|
داود باغستاني .. السياسي الكردي (الانفصالي) المحنّك
حسن عثمان/ محرر في موقع أوروك الجديدة ما صدر عن مجلة (إسرائيل أكراد)، التي تصدر في شمال العراق الذي يقطنه أغلبية كردية، يُعزز مسيرة ارتباط الأكراد (الانفصاليين) مع اليهود وحركتهم الصهيونية، والتي ظهرت مع بداية القرن العشرين. ومن يُتابع المسألة الكردية سيلاحظ تشابه الأسلوب والنهج الذي يعتمده الأكراد في انفصالهم مع أسلوب اليهود في سرقة فلسطين ( من حيث تزوير التاريخ، وتزوير وادّّعاء آثار وحضارة، وتهجير السكان الأصليين في مناطق تواجدهم .....) . إنّ ما تحدّث به صاحب مجلة (( إسرائيل أكراد )) داود باغستاني (وفقاً لما جاء في جريدة القدس العربي _ العدد 6272 )، يُدينه ومن معه من الأكراد (الانفصاليين)، ويُدين اليهود أيضاً كعنصريين وطفيليين، وغير اجتماعيين. فالأكراد اليهود الذين رحلوا إلى (إسرائيل)، و الذين تحدث عنهم هذا السياسي المخضرم (داود باغستاني)، لو أنهم مؤمنين حقيقةً بوجود كردستان (المستقلة)، وتاريخها وحضارتها (المزعومة)، لما فرّوا إلى فلسطين من أجل منزل وحفنة من النقود. وأيضاً هذا أمر مرتبط بصورة مباشرة بخداع البرزاني و الطالباني الذين يُسخّرون الأكراد، ويشحنوهم بتاريخ مزيف وأراء مزورة، تماشياً مع مصالحهم الشخصية والعائلية. وهؤلاء اليهود الأكراد من جهة أخرى، لو أنه صحّ ما تحدث به السياسي المخضرم، حول اجتماعيتهم ودورهم في المجتمعات التي قطنوها، كالعراق مثلاً، وإيمانهم بهذه المجتمعات، لما هرولوا مسرعين إلى حركتهم اليهودية في فلسطين منذ إعلانها، و التي تلبي طموحاتهم وغريزتهم الهمجية والعنصرية والطوطمية، فراحوا يقتلون الفلسطينيين ويطردوهم، تلبية للوصايا الإلهية المزعومة في توراتهم. هذا يؤكد أيها السياسي المحنّك بما لا يدعو للشك، على عدم اندماج اليهود في المجتمعات التي سكنوها، ويؤكد على عدم تفاعلها مع أي مجتمع تسكنه، وبالتالي لا تلعب أي دور في هذه المجتمعات التي تسكنها (والتي لا تؤمن بها بالأصل) سوى التهديم والخراب من خلال امتصاص خيراتها وخيانتها (أم ستزور التاريخ كأصحابك اليهود، كي تتمكنوا من الوصول إلى مآربكم). تجدر الإشارة إلى أنّ بقاء حفنة من اليهود في شمال العراق بين الأكراد، يُعزى لعملها في تسهيل حركة الموساد والتحضير المستمر لتأمين حدود دولة اليهود المزعومة من الفرات إلى النيل (يظن الأكراد "الانفصاليين" أنّ ما يعمله اليهود لهم هو"لسواد عيونهم" كما يُقال بالعامية!!)، حيث يمكن ملاحظة الأمر نفسه في دارفور جنوب السودان أيضاً، وهذا ما يؤكد على دور اليهود في هاتين المنطقتين تنفيذاً للمشروع اليهودي، وسعياً للإرث الإلهي المزعوم. إنّ ما صرّح به السياسي المحنّك باغستاني عن أنّ تهجير اليهود من دول العالم العربي هو السبب في تهجير الفلسطينيين، يؤكد على التحايل السياسي والتلفيق التاريخي الذي يبدو أنه يمتاز به باغستاني، ويدل على كذب وجهل وادّعاء الأكراد (الانفصاليين)، ونشر ثقافة بين أبناءهم لها كل م امتازت بها اليهودية من التلفيق والعنصرية لخلق وطن موهوم، ليس له في التاريخ أي وجود أو شبه سو الوطن اليهودي المزعوم. وحيث أنه يرى (باغستاني) أنّ " القضية الإسرائيلية – الفلسطينية (على حد زعمه) سهلة الحل جداً. حيث تُحل بتبني كل دولة يهودها، وإسرائيل بالتالي ليست بحاجة إلى استيطان". فهذا الكلام يؤكد على ثقافته اليهودية، ويؤكد على بدء الدعوة لتأسيس الحدود التوراتية في شمال العراق، إن لم تكن تشكلت فعلاً. فالمتابع لحديثه سيجد أنّ الحل الذي اقترحه هذا السياسي هو نفس ما طالب به في مجلته من عودة الأكراد اليهود إلى كردستان. أي أنّ هذا السياسي المتطرف في انفصاليته ويهوديته يتحدث بثقافة توراتية بحتة،حيث من جهة أخرى في طرحه للحل، يؤكد على حق اليهود في فلسطين. إن كان يملك باغستاني هذا التفكير الخارق فليطبق نظريته على نفسه وعلى الأكراد (الانفصاليين) ويخضعوا لسلطة العراق، والحال نفسه مع الأكراد (الانفصاليين) في الشام، وبذلك ننتهي من المسألة الكردية، والتي هي في الحقيقة ليس لها وجود سوى في انتمائها لأرضها التي هي أرض السوريين كلهم على مدى الهلال السوري الخصيب، في كل تنوعه الأثني والديني والعرقي، والتي ستضع وبشكل تلقائي حداً للحلم اليهودي التوراتي في أرضنا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |