|
صحيفة الاصلاح .. نجاح في نجاح غفار عفراوي كاتب واعلامي المثل المصري الشهير (الجواب باين من عنوانه) يصلح ان يطلق على صحيفة الاصلاح ، فانت بمجرد ان تقع بناظريك على الصفحة الاولى تجد انها ناطقة بالصدق والاصلاح ثم تبدا بتقليب الصفحات فلا تشعر بنفسك الا وانت قد امضيت نصف ساعة في القراءة بدون ان تترك صفحة واحدة لانها مختلفة وليست كاغلب الصحف التي تحشو الفراغات وتكثر من الصور وترهق القاريء بالاعلانات ( وتلعّب نفسه ) بالاخبار الفنية (البايتة) مثل تزوجت فلانة وتطلقت علانة وزعل المطرب الشاب صاحب محل الكباب من المطرب الكبير صاحب القلب الكسير وما شاكل من اخبار تافهة ومواضيع سمجة لا تمت للمصداقية وللترفيه وللفائدة باية صلة . صحيفة الاصلاح ومنذ اول يوم اثبتت انها ليست منافس قوي وكبير للصحف المحلية المتقدمة عليها (عمرا) والمدعومة من اموال الشعب (بلا وجع قلب) فحسب بل انها الافضل والاكثر وصولا للقاريء ولست ابالغ في ذلك فحقيقة واحدة تثبت صحة كلامي وهي انها الوحيدة التي تصدر عن جهة معينة لكنها لا تغمط حق الاخرين وليس لها عداء مع احد اطلاقا فسمة الانفتاح وسمة الحيادية من اهم ميزاتها اضافة الى جدية الموضوعات المختارة من قبل كتابها وكذلك سمة التوجه نحو هموم الشارع العراقي وبالخصوص (البسيط العراقي) لانها وضعت نفسها موضع المسؤول عنهم والمدافع عن حقوقهم والمطالب بانصافهم لذلك وصلت الى الجمهور بسرعة فائفة لم تصلها صحف صدرت بعد التغيير مباشرة ولا زالت تحاول الوصول لكنها لم ولن تستطيع لانها وببساطة قد فقدت اهم عنصر وهو الانفتاح والمصداقية واحترام عقل القارئ العراقي الذي يعتبر اذكى القراء واكثرهم فطنة ومتابعة وتمحيص لانه يعيش الحدث اولا باول ولا يمكن لاي صحفي او صحيفة ان تقنعه بعكس ما يراه وما يعيشه على الارض . تمكن كادر الصحيفة ان يفرض نفسه على الساحة الاعلامية والصحفية لعدة امور مهمة ابرزها اختيار الموضوعات المهمة والهادفة في كل المجالات الاجتماعية والسياسية والرياضية والفنية والتاريخية وغيرها. وكذلك العامل المهم والمتميز وهو التصميم الرائع والاخراج الفني الذي ينم عن وجود (محترفين) في هذا المجال ، اضافة الى تميز كتاب وكاتبات صحيفة الاصلاح بمقالاتهم الرصينة والهادفة والمتابعة للحدث وتحقيقاتهم الاجتماعية المهمة التي تضع اليد على الجرح وتلمس المعاناة والمشاكل لتعطي لها الحلول والمقترحات بدون تجني او مساس باحد فالغاية المثلى هي اظهار المظلومية او اطلاق الصوت المكبوت او التذكير بالحالة السلبية لكشفها امام الجهات المسؤولة ومن يهمهم الامر للقيام بالعلاج اللازم فالصحفي الملتزم هو عين المسؤول ومساعده وواجبه اظهار الحقائق. تميزت في الاصلاح صفحات معينة كان لها الدور الاكبر في النجاح الكبير والانتشار الواسع اهمها صفحة التحقيقات وصفحة الثقافة وصفحة اراء والصفحة العائلية اللطيفة اسرة ومجتمع والصفحة الرائعة تكنولوجيا النجاح والجميلة والمتكاملة والمميزة جدا الصفحة الرياضية التي لا يختلف اثنان انها من افضل الصفحات الرياضية ولا ينقصها سوى الاهتمام بالرياضي السبعيني والثمانيني الذي يمتلك من الجماهيرية الكثير وبالتالي فسيفتح النافذة على جمهور اكثر واكبر وشريحة مثقفة وواعية ومهمة هي شريحة السبعينيات والثمانينيات. الصفحة الاخيرة جيدة ولكن هل بالامكان ان تكون افضل مما كان فكما معروف هي من اهم الصفحات المهمة جدا فالغالب يقرأون الصحف بالعكس اي يبدأون من الاخيرة. وآخر القول ان طريق النجاح يبدأ بخطوة لكن (الاصلاح) بدأتها بالف خطوة ، فمبارك عليها هذا النجاح ومبارك اشعال الشمعة الثانية والعمر المديد لكل القائمين عليها.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |