أشهد أن عليّا وليُّ الله أكبر من شعار آذان!

 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

بمناسبة دعوة البعض لالغاء آذان الشيعة المسلمين من على الفضائية العراقية

********

1:-

يتميز المسلمون الشيعة من بين ملل وفرق ومذاهب المسلمين بأنهم المذهب الوحيد في الاسلام الذي يؤمن بنصيّة الامامة لعلي بن ابي طالب ع ومن بعده الاحد عشر اماما من ذريته الطاهرين بعد النبوة في المقامات الاسلامية، ومن المعروف ان اصولهم الخمسة في الاسلام تتضمن كذالك (( الامامة )) بعد التوحيد والعدل والنبوة ومع الايمان باليوم الاخر، وهكذا رأى الشيعة المسلمون أن أفضل شعار وهوية تميزهم بين المسلمين هي أعلان الشهادة في الاذان الذي يدعو من خلاله لعبادة الله سبحانه بالشهادة لعلي بن ابي طالب ع بالولاية باعتباره التجسيد الحي لاصل الامامة في الدين !!.
والحقيقة ان التاريخ الدموي والاسود للمسلمين الاوائل ضد اهل البيت وانصارهم، وبالخصوص ما انبرت له الحكومة الملكية الاموية بعد الاطاحةبالنظام الاسلامي (40 هه / الى 132 هجرية )، ورفع شعار اللعن لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في خطب الجمعة ومن على منابر المسلمين، والسبّ لذريته لمدة عقود متواصلة و....، كل هذا جعل من علي بن ابي طالب ع بالنسبة للشيعة والمسلمين وغيرهم انسان قرن اسمه بعبادة المسلمين وصلاتهم سواء كان عند اعداء امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع من خلال سبه ولعنه صلوات الله عليه وما اشتهر عنهم من قول : (( لاجمعة بلا لعن ابي تراب !!)) قبل ان يتدارك عمر بن عبد العزيز هذه السنة السيئة ويلغي لعن امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع لادراكه ان الموازين تجري بغير صالح ال امية وانهم سوف يلعنون الى يوم الدين اذا استمرت هذه السنة الاموية السيئة، او عند شيعته وانصاره من خلال الشهادة له بالولاية من الله سبحانه واليه عز اسمه، لاسيما ان عليّا بن ابي طالب عند انصاره يعتبر هو اصل من اصول الدين، ومعلمٌ من معالمه المشهورة بعد رسول الله محمد ص كان ولم يزل في المرتبة الثانية بعد الرسول والرسالة ليأتي الامام والامامة لاباعتباره شيئا فرعيا او هامشيا و ... في هذا الدين وانما من منطلق كونه اصلا من الاصول التي يقوم عليها هذا الاسلام، وبدون الامامة والامام من وجهة نظر الشيعة المسلمون يكون الاسلام منهدما لركن من اركانه واصل من أصوله العظيمة !.

__________

2:-

لشهادة (( عليٌّ ولي الله في الاذان )) الاسلامي الشيعي بعدان فكريان وبناء ثوري :

البعد الاول : هو ولاية الله سبحانه وتعالى لعلي بن ابي طالب ع، وانه سبحانه هو صاحب الانتخاب والولاية الذي يضعها اينما شاء في عباده الصالحين:(( انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ))!.

البعد الثاني : هو تولي علي بن ابي طالب لله سبحانه وتعالى من منطلق الولي الذي يذوب في مولاه خدمة وطاعة وتضحية وايثارا في سبيله سبحانه :(( الا ان اولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون )) وقال :(( ولاتتبعوا من دونه اولياء )) !.

أما البناء الثوري : فقد مثلت الشهادة في الاذان والاعلان الشيعي الاسلامي ب (( أشهد أن عليّا ولي الله )) وعلى مدى التاريخ وحتى هذه اللحظة شيئ شبيه باعلان الثورة على الوضع الاسلامي المزيف القائم في التاريخ وحتى اليوم من اعلى منصة في الاسلام والذي هي مآذن المسلمين، وشيئ فيه الكثير من التحدي والوضوح والمجاهرة في المبدأ الذي يناصر ويوالي علي بن ابي طالب كأمام وكأصل من الاصول الاسلامية التي حاول اعداء الدين هدمه ودفنه تحت التراب والى الابد !!.

والحقيقة ان شهادة (( علي ولي الله )) من على منابر المسلمين الشيعة هي تقريبا اعظم ثورة غير مغطاة لابتقية ولابغيرها من الاستار الاخرى التي تحجب مبادئ الشيعة الامامية المسلمين عن العلن، وكأنما عند الشيعة المسلمون مبدأ ومفهوم يقول : انه بالامكان الاتقاء من الظالمين في اشياء عديدة في هذه الحياة الدنيا، الا في موضوعة الولاية لعلي بن ابي طالب ع فانه الموضوع الذي اتخذ فيه الشيعة قرارا وطريقا واضحا لالبس فيه ولااختباء ولاتقية، بل انه الاعلان الثوري الواضح الذي تصدح به منابر ومآذن الشيعة المسلمين في اعلانهم لصلاتهم اليومية، وهذا ماميز الثورية الاسلامية الشيعية وانها في المبادئ والاصول الاسلامية لاتركن مطلقا لمبادئ الخوف ولائمة اللائمين من العالمين اجمعين !!!.

________________

3:-

إن من مفاهيم ومضامين الشهادة لعلي بن ابي طالب وانه ولي الله سبحانه، مضمون ومفهوم التمرد وعدم الاعتراف باي ترتيب دنيوي في الاسلام يقدم اسما او شخصا او صفة او رسما ..... ما على علي بن ابي طالب بعد الرسول الاعظم محمد ص، وهذا المضمون والمفهوم والايمان هو المختصر الحقيقي لمآسي ومظالم ونكبات وتضحيات هذه الطائفة المنتصرة لعلي بن ابي طالب واهل بيته بعد الرسول الاعظم محمد ص في التاريخ وحتى اليوم بين المسلمين الذين لايعترفون بقضية الولاية لعلي بن ابي طالب ع، وبين انصار علي عليه السلام الذين يرفعون شعار هذه الولاية، وهكذا اذا بحثنا عن لبّ الاشكالية داخل الاطار الاسلامي بين المسلمين الشيعة وغيرهم، فاننا سوف لن نجد غير موضوعة الولاية لعلي بن ابي طالب ع في هذا المعترك الفكري والسياسي الاسلامي الداخلي !!!.

والحقيقة اننا اذا اردنا مثلا ان نسأل : هل ان موضوعة الاعلان في الولاية بالنسبة للشيعة الامامية المسلمين هي من القضايا الحيوية التي لايمكن التنازل عن اعلانها مجاهرة، ولهذا هم يرون فيها اصلا من الاصول الدينية ؟.

أم انه تحت هذا المبرر او ذاك بالامكان الغاء اعلان الولاية لعلي بن ابي طالب للحفاظ على مكاسب دنيوية سياسية من جهة، وكسب وحدة الصف بين المسلمين من جانب آخر ؟.

الواقع ان الجواب لمثل هذه الاسألة من قبل المسلمين الشيعة تقترن حقيقتة بحقيقة واضحة وجلية وليس فيها اي شبهة مداهنة او تلكئ في الجواب، وهو جواب يتلخص بفرعين :

الاول : هو ان الولاية العلوية في الفكر الشيعي الاسلامي ليست هي مجرد مناورة سياسية او صراع دنيوي بالامكان التفاوض حولها لنرى هل بامكاننا كمسلمين شيعة الغائها والغاء اعلانها من الحياة الاسلامية الشيعية لتحصيل مكاسب سياسية او اننا غير قادرين على ذالك ؟.
بل ان القضية برمتها تمثل للشيعة المسلمين قضية دينية واصل من اصولهم الاسلامية الذي في تثبيته في الحياة الاسلامية يعتبر هداية وصلاح واسلام محمدي اصيل، ولهذا كانت الولاية والاعلان عنها مستحقة لكل هذه التضحيات التي تفوق الوصف بالنسبة للشيعة المسلمين، والاّ لو كانت الولاية العلوية واعلانها الثوري الاسلامي الاذاني الخطير بالامكان التفاوض حولها والمساومة على وجودها او الغاء اعلانها من على منابر المسلمين الشيعة، لكانت الولاية بالفعل عنصرا اسلاميا هامشيا وغير داخل في صلب الاصول الدينية والهداية الاسلامية للمسلمين ؟!!.
نعم بسبب كون الشيعة المسلمون يرون انه لااسلام بلا ولاية علي بن ابي طالب واهل بيته ع ارتقت هذه الولاية لمراقي ان تكون الشهادة الثالثة في اعلان واذان الشيعة المسلمين في شهادة (( أن عليّا ولي الله )) والا لم يكن الشيعة اهل بدع كغيرهم خدمة لسلطان او هوى دنيوي ليعبثوا باقدس شعائرهم الدينية ليضيفوا هذه الكلمة او يلغوا تلك بلا اسباب ومبررات اسلامية او بسبب ان الخليفة او الحاكم استحسن هذا وقبح ذاك !!.
ثانيا : والفرع الثاني لجواب السؤال يتلخص بأن الشيعة المسلمين عندما ارادوا هذا التميز في هويتهم الاسلامية لم يكونوا يعتدون على حقوق احد من باقي المسلمين، باعتبار ان هناك اختلافات بين عقائد المسلمين واصولهم الدينية انفسهم مختلفة بشكل اكثر حِدة من اختلاف الشيعة المسلمين مع غيرهم، ولهذا نقول نعم قد عبّر الشيعة المسلمون عن بعض اختلافاتهم العقدية مع الاخر الاسلامي في الاطار السياسي والقيادي بشكل اكثر تعبيرا على حياتهم الاسلامية كمظاهر بارزة في شعائرهم الدينية، لتتجسد بعض عقائدهم الاصولية الاسلامية على مظاهر حياتهم الاجتماعية في مثل شهادة (( ان عليا ولي الله )) او مثل اقامة ذكر الشهادة الحسينية كل سنة او غير ذالك في اذانهم واعلانهم الاسلامي اليومي للصلاة والعبادة، لكن هذا التمظهر الاسلامي الشيعي لم يكن جديدا على حياة هذه النخبة من المسلمين اولا، ولم يكن خافيا ان من ضمن الاصول الدينية للشيعة انهم يؤمنون بالامامة على اساس انها اصل من اصولهم الدينية، ولهذا فدعوى وحدة المسلمين او غير ذالك من دعاوي ومبررات تحاول فرض التنازل من قبل الشيعة عن هويتهم ومميزهم العقائدي والفكري والديني في الولاية والامامة، لايرقى لان يكون مبررا اسلاميا من منطلق ان الشيعة يرون ان الاسلام طريقه هو الولاية لعلي بن ابي طالب وان الوحدة تتحقق فعلا من خلال هذه الولاية للمؤمنين وليس غيرها، وثانيا ان وحدة المسلمين لم تكن في يوم من الايام مهددة من قبل فكرة الولاية لعلي بن ابي طالب، وانما وحدة المسلمين تمزقت عندما انحرف المسلمون عن الاسلام وتعاليمه وهديه واحكامه ونظامه ورجاله الحقيقيين وسيبقى المسلمون متشرذمين ووحدتهم مضروبة مادام الفكر الطاغوتي المنحرف متلبس بلباس الاسلام ومرتدي لجلبابه الواسع ليمارس الظلم باسم الاسلام، ويمارس الخيانه كذالك باسمه الشريف، ولهذا كان ولاء الشيعة لولاية علي بن ابي طالب باعتبار انه الامين على تطبيق الاسلام بنزاهة والمحافظة عى تعاليمه وصوره من كل سوء !!.

_______________________

4:-

هل اذا الغينا اعلان الشهادة لعلي بن ابي طالب ع من اذان المسلمين الشيعة سيختلف شيئا ما لدى الاخر الاسلامي غير الشيعي ؟.

أم انه لايختلف شيئ واقعي على الحقيقة الا اتهام الشيعة المسلمين من جديد بانهم اهل نفاق ومخاتلة لاغير من منطلق انهم يضمرون الولاية لعلي واهل بيته ع فحسب ويظهرون الشهادة بغير ذكره ؟.

الحقيقة انه سوف لن يتغير شيئ في نظرة الاخر الاسلامي غير الشيعي عندما يتنازل الشيعة المسلمون عن معالم هويتهم الاسلامية العلوية او يحاولوا الغاء بعض مظاهر الولاية من حياتهم اليومية، بل ان الشيعة المسلمون عندما يتنازلون عن مظاهر هويتهم الاجتماعية سوف يخسرون الكثير جدا بلا مقابل يذكر، ومن هذا على سبيل المثال :

اولا : ذوبان الهوية والاعلان المميز للوجود الشيعي الاسلامي المعلن عن المختلف داخل الاطار الاسلامي !.

ثانيا : لاضمان يذكر من الاخر انه سيقف فقط بالمطالبة بالتنازل عن الهوية العلوية للوجود الشيعي الظاهري، بل لاخلاف انه سيطالب ايضا بالتنازل عن العقيدة الاسلامية الداخلية لكل شيعي اسلامي يؤمن بالولاية والامامة لعلي بن ابي طالب، وايضا من منطلق وحدة الصف الاسلامي، وكأنما هذه الوحدة لاتتحقق الا بلانصهار التام مع الاخر الاسلامي بلا ان يفكر هو بالتنازل من اجلي لنقف في منتصف طريق بيني وبينه !.

او ان هذه الوحدة لاتتحقق الا بتنازلي عن منهج امام المتقين وسيد القادة الابرار والعادلين، والتحول الى منهج اعتى المجرمين وائمة الفسق والحاكمين ؟!.

إن التنازل عن هوية اسلامية اجتماعية بحجم الولاية والتشيّع لال البيت النبوي الرسالي الطاهر في الحقيقة لايمتلك احد في الاطار الشيعي التنازل عنها، من منطلق ان هذه الهوية بنيت على مبادئ واصول وعقائد اسلامية الاهية عميقة، ولاتملك حكومة او حاكم، او جهة او فرقة، او هيئة او مرجعية .... حق الغاء هذا الصرح الشامخ من هوية اجتماعية شخصية اثبتت انها الاقدر على الاعلان الثوري للاسلام العلوي الصحيح بين العالمين، واليوم وغدا اذا كان البعض يعتقد ان طريق ذات الشوكة الاسلامية في ولاية علي بن ابي طالب والاعلان عنها بكل صراحة ووضوح سيسبب الكثير من المشاكل من محيط الحاقدين والمعاندين لعلي بن ابي طالب واهل بيته الاكرمين، فان شيعتهم وانصارهم يدركون ومنذ الغابر من الازمان انهم وضعوا كل وجودهم في خدمة هذا المبدأ والاعلان عنه حتى وان فقدوا اي شيئ في هذه الحياة، وهم بغير حاجة لمرجفين جدد يمتطوت ولاية علي ليصلون الى مآربهم السياسية على حساب الدين والمذهب !.

نعم لاخير في حكوماتكم ان كانت في اول الطريق تعلن التنازل عن ولاية علي بن ابي طالب ورفع لوائها فوق العالمين !!.

ولاخير في شيعة علي بن ابي طالب ع اذا سمحت لمخادعين ان يحكموا باسم علي بن ابي طالب ولكن على حساب الغاء اعلان الشهادة له بالولاية من مآذن المسلمين !!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com