|
ضحايا ألإرهاب يبحثون عن براءتهم !!
محمود غازي سعدالدين/ دهوك /العراق لا زال ألإرهاب ألأسود ألأعمى يفعل أفعاله الشنيعة في العراق وقد ظهر جليا قبل أيام في الموصل وبغداد وبابل باستهداف مكونات مختلفة من فسيفساء المجتمع العراقي تارة باستهداف الشبك في قرية الخزنة وتارة باستهداف التركمان من الطيف الشيعي في تل عفر ومن ثم استهداف العملية الديمقراطية برمتها وإتباع سياسة ألأرض المحروقة التي كان يتبعه نظام البعث البائد في بغداد وبابل , وجل همهم هو الوصول إلى نتيجة واحدة تفضي بتحطيم وتدمير نفسية المواطن العراقي بعدم الشعور بأي تحسن امني واقتصادي , بهذه التفجيرات الدموية في العاصمة العراقية وأنحاء متفرقة أخرى من العراق . يخرج علينا بعد كل عملية إرهابية المسئولون في الدولة العراقية بمختلف صنوفهم وكتلهم وتياراتهم من المتطرفين والمعتدلين والقوميين ومن الشيعة والسنة والعلمانيين والديمقراطيين بل وحتى البعثيين ليصرحوا وينددوا جميعهم بهذه التفجيرات الدموية التي طالت ألأبرياء من العراقيين وهو الخطاب العام الذي أكل عليه الدهر وشرب ولا يغني ولا يسمن من جوع . فالجميع متفقون في التنديد بهذه ألأعمال البربرية في نفس الوقت جميعهم مختلفون في قضايا عدة رئيسية فالجميع يصرح إن هذه التفجيرات هي من تداعيات الخلافات السياسية بين الكتل الكبيرة التي تمثل أقطاب وأعمدة الحكومة العراقية وان هناك أجندات من دول الجوار العراقي كإيران والسعودية وسوريا تنفذ على ألأرض العراقية وفي ضل وجود السياسات الفاشلة من قبيل التوافق والمجاملات على حساب دماء ومعاناة هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره. فمنهم من لا زال يخطب ويمجد بما يسميها المقاومة الشريفة وطرد المحتل وجلاءه والمناداة بالاستقلال حسب تعبيرهم المنافق , كما ولا زالت الخلافات الكبيرة على الدستور العراقي تراوح مكانها ولجنة التعديلات الدستورية لم تفضي إلى حل نهائي في الفقرات الخلافية الكبيرة كشكل الدولة طبيعة نظام الحكم وقانون النفط وتوزيع عائدات النفط العراقي وصلاحيات السلطة ألاتحادية والعلاقة بين المركز وحكومات ألأقاليم والتي لم يتضح شكل أي منها عدى ألإقليم الكردستاني والذي بات واقع حال يفرض نفسه منذ عام 1990 , ومن ثم مشكلة المناطق الواقعة بين محافظتي الموصل وكركوك من جهة و أربيل ودهوك والسليمانية من جهة أخرى فيما سميت ب (المناطق المتنازع عليها) لتؤكد هذه المفردة بدون أدنى شك إن هناك نزاعا وخلاف كبيرا يجري على ألأرض ومن ثم ما ستؤول عليه مشكلة ألأزمة المستفحلة بين ألإدارة الحكومية في الموصل عقب ألانتخابات ألأخيرة المتمثلة بقائمة الحدباء وقائمة التآخي الكردية التي قاطعت ولم تشارك في ألإدارة الحالية . هل باتت الضحية التي سقطت على يد ألإرهابيين في العراق بحاجة لتبحث عن دليل لتبرئ نفسها من تهمة من أزهق روحها وقطعها أربا أربا !! ومن هو غير البريء من بين الضحايا الكثيرة الذين سقطوا وأرهقت دماءهم على ألأرض العراقية بدأ بالسيد عبد المجيد الخوئي شهيد الحضرة العلوية أم السيد باقر الحكيم الذي قطعت أوصاله والعشرات معه من أمثاله أثناء حضوره صلاة الجمعة في النجف ؟ أم أن الغير البريء من هؤلاء الضحايا هم من عمل في المنظمات ألإنسانية كالسيد سيرجو ديملو وكينيث بغلي أو مارغريت حسن ؟ أم أنهم المتعاقدون مع الجيش ألأمريكي الذين قطعت أوصالهم وحرقوا وسحلوا وعلقوا في الفلوجة ؟ أم هم ضحايا قوات التحالف التي ساعدت العراقيين على التحرر ؟ أم ان غير ألأبرياء قد يكونوا هم من سقطوا نتيجة التفجيرات البربرية في سنجار والزن جيلي وقرية الخزنة او قرية آمرلي ؟ المسؤولية والواجب ألأخلاقي تحتم على الدولة العراقية وكل من لديه ذرة من الشعور ألإنساني كشف جميع المجرمين والمتورطين بما ذكر من جرائم والتي لم تذكر ولم يكن هناك مجال لأن نذكر العديد منها و ألإبتعاد عن نظرية الكل يتهم الكل والكل يبرئ الكل لتصبح الضحية في ألآخر هي من تبحث عن دليل لها لتثبت براءتها وتدفع عن نفسها تهمة أنها الضحية الغير البريئة وأنها تستحق الذبح والتفخيخ والسحل والتقطيع والحرق!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |