|
الاعلام الذي لايخدم العراق لجديد اعلام معادي!
حميد الشاكر
بعيدا عن خلط الاوراق والمفاهيم، ومن خلال مصطلحات ومفاهيم بسيطة وفطرية نسأل : كيف ندرك الاعلام الايجابي الحرّ في عراقنا الجديد ومن ثم لندعمه ونقف معه ونوازره بكل ما أوتينا من قوّة، من الاعلام الذي يتظاهر بالايجابية ويدعي الحرية بينما هو دابته تأكل منسأة العراق الجديد ليخرّ واقعا الى الارض صريعا وهو شهيد ؟. معروف ان للعراق الجديد مبادئ واصول ودستور وثوابت، والاعلام الذي يتبنى مشروع هذا العراق الجديد والنهضة بمتطلباته والحفاظ على مسيرته هو الاعلام الذي يناضل من اجل حماية منجز العراق الجديد والدفاع عن قادته، والنضال من اجل تثبيت اركان دولته التي هي في طور التشكيل، ولابأس في بداية مشروع البناء العراقي الجديد من النظر الى الغاية البعيدة وثمار هذه النهضة حتى اذا غضضنا ابصارنا كاعلاميين احرار عن بعض سلبيات بداية بناء المشروع في اول الطريق، ليس من منطلق التواطئ على اي فساد ولكن من منطلق ترك اجهزة الدولة اولا تقوم بوظائفها الدستورية، او حث هذه الدوائر على القيام بوظائفها الدستورية في التصدي لاي سلبيات هنا وهناك في بداية المشروع ومن بعد ذالك، يتدخل الاعلام الايجابي البنّاء والحرّ في الاشادة بهذا العمل الاداري في اجهزة الدولة، ليكون عندئذ الاعلام الصديق اولا قام بوظيفته الرقابية والتنبيهية لاجهزة دولة القانون والدستور بدون ان يأخذ هذا الاعلام دور هذه المؤسسات في الحكم والتقرير، وثانيا لم تفتعل هذه المنابر الاعلامية زوبعة مؤثرة على مسيرة واهداف المشروع العراقي الجديد وهو في بداية طريق نهوضه في البناء والحركة !.. نعم في المقابل ندرك نوايا الاعلام المعادي للعراق الجديد عندما يصطبغ لون هذا الاعلام بتوجه معين ومحدد يبدأ بخروجه العلني على متبنيات هذا العراق الجديد ومبادئه واصول قيامته وثوابته الدستورية، كأن يكون الدستور العراقي يقول بدولة العراق الاتحادية ثم ياتي الاعلام ليصف هذه الاتحادية بالتقسيم والتشظي لهذا الوطن، او مثلا ان يكون الدستور والقانون العراقي والثوابت الوطنية تؤكد على ضرورة احترام دين الشعب العراقي ومقدساته واخلاقه ثم بعد ذالك يأتي اعلام عراقي يدعي الايجابية واحترام العراق الجديد بمبادئه ثم يدعو تحت بند الحرية الى اشاعة الفاحشة والترويج للرذيلة واللااخلاقية وكل ماهو بالنقيض لاحترام المصدر الاساسي للقوانين العراقية في الدستور العراقي الجديد والذي ينص على ان الاسلام دين الشعب والدولة هو المرجع الرئيس للقانون في العراق الجديد ولايجوز سن اي قوانين تكون بالضد من احكامه الشريفة، او مثلا عندما يقول الدستور العراقي الجديد بجرمية من يروج للارهاب او عدم احترام موؤسسات الدولة السيادية او التعرض لها بالتحقير ....الخ، ثم نقرأ لاعلام يدعوا (مثلا) الى ضرب البرلمان العراقي بكل ماهو حقير، او يدعو صراحة الى تسقيط رموز هذه الدولة عندما يتحول هذا الاعلام ليس الى رقيب بل الى حاكم وقاضي ومصدّر ايدلوجيات قطعية تروج لافكار زعزعة الثقة بمشروع العراق الجديد، ليساهم بعد ذالك هذا الاعلام اللاحرّ والمنحاز والمعادي للعراق الجديد الى تهديد المشروع العراقي الجديد برمته عندما يعزف ابناء هذا الوطن لعدم وضع ثقتهم بمسيرة هذه الدولة الجديدة والى اين تريد ان تصل !!. نعم الثوابت والدستور وسلامة سير المشروع العراقي الجديد حتى الوصول الى غايته هي هذه العلائم الفارقة والضابطة بين الاعلام الحرّ والايجابي والذي ينبغي ان يرحب به الشعب والدولة العراقية على السواء !!!!. وبين الاعلام المعادي والمنافق الذي يحاول خداع الامة العراقية واستغلال مواد دستورها التي تمنح الحريّة والمنابر لصوت العراقيين والتعبير عن ارادتهم في النقيض المطلق لمصالح هؤلاء العراقيين وسلامة وطنهم ومشروعهم الواعد !!. ان ما يحصل في الكثير من الاحيان في العراق الجديد ومن قبل بعض الاعلام المعادي للعراق والمتخفي تحت اسماء غير حقيقية ولاصادقة إن هذا الاعلام يعمل ليل نهار في سبيل تهديم اسس الدولة العراقية الجديدة، وكذا هو يبذل قصارى مابوسعه ليقتل روح الثقة لدى الجماهير العراقية بمبادئ وتطلعات هذا العراق الجديد، مضافا لذالك انه اعلام غير ملتزم لابدستور ولابثوابت عراقية ولابضوابط قانونية، بحيث ان من المعروف قانونيا ودستوريا ماهي وجهة العراق الجديد الاخلاقية والادبية، ومع ذالك نجد هذا الاعلام وبكل صلافة يدعو الى كل ماهو خارج عن مواد الدستور الاخلاقية والفكرية والادبية والسياسية، ومع ذالك وتحت بند الحرية والديمقراطية لااحد يجرأ على محاسبة هذا الاعلام المتجاوز لكل الثوابت والاسس والقوانين العراقية الجديدة !!. وهكذا عندما نجد اعلام داخلي عراقي يشنّ حملة شعواء على مسيرة العراق الجديد، ويضع مابوسعه من عصي في حركة دواليب العراق الجديد حتى لاتتقدم مترا واحدا الى الامام، وايضا ومع ذالك ليس هناك جهة او مؤسسة موهلة في العراق الجديد لتقول لمثل هذا الاعلام توقف، او ينبغي ان تدفع الثمن لتجاوزاتك المتكررة على ثوابت هذا الوطن وهذه العملية وهذا الدستور !!!. الحقيقة ان المؤسسة الاعلامية في اي بلد يجب ان ينظر اليها على اساس انها مؤسسة داخلة في اطار مؤسسات الدولة، وليس خارجة عن اطر وتقنين هذه الدولة او تلك، وهي لاتفرق من حيث الوظائف عن باقي مؤسسات الدول الحديثة لاسيما اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان مؤسسة الاعلام مرتبطة اقتصاديا بالدولة فعليها وعليها ان تراعي اهداف واصول وثوابت ودستور واهداف هذه الدولة المنتخبة، وحالها في العمل حال مؤسسة الامن او مؤسسة الدفاع او الاقتصاد او غير ذالك، وكل مافي الامر ان هناك تعدد في اوجه الوظائف لاغير، إما ان تكون المؤسسة الاعلامية كما يطرح اليوم من بعض اعداء العراق الجديد بصيغتها المنفلتة عن المؤسساتية، وكذا ان تكون هي فوق الدولة بمؤسساتها والشعب بمرجعيته وتحت بند حرية الصحافة والاعلام لتطالب بضرورة عدم وجود مؤسسة اعلى من المؤسسة الاعلامية كي تكون قادرة على القيام بمهامها الاعلامية ...، فمثل هذا الطرح ليس هو فقط مجرد لعب وضحك على الذقون وفوضى لايمكن معها قيام دولة محترمة وشعب مستقر ثقافيا وسياسيا لاغير، وانما مثل هذا الطرح الذي يحاول ان يكون لمؤسسة الاعلام حصانة قانونية ودستورية حتى فوق الدستور والقانون ومصلحة الامة والدولة كذالك، لتقول ماتشاء وتفعل ماتريد وتنتقد كيفما تحب وتشهر بايٍ كان وتلعب حيثما رأت ... ومثل هذا الطرح الفوضوي الاعلامي هو خراب مستعجل لاي شعب وامة ودولة، وليس هو مشروع حرية ونهضة وحماية ديمقراطية كما يحب ان يصوره الاعلام العراقي المعادي للعراق الجديد في خلط اوراقه وعناوينه المتعددة !!. تمام هناك اعلام تجاري خاص ومستقل هذا شيئ مختلف، وهناك صحافة تمتلكها رؤوس الاموال الخاصة، وهذا ايضا شيئ موجود في كل الدول الحديثة ومختلف تماما عن ما نبحثه، وانما نحن هنا نبحث في اعلام الدولة ومؤسسته الاعلامية والصحفية الحكومية التي تنفق عليها الدولة كي تكون حاميا وحارسا وامينا على الثوابت والدستور والقانون وتطلعات الشعب المشروعة لاغير، ثم يأتي لفيف من اعداء الدولة والعراق الجديد ليحاول تجيير هذا الاعلام لصالح توجهاته الايدلوجية او السياسية او الحزبية الشخصية ليهاجم من خلال هذه المؤسسة الدولة ودستورها وشعبها واخلاقها وقانونها باسم الحرية والديمقراطية وباقي المسميا التي لاتغني ولاتسمن من جوع الا عند من يبحث له منفذ للوصول الى قلب الدولة ليطعنه من الداخل بخنجر الغدر والكراهية وليودي به الى الهلاك، وهذا بالضبط مانشعر بوجوده في مؤسسة اعلام دولتنا العراقية الجديدية من كوادر تعمل لغير مصلحة هذه الدولة وهذه الامة وهذا الدستور وهذه المسيرة وتلك الغاية البعيدة من العراق الجديد !!. إذن علينا كعراقيين ان نكون على قدر عالي من الوعي لرصد حركة اعداء العراق ومحاولة تسللهم الى مؤسسات الدولة لالحاق الضرر بالعراق وشعبه ودولته الجديدة من الداخل، ولانسمح لاقانونيا ولادستوريا ولاشعبيا ان يستغل العدو هنا وهناك ومهما اختلفت توجهاته الايدلوجية السياسية او انتمائته الفكرية ان يستغفلنا كشعب عراقي بذل الكثير من التضحيات من اجل الوصول الى اقامت عراق جديد وحر ودستوري ومتطلع للمستقبل، ويقتات من اموال شعبنا العراقي على اساس انه موظف في مؤسسة اعلام دولة العراق الجديد ثم بعد ذالك يدس لنا السمّ في العزل لتدمير حاضرنا ومستقبلنا على السواء !!. ولابأس ان يكون هذا الاعلامي او ذاك منفلتا وغير راضيا على تركيبة العراق الجديد وناقما على مواد دستوره واخلاق شعبه الاسلامية، وداعيا الى الاطاحة بنظام هذا العراق بالطرق السلمية .... وكل ذالك ولكن من خلال المؤسسات التجارية التي ليس لها علاقة بمؤسسة اعلام دولة العراق الجديد، أما مؤسسة العراق الجديد الاعلامية فهي المدافع عن دستوره والملتزمة بفقرات قانونه، والناظرة الى حماية مستقبله والوصول الى اهدافه على ماهي عليه وكما قرره الشعب العراقي في العهد الجديد لاغير، وبهذا نكون قد وضعنا المقاييس والضوابط والقوانين والرؤى الدقيقة للفرق بين اعلام صديق وايجابي وحرّ وخادم ومحافظ على العراق الجديد، وبين اعلام معادي وكاره وداعي وطارد لهذا العراق وبجميع مؤسساته الدستورية وديمقراطيته الملتزمة باهداف العراق الجديد ؟!.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |