|
في الذكرى التاسعة عشرة لتأسيس الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق الخامس عشر من شعبان يوم مبارك لولادة الاتحاد
جاسم محمد جعفر نائب الامين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق وزير الشباب والرياضة informationiraq_2005@yahoo.com الخامس عشر من شعبان يوم عظيم في التاريخ الاسلامي اكدته تنبؤات الكتب السماوية وجميع المؤرخين والرواة المسلمين بان هذا اليوم الذي ولد فيه الإمام المهدي عجل الله له الفرج سيظهر فيه هذا الامام أيضا كمنقذ للبشرية وقائد للامة يملأ بظهوره الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وهذا ما يؤمن به أتباع رسول الله(ص) وأهل بيته (ع) إذ نعتقد بظهور مهدي هذه الامة وهو الحلقة الحادية عشرة من سلسلة ذرية الزهراء فاطمة والامام علي(ع) بعد غيبة سجلها المؤرخون في مرحلتين تلت وفاة أبيه الامام الحسن العسكري (ع) ونأمل أن ننعم ببركات ظهوره قريبا. فمثل هذا اليوم الذي نشير اليه بيوم الظهور سيكون عيدا للعالم كله ويوم فرح للمسلمين يتهيأون فيه لاستقبال هذا الامام المسدد بالتمكين والتأييد الإلهي للوقوف الى جانبه ونصرته في سبيل بناء دولة العدالة الكبرى التي ستعم الارض والعالم من اقصاه الى اقصاه يقود من خلالها البشرية نحو إقامة العدل والقسط وإحقاق الحق وإبطال الباطل . وفي هذه المناسبة واستلهاما من هذا المنقذ الكبير تم تأسيس الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق في مثل هذا اليوم من عام 1990 م ولهذا التأسيس والتأريخ دلالة مهمة فالاتحاد حركة تركمانية اسلامية جاءت لانقاذ شعبنا التركماني من هيمنة الطغاة والمتسلطين فالاتحاد جاهد كل النظم وووقف بوجه العقائد المعادية لتطلعات شعبنا التركماني في هذه العقود الثلاثة وهو مستمر اليوم بعمله وجهاده وفق اسس علمية وعصرية سلمية للنهوض بهذا الشعب وخدمته من وهو يعمل جاهدا للمشاركة السياسية الفاعلة وتطعيم المؤسسات الحكومية بأكبر عدد من تكنوقراط التركمان في مناصب خاصة ضمن تشكيلة الحكومة العراقية لتحقيق مهمته الأساسية في بناء هذا الوطن وإعطاء التركمان فرصة سانحة لممارسة العمل السياسي بشكل فاعل في إطار الدولة العراقية وحكومتها الوطنية. فالاتحاد الاسلامي لتركمان العراق منذ اليوم الاول لانبثاقه حرص على صياغة منهج حركي متماسك وبلورة خط فكري وسياسي واضح يستوعب كل خصوصيات الساحة التركمانية. وينفتح من خلاله على الوسط التركماني بكل تجلياته وعناوينه, ليوظف ما فيه من مصادر القوة والعطاء والرفد ضمن مسيرته المتصاعدة. كل ذلك جاء من خلال رؤية اسلامية ناصعة زاوجت بين خصوصية الوسط التركماني وعمومية الخطاب الاسلامي في اطار مشروع الاتحاد الهادف الى تعبئة الطاقات التركمانية في سياق عمل جماهيري منظم ينسجم مع تطلعات وتضحيات التركمان. وهكذا كانت انطلاقة الاتحاد من وسط الجمهور التركماني الواسع المنتشر في اكثر من مكان في العالم, وليس من خلال هياكل ومقاسات صممت لتتناسب مع مجموعة منتقاة تنطلق في الوسط التركماني على شكل قوى وتجمعات تساهم في تغليب حالة على اخرى او تنتصر لجهة سياسية على أخرى منافسة لها. فعندما تلاقحت مجموعة رؤى وتصورات وافكار في الوسط الاسلامي التركماني وشخصت ضرورة النهوض بعمل اسلامي تركماني منظم له خصوصية وعنوان محدد واضح يساهم من خلاله التركمان من موقعهم المتميز والمعترف به في الجهاد والعمل من اجل انجاز المهمات الاسلامية والوطنية العراقية والتي تحقق ضمنا الاهداف التركمانية وتضمن حقوقهم المشروعة, بادرت ثلة من الاسلاميين التركمان بالدعوة الى مؤتمر تأسيسي دعي له جمع كبير من الاخوة التركمان بمختلف توجهاتهم وخياراتهم ليقرروا وليضعوا اللبنة الاساسية للشروع بالعمل, ولم يكن ولن يكون حضور مؤتمرات الاتحاد حكرا على لون او مجموعة محددة من التركمان ضمن الشروط والاليات التي تحددها جميع الاحزاب والحركات في مثل هكذا ممارسات, بل ابقى الاتحاد ابوابه مشرعة لكل التركمان الذين يحرصون على استمرار خط الشهداء وصيانة تضحياتهم ويؤمنون بضرورة تعزيز دور الاسلاميين التركمان في الساحة السياسية, ويحفظون تطلعاتهم نحو تحقيق مستقبل افضل لشريحتهم المسلمة من خلال حركة تركمانية مؤمنة تجمع الطاقات وتقرب الخطوات انطلاقا من قاعدة تعميم المسؤولية على الجميع لحمل هذه الامانة الثقيلة كل من خلال موقعه في الساحة وحسب قدرته. ويستند الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق في حركته على المرتكزات التالية: 1ـ يشكل التركمان في العراق ثالث اكبر قومية في التقسيم السكاني بعد العرب والكرد، وهذا الثقل السكاني الكبير يفرض مسؤوليات جسيمة وعلى كافة الأصعدة وعلى جميع أبناء التركمان وبالذات الواعين تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الشريحة العراقية المسلمة. 2ـ حاجة العراقيين التركمان إلى حركة سياسية تبلور مطالبهم وتقود نضالهم وتعمل على تعبئة طاقاتهم وتناضل من اجل قضيتهم العادلة أسوة بإخوانهم وشركائهم في الوطن من العرب والكرد. 4ـ ان الوسط التركماني شهد ارتفاعا في مستوى الوعي السياسي والثقافي، وبرزت فيه الاستعدادات والخبرات الكافية والكوادر الإسلامية والسياسية الكفوءة، وكل ذلك وفر الأرضية الصالحة للعمل والتحرك بشكل اكثر تنظيما وفاعلية. 5ـ من حق التركمان وباعتبارهم جزءا لا يتجزأ من الشعب العراقي وشاركوا بإخلاص في بناء الوطن والدفاع عنه، ان يكون لهم دور سياسي متميز في مستقبل العراق ومشاركة فاعلة تتناسب مع نسبتهم السكانية في أجهزة الحكم التشريعية والتنفيذية وفي الوظائف الأساسية في الدولة، وهذه المهمة تستدعي وجود قوى سياسية تأخذ على عاتقها مسؤولية العمل بهذا الاتجاه. 6ـ ان الوجود الإسلامي في الوسط التركماني وجود حقيقي يستند إلى القاعدة الجماهيرية العريضة التي تحمل أفكار الإسلام وتلتزم بأحكامه وسلوكياته وتعتقد بقدرته على صياغة الحياة وبناء المجتمع وفق متطلبات العصر والتقدم العلمي. ومن هذا الوجود ومن قاعدته الاسلامية والجماهيرية العريضة استمد الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق أسسه النظرية ووضع منهجه الفكري والعملي على قواعد اسلامية مستمدة من القران الكريم والسنة النبوية وتجارب المسلمين فالاتحاد : أ ـ يتبنى في مواقفه وقراراته في سير العمل وتوجيه الأعضاء وتثقيفهم بالخط الإسلامي العام الذي يستوعب الخصوصية القومية ويوجهها نحو مسارها الصحيح حيث تلتقي جميع القوميات على صعيد إنساني واحد تختفي فيه كل عوامل النفرة والانعزال وتصان الخصوصيات الذاتية اللغوية والعاطفية والعلاقات الإنسانية. وينطلق الاتحاد من العقيدة الإسلامية في صياغة مشروعه السياسي ورسم برنامجه العام ويحدد على هديه أهدافه وغاياته المشروعة وعليه فانه يرفض الأفكار الانغلاقية والعنصرية، ويدعو إلى التلاقي والتعارف والتفاعل الإيجابي بين القوميات والشعوب الإسلامية، ويؤمن الاتحاد بوحدة التيار الإسلامي في العراق ويتكامل معه في الأهداف والأفكار العامة. ب ـ يتحدد الخط الإسلامي العام في أدبيات الاتحاد من خلال القرآن الكريم الذي يؤمن به كل المسلمين، وصحيح السنة النبوية وسيرة الأئمة الأطهار (ع)، والصور المشرقة من التاريخ الإسلامي العام والذي كان فيها للمسلمين التركمان مساهمات بارزة، ومن نتاج علماء الإسلام والتجارب الإيجابية للحركة الإسلامية والإبداع الثقافي للمفكرين والكتاب الإسلاميين والتي هي حصيلة تفاعل الأفكار والمفاهيم الإسلامية مع مقتضيات العصر والتقدم العلمي. وعلى هذا اخذ الاتحاد على عاتقه التصدي للعمل السياسي في الوسط الحكومي وبحضوره الميداني في الساحات المختلفة وبقدرته الفائقة في الادارة والمناورة مع الكتل السياسية الكبيرة وادائه المتميز سياسيا وقابلية كوادره القيادية في المهام الموكولة ونجاحهم في مواقع المسؤولية أعطى للاتحاد المرونة في التعامل والاستجابة للوصول الى مواقع حكومية مرموقة تفوق كل الكتل التركمانية فالامين العام للاتحاد الاستاذ عباس البياتي قد فاق خارطة التركمان وتحول الى شخصية وطنية عراقية دخل قلوب العراقيين عربا واكرادا وتركمانا قبل بيوتهم واصبح رمزا عراقيا يؤشر له بالبنان فمن يملك بين التركمان من هو اكثر من عباس البياتي دفاعا عنهم وعن تطلعاتهم الواعية وطموحهم المستقبلي فان دفاعه المستميت عن كركوك ووضع آليات قانونية في البرلمان حل ازمة كبيرة كادت تعصف بالتركمان. وفي الاتحاد حقيبة وزير استلم حقيبة الاعمار والاسكان في حكومة الجعفري وحقيبة الشباب في حكومة المالكي مع حقيبة السياحة وحقيبة الاتصالات ومؤسسة السجناء السياسيين واللجنة الاولمبية الوطنية وكالة ورئيس لجنتي آمرلي وتازة ومهمات اخرى وفي الاتحاد ايضا وكيل وزارة وعضو في مجلس محافظة كركوك واعضاء مجالس في قضاء مركز كركوك وطوز ومدراء عامون في هيكل الحكومة العراقية . ورغم كل هذا الحضور في الساحة السياسية وقربنا لدولة رئيس الوزراء يعز علينا أن حقوق اهلنا في مناطق تسعين وبشير لم تسترجع بعد وما زالت أراضيهم وممتلكاتهم مغتصبة وأسيرة بين هيئة نزاعات الملكية السيئة الصيت وتجاوز البعثيين من ازلام النظام البائد اضافة للمتجاوزين الجدد الذين دخلوا كركوك عنوة ناهيك عن الهجوم الارهابي الشرس على هذه الشريحة المظلومة من التركمان من اتباع اهل البيت (ع) . وهذا بطبيعة الحال لا يجعلنا نبقى مكتوفي الايدي بل نرفع اصواتنا في كل مكان ونحث فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء والمؤسسات الدولية لارجاع حقوق أهلنا في المناطق التركمانية كلها واخراج المتجاوزين على ممتلكات شعبنا وتعويضهم عما فقدوه من اجل حرية العراق . وبهذه المناسبة لا بد أن نشير الى أن الاتحاد يتحرك ككيان فاعل في الوسط العراقي باذلا اقصى جهده في لملمة البيت التركماني على أسس صحيحة وهو ما يعزز الاستجابة الواعية من اكثر الكتل التركمانية ودفعها الى العمل المشترك في الانتخابات القادمة سيعطي للاتحاد المرونة الكافية ليصبح حلقة وصل للبيت التركماني في سبيل الدخول بتحالفات وائتلافات مع كيانات كبيرة ومهمة لها ثقل سياسي في بغداد وكل العراق، وان مثل هذه التحالفات تعطي للتركمان القدرة والقابلية للحصول على مقاعد جديدة في مجلس النواب والحكومة القادمة وبنفس الوقت ستجعل من التركمان قوة يحسب لها الف حساب ويفوت على أي جهة تجعلهم لقمة سائغة بيد الاشرار. وبكلا المناسبتين الكريمتين ذكرى تاسيس الاتحاد التاسعة عشرة واليوم الميمون لميلاد منقذ البشرية الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه نقدم أجمل التهاني واعز التبريكات لتركمان العراق ولمنتسبي الاتحادالاسلامي لتركمان العراق متمنين لهذا الكيان الكبير السير على خطى هذا الامام الذي يتطلع العالم الى يوم ظهوره كمنقذ للبشرية مع مزيد من الانجازات والتقدم لشعبنا التركماني العزيز.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |