|
قتلة كامل شياع .. هم انفسهم وراء تفجيرات الاربعاء الدامي! شه مال عادل سليم في الوقت الذي كنا فيه نُحْيي الذكرى السنوية لاستشهاد المثقف العراقي والمناضل الجسورـ كامل شياع ـ ونطالب وبالحاح من الجهات المسؤولة وتحديدا من رئيس الوزراء العراقي بتشكيل لجنة لكشف المتورطين في اغتيال احد الرموز الثقاقة العراقية , تفاجئنا باعمال ارهابية في العاصمة بغداد ، اسفرت عن مقتل واصابة الالاف من ابناء شعبنا الذي و كأنما كُتبت عليه الانفال والمجازر و حمامات الدم حتى بعد سقوط الصنم في 2003 ... المضحك المبكي وكالعادة اتفق كبار المسؤولين العراقيين على ان لايتفقوا ...!, حيث تبادلوا الاتهامات حول فشل الحكومة في مواجهة التحديات الامنية ونسوا او تناسوا بان الحكومة العراقية دون استثناء هي المتهمة والمقصرة والمسؤولة الوحيدة عن عدم قدرتها في مواجهة الارهاب و التحديات التي غرقت الوطن بدم ابنائه الابرياء منذ سقوط الصنم الى اليوم ... نعم نسى هؤلاء بانهم هم ايضا جزء لا يتجزّأ من الحكومة ومن انقساماتها العميقة والمحاصصات والصراعات السياسية القاتلة التي تدار داخل اروقة الوزارات والمؤسسات المدنية والعسكرية وباملاءات خارجية واضحة المعالم .... نعم ايها السادة المحترمون ان الصراعات السياسية ـ كصراع الديكة ـ بين مختلف المؤسسات الحكومية هي السبب الاساسي والمباشر في ما يحدث اليوم في عراق ما بعد الدكتاتورية ... نعم ان الولاء للحزب والطائفة والمذهب والقومية والمحاصصة المقيتة تنخر في جسد العراق اليوم بشكل عام و في مؤسساته الامنية والجيش والشرطة بشكل خاص وعلى هذا الاساس نرى ونسمع اليوم الاتهامات المتبادلة بين كبار مسؤولي الدولة بدل الاعتراف بالأخطاء و وضع النقاط على الحروف ومعالجة نقاط الضعف والخلل وتفعيل قانون مكافحة الارهاب واعادة النظر في قانون العفو عن البعثيين القتلة ووضع أليات جديدة لمكافحة الارهاب بعد تحديده .... السؤال الذي يطرح وبالحاح هو الى متى تستمر الاتهامات ووضع اللوم على الاخر , الى متى نخفي رؤوسنا في الرمل كالنعامة ؟ الى متى نقف صامتين امام المد البعثي الدموي والارهاب والتدخلات الواضحة والصريحة من قبل دول جوار ودول اقليمية تعمل جاهدة لزعزعة الاوضاع وسلخ الابرياء من ابناء شعبنا العراقي والتي اثبتت نتائج التحقيقات الحالية والسابقة ايضا تورط تلك الدول في حربها ضد الشعب العراقي بدون استثناء ( راجع تصريحات وزير الخارجية العراقي)؟ الى متى نودع اطفالنا اعزائنا احبائنا ضحايا العنف والارهاب والمفخخات في قبور جماعية ؟ الم تنتهي الانفال ؟ ام انها مستمرة ولكن باشكال وخطط وايادي اخرى ؟ الا نستحق ان نتمتع بنفس القدر من الامن والاستقرار الذي يعيشه المواطن السعودي والتركي والسوري والاردني والبحريني والقطري ، خاصة و ان الدكتاتور سقط في الوحل الذي جثم على صدر العراق طيلة اكثر من 35 عام من حكمه المقيت ؟ الم يحن الوقت لاسدال الستار على مسرحية خلط الاوراق واستغلال محن الناس الحالية جراء هذا المخاض العسير ؟ الى متى تستمر المؤامرة على الوطن ؟ الى متى سيبقى العراق حمام دم وشبحا يطاردنا اينما كنا ؟ الى متى يبقى الجلاد حرا ؟ لا ..لا ايها السادة ان مسؤولية كشف القتلة والارهابيين والمتورطين في هذه المجازر تقع على عاتق الحكومة العراقية من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة باعتباره القائد العام للقوات المسلحة و وزراء الدفاع والداخلية ومسؤولين في الامن والجيش والشرطة ويجب وبدون استثناء محاسبة المقصرين و كشف المتورطين دولا واشخاصا وجماعات ارهابية في هجمات يوم الاربعاء الدامي في بغداد كما ( تعهد رئيس الوزراء العراقي في كلمته بمناسبة حلول شهر رمضان )( 1 ) اخيرا ووسط هذه المأساة وشلالات الدم والجثث والاشلاء الممزقة لايسعني الا ان انحني اجلالا واكبارا للذكرى السنوية لشهيد الثقافة العراقية ـ كامل شياع ـ ولكل احرار بلدي الذي لم نملك فيه الا البكاء و اقول ان كشف الحقائق لا يعني فضيحة ... فالذين اغتالوا ـ كامل شياع ـ , هم انفسهم وراء تفجيرات الاربعاء الدامي , لنعمل جميعا من اجل الكشف عن جميع المتورطين في قتل ابناء شعبنا العراقي بكل قومياته وطوائفه ومذاهبه , ونعمل جاهدين كل حسب موقعه ومسؤوليته لمواجهة قوى ارهابية داخلية مدعومة من دول الجوار والدول الاقليمية والتي لاتريد للعراق والعراقيين الا الدماء والاشلاء الممزقة والعودة الى الدكتاتورية المظلمة التي لم تترك لنا الا خرابا وماسي لا حصر لها . ------------------------------------------ 1 ـ راجع كلمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بمناسبة حلول شهر رمضان في 22 \8 \ 2009 , التي اكد فيها على قدرة العراق على ادامة المواجهة وتحقيق المزيد من الانتصارات رغم وجود ثغرات هنا وهناك ..وان حكومته لن تسكت بعد اليوم عن كل متورط ، موضحا ان قوى ارهابية داخلية مدعومة من الخارج تصر على ارتكاب الجرائم وقتل الابرياء بلا رادع وان العراق مع هؤلاء في حرب مستمرة .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |