|
الخامس عشر من شعبان يوم ميلاد الامام صاحب الزمان .. ليلة جمعة من عام 255 للهجرة
محمود الربيعي الحقيقة اليقينية الحاصلة لدى انصار الامام الحسن العسكري عليه السلام وهم مجموعة صادقة أن امامهم الحسن العسكري اشهدهم على ولادة مولوده الجديد من زوجته الطاهرة نرجس وهو محمد بن الحسن العسكري عليه السلام بعد الولادة الميمونة التي حضرتها بعض النسوة كالسيدة حكيمة بنت الامام الجواد عليه السلام (عمة الامام الحسن العسكري عليه السلام) ويقال كذلك ايضا القابلة التي أولدته على حرص شديد ان لاتذيع خبر تلك الولادة. ولقد بذل حكام بني العباس محاولات عديدة لكشف سر تلك الولادة حال حدوثها واستهداف قتل الوليد العائد للامام الحسن العسكري عليه السلام والذي يعتقدون انه سينازعهم الخلافة والحكم ولابد لهم حينئذ التخلص منه وهي عملية اشبه ماتكون بمحاولة الطاغية فرعون التخلص من الوليد المنتظر موسى بن عمران عليه السلام الذي توقع ظهوره في بني اسرائيل مهددا مستقبل عرش فرعون. ولقد اسست الغيبة الصغرى ومدتها حوالي 70 عاما في تثبيت معالم وجود الامام المهدي المنتظر صاحب الزمان كحقيقة لايساورها الشك عند المعتقدين بالمذهب الاثني عشري على الاقل لما يحتفظ به هذا المذهب من مرتكزات فلسفية وعقائدية وشواهد وبراهين قوية يمتلكها ومنها ماأشرف عليه ابيه محمد بن الحسن العسكري عليه السلام بنفسه وأشهد اصحابه كما اسلفنا، بالاضافة الى حصول اللقاء بالسفراء الاربعة الموثوقين، ولقاءه بأهل الاسلام ممن يبحثون عنه لغرض التواصل معه وادارة شؤونهم العبادية والحياتية من خلال مايخرج عنه من التعليمات والتواقيع كما حدث في رسائله المهمة للثقاة من اصحابه كالشيخ المفيد قدس سره. فالمؤمنون بالله لايساورهم شك في حاجة اهل الارض الى حجة قائمة وعين تعين الناس على ادارة شؤونهم بالشكل الذي يرضي الخالق ويحفظ النظام الاجتماعي للمخلوقين، ويوجه الناس الى فعل الخير ودفع الشر.. ولاعتبارات ربانية كالتي اراد منها الله ان يكون لكل من الخضر ولقمان الحكيم عليهما السلام من القيام بدور الادارة العامة والاشراف على الشؤون العقائدية ومساعدة الانبياء في اداء ادوارهم المهمة التي اختصت بالدعم المعلوماتي كالذي حدث بين داود النبي عليه السلام ولقمان في شأن الموعظة وغيرها، او كاللقاء الذي تم بين النبي موسى والخضر عليهما السلام في شؤون متعددة اشار اليها القرآن الكريم باختصار ولازال الخضر عليه السلام غائبا هو وعيسى النبي عليهما السلام ويمكن لنا ان نطلق مجازا عليهم مجموعة الغائبين وهم كل من عيسى والخضر والمهدي عليهم السلام وسيظهرون سوية لتحقيق واقامة دولة العدل التام. وقد اقتضت الارادة الالهية فيما سبق غياب اصحاب الكهف مدة الطويلة للقيام بمهمة نشر العقيدة التوحيدية، كما اقتضت قصة العزرا والعزير ذلك وكان من جملة الامور التي اظهرت من خلالهم قدرة الخالق على التحكم بعامل الزمن وظواهر الموت والحياة ومساعدة الخلق في ادراك مسائل الغيبة المتعلقة بالامام المهدي الغائب من خلال القران الكريم وبالخصوص لمن يؤمن ويصدق بالقرآن الكريم ولايرى حرجا في انتظار المهدي الموعود، وأما بشان الماديين فهم يدركون الان مدى قدرة الانسان نفسه بامكانية تحقيق المنجزات العلمية في عالم البيولوجيا بشكل يدعو الى التوافق في نظرة الخلق في تحديد امكانية بقاء الخلية حية مدة اطول اذا ماتوفرت لها كافة الظروف والشروط التي تجعلها قادرة على الحياة مدة طويلة. والامام رغم غيبته فهو يعيش هويته الخاصة كولي ناصح ينفذ اوامر الله في الارض رغم تغير العنوان هنا وهناك، وفي الحسابات الالهية سيكون الامام المهدي عليه السلام منقذا للبشرية من الضلال ويعتبر وجوده فيضا مباركا على الناسحتى في غيبته دون ان يعلم هؤلاء الناس سر تلك الفيوضات، وكما عبر عنه ذلك بانه شمس وراء السحاب. والاهم من ذلك كله وعد الله له بالظهور والنصر واتمام مشروع الدولة العادلة، وهذا الوعد الصادق آت لاريب فيه ينتظره الانصار بفارغ الصبر، ويحتاط له الاعداء، وسيهزم الامام المهدي عليه السلام اعدائه بجيشه الذي لابد له ان يقدم قائمة من الشهداء يقتلون ويقتلون من اجل تحقيق ذلك الانتصار وقيام الدولة العادلة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |