|
التركمان .. والانتخابات العامة على الأبواب
أوزدمير هرموزلو الانتخابات البرلمانية العامة تدق أبواب المشهد السياسي العراقي والأبواب المغلقة تخفي الكثير من المباحثات المستمرة التي تهدف لخوض الانتخابات ضمن ائتلافات قوية بغرض تحقيق عدد لا بأس به من المقاعد البرلمانية. في الحقيقة والواقع الانتخابات هي الوسيلة المرتضاة للشعوب التي تريد إن تعيش في جو بعيد عن المشاحنات والاضطرابات والانقلابات العسكرية التي طالما أبعدت الكثير من الدول وعلى رأسها العراق من التقدم والوصول إلى وضع سياسي مقبول لدى العالم المتحضر التي عرفها البشر ..! فالعراقيون قد مرّوا بهذه التجربة مرتين غير أن الأسلوب الانتخابي كان على أساس القوائم القومية والطائفية وبالرغم من ان هذه القوائم استطاعت ان تدخل أروقة البرلمان والعملية السياسية لكنها لم تستطع ان تخلّص البلاد من حالة الفوضى والنزاعات الطائفية والمؤامرات الخفية التي كانت تريد تقسيم أرض العراق على الأسس السياسية والعرقية والطائفية والاقتصادية والطبيعية ..!! وها نحن أبصرنا ملياً كيف طغت المحاصصة على اختيارات الحكومة العراقية للوزراء مما حذى برئيس الوزراء المالكي السعي الجدي لتشكيل قائمة تكنوقراط من اجل تجنبه الأخطاء التي حصلت في العهد السابق.حتى ان (الائتلاف الوطني العراقي) اتخذ نفس الخطوات فقد أعلن تشكيلها لكنها لم تستطع ان تسقطب بعض القوى المؤثرة مثل حزب الدعوة بزعامة المالكي ,إضافة إلى ذلك إن الكثير من الكتل السياسية تشك في مصداقية البرنامج الانتخابية لهذه القائمة لأن الجميع قد ادركوا بأن الوسيلة الوحيدة للخروج من المأزق هو حكومة وطنية بعيدة عن البناءات الطائفية والقومية. إذن هذه الانتخابات اذا نجحت على صورتها المرجوّة فقد تغير المشهد. فالانتخابات مثلما هي مصيرية للكتل السياسية الأخرى فإنها أكثر مصيرية للكتل التركمانية لان هذه الكتل لم تستطيع الحصول على النتائج التي تلبي طموح الناخب التركماني لأسباب كثيرة لا أريد التطرق إليها تجنباً للنقاشات التي طالما قد أفقدتنا المسار الحقيقي للهدف التركماني. وقبل كل شي أريد التعبير عن تفائلي من خلال مجريات الأيام القليلة الماضية والتحركات السياسية التركمانية والتي نأمل أن تحقق الهدف وهو تشكيل قائمة تركمانية موحدة تخوض الانتخابات. إن استمرارية هذه التحركات قد تريح الشارع التركماني علما إن صاحب القرار الأول والأخير هو الشارع التركماني لأن الحركات السياسية تأخذ طاقتها من طاقة الشعوب والشعوب هي الوسيلة لاستمرارية البلورة وتقوية الحركات للعمل الجاد على الساحة السياسية.والأهم من كل شي ان الحركةالسياسية التركمانية قد أحسّ بأن الوقت قد حان لخوض هذه الانتخابات بقائمة موحدة لكن على العموم الثمرة هي الأهم من ذلك فلننتظر ونرى ما الذي سوف تجلبه رياح الأيام القادمة. لكن هنالك سوأل سوف أجيب عليه يدور في أذهان المتابعين للشأن التركماني هل سيدخل التركمان الانتخابات المقبلة ضمن قائمة موحدة في جميع المناطق؟ والإجابة .. طبعا كما يعرف الجميع بأن الثقل التركماني يتركز في كركوك التي يتوجب خوض الانتخابات فيها ضمن قائمة موحدة لكن شريطة إقامة الانتخابات في كركوك ولهذا فإننا نعول كثيرا علي الجهات الأمنية والتابعة للحكومة المركزية لتمارس دورها المنوط رغم ذلك هنالك الكثير من المناطق التي ينتشر التركمان فيها بكثافة لكن هنالك الكثير من العوامل قد تعيق الظهور الحقيقي لأصوات التركمان هنالك.لكن إننا نستطيع الدخول بائتلافات مع القوى التي تؤمن بالثوابت الوطنية منها الحفاظ على وحدة الخارطة السياسية العراقية وجعل قضية كركوك قضية وطنية ومعاملة الشعب التركماني كقومية أساسية في العملية السياسية العراقية...الخ. المشهد السياسي التركماني يمر حالياً بمرحلة جديدة من تاريخه لكن هذه المرحلة تختلف كثيراً عن سابقتها لأنها تحتاج تفكيرا عميقا يري المستقبل ويستشرفه لان هذه الانتخابات قد تحول مجرى العملية السياسية في العراق كما أسلفنا. لذا يجب علينا إن نأخذ بعين الاعتبار موضوع القائمة الموحدة في كركوك والدخول ضمن القوائم الوطنية في المناطق الأخرى وإلى الملتقى.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |