|
لاحرب لاسلم .. في ادارة العالم الامريكي الديمقراطية!
حميد الشاكر في وسط استراتيجية اللاحرب واللاسلم تنتعش سياسة جديدة لتملئ فراغ اللاحرب واللاسلم هذه تسمى بالحرب القذرة، وهي الوجه الاخر لاسم الحرب الناعمة بين الدول والجماعات والمنظمات وغير ذالك !. وعادة ماتعتمد الحرب الناعمة او القذرة على مبادئ حياكة المؤامرات والخدع والدسائس، وابتكار كذالك اساليب الالتفاف من الخلف على الاعداء المفترضين للاطاحة بهم مخابراتيا او امنيا او حتى اخلاقيا للتخلص بنعومة منهم شيئا فشيئا لانهاء عالمهم السياسي المتحرك والفعّال، ومن الطبيعي والحال هذه ان تكون اجهزة التخطيط والمعلومة والاعلام والفكر هي الادوات الرئيسية المتحركة على ارض مثل هذه المعارك العالمية والمافوية المنشرة في العالم اليوم، أما ارض المعركة الحقيقية لمثل هذه الحروب المعقدة فهي فكر الانسان وعقله وداخله اينما كان، وكذالك مقياس النصر والهزائم في هذه المعارك، هو ماينعكس على الانسان من تاثير هنا وهناك وبصورة واخرى !. في الولايات المتحدة الامريكية (( مثلا )) هناك سياستان تقودان خارجيا هذه الولايات المتحدة، سياسة الجمهوريين المحافظين التي تميل خارجيا لفرض السيطرة المباشرة والتهديد بالقوّة والعنف للوصول الى تطبيق سياساتها الخارجية على باقي الدول والشعوب، وسياسات الديمقراطيين الناعمة التي تعتمد في سياستها الخارجية على المعلومة والتحرك الغير معلن والالتفاف من الخلف للوصول الى نفس الاهداف الخارجية التي يتقاسمها مع الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة وبنفس الحماس، وربما من خلال ضغط الجمهوريين يضطر الديمقراطيون لاستخدام لغة العنف والحرب في سياستهم الخارجية، والعكس ايضا صحيح عندما يسيطر الديمقراطيون على الكونغرس في بعض الاحيان وفي ولاية الجمهوريين، فانهم يضغطون في اتجاه انتهاج السياسات الناعمة في السياسة الخارجية على الجمهوريين قارعي طبول الحرب والقوّة !!. ولهذا كثيرا ما يتحول العالم في ولاية الجمهوريين الامريكية الى جغرافية مضطربة ومتحفزة للحرب، وترى تقريبا العالم كله يضع اصبعه على زناد البندقية متحفزا للحرب القادمة !!. هذا بعكس ولاية الديمقراطيين للولايات المتحدة ومن بعده العالم باسره باعتبار مصالح الولايات المتحدة واينما امتدت، ترى ان العالم في هذه الولاية ينحدر للاسترخاء قليلا من جانب، ويدخل في مرحلة اللاحرب واللاسلم من جانب اخر !!. اللاحرب واللاسلم هي الفترة المميزة دائما لولاية الديمقراطيين في الولايات المتحدة والعالم، السي آي أي، المعلومة الفكرة ...... هي حصان السبق للولاية الديمقراطية في العالم كله بعكس البنتاغون فيل الجمهوريين العجوز والمدمر لكل شيئ والمعتمد على القوة اكثر من اعتماده على الفكرة في سياسته الخارجية !!. وهكذا نجد ان العالم في عهد الديمقراطيين هو مختلف الملامح عن العالم في زمن الجمهويين المؤتلف، ففي زمن الديمقراطيين تنتقل الحرب واستراتيجيتها من حيز المدافع وضجيج اصواتها الى حيز المؤامرات الناعمة وسماع رنين كؤوس النبيذ والابتسامات، ومن حيز عقول الجنرات المنتفخة الى طاولات الابحاث وعقول اساتذة الجامعات وحياكة المؤامرات واختراع الابتزازات لهذه الدولة او تلك، وليس غريبا عندئذ ان ترى ان معظم قادة الديمقراطيين (مثلا) خريجي جامعات امريكية، بعكس الجمهوريين المنحدرين من معسكرات الجيش وساحات القتال والعنف، ليدلل لك ولغيرك مدى الاختلاف بين سياسات الجمهوريين عنها من الديمقراطيين في الولايات المتحدة، وآخر مثل لهذا الاستاذ الجامعي رئيس الولايات المتحدة الامريكية الحالي السيد باراك حسين اوباما !!. نعم في زمن الديمقراطيين (مثلا ) لاحاجة مطلقا لتحريك الاساطيل العسكرية البحرية الامريكية لتحاصر هذه الدولة او تلك لاخضاعها لمصالح وسياسات الولايات المتحدة الامريكية، بل يكفي رمي كرة المطالبة : (بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان والحرية ) للضغط داخليا على هذه الدولة عندما تحرك جماهير هذه الامة نفسها ومن الداخل للمطالبة بالديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، لتدخل من جانب اخر المعلومة، والاعلام، والخدعة على الخط الداخلي لتمسك بجميع الخيوط في داخل هذه الدولة وتحركها كيفما شاءت، وعندئذ ستكون اي حكومة في هذا العالم مدينة للادارة الامريكية بالولاء والطاعة لمجرد غض نظر الادارة الامريكية عن مطالب الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وتطبيق الحرية كما هو الحاصل مثلا في دول الخليج العربي القائم على نظام المشيخة القبلية، وكيف ان هذه النظم هي الاكثر ولاءا للولايات المتحدة الامريكية والاكثر انتعاشا من جانب اخر في ولاية الديمقراطيين للولايات المتحدة !!. كذالك في زمن الديمقراطيين وولايتهم السياسية لاميركا ايضا لاحاجة بالتهديد بالعنف وادخال العالم لساحة الاستنفار والرعب، من منطلق ان هناك الاساليب الناعمة الكفيلة بالاطاحة باي حزب او منظمة او حكومة في هذا العالم من خلال الفكرة والالتفاف وامكانية اسقاط الاخر بضربة سريعة وخفيفة وخافية وليس لها صوت اصلا، فلماذا عندئذ يستخدم السيف اذا كانت الكلمة مؤدية للغرض وموصلة للمطلوب !!. حزب سياسي اسلامي ( مثلا ) في العراق يحوز على ثقة الجماهير ودعمهم، الا انه ليس له اي ولاء او رعاية للمصالح الامريكية، فلا حاجة مطلقا للتهور امام مثل هذا الموقف لاستخدام العنف والقوة لازالته، ويكفي ترتيب جرائم اخلاقية او اخرى مخلة بالامانة والثقة والشرف والصاقها بهذا الحزب، ليسقط هو ومن تلقاء نفسه من داخل انصاره والمساندين له، وبهذا يكون الانتصار ساحقا والتضحيات لاشيئ !!. وبهذا تكون السياسات الخارجية للولايات المتحدة مع نعومتها وهدوء حركتها، وجميل صورتها ...اكثر شراسة وقوة وهيمنة ورعبا لجميع النظم والحكومات والدول الخارجية التي تفكر بمجرد العصيان او رفع راية عدم الولاء هنا وهناك في العالم الفسيح !!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |