|
حيّة تبن!
حميد الشاكر
معروف عن حيّة التبن (الافعى التي تعيش في بيت مؤونة الناس) في العراق انها تأكل من بيت العراقي لتسمن وبعد ذالك تلدغه لترديه تحت التراب ميتا !!. الشيوعيون العراقيون في عراق مابعد الدكتاتورية مثل تلك الحيّة الناعمة والصامتة في زحفها والقاتلة في سمها وبين انيابها، فبينما وفرّ العراق الجديد المشاركة لجميع ابنائه في بناء الدولة الجديدة، وفتح هذا العراق الذي تقوده التيارات الاسلامية المؤمنة به وبخالقه وبمشاركة الاخر واحترام رأيه جميع ابوابه لكل عراقي ومهما اختلفت انتمائاته الايدلوجية، راح لفيف من منقرضي الشيوعية العالمية الذين لم يزالوا لهذه اللحظة يعيشون في ظل المياه الراكدة في العراق الى نهش العراق الجديد بصورة عجيبة وغريبة على طبيعة الانسان العراقي الخلوق الذي عانى كثيرا في نضاله من اجل التخلص من الدكتاتورية وظلمة حقبة حكم البعثيين في هذا الوطن !. فاولا : انبثت هذه التكتلات من بيض الافاعي الشيوعية في العراق لتستقر مستكينة بين احشاء دولة العراق الجديد هنا وهناك في فروع وزوايا وزارات الثقافة والاعلام والصحافة .. وغير ذالك لتظهر كل الولاء السياسي للعراق الجديد ولتقدم فوق ذالك فروض الطاعة ومفردات الحب لهذا الشعب والوطن !. ثم ثانيا : ما ان فقس بيض تلك الافعى الشيوعية السوداء القديمة، حتى دبت رويدا رويدا في مفاصل الدولة والحكومة العراقية المنتخبة بقيادة لفيف من بعض الاسلاميين النائمين وغير الاسلاميين العراقيين، لتتسلق الى مناصب رفيعة ولاسيما منها المناصب المختصة بالثقافة العراقية من صحافة واعلام مرئي ومقروء ومسموع لتسيطر على عقل الانسان العراقي وثقافته من جديد ويتم السيطرة على هذا الدماغ تماما وغسيله رجعيا وحشوه بافكار تدميرية واخرى طبقية ماضوية تثير نعرات الاحقاد الاجتماعية وتزرع بذور الشقاق والنفاق بين هذا المجتمع الذي يحاول ان يتماسك بكل طريقة ممكنة !. وثالثا: ما إن بلغت هذه الافاعي الشيوعية العلمانية وبرزت انيابها للوجود بعد مرحلة الكمون والحضانة والطفولة، حتى راحت تنهش بالعراق الجديد بشكل مدمر ورهيب وخطر جدا، الى ان وصل معول الشيوعية العراقية الى الاعلان والثورة الصريحة على العراق الجديد ومتبنياته الدستورية واخلاقياته الديمقراطية، وايضا من خلال المنصات الاعلامية الذي وفرها هذا العراق الجديد لجميع ابنائه استطاع ان يتسرب اليها الشيوعيون العراقيون الفاشلون بجميع الانتخابات الماضية بمكر وهدوء وصمت افاعي قديم ومعروف لاصحاب الفكر الثاقب والعين التي لاتنام عن مصلحة العراق الجديد !. الحقيقة بامكان اي مراقب عراقي اليوم ان يضع ورقةً وقلما الى جانبه ليعدّ الاقلام التي تكتب صحفيا داخل العراق وخارجه من الاقلام الشيوعية المتسترة باللّبرلة او العلمانية ليطلّع على حجم الهجمة المسيئة لسمعة العراق الجديد، وليدرك فيما بعد ان القلم الشيوعي العراقي من اهم المساهمين الفعليين في اثارة عدم الاستقرار الثقافي والسياسي للفرد العراقي بعد التغيير، حتى ان اختلاق قضايا فساد وتشويه سمعة رجال العراق الوطنيين وخاصة الاسلاميين الحاكمين منهم ماهي الا منتج ماكنة اعلامية شيوعية عراقية متخفية تحت عناوين ديمقراطية راسمالية هدفها عدم تمكين الذهن العراقي الجديد من الاستقرار او الثقة برجال حكومة عهده الجديد، وكذا كل الترويج الاعلامي الداخلي وبعض من الخارجي الذي يضخ روح التذمّر داخل المجتمع العراقي على الوضع السياسي العراقي الجديد، فنصفه يكتب باقلام بعثية ارهابية والنصف الاخر يكتب في مطابع الدولة وعلى حساب حكومتها النائمة ولكن باقلام شيوعية عراقية تناضل من اجل اسقاط التجربة العراقية الجديدة وتشويه كل معالمهما الحديثة كي لايقال ان الاسلام السياسي العراقي قد نجح في ادارته للعراق الجديد !!!!. وهكذا لينظر العراقيون بمسؤوليهم الحكوميين الجدد لباقي وسائل الاعلام الاخرى المرئية والمسموعة والتي مع الاسف سلّمت بالكامل للكوادر الشيوعية القديمة تحت سمع وبموافقة الحكومة العراقية التي انتخبها الشعب العراقي على اساس انها حكومة اسلامية واخلاقية، واذا بها تسلّم الدماغ والثقافة والوزارة العراقية لجهة غير امينة على تربية نفسها اخلاقيا فكيف بتربية شعب ثقافيا ويُراد له ان يكون منفتحا وغير متأزما ولامعقدا ولاساعيا لتدمير مايبنيه العراق الجديد !!. كيف استطاع حفنة من الشيوعيين العراقيين المنبوذين اجتماعيا والفاشلين عالميا وانتخابيا عراقيا ان يتسلقوا الى جميع اجهزة اعلام الدولة العراقية ولاسيما منها المسموعة والمرئية فضائيا وارضيا ليثيروا هذا الكم الهائل من الازمات الثقافة والسياسية على العراق الجديد تحت سمع وبصر الشعب العراقي الذي ناضل طويلا من اجل الاحتفاظ بوجوده الثقافي والفكري والاخلاقي في هذه الحياة ؟. ثم كيف تسمح هذه الحكومة المشكلة اسلاميا ان تنفق كل هذا المال العام من قوت الشعب العراقي على الاعلام ليسخرّ الى مثل هذه الجهات التي هي تقف اليوم كتفا بكتف مع الارهاب الصدامي والوهابي لاسقاط العراق اعلاميا ومعنويا والنيل من رموزه السياسية الوطنية تحت حياكة المؤامرات الاعلامية للفساد وللرذيلة ولنقد ضعف الخدمات ... وما الى ذالك لتضاهي هذه الاقلام الشيوعية الحاقدة على العراق الجديد الذي لم يمنحها اي ثقة في انتخاباته الماضية مع اعتى المجرمين الاعلاميين خارج العراق وداخله للنيل من تقدم العراق ونهوضه وتقدمه ؟. ياسبحان الله !!!. لااعلم حقيقة كيف يسمح العراق وحكومته المنتخبة الجديدة ان تكون حاضنة لافاعي شيوعية جربها تاريخيا وادرك من خلال التجربة ان الديمقراطية التي تمنح لهذه الحركات السريّة الهدّامة سوف لن تستغل بالشكل الايجابي لخدمة هذا الوطن والمواطن، وانها سوف تستغل من قبل الشيوعية العراقية لاثارة النعرات الطبقية ومن ثم السياسية والازمات الاجتماعية والاخلاقية .. والتحريض على الفوضى والثورة ونبذ الوضع القائم والانتقام منه قدر الامكان حتى يسقط العراق اخيرا بيد هذا الدكتاتور او ذاك كما حصل في التاريخ القريب بالضبط لعراق مابعد الجنرال قاسم رحمه الله عندما ساهمت هذه الشوعية بفاعلية لتدمير العراق وتسليمه نهائيا للحركات البعثية الاشتراكية المجرمة ؟. على اي حال المثل يقول: من يزرع بيض الافاعي فلا يتوقع جني ثمار العسل !!. ومَن يهيئ وسائل الاعلام في العراق الجديد ويبني صروح وزارات الثقافة لتستولي عليها كوادر ماركس ولينين وينفق عليها من قوت الشعب ليسلمها الى كتّاب واقلام وافواه شيوعية تتمشدق برأس الشعب العراقي المسكين ليل نهار بالحديث عن الثقافة وكيف ينبغي ان تكون ؟، والى اين يجب ان توجه ؟،........الخ فعليه ان يستعد لجني عراق لايعرف الاستقرار السياسي ابدا وسوف لن يذوق طعم التوافق والاستقرار والاطمئنان الروحي على الاطلاق بلا ريب !!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |