|
ضباط البعث يحرقون بغداد تنفيذا لمخطط"حرق الأعشاش" وسلسلة اغتيالات بانتظار مسؤولين كبار في الدولة رياض العراقي هزت سلسلة من التفجيرات العنيفة العاصمة بغداد ظهيرة الأربعاء، واستهدفت مناطق حيوية وحساسة، يفترض أنها تقع تحت حماية مشددة من الأجهزة الأمنية، الأمر الذي يلقي بجملة من التساؤلات حول الكيفية التي تمكنت بها الجهات التي تقف وراء التفجيرات من اختراق حواجز التفتيش وأجهزة الكشف عن المتفجرات الموزعة في العاصمة بغداد، فضلا عن المناطق التي وقعت فيها التفجيرات، وبعض هذه المناطق هي كراجات للسيارات الخاصة بالموظفين في دوائر تابعة للدولة، فضلا عن فندق الرشيد الذي كان من المقرر أن رئيس الوزراء نوري المالكي يصله لحضور اجتماع عشائري. كيف تمكن هؤلاء من اختراق كل الاحتياطات الأمنية، وكيف عرفوا أن المالكي سيصل لفندق الرشيد فاستعدوا لاستهدافه؟. أسئلة مهمة هي أبرز ما يردده العراقيون اليوم. البعثيون.. بعد كل انفجار واستهداف للمدنيين الأبرياء يسارع سياسيون وجهات أمنية لاتهام البعثيين بالوقوف وراء هذه الهجمات، وربما تشكل هذه الاتهامات في وعي المواطنين صورة لتنظيم سري بعثي يعمل تحت الأرض ويقوم من وقت لآخر باختراق الحواجز الأمنية وبذل عناء كبير لإحداث تفجير هنا وآخر هناك. ولكن الصورة الحقيقية ليست كما يتصوره المواطنون، فالبعثيون قد أعيدوا ليشغلوا مناصب هامة في الدولة لاسيما في وزارتي الداخلية والدفاع، وحين يكون البعثيون في هذه المستويات الحساسة من الدولة" فمن الطبيعي أن يتمكنوا بيسر من استخدام إمكانات الدولة لعمل كل ما من شأنه تخريب الأمن" كما يقول المواطن علي جمال. ما قاله، علي جمال، قاله سياسيون عراقيون وأعضاء في مجلس النواب شككوا في جدوى هيئة اجتثاث البعث وكشفوا عن خروقات كبيرة في عملية اجتثاث البعث من خلال استثناءات أعيد بموجبها ضباط بعثيون وعاملون في الأجهزة القمعية لنظام صدام. ويخشى المواطنون العراقيون من أن عودة هؤلاء قد تؤدي إلى سلسلة من التفجيرات تستهدف المدنيين. لكن ما يخطط للعراق هو أكبر من ذلك بكثير.
الخطة الجهنمية منذ 2005 تبنت بعض الدول العربية مشروعا لإعادة حزب البعث إلى السلطة . ولكن هذا المشروع اصطدم دائما بالموقف المتصلب لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، الذي حاول في زيارات عديدة لهذه الدول تليين مواقفها تجاه العراق، غير أن جهوده تلك ذهبت أدراج الرياح لأن هذه الدول كانت تنظر إلى التغيير في العراق من زاوية طائفية، وبعد أن تأخر المشروع لسنوات عديدة، يبدو أن الدول صاحبة مشروع إعادة البعثيين إلى السلطة وفي مقدمتها السعودية، سورية ومصر كانت تنتظر انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش وما ينجم عنها من متغيرات على الأرض العراقية لتبدأ بمشروعها الذي يحوي فقرات خطيرة جدا بحسب معلومات ووثائق حصلت عليها شخصيات مهمة في الدولة. ويلاحظ فعلا أن التزام الإدارة الأمريكية الجديدة إزاء العراق كان ينسجم مع توجهات الدول العربية الراعية لمشروع إعادة البعث، حيث لم يكن أوباما متحمسا لحماية الديمقراطية في العراق بقدر حماسه للمصالحة الوطنية التي كانت دعوة دائمة لدول عربية تقصد من ورائها العفو عن البعثيين والسماح لهم بتولي مناصب سيادية في الدولة. بمعنى أن أوباما تبنى مطالب الدول العربية الفاعلة في انحياز واضح لجهة تحسين علاقة أمريكا بهذه الدول ولو على حساب المنجزات السياسية الفتية في العراق. ولعل من ابرز فقرات الخطة الجهنمية المعدة من قبل رجال استخبارات كبار سعوديون ومصريون وأردنيون وقطريون، وبحسب مصدر سياسي رفيع، هي: أولا- استهداف الشيعة في المناطق ذات الغالبية السنية، ديالى، كركوك، الموصل، بشكل عنيف يؤدي إلى تهجيرهم بعد تهديم منازلهم حتى لا يكونون رقما في الانتخابات النيابية المقبلة. كذلك استهداف الشيعة في بغداد. ثانيا-استهداف الرموز الشيعية في العملية السياسية من خلال الاغتيال أو من خلال الإشاعة واصطناع التهم وتضخيمها إعلاميا. ثالثا- تسخير قنوات إعلامية فضائية ومقروءة مثل صحيفتي الشرق الأوسط والحياة والوطن والراية، وصحيفة الزمان لسعد البزاز، البعثي العراقي المعروف بقربه من صدام حسين، وقنوات فضائية مثل العربية والجزيرة والشرقية ودبي والمستقلة والخليجية، تسخيرها لدعم حزب البعث وتشويه كل إنجاز تحقق بعد 2003 واستخدام الإعلام بقوة لخدمة إعادة حزب البعث إلى السلطة في العراق. رابعا- الاتصال بشيوخ عشائر في الفرات الأوسط والجنوب ممن ربطتهم علاقات وثيقة بحزب البعث وصدام حسين وإغداق العطايا لهم وبذل كل ما من شأنه إيصالهم إلى البرلمان المقبل. خامسا- شراء مثقفين وكتاب من الشيعة وإبرازهم على أنهم ضد الأحزاب الشيعية في مسعى لخلخلة ثقة الناخبين الشيعة بسياسييهم ومرشحيهم ممن هم خارج دائرة الولاء لحزب البعث، فتوجيه اللوم والنقد للشيعة على لسان أشخاص من طائفتهم يلقى آذانا صاغية بعكس الأمر فيما لو تم ذلك من خلال أشخاص آخرين. سادسا- العمل بجد من أجل فك الارتباط التاريخي بين الشيعة والكورد، وقد أثبتت السنوات الست الماضية أن الأكراد حريصون على الاحتفاظ بمكتسباتهم وأنهم أقرب للتحالف مع أية جهة يمكن أن تحفظ هذه المكتسبات. سابعا – التنسيق مع الأحزاب السياسية السنية"هيئة علماء المسلمين، الحزب الإسلامي، قائمة التوافق، قائمة صالح المطلك" من أجل عدم التعرض للمكتسبات الكردية وإظهار الوئام مع الكورد خصوصا في الفترة التي تسبق الانتخابات؟. وقد تجلى ذلك من خلال حرص صحيفة الشرق الأوسط على إجراء لقاءات تؤرشف فيها لحياة الرئيس جلال الطالباني، تتبعها حلقات يعدها الآن نفس الصحفي"معد فياض" عن حياة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني. ومعد فياض هو بعثي سابق كتب عن صدام حسين كثيرا ومن ابرز ما كتبه مقالات بعنوان"لماذا نحب صدام حسين". ثامنا- استهداف مسؤولين وسياسيين كبار من الشيعة، بالاغتيال مع اقتراب الانتخابات النيابية. وكشفت معلومات سرية ان، رئيس الوزراء نوري المالكي، يأتي على رأس قائمة المستهدفين، وهناك قائمة تضمنت، مقتدى الصدر، عمار الحكيم، هادي العامري، علي الأديب، محمد العسكري، الجعفري. تاسعا- التحريض الإعلامي ضد المرجعية الدينية والسعي لإسقاطها في عيون الشيعة، والضغط الإعلامي الهائل على هذه المرجعية لمنعها من التدخل في الانتخابات. عاشرا- إسقاط السياسيين الشيعة بنظر المواطنين الشيعة من خلال الإشاعة. أحد عشر- التنسيق مع تركيا لتقليص تدفق المياه نحو العراق وخلق مشاكل اقتصادية وبيئية للعراقيين لزعزعة ثقة العراقيين بقدرة الشيعة على إدارة دفة الحكم. اثنا عشر- رصد 2 مليار دولار لتنفيذ هذه الخطة على أن يتم تحديد مبالغ أخرى عند الحاجة الملحة. هذه أبرز النقاط التي تشكل منها مشروع إعادة البعثيين إلى السلطة والذي يجري تنفيذه هذه الأيام، بالاشتراك مع ساسة عراقيين مشاركين في العملية السياسية. وعلى الرغم من تدخل دول عربية بشكل سافر في الشأن العراقي عبر رصد الأموال وإرسال الانتحاريين غير أن عبد الكريم السامرائي رئيس لجنة الأمن وقد زار السعودية بشكل سري لمرتين، والتقى كل من مثنى حارث الضاري ومشعان الجبوري وسعد البزاز وبعثيين كبار بينهم محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام في نظام صدام، نفى ان يكون للسعودية اي تدخل سلبي في الشؤون العراقية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |