بنت الرافدين

الاسكندر البغدادي

جمعنا برنامج تقدمه قناة فضائية للحديث في موضوع اثير مؤخرا عن عزم الحكومة حجب المواقع الالكترونية (الاباحية ) حسب زعم وزير الاتصالات السيد فاروق عبد القادر .. كان السيد سعيد بشير اسكندر مدير عام الكتب والوثائق جادا وحازما ومتجهما على خلاف ما توحي به قسمات وجهه الكردي.. كانت توحي بالهدوء، والالم وسنين من الغربة والمعاناة وكان يجد صعوبة عندما يتكلم كأنه يشهق بعد نوبة بكاء حادة، لكنه كان حريصا على تطبيق المعايير الغربية في ادارة المؤسسة التي جعلته وزارة الثقافة مسؤولا عن العناية بها واعادتها الى الحياة الثانية .. وكنت احسب اني لوحدي افكر في اهمية حفظ تراث النظام السابق، وفكر حزب البعث في مؤسسات واماكن خاصة، ولسبب وجيه جدا متعلق بمستقبل الدولة العراقية بأعتبار اننا لسنا في ساحة صراع بين قبيلتين وان كل نتاج انساني لابد ان يحفظ للغد ليكون مرجعا للدارسين والباحثين واقسام الدراسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية .. حتى اكتشفت ان السيد اسكندر فعل ما هو اكبر واخطر، حين رفض تنفيذ اوامر وزير الثقافة السابق اسعد الهاشمي بالتخلص من تراث حزب البعث، استنادا الى الدستور وليس لاغراض شخصية او مكابرة ولا حتى اجتهادا ..عادا ذلك التراث ملكا للشعب، وكنت كتبت في هذا بمقال سابق .. السيد اسكندر وعد بعدم الالتزام باي قرار من اي جهة يخالف احكام الدستور .. وهو امر جيد، لكن كم من كبار الموظفين يجد ويؤمن ان الدستور اقوى من سلطة الوزير .. سنجد عند البحث ان لا احد الا اذا عد اسكندر وهو لوحده في هذا ..

النجاح الذي حققته الدار انها الان جعلت العراق سابع بلد يدخل في اتفاقية دولية لبناء المكتبات الرقمية والافادة من التقنيات الحديثة في مجال المعرفة .. لكن .. لماذا ترفض بعض الجهات التعاون مع دار الكتب والوثائق ولا تزودها بنسخ من مطبوعاتها .. كنت داعبت السيد اسكندر وسألته .. انت تقول ان كل مطبوع عراقي معنى باهتمام الدار؟ قال .. نعم قلت .. اذن لا يحق لك مطالبة المؤسسة الفلانية بما تطالب به نظيراتها العراقيات والاشخاص من المؤلفين..وتعجب هو .. وسأل لماذا؟ قلت لان هذه لم المؤسسة لا تعد نفسها عراقية... شكوى مماثلة من مثقفين (كتاب، ادباء، وعناوين اخرى) موجهة لوزارة الثقافة لقصورها، وتقصير ها في رعاية المثقفين وايلائهم العناية الكافية في قضايا ليست في محل تعداد بهذه المساحة ..

المثقفون بما فيهم الصحفيون وسكان القنوات الفضائية مطالبون بتوحيد جهودهم ليقدموا لائحة مطالب بما تحتاجه الثقافة العراقية لتعود صانعة للحياة لاعبئا عليها ..

العودة الى الصفحة الرئيسية