|
إحذروا فتاويهم ..
رشيد كَرمـــة ضمن مشروع التخلف، وفقه التحريم الذي يمارسه خريجوا مدرسة الجمهورية الإيرانية الأسلامية، وأحزاب الأسلام السياسي السياسي الذي حط رحاله في عراق ألف ليلة وليلة بمباركة أمريكية، تنطلق ومنذ 9نيسان 2003 فتاوي محمومة تحرم كل شئ إبتداءً من حلاقة الشعر وإنتهاء بالغناء سواء في المدن التي أضحت قرى والقرى التي أضحت صحاري قاحلة ومن هنا راح (الأصوليون) الجدد ينفخون فـي كل مكان ومن خلال أجهزة ( الكومبيوتر ) سمومهم الفتاكة مـن أجل فناء ذائقة الناس التي جبلت عليها في سماع الطيب والجيد من الموسيقى والغناء، فلقد تحصن التكفيريون والتوابون والدعاة من على شاكلة ـ كل يوم عاشوراء ـ بِكم ٍ من الأحكام التي يقول عنها مروجوها أنها تتلائم مع متطلبات العصر وما تمليه عليهم حاجة الناس كي يتبصروا بشرع الله والنبي والأئمة وأولي الأمر حيث ألزموا سائقي السيارات في مدن عديدة وخصوصا في كربلاء والنجف والكاظمية بمنع إذاعة الأغاني على إختلافها والإستعانة بالنواح واللطم والإستماع الى دجل المهاجر والكربلائي وهلم جرا ولقد أراني أحدهم قصاصة ورق قال أنها بمثابة دستور لنا نحن أنصار آل البيت حيث تنص على : قال رسول الله في حديثه الشريف (ويحشر صاحب الغناء من قبره أعمى وأخرس وأبكم، ويحشر صاحب المزمـار مثل ذلك وصاحب الدف مثل ذلك، وقال أيضا ً : من إستمع إلى اللهو من غناء وموسيقى يذاب فـي أذنه الأنك " الرصاص المــًذاب " يوم القيامة، وقال في موضع آخر أن الغناءوالموسيقى رقية الزنـى اي وسيلة أو طريق يؤدي الى الزنــى *) ولعل من نافلة القول أن نذكر ماتعانيه المجتمعات المنغلقة على نفسها، وخصوصا فـي مجتمعاتنا الأسلامية " الذكورية "هي وليس غيرها التي يكثر فيها الفساد الإجتماعي والإقتصادي والمالي والتربوي والصحي والبيئي وإلخ إلخ إلخ .... وبالتالي ( نحن ) ومجتمعاتنا نعاني مـن حزمة أزمات وليس أزمة واحدة كـأن تكون أزمة أخلاق أو أزمة ثقافة أو أزمة تفاهم و إتفاق أو أزمة إختلاف وتناقض على شئ ما، ناهيك عن أزمة فــي الإنتماء والإلتزام ... أطلت علينا إحداهن (........) ممن كن بالأمس من الماجدات واليوم من الداعيات لتفتي بحرمة الغناء واللجوء بدل ذلك الـى الأدعية والتوجه لأستقبال ولي العصر المهدي المنتظر !!خطر في بالي وبسرعة البرق ما سمعته من الراحل الفنان المبدع ( قاسم محمد ) عـن ( بغداد الأزل بين الجد والهزل**) وما أرخه لنا كتاب الأغاني لأبو الفرج الأصفهانـي حيث يذكر ( حنين إبن سريج ***) زرت ُومعية ـ الغٌريض ومعبد ****ـ المدينة فلم نرى يوما ً أكثر حشرا، ولا جمعا يومئذٍ، ولما صاروا في بعض الطريق قال لهم ( معبد ) صيروا إلي .أي تعالوا لي وكونوا ضيوفي فقال (إبن سريج) : إن كان لك مـن كرم وسخاء وعطاء ومروءة ( سكينة بنت الحسين بن علي بـن أبي طالب ) عطفنا اليك أي سنزورك لا محال فقال (معبد) قاطعاً: مالي مـن ذلك شئ . أي افتقر الى ذلك، وعدلوا الـى منزل (سكينة) فلما دخلوا إليها أذنت للناس أذنا عاما، فغصت الدار بهم، وصعدوا فـوق السطح، وأمرت لهم بالأطعمة وما لذ من الشراب فأكلوا وشربوا منها، وسأل بعض الناس أن يغني (إبن سريج) أغنية كانت مشهورة على لسان الناس حينذاك (هلا بكيت على الشباب الذاهب) فغناهم وكان من أحسن الناس صوتا، فإزدحم الناس على السطح وكثروا ليسمعوه، فسقط الرواق على من تحته، فسلموا جميعا، وأُخرِجوا أصحاء إلا (إبن سريج ) مات تحت الهدم، فقالت سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب : لقد كدر علينا سرورنا، إنتظرناه مدة طويلة، كأنا والله كنا نسوقه إلى منيته . الهوامش ــــــــــــــــــــــ * المسائل الشرعية للسيد الخوئي :2/ 22 ** أحد أهم الأعمال المسرحية التي تناولت الموروث البغدادي في سبعينات القرن المنصرم والتي ميزت مسرح فرقة الفن الحديث عن بقية الفرق المسرحية العراقية. *** حنين إبن سريج : هو حنين الحيري, نسبة الى الحيرة، قيل انه من تميم كان شاعرا ومغنيا ً بل عُد من فحول المغنين عاش مائة سنة وسبع سنين، وجده إبن سريج غنى في زمن عثمان بن عفان ومات في خلافة هشام بن عبد الملك وقيل أنه كان يضرب بالعود . **** الغريض واسمه عبد الملك وانما لقب بالغريض والتي تعني الطري من كل شئ لنظارته وحسن منظره وكان يضرب بالعود, وينقر بالدف وأخذ الغناء من ابن سريج، ومعبد هو معبد بن وهب وأحد المغنون في عصر بني أمية .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |