|
الرد على مفتي المقاومة عماد الجابوري ..!
أسامة عبد الرحيم/ صحفي مصري إذا كان اسلوب البعض من حملة (الدال) اسلوبا خاليا من الذوق والاخلاق وادب الحوار، بشكل يجعلنا نحار امام هذه النرجسية الدالية المستعلية والأنوية المفرطة، فانه لايسعنا إلا الجزم أننا بصدد حالة نادرة من التكوين التربوي والعقلي المرفوض، حتى ولو كان مذيلاً بألف دال وليس دالً واحدة فقط. أستهل هذا في سياق حق الرد على مفتي المقاومة العراقية والدالي الكبير "عماد الجابوري" الذى لا أضمر له شراً أو خيراً، سوى انني شأني شأن جميع أفراد الأمة أحترم كل نفس وقلم ينافح عن بغداد العروبة والإسلام، لا سيما لو كان عراقياً يصول في قلب حلقة النار بالرصاصة أوالقلم. وجرياً على قول العرب أنه ليس كل ما يلمع ذهباً وليس كل أصفر ديناراً، انتحى الدالي عماد الجابوري في تعقيبه على تقرير " المقاومة العراقية..قراءة في شواهد إستعادة العافية" اسلوباً عفناً ، معتبراً أن مجرد أخذ قبساً من مقالاته في سياق تقرير موسع تناول بعض انجازات المقاومة - وليس إنجازات الجبوري بالطبع - ضد المحتل الأمريكي حادثة يخصص لها مقال تكال فيه الشتائم والإتهامات. عار عليك أيها الجابوري وانت عراقي وانا مصري، أمد يدي إلى بلدك المنكوب وأهلك وعشيرتك الغارقين في دمائهم بتقرير أو مقال أفرغت له وقتي وسخرت له قلمي دون مقابل منك أو من غيرك، وانت متكئ على مؤخرتك تصرخ وكأن عقرباً لدغتك "النجدة أمسكوا به لقد إقتبس مني..!"، وهل الوقائع والمعلومات العسكرية والميدانية من بنات أفكارك..؟! وقبل الخوض في التفاصيل أذكر الجابوري بأن الأعراف الصحفية جرت على إباحة التحليلات والاقتباسات القصيرة إذا عملت بقصد النقد والمناقشة أو التثقيف أو الأخبار ما دام نقلها جاء في سياق ذات الإيديولجية التى نقلت لأجلها، كما انه من حق الجرائد أو المجلات نقل المقالات الخاصة بالمناقشات السياسية أو الاقتصادية أو العلمية أو الدينية التي تشغل الرأي العام ما دام لم ينص صراحة على حظر النقل. وتقريري الذى جاء تحت عنوان" المقاومة العراقية..في شواهد استعادة العافية" لم يكن أطروحة انال بها دالاً ينوء بحملها الجابوري ومن على شاكلته، إلا انه تضمن إقتباساً بتصرف ووقائع ميدانية عسكرية نقلها هو اولاً ثم نقلتهاعنه، من جملة تلك الأحداث والوقائع التى تذخر بها المئات من مواقع الإنترنت المهتمة بالشأن العراقي. الدالي عماد الجابوري اعتبر هذا كله قرصنة معلوماتية وسطو فكرى يستلزم الإستتابة ولربما دفع الدية أيضاً، وراح يذكر بأن موقع كذا نشر له مقالاً دون أن يشير إلى داليته المقدسة، وأن إبداعه الفكرى تجاه المقاومة سيتفرق دمه بين القبائل، مع ان الموقع الذى شنع به لم ينشر مقالته الا دعماً للمقاومة، والشخص الذى ضاق صدره بتقريره هو الأخر يكتب وينشر في ذات السياق. والذى لم ينتبه إليه الجبوري هو أنه لم يترك لنفسه فرصة التروي قبل ان يحكم ويقرر لخطأ في تصوره، بان من دفن نفسه في خندق الدفاع عن اعراض وأرض العراق، اما عدو يجب محاربته او انه كاتب يسيء اليه ، بوهم أنه أراد العبث بقبسات نقلها متصرفاً دون الإشارة لكاتبها. وقد يكون عدم التنصيص وذكر مصدر الاقتباس خطئاً حال اراد المقتبس نيل إجازة علمية أو عرض من أعراض الدنيا، اما وفي حالتنا هذه التى يعرض المقتبس نفسه بأن يوصم بالقاعدية جراء تقرير أو مقال يساند المقاومة، فلا ادري أين الخطأ هنا يا جابوري وأين الغلط. وفى تقديري أن الاقتباسات التى تحمل ذات أيديولوجية الموضوع الذى اقتبست لأجله لا تعد تعمية واستغباء للقارئ من طرف المُقتبس،لأنه - أي القارئ- يعلم أن مثل هذه الاقتباسات يعضد بعضها بعضاً وليست مبتورة عن سياقها الأصلي الذي وردت فيه، وبالتالي يسقط أركان الخطأ بشرط أن لا تكون الإقتباسات قد أفرغت من محتواها الذي أراده لها كاتبها. وفي الأخير أذكر الدالي الكبير عماد الجابورى بقصة مقاوم حقيقي لا يضره عدم ذكر اسمه عساه يتعظ منها، هذا المقاوم ليس من حملة الألف أو الدال غير ان التأريخ يلقبه بـ"صاحب النقب"، والقصة باختصار أن المسلمين حاصروا حصنا في إحدى غزواتهم إلا أن هذا الحصن لم يفتح. فقام قائد جيش المسلمين "مسلمة بن عبد الملك" مناديا "من منكم سيدخل النقب -وهي فتحة إلقاء الفضلات والقاذورات إلى الخارج!!- فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن فيفتحه ويكبر فيدخل جند الإسلام منتصرين بإذن الله"، فخرج رجل ملثم وقال أنا من سيدخل النقب!! تقدم الرجل من الحصن ودخل النقب وسمع المسلمون صوت التكبير ورأوا الباب يفتح فدخلوا وفتحواالحصن، بينما وقف قائد المسلمين ونادي صاحب النقب ليخرج له ، إلا أنه لم يخرج أحد !! فوقف في اليوم التالي ونادي، ولكن أحدا لم يخرج، فوقف في اليوم التالي يائساً وأقسم على صاحب النقب بأن يأتيه في أي وقت يشاء من ليل أو نهار . وبينما القائد جالسا في خيمته إذ يدخل عليه رجل ملثم !! فيقول مسلمة: هل أنت صاحب النقب ؟؟ فيرد الرجل: أنا رسول منه وهو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه، فقال مسلمة: ما هي .. فقال الرجل: أن لا تكافؤه على فعله، وأن لا تميزه عن غيره من الجند، وأن لا ترفع اسمه للخليفة..فقال مسلمة: له ما طلب.. فأماط الرجل اللثام وقال أنا صاحب النقب. والسؤال هنا يا د. جابوري هل سيختلف الأمر كثيراً لو أماط هذا المقاوم اللثام عن وجهه وكشف عن شخصيته؟!، لا أظن ان الأمر سيختلف كثيراً..بل إنه حسم أمره ووجد ان نجاح المقاومة أولاً بالإخلاص ونكران الذات وقبول جهود المخلصين، لأن المقاومة كالبناء بعضه فوق بعض ويشد بعضه بعضاً ويؤازره، وليس بالجعجعة الكاذبة والعويل على ثلاث إقتبسات متصرفة جاءت في سياق نصرة بلدك..يا جابوري.!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |