المالكي يخصص هاتفا خاصا لسماع شكاوى المواطنين

 

حسن الخفاجي

Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com

 حلمت ذات يوم ان عروس البحر غادرت منزلها في ليلة جميلة راقص شعرها ضوء القمر نامت على وسادة الأمواج والريح وأنغام السحر،كانت تحب وتحنو على البلام والغواص والصياد، غادرت منزلها تبحث عن عشيقها، ذهبت بعيدا عن الموج والبحر والزرقة ،حاولت العودة لكن حرابا قاسية اصطفت وحالت بينها وبين بيتها، بحث العسكر عنها وحينما ضفروا بها زوجوها إلى قائدهم، لم يقربها ولم تنجب منه شيئا ،وحينما صارحت الكل بحقيقة زوجها ذبحت وسال دمها غزيرا وغرقت أنا فيه.

حكيت حلمي لامي قالت : (الله يستر من أحلامك).

حلمت أحلاما كثار، لكنها تواجه النهار وكلها تنهار ، وتركت أحلامي كدولاب الهواء تدور.

عشت الواقع في العراق الآن ،صدمت حينما شاهدت تحت قبة البرلمان العرقي تلاسن النائب عبد الناصر الجنابي مع المالكي ،هدده المالكي بفتح ملفاته الإجرامية لكنه لم يفعل شيأ وتمكن الجنابي من الهرب، صال مشعان وجال وأخيرا هرب، وبعده هرب ايهم السامرائي، وحازم الشعلان، والدايني، وعدنان الدليمي، وحارث الضاري ،وأخيرا تمكن  المخططون لقضية  سرقة مصرف الزوية من الهرب !.

من ساعد هؤلاء على الهرب ؟

كنا نعاني من صدام واحد ،وعائلة واحده ،وعشيرة واحده تحكمنا، أما الآن فأننا نعاني من مائة صدام وان اختلفوا معه في الزى والتوجه ،ونعاني من ألاف العوائل، وآلاف العشائر.

في العراق الديمقراطي اغلب رؤساء الكتل وألاحزاب، واغلب الوزراء، وقادة الجيش والشرطة والدوائر الأمنية ،والبرلمانيين، هم نماذج لصدام أخر يمشي بغطرسة ويتصرف بسوء مع الآخرين ،وينهب ويبتز حسب هواه دون رادع!.

كم صدام  وكم عدي في العراق الآن، ومن القادر على حسابهم ؟

وعد المالكي بصولة على الفساد لم تنفذ للان، لان المالكي قبل غيره يعرف ان أسباب النجاح غير متوفرة في صولته الموعودة على الفساد، لان حواضن الفساد كثيرة وكبيرة، وان بعض صولاته السابقة على الإرهاب لم تنجح ،وتحديدا في الموصل وديالى ،لان حواضن الإرهاب لازالت كثيرة في هذه المناطق ،ولان الفساد وصل الى كراسي بعض المسئولين الكبار، ربما يكون الفساد قريبا من كرسي المالكي !الفساد بمثابة الأرضة التي نخرت عصا نبي الله  سليمان لتكشف عن وفاته. 

فهل سيكشف الفساد عن  حقيقة أولي الأمر في عراقنا، وتشيح الجماهير بوجوهها عنهم؟

شخص المالكي في أكثر من مكان وزمان حالات فساد وقال: إنها بحاجة إلى صوله، وهوقبل غيره يعرف ان للفساد ضحايا ،وان الحكومة لم تشرع بعد في حربها على الفساد ،والعراق كدولة غير قادر الآن على بسط قانون دولة المؤسسات بالكامل، على المالكي ان يبدأ بمحاربة الفساد عبر إفساح المجال لضحايا الفساد بإيصال صوتهم الى ارفع المسئولين في العراق .

فهل يعقل ان يكون للدولة العباسية  ديوان مظالم، ويكون لأغلب الدول العربية الدكتاتورية ديوان مظالم ،ويكون لصدام يوما يرى العراقيين فيه، وهاتفا يشكوا العراقيون اليه حتى وان كان هذا الإجراء شكلي؟. ولا يكون لدولة العراق الديمقراطية ولشعبها طريقا يوصلون شكاواهم اليه،ولا هاتف مخصص من الحكومة لسماع شكاوى الناس، ولا ترد مكاتب إعلام الحكومة على ما يكتب وينشر في وسائل الإعلام !.

من حق الشعب على حكومته ان تسمعه ،وان تجد طرقا شتى للاتصال بالحكام، لقد أعيت الناس الحيلة وهي تدور في حلقة مفرغة ،مكاتب الحكومة مليئة بالفاسدين والأخيار مكبلون لا يتخذون قرارا. تحرر يامالكي من قيد مستشاريك ،واسمع من شعبك همومهم وشكاواهم بشكل مباشر، وإذا كان العذر الظرف الأمني باستطاعتك وأنت اللبيب ان تضع هاتفا تشرف عليه أنت بشكل مباشر يسجل المتصل شكواه بعد ان تتأكد من الاسم ورقم المتصل والعنوان وقضية الشكوى بإمكانك بعدها التأكد بنفسك من صحة مظلومية المشتكي ،وبإمكانك وضع بريد الكتروني خاص بك يكتب الناس شكاواهم فيه ،وهناك ألف طريقة لتواصلك مع شعبك، فلا تضع المستشارين والحواجز بينك وبينهم.

اين انتم من قول علي ع (قويكم عندي ضعيف حتى اخذ الحق منه، وضعيفكم عندي قوي حتى اخذ له الحق)؟.

فهل كثير على من أوصلتك أصوتهم لسدة الحكم ان تخصص يوما في الأسبوع تستمع فيه لشكواهم؟ أو ان تخصص ساعة في اليوم  لتشرف بنفسك على سماع مظلوميتهم دون تدخل احد. كي لا يحجبك عن الحقيقة حاجب ،فرق بين ان تسمع من المشتكي، وبين ان يقال أو ينقل لك. 

احكم قبضتك على من لديك ملفاتهم من المفسدين، لان المفسدين مثل البكتريا يتكاثرون ولا قبل للشعب العراقي بهم، فأنت أولى با خذ القصاص لشعبك منهم، وألا سوف نجد دماءا أخرى تسيل وأناسا آخرين يظلمون ،وأنت مسؤول أمام الله على هذه الوديعة .

تطلبون من العراقيين التعاون مع السلطات الأمنية في الإبلاغ عن المخربين والعبوات والإبلاغ عن حالات الفساد، ولا تتركوا لهم أرقاما يشكون فيها الظلم الواقع عليهم. فكيف يتحرك المظلوم قبل ان ترفع الظلم عنه؟

وأخيرا عثرت على مفسر الأحلام الذي فسر كل أحلامي، حلم عروس البحر قال: انها العراق آخر احلامي هو: عنوان مقالي، المالكي يخصص هاتفا  شخصيا لسماع شكاوى المواطنين حيث قال المفسر: أحلم ودع للمالكي والحكومة تحقق احلامك واحلام العراقيين

يقول:عمر بن الخطاب رض (اذا عطش بعير في وادي الفرات، اخشى ان يسألني الله عنه يوم القيامة) يقول الملاكم محمد علي كلاي:(خيرلي أن اكون على حق، من ان اكون رئيسا للجمهوريه). 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com