أين أنتي أيتها العزيزة الغالية

 

حيدر خضير حسين الربيعي

thiyouth1214@yahoo.com

لقد تعلمنا في العراق أن اعز شيء في بيتنا بعد أم البيت طبعا هيه تلك العزيزة المدللة ألا وهي قنينة الغاز (دبة الغاز) مع انه الاسم العامي لها ليس اسم على مسمى فهي ليست دبة لأنها لا تأتي ممتلئة دائما وغالبا تستخرج غازها لحالها أي (تنفس بالعامية) ومع كل هذه المساوئ التي فيها ونحن نحبها ونحتاجها يوميا .

والذي تعلمناه منذ الطفولة في عراقنا العزيز فهو يختلف عن كل دول العالم وحتى دول العالم الثالث أن موسم الشتاء فيه هو موسم أزمة الغاز ولكن ما نلاحظه هذه الأيام ونحن في موسم الصيف والحر وقلة استعمالنا لقنينة الغاز هو اختفائها عن محطات البيع ونلاحظ توفرها عند البائعين المتجولين ولكن بكم تباع أنها حقا أضحوكة من أضحوكات زماننا العجيب فهي تباع بخمسة عشر ألف دينار فهل يعلم الإخوة المسئولين لماذا هذا الارتفاع في سعرها؟؟؟ هل هيه مستوردة من خارج البلاد ونحن بلد نفطي ومع العلم بدء الكثيرين منا يشككون في كون العراق بلد نفطي لكثرة الأزمات في المنتجات النفطية بشكل خاص فأزمة البنزين وأزمة الكاز وأزمة الغاز تتكرر على المواطن العراقي البسيط وبشكل دوري كفصول السنة .

واليوم وبشكل شخصي مني قد مررت بهذه التجربة الصعبة والتي هيه أصعب من امتحانات البكلوريا للصفوف المنتهية فقد نفذ الغاز من بيتنا وأخذت أجول شوارع مدينتنا العزيزة الناصرية المظلومة حقا في كل شيء حتى في توفر قناني الغاز ولم اعثر على عزيزتي (( قنينة الغاز )) وقد استرجعت بذاكرتي لتلك الأيام التي مرت قبل سنوات حيث كنت اعمل في بلد عربي اتصل بالهاتف على صاحب ألبقاله الهندي فيحضرها وهو يحملها على كتفه ويبتسم .

وأخيرا قررت لقلمي أن يتحرك ويكتب ما سمعته من أحد الموظفين في مكتب حكومي لبيع الغاز في الناصرية بعد أن سألته عن سبب هذه الأزمات المتكررة لقناني الغاز فاخبرني وهو يتكلم بحس وطني كموظف يحب بلده ومدينته أن ألأسباب كثيرة ومتنوعة فمنها عطلات في المعمل الذي ينتج الغاز ومنها أخطاء في خطط وحصص التوزيع للمناطق ومنها وهو الأهم جشع بعض أصحاب المحطات في الربح الحرام وبيعها على أصحاب العربات وبسعر أكثر من ما هو مقرر لها .

والذي زاد الطين بله كما يقال هو أن ذلك الموظف ذكر لي تدخل عضوا من أعضاء مجلس المحافظة بخطة التوزيع للمناطق فهو كما يشتهي وحسب ما يجول في عقله يتصل بتلك المحطة الحكومية ويحرك سيارتها إلى مناطق وأحياء من مدينتنا الحبيبة .

في بادئ الآمر توقعت انه يسيرها إلى مناطق شح فيها توفر الغاز ؟

ولكن بعد ثواني من إصغائي لكلام ذلك الموظف عرفت انه يرسلها إلى مناطق يتواجد فيها أقرباء له وأصدقائه وتذهب تلك السيارة بحملها الثقيل كما يريد أخونا عضو مجلس المحافظة ويتفاجأ سائق السيارة بأنه قد باع في تلك المنطقة عدد قليل من الاسطوانات ووجود سيارة أخرى محملة بقاني الغاز تابعه لمكتب أهلي موجود في ذلك الحي .

وفي آخر هذه الجولة من البحث عن عزيزتي ((قنينة الغاز)) وبعد أن أخبرت ذلك الموظف إني سوف انقل بكلمات قلمي همومه من تدخل أخونا عضو مجلس المحافظة (( وهو يعرف من هو ذلك العضو )) في عملهم أعطاني قنينة واحدة كان قد احتفظ بها لبيته وشكرته لأنه قد خلصني من هم وتعب كبيرين ورجعت إلي بيتي فرحا بتلك الغنيمة الكبيرة ألا وهي (( قنينة غاز )) واترك باب النقاش مفتوحا للسادة القراء المحترمين .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com