الذي يدعوا له فبدأ كلامه ببعض الآيات القرآنية وبعض أقوال الأئمة وبعض الحكم والمصطلحات حاملا(مسبحته بيده مؤكدا) قول الشاعر ( اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ) وانه يؤمن بالحوار الديمقراطي وسبق له ان تعرض شخصيا للأضطهاد بسبب آراءه تلك وجسمه يحمل آثار التعذيب، وسبق وان اختلف فكريا مع هذا وذلك من المثقفين العراقيين والعرب، وعندما يفرغ ما في جعبته من كلام فارغ يدعو الآخرين لإبداء آرائهم في الحوار وبما طرحه من آراء، لكن ما ان تطرح رأيك المخالف حول مقتل مستشار الثقافة العراقية الشهيد كامل شياع مثلا" والتغطية على الجريمة من قبل الحكومة بحجة مواصلة التحقيق، حتى يكفهر وجهه وتتغير ألوانه ويترك مسبحته وسكارته وترتجف شفتاه وتكتشف انك أمام جلاد من نوع آخر . وقبل أن تكمل ما تود أن تقول حول أسلوبه في المديح المبالغ به لنفسه والتقليل من قيمة المثقفين العراقيين والعرب وما هو تأريخه الثقافي ونشاطاته الثقافية ؟ تراه قد كشر عن أنيابه وتهيأ للهجوم ويتحول لموضوع آخر ، وعندما تذكره بما قاله قبل قليل حول الحوار الديمقراطي بين المثقفين واحترام الآخر وقول الشاعر الذي استند عليه يتهمك بعدم المعرفة وبالكفر والألحاد والزندقة والعمالة وغيرها من النعوت" . (تم نص شاهدنا غير المتهم لدينا).

- ختم الشاعر الإسرائيلي السبعيني Aharon Shabtai المولود في " تل أبيب " (1939م) قصيدته "رأس السنة Rosh Hashanah" (العبرية) على هذا النحو:

" . . فهكذا هو الأمرُ دائماً

القـَتـَلة يَقتلون،

والمثقفون يسوّغون الأمر،

والشاعرُ يُغنـّي.

For that s how it s always been . .

the murderers murder,

the intellectuals make it palatable,

."and the poet sings

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com