البند السابع ... ودور الكويتي اللامع

 

محمد حبيب غالي

Mohammed.media@yahoo.com

يبدو إن الشعب العراقي أصبح على يقين تام إن الكويتيين لا يريدون الخير لا للعراق ولا لاهل العراق وأصبح هذا واضحاً بعد ان ولى صدام واتباعه وولت السلطة الحاكمة التي تسيطر على العراق ومقدراته والتي وكما كنا نعتقد كانت سبب وراء كره الكويت للعراق واهله، إلا أن التغير السياسي في العراق وسلطته الحاكمة لم ينفع في كف الكويت حكومة وشعبا عن الاستمرار بأفعالهم وعلى نفس النهج وذات النفس المضاد لنا ..

وقد تباينت في الاونة الاخيرة التصريحات المتبادلة بين السياسيين العراقيين والكويتيين حول موضوع رفع العراق من البند السابع ورفض الكويت ذلك، واصبحت هذه التصريحات مادة دسمة لنقاشات العراقيين والكويتيين على حداً سواء، حيث ان مشكلة العراق والكويت هي ليست وليدة اليوم ولا ترجع لاسباب آنية كما يعتقد البعض وإنما هي معضلة ترجع الى زمن بعيد، واعتقادي أن الكويت ما زالت تفكر في المطاليب الداعية إلى ضمها للعراق وتتوجس منها وخوفها من عدم انتهاء هذه المطاليب بانتهاء النظام الصدامي .

بعد ان رفضت الكويت رسمياً اغلاق ملف التعويضات التي يدفعها العراق لها بنسبة خمسة في المائة من عائداته النفطية، وبعد إن رفضت أيضا نقل باقي الملفات المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن الدولي الى باب العلاقات الثنائية حيث قدم العراق طلباً رسمياً الي مجلس الأمن بهذا الخصوص حتى يتمكن من الخروج من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وخصوصا عندما قال محمد عبد الله ابو الحسن المستشار في الديوان الأميري ان الخروج من البند السابع الذي يسعي اليه العراق لا يجوز ان يأتي إلا بعد الالتزام بالتنفيذ الكامل للقرارات الدولية وباقرار من منظمة الامم المتحدة وليس الكويت والعراق، فبعد كل هذه المواقف من الجانب الكويتي !!! أدرك العراقيين إن صدام لم يكن السبب في كره الكويت لهم ولبلدهم وإنما خوفهم وتوجسهم الخيالي من العراق كان السبب الرئيسي ..

على الصعيد السياسي والحكومي، فقد كان العديد من السياسيين العراقيين وعلى مختلف انتماءاتهم قد هاجموا بشدة الموقف الكويتي، والقاء الاتهامات على الجانب الكويتي والتذكير بمواضيع طمرت من سنين عدة، منها استيلاء الكويت على اراضي عراقية وسرقة ابار النفط اثاء الحرب العراقية الايرانية ( كما يدعي البعض )، فيما طالب البعض الاخر دفع الكويت تعويضات للعراق لانها سمحت للقوات الامريكية بالمرور باراضيها عام 2003 باتجاه العراق .

اما بالنسبة الى تحركات الجانبين على ذات الموضوع فبعد زيارة السيد المالكي الى امريكا ولقائه رئيسها اوباما، قام مباشرة امير الكويت بزيارة امريكا حتى يجس نبض أمريكا حول مشاكل بلده مع العراق، وهذا اكبر دليل على أنهم يخافون من العراق ومن الحكومة العراقية، ولان الموقف الأمريكي مهم جدا بالنسبة لهم كون الكويت لا حوله لها ولا قوة لو واجهت العراق بمفردها .

أما على الصعيد الشعبي فتختلف الآراء حول تفسير افعال الكويت مع العراقيين منهم من يقول ان الكويت محقة في بعض ما تفعله مع العراق اليوم حتى تضمن عدم تكرار تجربة احتلالها، وتكبدها بالخسارات الفادحة التي خسرتها بحتلال صدام لها، ولكن الاسلوب الكويتي لاثبات حقهم غير مقبول وغير منطقي لان العراقيين لا يتحملون ما اقترفه صدام وبالاضافة الى ان مثل هكذا نهج يمثل اهانة للعراقيين تدفعهم لاتخاذ مواقف معادية الى الكويت واهلها، اما البعض الاخر فيعتبر إن الكويتيين أمعنوا كثيراً في غرورهم وطغيانهم مرة اخرى وعجبي انهم لم يستفيدوا من تجربة غزو صدام الذي تعرضوا له فراحوا يفتحون على انفسهم باب جهنم من جديد .

وأخيرا وليس أخرا أقول ان من المخجل ان تدخل وساطات اجنبية بين العراق والكويت على هذا الموضوع مثل الحكومة الامريكية والبرطانية وغيرها من دول لا تمت للاسلام والعروبة باي صلة تدخل وساطة لحد مشكلة بين دولتين جارتين، واقول لاخواننا في الكويت ( إذا صح تعبير الإخوة هنا ) أن يلغوا فكرة الانتقام مِنا، وأن يغيروا من نهجهم ويسقطوا بقية الديون الغاشمة علينا، كوننا الآن في أمس الحاجة لهذه الاموال  في عملية نهوضنا من واقعنا الأليم، أكثر من حاجتهم اليها وهم في حياة تمتاز بالرغد والعز، وكوننا كنا اول ضحايا صدام واخرهم، وإلا فأن طبيعة علاقاتنا معهم ستبقى وكما يصفها البعض علاقة (أعدقاء) أي اعداء بصفة الأصدقاء . 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com