|
ديموقراطية الخمور!!
غفار عفراوي قبل أيام، قرأت مقالين متضادين في الصفحة الاسبوعية (مع\ضد) التي تنشر في مجلة الاسبوعية في العدد78. والمقالان يتحدثان عن تشريع قانون منع استيراد الخمور. كان المقال الاول للكاتب يحيى الشيخ زامل وهو الموافق على تشريع القانون وفيه سرد عددا من الاسباب الموجبة للتشريع واعتقد انه قد اجاد في التقاط عدة نقاط جوهرية ومهمة ومقنعة في نفس الوقت. فبدأ بشرح مختصر لتنوع اطياف الشعب العراقي وكيف ان الدين الاسلامي قد استطاع ان يصهر كل الاقليات الدينية المختلفة ويضعها تحت خيمته لدرجة عدم التمييز بين المسلم وغيره من خلال الاحترام المتبادل فيما بينها- اقصد الاديان المختلفة- فصارالصابئي او المسيحي يعتنق القيم والاعراف السائدة في المجتمع الاسلامي لا شعوريا. ثم اشار الكاتب الى الاضرار الكبيرة للخمور وسلبيات تعاطيها كغلبة العربدة الشديدة على متعاطيها وكيف ان الشخص المخمور غالبا ما يشاهد متسكعا في الطرقات او نائما على الارصفة وقد علته الاوساخ والقاذورات اضافة الى الاضرار الصحية والامراض التي تنتج عنها كامراض الكبد والدم والقلب والدماغ والجهاز العصبي وتاثيرها على السلوك السوي والمبالغة الحمقاء والعدوانية في التصرف والتدهور الخلقي والتعطل الفكري والعزلة في المجتمع. كل هذه الاسباب واسباب اخرى كفلها الدستور العراقي الذي صوتت عليه جميع اطياف الشعب العراقي ودياناته تؤيد تشريع هذا القانون وانجازه بدون أي اعتراض او اشكال فالمادة الثانية الفقرة الف من الدستور تقول ( لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام). أي ان السماح باستيراد او بيع او شراء او تعاطي الخمور هو مرفوض دستوريا وبالتالي مرفوض شعبيا.فلا افهم كيف سمح الكاتب الاخر لنفسه ان يكون بموقع الرافض لتشريع القانون ويعمل دستورا على مزاجه يعتبر فيه شرب الخمر والاتجار به من مباديء الديمقراطية والحرية ! ولولا اني اعرف الكاتب من خلال قراءتي لكتاباته الجيدة والمهمة احيانا لقلت انه كاتب مغمور وحديث العهد ويريد البروز بهذا المقال تحت عنوان خالف تعرف.فكاتب مثل ماجد موجد لا يمكن ان يخطيء هذا الخطـأ الفادح ان لم يكن هناك سبب لذلك واعتقد ان تلك الصفحة في المجلة وبعد اختيارها لموضوع معين تطلب من احد الكتاب ان يوافق على الموضوع فيدرج تحت عنوان (مع) وتطلب من الاخر مهما كان رايه ان يكتب مقالا تحت مظلة (ضد) والا فان أي كاتب يحترم قلمه وعقله لا يمكن ان يصف تضحيات نصف مليون عراقي طيلة حكم البعث هي لمجرد المطالبة بشرب الخمر او السفور او سياقة المرأة للسيارة كما غبر كاتبنا موجد! او التفاتته العبقرية بان الاسلام قوي ولا يمكن ان تغلبه زجاجة خمر متصورا - أي الكاتب- ان تشريع القوانين التي تتماشى مع احكام الاسلام هي خوفا على الاسلام من الانقراض ولا يعلم ان للبيت رب يحميه وانما شرعت القوانين الاسلامية لحماية الفرد والمجتمع على السواء بل لحماية البيئة والانسانية بالعموم. ثم يتحفنا (الاستاذ موجد) بمحوعة من المبهمات من افكاره المتناثرة ولا اعلم ما دخل الهاتف النقال باكلة الدولمة العراقية الشهيرة! حيث يتنقل الكاتب من الحرية الشخصية للفرد العراقي وعدم وجود اضرار من ممارسته لها الى خليفة المسلمين الذي كان يشرب الخمر ليل نهار وبعدها التهجم على الدين الاسلامي بتصوير اتباعه بالهمج الذين يفجرون انفسهم ! ثم يختتم برائعته الفكرية حين يقلل من اضرار شارب الخمر نسبة لمن يسرق الملايين من الشعب ويصور شارب الخمر بانه ضعيف ومسكين ولا خوف او ضرر منه فهو راكن الى حانة صغيرة يتناول كـأسا من الخمر بلا ضجيج او انتهاك للديمقراطية!! وهنا احب تذكيره بالرواية التي تؤكد على ان شارب الخمر أسوأ من القاتل ومن السارق ومن تارك الصلاة . هذا ما قراته لكم اعزائي ولكم ان تحكموا آخذين بنظر الاعتبار الدستور العراقي والتقاليد والاعراف والحرية الحقيقية التي معناها عدم الاعتداء على حريات الاخرين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |