جريمة القرن الواحد والعشرين الكبرى

 

طارق عيسى طه

tarektaha17@yahoo.de

اذا كان صدام حسين ديكتاتور القرن العشرين بلا منازع فان غزو العراق يعتبر اكبر جريمة في القرن الواحد والعشرين حيث تمت تلويث تربته باليورانيوم الذي تسبب بامراض مختلفة وفي مقدمتها الامراض السرطانية ان هذه الاشعاعات المميتة سوف تبقى الى الاف السنين ولا يمكن ازالة اثارها السيئة المميتة الا بجهود دولية وتحتاج الى توظيف مئات المليارات والى سنوات عديدة, ومنذ الاحتلال الذي مضى عليه ستة سنوات لم نسمع باية جهود او نوايا من اجل البدء بعملية ازالة اثار التلوث البيئي بمادة اليورانيوم ان كانت محلية او دولية ,ان هذا التلوث الخطير الذي اودى بحياة الالاف من المواطنين بعد عذابات مريرة بامراض السرطان والتشوه الخلقي للمواليد لم يجلب انتباه الذين استلموا السلطة لانشغالهم بالوضع الامني وتوزيع الكراسي على المشتركين في ادارة دفة الحكم ,ان التلوث البيئي باليورانيوم لا يشكل خطرا على العراق فقط فقد بدات اصابات بامراض السرطان تسجل في القرى التركية المتاخمة للحدود العراقية وكذلك انتشار السرطانات في الاردن بشكل غير طبيعي وسوريا ايضا وايران , ان القوة الوحيدة القادرة على مساعدة العراق في ازالة التلوث البيئي وأثار اليورانيوم هي الولايات المتحدة الامريكية فاذا ارادت هذه القوة التي كانت هي السبب في هذه الجريمة الكبرى ان تقوم بتحسين سمعتها في العالم ان تتبنى هذه الفكرة لتقوم بتحسين جزء بسيط من سمعتها السيئة التي انتشرت في كل العالم وخاصة في زمن بوش الاب والابن,ان هذه المشكلة هي اكبر خرق لحقوق الانسان بالاضافة الى توابع اخرى وهي ازالة الالغام المنتشرة في العراق والتي بدات حكومة صدام بزرعها بالاضافة الى ما نزل على العراق من قنابل لم تنفجر عدا الالغام المزروعة والتي يزيد عددها على ربع مليون طن ,المعروف بان غزو العراق لم يكن من اجل اسقاط حكومة صدام فقط وانما كان الغزو عبارة عن مختبر لتجربة انواع الاسلحة المتطورة ان ما قذفته الطائرات من قنابل ومواد متفجرة وحارقة يفوق ما تم اسقاطه في الحرب العالمية الثانية على المانيا النازية ولا تزال الحكومة الالمانية تعثر ما بين الحين والاخر اثناء البناء وتبليط الطرق وفي البحيرات على قنابل تزن الواحدة منها عدة اطنان مع العلم بان الحرب العالمية الثانية قد انتهت قبل اربعة وستين عاما فما بال العراق ؟ واهل العراق ؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com