جند أنصار الله في غزة المنصة الصهيونية الجديدة لضرب القطاع

 

حميد الشاكر

al_shaker@maktoob.com

اللعبة هي نفس اللعبة الصهيونية وبنفس الادوات والمفردات والبيادق !!.

منطقة يراد لها ان تتهم برعاية الارهاب وتمويله ونشره، فماعليك سوى انشاء مسجد ابو حفصة السلفي او ابن تيمية اولا، وبعد ذالك هيئ شيخ بلحية طويلة وسروال قصير يمتهن التكفير ويدعو الى السلف الصالح، وعندما يتم للمسجد اربعين مصليا فتوقع اعلان الثورة وقيام الامارة الاسلامية المسلحة التي تخرج للشارع وهي تحمل السلاح وتُكره الناس بالقوة على بيعة الامير الجديد،وهكذا الى ان نصل الى تدخل الدول الكبرى الاستعمارية وتدمير المكان والزمان على ساكنيه بعد ان تعلن هذه الجماعة السلفية بيعتها لابن لادن في افغانستان واستعدادها لحرق العالم كله او الاستسلام !!.

سيناريوا بدأته المخابرات الامريكية الصهيونية بمساعدة سعودية في افغانستان اولا، ثم عاد الى مصر، وانتقل الى السودان في الثمانينات، وقفز الى الجزائر والمغرب والصومال ... في التسعينات، ثم بعد ذالك في العراق ولبنان وفلسطين في بداية الالفية الثالثة من هذا القرن !!.
في العراق ايضا سارت الامور بهذه الصيغة بتحويل مسجد في بغداد من اسمه الجميل الودود الى مسجد ابن تيمية، وماهي الا سنة وتدريس مناهج التكفير الوهابية واذا تفلّق البيض عن رؤوس الافاعي الملتحية والسراويل القصيرة وهي تجول في بغداد الحضارة والثقافة والانفتاح في زمن الطاغية صدام حسين المؤمن في اخر ايامه الملعونة عندما غازل مملكة الشرّالوهابيةالسعودية، وبعد اسقاط نظام البعث تحول مسجد ابن تيمية الى عبوات ناسفة وانتحاريين لم يشهد لهم التاريخ مثيلا، وحتى اليوم لم تزل بذرة مسجد ابن تيمية ولعنته الوهابية تلاحق العراق حجرا حجرا وهي تهدّم فيه بلا رحمة !!.

في غزة فلسطين المقاومة والاستبصار والصمود يُراد لسيناريو المسلسل التكفيري ان يُعاد شريطه بعد عجز الصهاينة على القضاء على براعم المقاومة الاسلامية في هذا المكان، وبعد ان اثبتت حماس الاسلام انها تسير بخطى هادئة وبادارة عقلانية وواثقة ومؤمنة وصابرة .... جعلت من العالم يغيّر من رؤيته السياسية شيئا فشيئا حتى طلب بعض اللقاءات العالمية مع كوادر وحكومة حماس المنتخبة في غزة مما دفع بالصهاينة الى الشعور بالحرج والمأزق والاندحار والتراجع الذي لاتستسيغه ابدا دوائر القرار والحرب الصهيونية، وهذا ايضا ما دفع حلفاء الصهيونية العالمية واذنابهم بالمنطقة العربية ان تقدم خدماتها القديمة الجديدة في صناعة شيطان التدمير والفوضى الخلاقة في غزة من جديد من خلال صناعة مسجد ابن تيمية في رفح، وتدريس مناهج التكفير الوهابية وارسال شيخ يدعو لنهج السلف الصالح ونبذ عبادة الصالحين واعلان الجهاد على الكافرين وابادة العالمين جميعا !!.

إن مسلسل صناعة مسجد ابن تيمية في رفح اليوم، وما نتج عن ذالك من تصادم مباشر مع حكومة حماس في غزة، ووقوع قتلى وجرحى باعداد كبيرة ...، كل هذا يؤشر وبلا ادنى ريب ان هناك اصابع صهيونية خفية لم تستطع النيل الفعلي من حماس في حربها الاخيرة على غزة عسكريا ومن الخارج، مما دفعها لسحب بيادقها القديمة في زراعة القنبلة من الداخل ومن حضن حماس وفي بيتهم هذه المرّة، ومعروف في هذا الاطار ان الدوائر المخابراتية الصهيونية اذا ارادت نشر الفوضى المدمرة في مكان من العالم العربي والاسلامي فان اعظم ادواتها يتمثل بزراعة بذور الفتنة التكفيرية السلفية في هذا المكان او ذاك بمساندة وتنفيذ المملكة االلاعربية السعودية الوهابية التي تتبنى وبالعلن هذا النهج التكفيري التدميري الذي عاث في الارض العربية والاسلامية فسادا لم تستطع القيام به اي جهة شيطانية اخرى !!.

وبالفعل قبل ان تكتشف حكومة حماس اللعبة مبكرا نظمت السلفية الوهابية نفسها تدريسيا تكفيرياوادخلت السلاح ودربت المنتحرين واعلنت الامارة الاسلامية الموالية لابن لادن، وقطعت السبيل وحملت السلاح في رفح .... كل هذا تمّ وانتهى في ليلة وضحاها بدون ان يعلم احد بالموضوع والفكرة والتخطيط !!!.

لوسألنا ماذا يُراد من هذه الخلية الوهابية التكفيرية القيام به في قطاع غزة صهيونيا سعوديا !!.

لأجبنا بما يلي :

اولا : الاطاحة بحكومة حماس باعتبار انها حكومة لم تعلن الامارة الاسلامية ولم تعلن الجهاد العلني والمستمر على اسرائيل .

ثانيا : جعل غزة افغانستان ثانية من خلال تحويلها الى قاعدة انطلاق ارهابية لضرب اي مكان في العالم تحت حجة اعلان الجهاد العالمي كما حصل بالضبط في افغانستان !.

ثالثا : تحويل قطاع غزة الى مركز ومشجب يستقطب الى داخله جميع جنسيات شذاذ الافاق ممن يحلم ان يتحول فحمة سوداء بعد ان يفجرّ نفسه في مقهى او مسجد او سوق لقتل المسلمين بحجة ارتدادهم عن الدين السلفي الحنيف !.

رابعا : اعلان غزّة انها عاصمة الخلافة الاسلامية الجديدة التي يجب على جميع بلدان العالم العربي والاسلامي الارتباط بها وتلقي الاوامر من أمير المؤمنين فيها !!!.

وكل هذا طبعا كما يراه اي عاقل في هذه الدنيا هو اعلان صريح وصك دولي ومشروعية كاملة وضوء اخضر واضح يدفع الصهاينة للتحرك العسكري وبمساندة عالمية مطلقة لحرق قطاع غزة بمن فيها حماية للامن والسلم الدوليين مما تشكله هذه الامارة الارهابية الاسلامية في غزة من خطر فادح، وهذه في الواقع هي الغاية الكبرى والنهاية السعيدة لمسلسل خلق الامارة الاسلامية الوهابية في غزة لاسرائيل وللصهاينة في نهاية رمضان القادم !!.

نعم الغاية والهدف من زرع السلفية التكفيرية في غزة وبمساندة سعودية هو قلب المعادلة على راس حكومة حماس من الداخل وخلق المبررات الموضوعية للصهاينة وللعالم التي تبرر حرق غزة على اهلها بحجة وجود امارة تابعة للقاعدة فيها تهديدا لأسرائيل ومصر والاردن والعالم والسلم والامن الدوليين، وعندئذ تكون اسرائيل في حلٍّ مما ستقوم به من مجازر مضافا انها ستحصل على الدعم العالمي اللامحدود لاي خطوة ستتخذها ضد غزة، وهذا طبعا فضلا عن ان اسرائيل سينظر لها على اساس انها وانها فقط هي من تحافظ على المنطقة والعالم من جميع شرور الارهاب الاسلامي الذي يهدد الكون هذه الايام من خلال السلفية الجهادية الوهابية السعودية !!.

وبذالك تكون اسرائيل قد قضت على حماس ونهائيا في غزة وباهون الخسائر وايسرها واجملها تخريجا مخابراتيا سعوديا !!.

على حماس ان تدرك هذه الحقائق وتسارع وبلا ادنى تلكؤ الى استئصال راس الحيّة الصهيونية من جذورها وحتى الراس، وتدرك انها تحت وطأت خطر تكفيري وهابي عامل ومطيع للاجندة الاستعمارية هو اشدّ ضررا على وجودها حتى من الخطر الصهيوني المحتل لارضها الفلسطينية على الحقيقة !.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com