وقفة متأنية مع التحالفات الجديدة في العراق

 

الدكتور عباس العبودي

mahmoudahmead802@hotmail.com

سمعنا اليوم بتشكيل ائتلاف جديد وبالامس كان ائتلافا اخر وغدا سيكون ائتلاف اخر ولكن ماهي النتيجة العملية من تعددية الائتلافات والتي تحمل عين الشعار الاعلامي وهي محاربة المحاصصات والتكتل الوطني لكل اطياف الشعب العراقي. أن التعددية السبية لاتمثل حالة قوة في داخل البناء الاجتماعي العراقي بل سيؤدي الى التشتيت والضعف وضياع اصوات الناخبين واضعاف حماس الناخب العراقي من الخروج الى صناديق الاقتراع لان الانقسامات والانشطارات والتباعد بين المكون الواحد لايمثل عنصر قوة بل عنصر ضعف وسوف تضيع الاصوات كما حدث في انتخابات مجالس المحافظات .

اننا نُذًّكّر كل الاخوة والاخوات الذين ينظمون تحت اي ائتلاف بالنقاط التالية :

اولا-على هذه القوى ان تستفيد من كل الاخطاء السابقة وتتجاوزها سلوكيا لا اعلاميا لاننا بحاجة الى ائتلاف سلكوي اخلاقي مخلص وليس ائتلافا اعلاميا يحمل سر خلافاته في داخله .لانه ائتلاف منافع ومصالح حدوده صناديق الاقتراع فلايمثل تصالح حقيقي مطلق وبعد الوصول الى داخل البرلمان ستبدا تحالفات جديدة كما حصل في التجربة الماضية والحاضرة. وهذاهو الخطا التاريخي. أن لم يستفاد من كل السلبيات الماضية والحاضرة في معالجة الازمات.

ثانيا-أن اي ائتلاف لايحمل في داخله الاخلاص الوطني والحب والتضحية الحقيقية لهذه المجموعة او تلك من اجل مصلحة الوطن والمواطن وجعل منافع الناس فوق اي اعتبار آخر لانه يحمل اسباب ضعفه وتمزقه بسبب الاهواء والانا السياسي وبعدها ستكون البندقية هي الحاسمة في معالجة الخصومات كما حدث بالامس والجميع كانوا تحت مضلة واحدة وينتسبون الى طريق واحد دينيا ومذهبيا .فكيف يكون خصوم الامس الذي سقط بينهم الدم وذهب الابرياء بسبب خلافانهم أن يكون اصدقاء اليوم وتحت ائتلاف جديد ؟!!! ألائتلاف الذي اجتمع على اساس المنافع وليس على اساس الخدمة الحقيقية للناس سيكون ائتلافا هشا لايستطيع النهوض بعبئ المسؤولية بل سيحمل خلافاته معه.

إن شعبنا في العراق بحاجة ان يكون الائتلاف للبناء وليس للمحاصصة والمنافع الذاتية ,لان من يدخل الائتلاف على اساس المنافع والمصالح ينبغي ان يلفض من الائتلاف لأنه يمثل عنصرا من عناصر الوهن الذي سيفتت وجوده من داخله ولايساهم ايجابيا في بناء وتطوير العراق.

إن الائتلاف الناجح هو القادر على طرح مشروع عملي حقيقي يشعر به الناس سلوكيا وقد ذكرت في مقالة دولة الانسان وانسان الدولة ,أن محكمة الشعب لاترحم في صناديق الاقتراع وستقول حكمها العادل بحق كل من قصر بحقها وصعد على رقابها ولم ينجز لها شيئا الا الوعود ومزيدا من الحرمان والتعب والتضحيات الجسام. وقد قال الشعب حكمه في مجالس المحافظات . فخسر من خسر وفاز من فاز .ولكن  الفوز والخسارة مدرسة تعلمنا كيف نواجه الازمات والاخطاء . فليس من خسر لايربح الجولة ولامن ربح لايخسر الجولة في انتخابات البرلمان القادم.واذا يشعر الرابح بالغرور ولايقدر الامور من خلال برنامج عمل حقيقي تتغير فيه كل المعادلات السلبية الماضية سيخسر الجولة كما خسرها غيره.

إن صناديق الاقتراع ستحمل لنا المفاجئات وستاتي بوجوه جديدة اذا لم ندير عملية الصراع بطريقة حكيمة وقد تخسرنا كل التجربة وترجعنا الى المربع الاول وسنذبح باسم الديمقراطية بسبب تشتيت الاصوات وبسبب انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم. وقد نتفاجئ بانحسار الناخب عن الادلاء بصوته حينما يلاحظ جبهته الداخلية قد اصابها الوهن وتمزقت الى مجموعات وكيانات متفرقة تحمل الحساسية الباطنية والابتسامة الخارجية التي لاتعبر عن حقيقىة عمق الخلاف.

ثالثا-أن شعبنا في العراق بعد ستة سنوات من التضحيات ونزيف الدم والوعود التي لم تنفذ بسبب العمل الخارجي والعامل الداخلي من قوى الارهاب والتقصير الحكومي في معالجة حاجة الناس بكل مجالات الحياة ستؤدي الى اضعاف الناخب  وانحساره عن التصويت .

ايها الاحبة

إننا بحاجة الى مشروع عمل حقيقي للنهوض بالعراق وخدمة الشعب العراقي بكل مكوناته  ومن يتصدى لموقع المسوؤلية يجب ان يكون مخلصا لمشروع بناء دولة الانسان التي تستند على القانون ويكون المسوؤل خادما للناس وليس سيدا عليهم  وقادر على استيعاب مكونات الشعب العراقي وعدم تضييع صوت الناخب العراقي بتعددية المجموعات السياسية

أنني ادعوا الى اختزال المجموعات السياسية مادام تحمل الهدف الوطني وخدمة الناس وعلى التكتلات ان تخرج برنامج عمل حقيقي القابل للتنفيذ بعيدا عن كل عنوان ديني او طائفي او قومي بل هو مشروع وطني لكل ابناء الشعب العراقي . ونترك للناخب الحرية المطلقة لانتخاب البرنامج الاصلح الذي يراه مناسبا لتحقيق مروعه الوطني.

أن العرق بحاجة الى كل مخلص شريف امين قادر على النهوض بالعراق الجديد ولايدع المجال لاعدا العراق بالنفوذ من هنا وهناك ويؤخر عجلة البناء من الحركة.

نعم مع الائتلاف الوطني الذي فيه تجتمع القلوب لا ان يكوناا

(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com