|
أشهد أن عليّا وليُّ الله أكبر من شعار آذان!
حميد الشاكر
بمناسبة دعوة البعض لالغاء آذان الشيعة المسلمين من على الفضائية العراقية ******** 1:- يتميز المسلمون الشيعة من بين ملل وفرق ومذاهب المسلمين بأنهم المذهب الوحيد في الاسلام الذي يؤمن بنصيّة الامامة لعلي بن ابي طالب ع ومن بعده الاحد عشر اماما من ذريته الطاهرين بعد النبوة في المقامات الاسلامية، ومن المعروف ان اصولهم الخمسة في الاسلام تتضمن كذالك (( الامامة )) بعد التوحيد والعدل والنبوة ومع الايمان باليوم الاخر، وهكذا رأى الشيعة المسلمون أن أفضل شعار وهوية تميزهم بين المسلمين هي أعلان الشهادة في الاذان الذي يدعو من خلاله لعبادة الله سبحانه بالشهادة لعلي بن ابي طالب ع بالولاية باعتباره التجسيد الحي لاصل الامامة في الدين !!. __________ 2:- لشهادة (( عليٌّ ولي الله في الاذان )) الاسلامي الشيعي بعدان فكريان وبناء ثوري : البعد الاول : هو ولاية الله سبحانه وتعالى لعلي بن ابي طالب ع، وانه سبحانه هو صاحب الانتخاب والولاية الذي يضعها اينما شاء في عباده الصالحين:(( انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ))!. البعد الثاني : هو تولي علي بن ابي طالب لله سبحانه وتعالى من منطلق الولي الذي يذوب في مولاه خدمة وطاعة وتضحية وايثارا في سبيله سبحانه :(( الا ان اولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون )) وقال :(( ولاتتبعوا من دونه اولياء )) !. أما البناء الثوري : فقد مثلت الشهادة في الاذان والاعلان الشيعي الاسلامي ب (( أشهد أن عليّا ولي الله )) وعلى مدى التاريخ وحتى هذه اللحظة شيئ شبيه باعلان الثورة على الوضع الاسلامي المزيف القائم في التاريخ وحتى اليوم من اعلى منصة في الاسلام والذي هي مآذن المسلمين، وشيئ فيه الكثير من التحدي والوضوح والمجاهرة في المبدأ الذي يناصر ويوالي علي بن ابي طالب كأمام وكأصل من الاصول الاسلامية التي حاول اعداء الدين هدمه ودفنه تحت التراب والى الابد !!. والحقيقة ان شهادة (( علي ولي الله )) من على منابر المسلمين الشيعة هي تقريبا اعظم ثورة غير مغطاة لابتقية ولابغيرها من الاستار الاخرى التي تحجب مبادئ الشيعة الامامية المسلمين عن العلن، وكأنما عند الشيعة المسلمون مبدأ ومفهوم يقول : انه بالامكان الاتقاء من الظالمين في اشياء عديدة في هذه الحياة الدنيا، الا في موضوعة الولاية لعلي بن ابي طالب ع فانه الموضوع الذي اتخذ فيه الشيعة قرارا وطريقا واضحا لالبس فيه ولااختباء ولاتقية، بل انه الاعلان الثوري الواضح الذي تصدح به منابر ومآذن الشيعة المسلمين في اعلانهم لصلاتهم اليومية، وهذا ماميز الثورية الاسلامية الشيعية وانها في المبادئ والاصول الاسلامية لاتركن مطلقا لمبادئ الخوف ولائمة اللائمين من العالمين اجمعين !!!. ________________ 3:- إن من مفاهيم ومضامين الشهادة لعلي بن ابي طالب وانه ولي الله سبحانه، مضمون ومفهوم التمرد وعدم الاعتراف باي ترتيب دنيوي في الاسلام يقدم اسما او شخصا او صفة او رسما ..... ما على علي بن ابي طالب بعد الرسول الاعظم محمد ص، وهذا المضمون والمفهوم والايمان هو المختصر الحقيقي لمآسي ومظالم ونكبات وتضحيات هذه الطائفة المنتصرة لعلي بن ابي طالب واهل بيته بعد الرسول الاعظم محمد ص في التاريخ وحتى اليوم بين المسلمين الذين لايعترفون بقضية الولاية لعلي بن ابي طالب ع، وبين انصار علي عليه السلام الذين يرفعون شعار هذه الولاية، وهكذا اذا بحثنا عن لبّ الاشكالية داخل الاطار الاسلامي بين المسلمين الشيعة وغيرهم، فاننا سوف لن نجد غير موضوعة الولاية لعلي بن ابي طالب ع في هذا المعترك الفكري والسياسي الاسلامي الداخلي !!!. والحقيقة اننا اذا اردنا مثلا ان نسأل : هل ان موضوعة الاعلان في الولاية بالنسبة للشيعة الامامية المسلمين هي من القضايا الحيوية التي لايمكن التنازل عن اعلانها مجاهرة، ولهذا هم يرون فيها اصلا من الاصول الدينية ؟. أم انه تحت هذا المبرر او ذاك بالامكان الغاء اعلان الولاية لعلي بن ابي طالب للحفاظ على مكاسب دنيوية سياسية من جهة، وكسب وحدة الصف بين المسلمين من جانب آخر ؟. الواقع ان الجواب لمثل هذه الاسألة من قبل المسلمين الشيعة تقترن حقيقتة بحقيقة واضحة وجلية وليس فيها اي شبهة مداهنة او تلكئ في الجواب، وهو جواب يتلخص بفرعين : الاول : هو ان الولاية العلوية في الفكر الشيعي الاسلامي ليست هي مجرد مناورة سياسية او صراع دنيوي بالامكان التفاوض حولها لنرى هل بامكاننا كمسلمين شيعة الغائها والغاء اعلانها من الحياة الاسلامية الشيعية لتحصيل مكاسب سياسية او اننا غير قادرين على ذالك ؟. _______________________ 4:- هل اذا الغينا اعلان الشهادة لعلي بن ابي طالب ع من اذان المسلمين الشيعة سيختلف شيئا ما لدى الاخر الاسلامي غير الشيعي ؟. أم انه لايختلف شيئ واقعي على الحقيقة الا اتهام الشيعة المسلمين من جديد بانهم اهل نفاق ومخاتلة لاغير من منطلق انهم يضمرون الولاية لعلي واهل بيته ع فحسب ويظهرون الشهادة بغير ذكره ؟. الحقيقة انه سوف لن يتغير شيئ في نظرة الاخر الاسلامي غير الشيعي عندما يتنازل الشيعة المسلمون عن معالم هويتهم الاسلامية العلوية او يحاولوا الغاء بعض مظاهر الولاية من حياتهم اليومية، بل ان الشيعة المسلمون عندما يتنازلون عن مظاهر هويتهم الاجتماعية سوف يخسرون الكثير جدا بلا مقابل يذكر، ومن هذا على سبيل المثال : اولا : ذوبان الهوية والاعلان المميز للوجود الشيعي الاسلامي المعلن عن المختلف داخل الاطار الاسلامي !. ثانيا : لاضمان يذكر من الاخر انه سيقف فقط بالمطالبة بالتنازل عن الهوية العلوية للوجود الشيعي الظاهري، بل لاخلاف انه سيطالب ايضا بالتنازل عن العقيدة الاسلامية الداخلية لكل شيعي اسلامي يؤمن بالولاية والامامة لعلي بن ابي طالب، وايضا من منطلق وحدة الصف الاسلامي، وكأنما هذه الوحدة لاتتحقق الا بلانصهار التام مع الاخر الاسلامي بلا ان يفكر هو بالتنازل من اجلي لنقف في منتصف طريق بيني وبينه !. او ان هذه الوحدة لاتتحقق الا بتنازلي عن منهج امام المتقين وسيد القادة الابرار والعادلين، والتحول الى منهج اعتى المجرمين وائمة الفسق والحاكمين ؟!. إن التنازل عن هوية اسلامية اجتماعية بحجم الولاية والتشيّع لال البيت النبوي الرسالي الطاهر في الحقيقة لايمتلك احد في الاطار الشيعي التنازل عنها، من منطلق ان هذه الهوية بنيت على مبادئ واصول وعقائد اسلامية الاهية عميقة، ولاتملك حكومة او حاكم، او جهة او فرقة، او هيئة او مرجعية .... حق الغاء هذا الصرح الشامخ من هوية اجتماعية شخصية اثبتت انها الاقدر على الاعلان الثوري للاسلام العلوي الصحيح بين العالمين، واليوم وغدا اذا كان البعض يعتقد ان طريق ذات الشوكة الاسلامية في ولاية علي بن ابي طالب والاعلان عنها بكل صراحة ووضوح سيسبب الكثير من المشاكل من محيط الحاقدين والمعاندين لعلي بن ابي طالب واهل بيته الاكرمين، فان شيعتهم وانصارهم يدركون ومنذ الغابر من الازمان انهم وضعوا كل وجودهم في خدمة هذا المبدأ والاعلان عنه حتى وان فقدوا اي شيئ في هذه الحياة، وهم بغير حاجة لمرجفين جدد يمتطوت ولاية علي ليصلون الى مآربهم السياسية على حساب الدين والمذهب !. نعم لاخير في حكوماتكم ان كانت في اول الطريق تعلن التنازل عن ولاية علي بن ابي طالب ورفع لوائها فوق العالمين !!. ولاخير في شيعة علي بن ابي طالب ع اذا سمحت لمخادعين ان يحكموا باسم علي بن ابي طالب ولكن على حساب الغاء اعلان الشهادة له بالولاية من مآذن المسلمين !!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |