|
إلى من يهمه الأمر .. مهرجان بابل للتسوق
محمد خضر ناجي ضمتني قبل أيام جلسة مع عدد من الأحبة في أحد مجالس الحلة، دار فيها الحديث عن واقع المدينة البائس وكيفية تغييره والارتقاء به، وبين الهمس والصراخ والمقاطعة والحديث الجانبي ترددت كلمات لم تأخذ نصيبا من الاهتمام، فكانت عبارة عن أفكار مبتورة، أقل أو أكثر من ربع أو نصف فكرة . من بينها مقترح بتنظيم مهرجان سنوي للتسوق، كواحد من الفعاليات التي يمكن أن تكون لها مردودات ايجابية على المدينة والمحافظة ككل . وكالعادة ! إصطدمت الفكرة، بصخرة العقلية والثقافة التي رسختها عقود الاستبداد، والتي ابتكرت أساليب ومبررات ومفاهيم وأنماط سلوكية، سلبت عقل وإرادة الإنسان العراقي وأسقطت مبادرة عقله الخلاّق التي تميز بها زمن الإبداع الغابر، وصيّرته ضعيفا سلبيا يائسا، لا حول له ولا قوة . من الواضح إن مدينة الحلة تعاني من التهميش والإهمال المتواصل في مختلف العهود، فلم يشيّد فيها مشروع ذو أهمية وليس فيها مطار أو مصفى للنفط أو ... حتى حصتها من الكهرباء تمنح لمحافظات أخرى مجاورة ! ورغم ذلك تبقى المدينة تتميز بموقعها على النهر الذي يوفر لها بيئة زراعية جميلة تنعكس على طبيعة مجتمعها ومزاج أهلها السمحة والبعيدة عن الانغلاق والتزمت، ومع توفر الأمان وانتشار الآثار التاريخية والمراقد الدينية المقدسة فيها، وعلى مرمى حجر منها، فإن هذا يؤهلها للنهوض وتكون، على الأقل، نقطة جذب سياحي وترفيهي وخدمات لأبناء المدن المجاورة بغداد كربلاء النجف الديوانية الكوت . ومن هنا جاءت الفكرة التي قدمت للمسؤولين بصيغتها الأولية عن مهرجان بابل للتسوق في موعد مناسب لا يتعارض مع مناسبات الزيارة للعتبات المقدسة في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء . مهرجان يجري فيه التنسيق بين الإدارة المحلية والبلدية وغرفة التجارة واتحاد الصناعة والاتحادات الرياضية والأدبية والفنية ومنظمات المجتمع المدني لوضع برنامج متنوع الفعاليات وتحشيد الطاقات لتحقيقه بافضل صورة ممكنة . وربما يرى البعض أن هناك مشكلة ضعف البنية التحتية كالمطاعم والفنادق والكازينوهات التي تفتقر لها المدينة . وبدلا من ترك الحال على ما هو عليه، أو انتظار انفراج أزمة التخصيصات المالية وتوقف التمويل لمشاريع الاعمار في المحافظة وزوال معوقات الاستثمار الأجنبي، لابد من البدء بالمهرجان الذي يمكن من خلاله تحريك واقع المدينة والمحافظة نحو الأفضل، وإن كان بخطوات متواضعة، كأي بداية، يمكن أن تتطور بمرور الوقت وتراكم الخبرة والإمكانيات . لا نريد الإفراط في التفاؤل، ولكن يكفي أن نراجع أي تجربة سابقة في هذا المجال، وفي غيره، لنعرف بأنها بدأت من الصفر. ولنا الثقة بأن الحلة – إن تحركت - وبإرادة وإصرار أبناءها الغيارى على النجاح قادرة أن تكون رقما مؤثرا لا يمكن تجاهله على أي مستوى في الساحة العراقية . - لقد سمعت البعض ممن أعجبهم المقترح، ولكن قد يرى آخرون أنه غير مناسب وغير واقعي، أو مستحيل التحقيق، أو هو تمنيات وحلم ليلة صيف، أو إن (داعيكم بطران)! لا بأس ولكن نرى من الأفضل أن لا يكتفي المرء بالرفض وحده بل بتقديم البديل المناسب. وبانتظار أن يتحرك من يهمه الأمر من أصحاب الشأن والقرار، نردد قول الشاعر: عفيه نهران شكثر خدران أملهه ومايهه الراكد .... عذب !
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |