كل ارتباط بمعالم النبوة والرسالة يزيد الانسان شرفا ورفعة، فكيف اذا كان ذلك الارتباط له صلة بالنبي الخاتم وبالرسالة المحمدية وهي المرتبطة أساسا بالله عز شانه وتعالى مجده وعظم كبريائه وجلت صفاته وتجلى جبروته وتفاخر به ملائكته.

ان شخصا كأبي الفضل العباس عليه السلام له ملامحه الفردية الخاصة وبما يتمتع به من طهارة المولد وخصائص الصلاح والصدق والوفاء جعلته في مرتبة لايمكن ان تختفي في بطون كتب التاريخ أوصفحات الكتب ولابد لمثل هذه الشخصية ان تعيش في عقول وقلوب وضمائر الاحرار، ومثل هذا الانسان الناصح لابد ان يكون في صفحة من صفحات الخالدين الذين تترجم حياتهم بصحائف من ذهب خالص، ولم يأتي ذلك الارتباط الذي أشرنا اليه عبثا فقد قرن هذا الارتباط بشخص خليفة النبي المرسل والسبط المنتجب، وذلك هوالامام الحسين عليه السلام (اخو ابي الفضل العباس) الذي دل العالم على طريق الانتصار بالشهادة.

ان دروس الصبر والجهاد التي تمثلت بمواقف ابي الفضل العباس وبقية أنصار الامام الحسين عليه السلام يوم الطف عندما عرضوا أنفسهم للمخاطر الجسيمة في مواجهة جيش الطغاة كان علامة شاخصة للوفاء والاخلاص، ولقد جاء كل ذلك نتيجة لحسابات دقيقة في عالم الروح والمعنى، وعالمي الحضور والشهادة.

لقد أظهر أبي الفضل العباس (بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام) القدرألاكبر من الطاعة للنبي ولابيه أمير المؤمنين ولأخيه الامام الحسين عليهم السلام وهو الذي استشهد عطشانا ومدافعا عن حرمات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

لقد تكرر في مشهد واقعة كربلاء وملحمتها ماقدمه البدريون من مواقف شجاعة في مواجهة الاعداء وشدة صبر البدريين وصلابة مواقفهم المبدئية في مبايعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحسن أجابة الدعوة المحمدية، وأظهارالطاعة لله والامتثال لاوامره، وهكذا كان موقف الامام ابي الفضل العباس عليه السلام موقفا متميزا بعدما أعطى كل طاقته وبذل قصارى جهده في اظهار المعركة المصيرية بالشكل الذي يجعلها ملحمة خالدة يستمد منها المؤمنين الدرس في العطاء وبذل الجهد لتحقيق النصر سواء تحقق ذك في حياتهم او بعد استشهادهم ومماتهم.

لقد اظهر جميع المقاتلين الذين وقفوا مع الامام الحسين عليه السلام وواصطفوا الى جانبه أعلى درجات الشجاعة ولم يبدو اما م عدوهم اية حالة من حالات الضعف او التراجع واظهروا من خلال ادائهم علامات اليقين في وضوح مقاصدهم الشريفة.. ذلك لان العباس عليه السلام واصحاب الامام الحسين عليه السلام هم في اعلى مراتب النخبة في جيش الامام الحسين عليه السلام، والعباس تربى في اول بيت آمن بالرسول والرسالة هذا البيت الذي عرف عنه القاصي والداني شدة التعلق بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم لما رأؤا منه من الصدق والتفاني في تحقيق العدل والسعادة لكافة أهل الارض.. فما أحرانا أن نقتدي بسيرته وان نلتمس شفاعة هذا الرجل العظيم، وألا لمثل هذا فليعمل العاملون.

 ----------------------------

 العائذين بقبره واللائذين بضريحه! لقد أصبح عليه السلام رمزا اول بين رموز الشهداء وسيبقى شعلة مضيئة في حياة محبية وحياة الاحرار.

العودة الى الصفحة الرئيسية