|
بوّابه الآِله - بابل - وتكرار النكبات ..؟
صَادق الصَافي -النرويج بَابل - بوّابه الآله - سمّاها اليهود - شنعار - ولها أسماء أخرى- مركز الحياه - والمدينه الطيبه أي الفردوس وذات الأسوار العاليه أسسها السومريون صانعوالحضاره الرافدينيه كبلدهٍ صغيره, في بابل السبعه المقدسه،الآلهه السبعه دليل أتحاد مدنها السبع الرئيسيه، وكواكب المجموعه الشمسيه السبعه,وفي التقويم القمري الذي وضعه الفلكيون البابليون الأيام السبعه، خضعت لملوك سومر وأكد وكان أول ملك بابلي عام 1895 قبل الميلاد, حمورابي أشهر ملوكها الأقوياء من السلاله الأولى، أما الملك نبوخذ نصر 459 ق.م فهومؤسس الأمبراطوريه الثانيه جعل منها مدينه مزدهره وعامره بالمعابد والقصور الرخاميه والجنائن المعلقه والأسوار العاليه،وأغنى بلدان العالم,أكثرت تجارك أكثر من نجوم السماء. بابل - محور الكون- والكلمات المشهوره في الكتب المقدسه - منا منا تقيل وفرسين - سفر دانيال - التي ترمز الى المصير المحتوم وفناء العظمه الدنيويه ....؟ لم يتجرأ عبر الأف السنين أي من الملوك والفاتحين أن يرفع يده على بابل المقدسه،سوى عاصفه سنحاريب التي دمرت الجنائن البابليه في شتاء 688 ق.م، فأحزن موت بابل كل البراري والصحاري وسهوب السواحل في العالم. هذا الغدر وقع من أحد ملوك أشور الذي أقام دكتاتوريه مستبده وأستعدى البابليين،بعد أن كان الأشوريين والبابليين شعبين أخوين تربطهم وحده الأصل حيث كتبوا المسماريه سويه وأشتركوا في قدسيه مدينتهم. أقتحم بابل المتمرده فأحرقها وحولها الى خرائب,لكن الخراب لم يدم سوى 10 أعوام عندما أنبا العراف أم اسرحدون بأنه سيصبح ملكاً ويقوم ببناء المعبد المقدس,بمباركه اللآلهه. وتحققت هذه النبؤءه....؟ قدم بعده -أشور بانيبال- القرابين للآلهه بصوره منتظمه, وبعد تمرد أهل بابل على طاعته أوقع فيهم تنكيلاً, وقطعَ ألسنتهم وأطعمَ أجسادهم المقطعه طعاماً للكلاب والغربان والنسور والأسماك،وأعتبرَ تلك المجزره قرباناً لجدهِ المقتول - سنحاريب - وأرسل أسرى بابل الى السامره كمنفيين لمعاقبتهم . وبعدها صارت بابل ضحيه للتوسع الفارسي حيث أحتلها الملك كورش في 539 ق.م وأحتفل بعيد رأس السنه الجديده ووزع النبيذ والهدايا وأقام الولائم, وذُكِرَ في بعض المصادر أنه أشفق على أهلها واحترم العقائد الدينيه لأهل بابل . فيما ذَكرَ البعض أن الحِداد كان يلف بلاد الرافدين وحلقَ جميع الرجال رؤؤسهم، ثم أحتل الأسكندر المقدوني الأكبر مدينه بابل 336 - 323 ق.م وكانت أمنيته أن تكون بابل عاصمه مٌلكه،وقد توفي ودفن فيها..؟ وسيطر السلوقيين على بابل بعد 10 سنوات من وفاه الأسكندر . وقد مرت بعد ذلك مرحله طويله على خضوع بلاد الرافدين للسيطره الأجنبيه,التي دامت حتى الفتح العربي الأسلامي في القرن السابع الميلادي وقد صورت الكتب المقدسه بناءاً على الأفكار والمعتقدات الدينيه أن النكبات والكوارث التي حلت على بابل ليست اِلا عقوبه ألهيه..؟ - هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لايسمع بعضهم لسان بعض فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض،فكفوا عن بنيان المدينه -،لذلك دعي أسمها - بابل - لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض، ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض . ويعتقد العلماء أنه كان يعيش في بابل حوالي نصف مليون نسمه . وقد جذبت آثار بابل أنتباه علماء الآثار في العالم منذ عام 1850 م وعملَ في التنقيب العالم ليبارد وفرينبل وراسام وغيرهم وبدأت الحفريات بشكل منتظم منذ 1899 م حتى عام 1917 قامت بها البعثه الألمانيه الأثريه بأشراف روبرت كولدفيهي وأكتشف بابل في عهد نبوخذنصر الثاني وهيرودت . وقد تعرضت آثار بابل التاريخيه الى التشويه والأضرار المتعمد جعل منظمه اليونسكوللعلوم والثقافه التابعه للأمم المتحده تعلن شطبها من لائحه التراث العالمي للمدن العريقه, لأرتكاب صدام خطأ ً تاريخياً عندما أمرَ بكتابه أسمه على الطابوق المشوي تضمن عباره غريبه - من نبوخذ نصر الى صدام حسين - على الجدران الذي غير معالم المدينه التاريخيه. آخر الأضرار لحقت بأهم عجائب الدنيا عندما جعلَ الأمريكان بعد 2003 م -بابل- قاعده عسكريه - كمب آلفا -قالت عنه اليونسكوأن بوابه عشتار والطريق الموكبي قد تضررا وأن الجنود حفروا وكسروا الأرض، وبوابه عشتار هي مدخل بابل الشمالي ومزينه بالحيوانات الأسطوريه البديعه .وقد ردت الكولونيل تمارا باركر بأن قوات التحالف الدولي سيطرت على موقع بابل الأثري بقصد حمايته من النهب بعد ما تعرضت متاحف عراقيه أخرى للعبث والسلب .وبهذا تكون بابل قد مرت بكل مراحل الحياه من نجاح وفرح الى خراب وحزن وأخيرا بقيت أطلالها الخالده صامده تحكي قصص الذكرى.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |