شباب العراق في ضيافة الرحمن

 

 

جاسم محمد جعفر/ وزير الشباب والرياضة

informationiraq_2005@yahoo.com

ابنائي شباب العراق نعيش في هذه الايام ساعات ايمانية متقدة في القلب والوجدان ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك وهو ربيع القران.والربيع معناه الشباب فرمضان بالنسبة لغيره من الشهور شهر الصبا والشباب وحري بكم أنتم الشباب التفاعل والاندماج مع ما يتطلبه منا هذا الشهر الكريم فالأولى بكم أيها الاعزاء الالتزام بطاعة الله وأداء الواجبات والالتزام بالمواثيق الالهية.

إن خطبة رسول الله (ص) في استقبال هذا الشهر الكريم لهي خير نبراس وخارطة طريق لشبابنا الاعزاء فعن رسول الله (ص) أنه خطب في الناس فقال:

أيها الناس..

1ـ إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة .

ياابنائي ياشباب العراق قد اقبل اليكم شهر رمضان المبارك وهو يحمل في نفحاته البركة والرحمة والمغفرة فهو شهر له جاذبية خاصة ورسول الله يدعوكم ويحث بكم الى الاستفادة القصوى من الاجواء الايمانية لهذا الشهر وهو يفرح حين يراكم صائمين قائمين تقرأون القران فلا تخيبوا ظن نبيكم (ص) الذي يحبكم ويرجو لكم الموفقية والنجاح ويحملكم الامانة ان تكونوا في هذا الشهر خير امة اخرجت للناس بما تحملون من الاخلاق الفاضلة والعمل الصالح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .

2ـ عندالله أفضل الشهوروأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات.

واكد (ص) على اهمية هذا الشهر وانه افضل الشهور وعلينا اعمارها بالعبادة والصلاة بركوع وسجود خاشعين لان العمل الصالح في هذا الشهر افضل من مثيلاتها في الشهور الاخرى وكرمه بليلة القدر التي هي افضل من الف شهر يعني ان عبادة يوم واحد في هذا الشهر الشريف تساوي عبادة ثلاث وثمانين سنة واربعة اشهر...

ابنائي الشباب لا  تدعوا هذه الفرصة تفلت من أيديكم فهي لاتتكرر في العام الا مرة وكلنا لا نعلم اعمارنا فهي بيد الله كما لا نعلم ماقد نلاقيه يوم غد، فان العبادة المقبولة والمرضية من رب العالمين هي عبادة الانسان المؤمن من المهد الى اللحد لان معدل عمر الانسان في هذا الزمن لا يزيد عن ثلاثة وثمانين عاما.. لنتجه الى الطاعة والدعاء في كل يوم لان عبادة يوم واحد في هذا الشهر تساوي عند الله عبادة سنتين وتسعة اشهر، فان العاقل منا لا يترك لحظة من لحظاته إلا وهو راكع ساجد أومتفكر بالله وبخلقه وبشؤون الناس فان التفكير في امور المسلمين عبادة ليس فوقها عبادة ونحن احوج الى ان نفكر بامورنا وامور أبنائنا وبناتنا واولياء امورنا فان مشاكلنا كثيرة والاعداء سلوكهم قاس وكيدهم شديد.. لذا فنحن نردد ( ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به) فلا نمتحن بما لا نقدر عليه وان يسهل علينا وان يبعدنا عن غضبه وانتقامه فكلنا يا شباب العراق في امتحان فاسألوا الله ان يشملنا بلطفه ورحمته.

3ـ دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله .

بناتي وابنائي شباب العراق انتم الان في ضيافة الرحمن وبوعد من رسول (ص) ما احلى الضيافة عند الله.. إنها تعني ان نستعد بكل شيء يفرح صاحب الضيافة وننال رضاه ويقربنا اليه وهذا لا يتم الا بالعمل الصالح والتضحية والايثار والذوبان في لطفه وكرمه فان الواحد منا عندما يزور مسؤولا يتهيأ ويلبس احسن ملابسه فكيف إذا كنا نتهيأ لزيارة ربنا الكريم الذي كل شيء تحت رحمته.. وتعلمون ابنائي واعزائي بان في هذه الضيافة تقدر امور حياتكم ومعيشتكم ومستقبلكم لان فيها ليلة القدر وانها نتيجة هذه الضيافة، ونحن نلتحق بركب الله ونحتسب من اهل كرامة الله فلا تتركوا هذا الشهر يمر سدى فان خسارته لا تعوض كما ان عبادته لا تعوض ايضا .

4ـ انفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب .

اعزائي فان كرم الله وعطاءه قد فاق في هذا الشهر الكريم وهو يقدم لكم في طبق من ذهب أحلى الجوائز والكرامات ، فكروا، ابنتي وابني كيف وكل منكم يتنفس في الساعة 3000 مرة وفي اليوم 18000 مرة وانت تحصد الثواب والرحمة ونفسك صاعد ونازل بامر الله.. هذا هدي ليس فوقه هدي اليس الرب جل شانه هو الذي منحك نعمة التنفس لو اراد لقطع وانت تعلم بذلك بل اعتبر عطاءه الكريم هذا عبادة لك. اليس الواحد منا لايغفل ولو مقدار نفس انسان في هذا الشهر لكي يحصد اكثر من رحمة الله ونعمائه في كل لحظة، ثم اضاف رحمته لعباده الصائمين جل شانه واعتبر نومنا في الليل والنهار عبادة نثاب عليه فيا ابنائي ان ضاق عليكم عبادة الله وسلط الشيطان سمومه ليغريكم وانتم ضعفاء امامه في هذا الشهر فاهجروه بالنوم راحة لأجسادكم فانه عبادة.. لتكن نتيجة امتحاننا في هذا الشهر النجاح الباهر فعملكم الصالح مقبول ودعاؤكم مستجاب فلا تتركوهما ووالتزموا فيه قراءة القران والحضور في المساجد وصلة الأرحام فانها واجبة.

5ـ فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه .

النية يا أبنائي وبناتي تعكس إخلاص المؤمن فنحاسب ونثاب بنياتنا فانما الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ولا بد من الاخلاص والصدق في النية سواء في التوبة النصوح الى الله او الاقبال على العمل الصالح.. وتذكروا أن قلوبنا في اقبال وادبار وعليكم في إقبالها في هذا الشهر الاستفادة القصوى لكي نجمع اكثر فاكثر من العمل الصالح وثوابه فالدنيا مزرعة الآخرة فنحصد ما نزرع ومادام الغيث من الله نازلا ليكن زرعنا في هذا الشهر كما وعدنا رسولنا الكريم (ص) وهو صادق الوعد فعلينا زراعة وفيرة وكبيرة ومنتقاة فان حال حصادنا يوم القيامة كحصادنا في الدنيا فالمعادلة معادلة الهية لا خلل ولا اضمحلال ، فالنية الصالحة تنزه القلب وتقرب الى الله وتفتح العقل والقلب والنفس الى الطاعة وتبعدنا عن المعصية وتطهر العقول القلوب والابدان وهذا لايتم الا بحسن التوجه بالدعاء والترنم بآيات القران ونفحات الرحمن..

القران يا ابنائي وبناتي خير جليس وحسن مقام فقراءة اية من الذكر الحكيم في هذا الشهر تساوي ختم قران كامل في الاشهر الاخرى ، فختمة واحدة للقران في هذا الشهر معناه 6236 ختمة في باقي الشهور اي كمن ختم القران في كل اسبوع لمدة 130 سنة متتالية ، فلا تفوتنكم هذه الفرصة الثمينة فنوروا قلوبكم بقراءة القران والالتزام بهديه الكريم.

6ـ فإنّ الشقي كل الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم.

يامعشر شباب العراق يا من يملكون الذكاء والابداع والتقوى يامن ينطبق عليكم قوله جل شانه (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) فاننا يا ابنائي وبناتي من اعز عباد الله.. وشباب العراق هم من رفعوا راية الصحوة الاسلامية في كل العصور وكانوا امة وسطا تنير للاخرين فابعدوا أنفسكم عن الشقاء والبؤس ولا تتبعوا خطوات الشيطان واتركوا المحرمات وخاصة في هذا الشهر فانكم اهل مخافة الله وخير من حمد الله وشكره وصام نهاره وقام ليله فلن يكون شبابنا باذن الله ممن حرم غفران الله في هذا الشهر الكريم.                                                                          

7ـواذكروابجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه وتصدّقوا على فقرائكم ومساك.

ان من فوائد صوم شهررمضان وعطشه اعزائي ياشباب العراق يامن دعيتم الى ضيافة الرحمن ان نتعلم التحمل في سبيل الله ونعيش لحظات مع الفقراء والمساكين فان الفقير عيال الله فاننا ضيوف الله في هذا الشهر فعلينا مراعاة عيال الله في ضيافة الله ولا ننسى قول ابن عم رسول الله علي بن ابي طالب(ع) حينما استلم الخلافة (ولكن هيهات أن يغلبني هواي , ويقودني جشعي إلى تخيّر الاطعمة، ولعل بالحجاز او باليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع او أبيت مبطانا وحولي  بطون غرثى واكباد حرى ) فاننا باتباع اهل بيت رسول الله والسير في ركبهم لا بد ان نعيش لحظات مع عيال الله وننظر لهم نظرة معين ومساعد عسى ان ينزل رحمته علينا ويقطع دابر المفسدين ويجمع قلوب المؤمنين على مائدة الحب والتقوى لشعبنا في العراق بكل طوائفه وقومياته واديانه فاعلموا يا ابنائي لم يمت احد بجوع وعطش وهذا يذكرنا وقوفنا بيد الله يوم لا ظل الا ظله ولا رحمة الا رحمته ولا ينفعنا مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم فاذكروا جوعكم وعطشكم في ذلك اليوم وارحموا عيال الله في الدنيا ليرحمكم جل شانه عند وقوفكم في بابه .

  8ـ ووقّروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم .

فمن شيم شباب العراق توقير واحترام كبير السن وحب العلم والادب والعطف على الصغير والرحمة له وصلة الارحام وكلها من صميم اخلاقنا وعاداتنا وشيم اهلنا وذوينا ، فظروف الحياة القاسية وتوسعها قد يؤثر سلبا على اخلاقنا الرفيعة وعاداتنا الحسنة ولكن لا ننسى في هذا الشهر ان نمارس الاخلاق الفاضلة بكل انواعها ونترك ونبتعد عن الاخلاق غير الحميدة والسيئة بكل انواعها.. ومثل المؤمنين كما قال رسول الله (ص) ( في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى) ففي هذا الشهر الكريم نساعد المرضى وكبار السن ونوقر العلماء والمجاهدين ونحترم النساء.. ولنعلم صغار السن فنون الحياة وتحمل المسؤولية ولا ننسى صلة الرحم من الاقارب والجيران والعشيرة والوطن، الاقرب فالاقرب لنتصدق على الفقراء من ذوينا كما قال ربنا في القران الكريم (الاقربون اولى بالمعروف).                                                                          

9ـ واحفظواألسنتكم وغضواعمّا لايحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم .

ابنائي واحبائي وبناتي ان لسانك حصانك ان صنته صانك وان خنته خانك فاحفظوا السنتكم من السب والشتم واعراض الناس.. اجعلوا ألسنتكم معمورة بالايمان وتلاوة القران والدعاء والاحسان الى الناس فان تركها دون ضبط وتاديب يحملك الى المتاهات ويصفك كما قال جل شانه (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إن انكر الاصوات لصوت الحمير) وغضوا عن النظر الى ما حرم الله أبصاركم فان الهجوم الاخلاقي البذيء من القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية ومن المؤسسات الإباحية هجوم صارخ وكبير وهو امتحان عسير لابنائنا وبناتنا ولكن عودنا ابناؤنا بارادتهم الرحمانية وقلوبهم الايمانية انهم قادرون على النجاح والتخندق في خندق الايمان والعمل الصالح فانهم اكبر مما يصفهم الاعداء . 

10ـ وتحننوا على ايتام الناس يتحنن على ايتامكم وتوبوا الى الله من ذنوبكم .

ان الارهاب والتكفيريين والظلاميين قد حصدوا من شبابنا الكثير وقتل اباءنا وايتم ابناءنا فان شعبنا يعاني من اليتم وفقدان الاهل ومن غيركم ياشباب العراق ليكون اهلهم واخوانهم وذويهم ففي هذا الشهر الفضيل زوروا الأيتام من الاقارب والجيران واهل القرية والمدينة كما دعاكم نبي الرحمة (ص) فتحننوا عليهم فان الله يتحنن لكم ولذويكم ويرزقكم من حيث لا تحتسبون ويحفظ اولادكم من اليتم والهلاك وينزل رحمته اليكم وينصركم ويدخلكم فسيح جنانه ويترحم لابائكم وامواتكم.. وتوبوا الى الله توبة نصوحا فان تركنا الأيتام والفقراء وهم عيال الله ينزل غضبه علينا فلا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان تركتموه ابنائي وبناتي سلط الله علينا شرارنا فيدعو خيارنا فلا يستجاب لهم ولا تنسوا سنوات القحط والظلم والحروب المدمرة  في العقود الاربعة التي مضت فان شرار الله من البعثيين والظلاميين قد أشاعوا في الارض الفساد ولا نزال نعاني من يتم الأبناء وفقدان الاهل والاحبة من ظلمهم ومكائدهم.. فيا ابنائي افيقوا من سباتكم وانهضوا من نومكم وتوكلوا على الله ووحدوا صفوفكم ودافعوا عن الحق وساعدوا ايتامكم واخلصوا لله فانه خير هاد لكم ولنا جميعا. 

  ولنتذكر جميعا ما ختم رسول الله خطبته الكريمة قائلا: أيّها الناس، من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر ، كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه فقيل : يا رسول الله ، وليس كلّنا يقدر على ذلك ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) ( اتقوا الله ولو بشربة من ماء ، اتقوا النار ولو بشق تمرة ).

هذه جملة من فضائل شهر رمضان الكريم الذي أطل علينا وبدأنا بحصد ايامه بالخير ان شاء الله والأمل كبير أن يعم خير هذا الشهر المبارك كل أعزائنا من الشباب من خلال التزامهم بآدابه وتحقيق طاعة الله فيه وصولا الى الثواب العظيم في الدنيا ورضوان من الله أكبر في الآخرة والسلام عليكم  .

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com