عداء العراقيين للصدامية البعثية ليس فوبيا انتخابية يا علاوي!

 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

هل يخاطر البعض كالسيد اياد علاوي زعيم (( الكتلة العراقية )) في البرلمان العراقي وغيره عندما يطرح اعادة البعثيين الى الحكم وفرضهم على الشعب العراقي بوحدة العراق وتماسكه واستقرار نسيجه الاجتماعي والى الابد ؟.

أم ان القتلة البعثيين الصداميين وبعد كل هذا التدمير والارهاب والذبح للشعب العراقي هم مهيئين بالفعل عند اعادة تأهيلهم للحكم ان يكونوا رعاة طيبين وحكام رؤوفين ورحيمين بالشعب العراقي من جديد ؟.

سؤال لطالما كان محور اعلان الكثير الكثير من ابناء الشعب العراقي برفضهم المطلق والباتّ بمجرد التفكير او السماح لحزب البعث المجرم والمنحلّ واعضائه بالعودة للعراق الجديد وتحت اي مسمى او بند سياسي او قانوني او فكري يسمح لهذه العصابة ان تعود لممارسة الحياة في العراق الجديد وهذا من عدة منطلقات سياسية واجتماعة جوهرية وحيوية منها :

اولا : حزب البعث حزب ايدلوجي فكري فاشستي يحرض على الكراهية والعنف وجميع الصداميين داخل اطاره مجرمي حرب وابادة جماعية تجاه الشعب العراقي بحكم القانون .

ثانيا : بغض النظر :ان بعد سقوط الدكتاتورية بالعراق وتشكيل الصداميين لخلايا ارهابية وعصابات ذبح طائفية على الهوية فإن الصداميين اليوم مطلوبون للعدالة ليحاكموا على جرمين وليس جرما واحدا، جرم حكمهم بالحديد والنار للعراق خمسة وثلاثين سنة احرقت الحرث والنسل وعاثت في الارض فسادا عظيما، وجرم الخيانة العظمى للعراق بعد اسقاطهم عندما تحالفوا مع قوى الارهاب العالمي القاعدي الوهابي ليهيئوا لهم جيوب على الارض العراقية لابادة الشعب العراقي وتدمير ثروته وزرع الفتنة الطائفية بين نسيجه الاجتماعي والانساني .

ثالثا : المطالبة بعودة الصداميين اليوم للعراق فضلا عن ادماجهم باي عمل سياسي، يعني وبصريح العبارة تفكك الوطن العراقي لاجزاء لايعلم بها الا الله سبحانه وتعالى، فالشعب العراقي اليوم ليس فقط هو مستنفر ضد اي وجود بعثي صدامي داخل تجربته السياسية العراقية الجديدة فحسب، بل انه على استعداد كامل ان يطيح بوحدة العراق وتماسك دولته الاتحادية ان شعر ان فرض الصداميين عليه من الخارج او الداخل اصبح امرا واقعا وخارج قدرته وارادته واختياره لهذا الامر، مما يعني ان على اللذين يروجون لعودة البعث للعراق الاستعداد الى رؤية عراق مقسّم ومفتت ومجزأ لاكثر من ثلاث او اربع او حتى عشرة اقسام متنافرة !.

رابعا : إن فكرة فرض الصداميين على العراق الجديد هي فكرة تصبّ بالصميم في صالح ضرب الاستقرار النسبي الذي بدأ العراقيون يتلمسونه ببطئ بعد ان فقد الصداميون جميع اوراقهم الارهابية داخل العراق وخارجه، ويتنفس العراقيون نسماته بصعوبة ايضا، وهذا الضرب للاستقرار الذي نشير اليه إن عاد الصداميون للواجهة العراقية سياسيا هو ليس فقط بسبب ان الصداميين لاعهود ولااخلاقية التزام لهم لاغير، وليس بسبب ان الصداميين لايمكن لهم التعايش مع غيرهم من العراقيين في المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية، ولكن بسبب انهم سيستمرون بتدمير وتمزيق العراق الى ايصاله لحالة تدمير كاملة من جهة، وبسبب ان العراقيين انفسهم سوف ينقلبون على الوضع القائم لتعاد دورة العنف من جديد بين العراقيين وداخل نسيجهم الاجتماعي ايضا من جانب اخر !.

خامسا : نعم ربما الذي لايدرك خطورة الدعوة لاعادة البعثيين الصداميين للعراق ربما يعتقد ان اسم المصالحة كفيل بحلّ اشكالية الصداميين مع الشعب العراقي، وتحت بند صيانة الوحدة العراقية واستقرار الامن سوف تمرر عودة البعثيين لداخل العراق وينتهي الامر وعفى الله عما سلف ويعيش العراق بعدها بسلام وامان واستقرار في ضلّ القاء الصداميين السلاح وجنوحهم للسلام وتمردهم على حلفائهم من عتاة الارهابيين والمجرميين القاعديين الوهابيين الدوليين !.

والحقيقة هي غير ذالك تماما، فعودة البعثيين يعني اطاحة بدستور عراقي كامل صوّت عليه الشعب العراقي بدمائه وهو يناهض ويقاوم ويتحدى الارهاب بكل جبروته وقسوته !!.

بل ان عودة البعثيين للعراق الجديد بغض النظر عن كل ما مر هو ارتداد فعلي وانقلاب على التجربة العراقية الديمقراطية الاتحادية برمتها، مما سوف ينعكس على الشعب العراقي نفسيا وروحيا وعاطفيا وفكريا بكارثية مطلقة تصور قبول الصداميين من جديد على اساس انه عودة للمربع ماقبل الاول في حياة العراقيين الجديدة، اي مربع ماقبل 2003ميلادية قبل سقوط طاغية العوجة صدام حسين، وليجد من ثم العراقيون انفسهم مطالبين هم بالاعتذار من البعثيين والقبول بانهم اهل الشرعية السياسية ماقبل اسقاط طاغوتهم الصدامي في العراق، وعلى هذا نحن نرى ان عودة البعثيين للعراق هي الخطوة الاولى لخدعة كبيرة تجر بعدها مآسي لاييعلم الا الله بحجمها حتى مطالبة البعثيين الصداميين انفسهم بالتعويض من الشعب العراقي وهذا اذا لم يكن ادانه الشعب العراقي ايضا لعدم دفاعه عن صدام حسين القائد الضرورة حتى الاطاحة به وبعصابته من البعثيين !.

سادسا : ان مناهضة البعثية والصدامية في العراق الجديد ليس هي فوبيا انتخابية كما صرّح به احد البعثيين القدماء لصحيفة الحياة، وانما هذه المناهضة انبنت بعد تاريخ طويل من المرارة والقسوة في حكم الصداميين البعثيين لهذا البلد المسكين، الى وصول هذا الحكم البعثي لبلورة صورة كونكريتية وجدارية ثابتة في الذهن العراقي مفادها :(( ان البعث الصدامي عنوان ضد الشرف والكرامة العراقية في هذا الوجود !!!)).
اي ان البعثية والصدامية في العراق كلمتان مترادفتان في الذهن العراق الجماهيري مع كل ماهو معتدي على عرض العراقيين وشرفهم وكرامتهم في هذه الحياة، وليس من السهل بل من المستحيل ان يكون عنوان بهذا المستوى في الذهن العراقي الشعبي ان يلاقي قبولا لااليوم ولاغدا، كما ان القضية مع الصدامية هي ليست عنوان انتخابي سياسي هنا وهناك، بل انه عنوان فيه اقتران مباشر في مخيلة الانسان العراقي ينساق طبيعيا الى شرف الانسان العراقي وعرضه وكرامته الذي اعتدى عليه حزب البعث العراقي بوحشية ونذالة وخسة مابعدها خسة، وعليه اصبح حزب البعث الصدامي في العراق عنوانا بارزا للاعتداء على شرف العراقيين واعراضهم وكراماتهم وجميع مقدساتهم، مما يصنع من البعث والبعثيين تمثالا للشعب العراقي كله ثأر يتعلق بالعرض والشرف العراقي اولا واخيرا، قبل كونه حزبا سياسيا حكم العراق لحقبة بالظلم والطاغوت والاستكبار والعنجهية والطائفية والشوفينية لاغير !!!.

بمعنى اوضح لمن لايريد ان يفهم بالاشارة : ان العراقيين وبما انهم اهل شرف وعرض ونخوة عربية واصالة قبلية .. بامكانهم ان يغفروا اي خطيئة تصنع ضدهم في هذه الحياة بما في ذالك العفو عن القاتل اذا قتل، والجاني اذا سرق المال، وحتى المرتدّ عن الدين اذا جاهر بكفره، لكن ان يعفو الشعب العراقي الاصيل عن عصابة دنست عرضه وشرفه واعتدت على الحرمات واهانت الامهات والبنات والازواج والاخوات .. وفعلت مافعلت بشرف العراقيين فهذا من سابع المستحيلات السبعة للعراقيين جميعا، وحزب البعث والصداميين ينظر لهم العراقيون جميعا اليوم على اساس انهم عصابة من الذين اعتدت على حرمات العراقيين الذي لايغفر العراقيون فيها لاحد ولو انطبقت السماء على الارض وقامت قيامة العالمين !!.

عندها يادعاة عودة البعثيين من (بايدن) الديمقراطي الذي لايفهم معنى الشرف بالنسبة للعرب العراقيين و الى دول الاقليم العراقي الى منافقي العملية السياسية العراقية الجديدة، هل بامكان احدكم ان يفرض على العراقيين القبول بمن دنس شرف العراقيين والعراقيات ونال من كرامتهم واعتدى بوضح النهار على مقدساتهم ؟.

أم من الافضل ان نطوي جميعا بما فيهم الصدامين البعثيين ملف البعث بلا رجعة رحمة بالعراقيين ومشاعرهم ورحمة ايضا بالمجرمين الصداميين الذين سوف يكونون هدفا لكل صاحب ثأر معهم من العراقين ؟!!!.

سابعا : لنختم بهذا المبرر الذي يدفعنا كعراقيين دفعا لرفض فكرة عودة الصداميين او حتى قبول وجودهم في العراق، كما يدفعنا لرفض اي دعوة ومن اين جاءت وكيفما كان مصدرها للترويج لاعادة الصداميين للواجهة، وهو مبرر : اننا نريد ان نحافظ على المنجز العراقي الديمقراطي الاتحادي الجديد، واي تهديد من قبل اي جهة كانت لهذا المنجز نعتبره كعراقيين تهديدا لحياتنا السياسية التي نمتلك وحدنا حق ادارتها كيفما وفرت لنا الحياة الكريمة، وليعلم العالم ان كل طفل احترق، وكل امرأة تمزقت اربا اربا، وكل شاب ذبح، وكل شيخ تفحمت عظامه بقنابل البعثية والقاعدة الارهابية في كربلاء او بغداد او الموصل او ذي قار او في العراق من جنوبه الى شماله خلال سنوات الارهاب الستة الماضية هو امانة في اعناقنا لايمكن لنا خيانتها او بيعها في بازارات السياسة الاقليمية او الدولية، وإن البعثية والصدامية في عقلنا العراقي هي اكبر تهديد لوجودنا كعراقيين ولمشروعنا السياسي العراقي الجديد، ومن المستحيل قبولنا بمجرد التفكير بالعفو عن الصداميين القتلة غاصبي العرض ومعتدي على الحرمات العراقية .

يتبقى الاشارة الى: ان من يروج لاعادة الصداميين من العراقيين (كالسيد اياد علاوي وتجمعه وباقي زمرة منافقي التوافق الصدامية) والقبول بهم هو من يستغل هذه الورقة في الاقليم العربي الطائفي المحيط بالعراق والكاره لكل خير فيه لمنافع سياسية وجني اموال انتخابية ضد عملية العراق الجديد، وليس من يدعو لعزل سرطان ووباء الصداميين القتلة عن العراق الجديد هو من يصور فوبيا البعث كورقة انتخاب عراقية داخلية والسلام.

لعودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com