حايط نصيص
 

محمد علي محيي الدين

abu.zahid1@yahoo.com

قد لا يعرف غير العراقيين معنى حايط نصيص ولمساعدتهم أقول انه الحائط الواطئ أي غير المرتفع ويبدو أن العراق أصبح بفضل المحاصصة الطائفية القومية المقيتة ليس حائطا واطئا فحسب بل أنه وطن بدون حائط فيسهل على هذا أو ذاك الدخول إليه والعبث به كما يشتهي ويريد والأدلة على ذلك أكثر من كثيرة فتدخلات المحيط العربي والإقليمي في العراق لا تحتاج الى دليل والمخابرات العالمية تسرح وتمرح دون قيد أو شرط بعد أن أصبح العراق "خان جغان" يسرح فيه من هب ودب دون حماية من أهله الذين انشغلوا بخلافاتهم الداخلية وعمالتهم المبدئية لهذا الطرف أو ذاك فسهل اختراقه والعبث بأمنه وشؤونه لجميع الأطراف فنرى أن عملاء الدول العربية والأجنبية يعلنون دون حياء أو خجل انتمائهم لهذه الدولة أو تلك،ويدافعون عن مصالحها متناسين مصالح شعبهم الذي أوصلهم الى كراسي الحكم الوثيرة ولا يزال بسبب غفلته يأمل أن يخلص له هؤلاء،والأدلة على ذلك أكثر من الكثيرة ولا تحتاج الى دليل أو برهان،وآخر الفضائح العراقية ما قام به الإرهابيون من تفجيرات دامية طالت المئات من العراقيين واستهدفت السيادة العراقية والحكومة العراقية في أهم مرافقها وهي وزارة الخارجية ووزارة المالية في تفجير أقل ما يقال فيه أنه مخطط له بأيدي عراقية مائة بالمائة وأشراف مباشر من جهات فاعلة لها أرضيتها الرصينة في الحكومة العراقية إذ تبارت الألسنة بعد التفجير مباشرة بكيل الاتهامات لهذا الطرف أو ذاك وعلى لسان مسئولين كبار لهم تأثيرهم في القرار العراقي لنخرج بالنتيجة الى صورة مهلهلة لا يمكن الركون إليها لتعدد التصريحات وتعدد الاتهامات وفقدان أي دليل مادي للقائمين بهذه الجريمة وسط الفوضى العارمة في تصريحات المسئولين ففي الوقت الذي اتهمت الدفاع والمخابرات العراقية جمهورية إيران الإسلامية سارعت أطراف أخرى لاتهام السعودية وتوجهت أخرى لتوجيه أصابع الاتهام الى سوريا أو الى البعث الساقط وعصاباته الإجرامية واحتدم الصراع العراقي العراقي في توجيه التهم لأطراف مشاركة في العملية السياسية وكانت الطائفية والارتباطات الخارجية محور الاتهامات الموجهة للضالعين بهذه العملية الجبانة ناسين أو متناسين أن الأطراف الدولية المتهمة جميعها ضالعة بالإرهاب ومشاركة في ذبح العراقيين ولا يمكن تبرئة طرف واتهام آخر لأن الجميع يمتلكون ذات المصالح في قتل العراقيين وزعزعة استقرار بلدهم وترتبط الدول المتهمة بعلاقات ومصالح مشتركة تجعلها تتعاون في هذا السبيل لذلك فهي جميعها متهمة وضالعة في جميع الجرائم المرتكبة بحق العراقيين.

وتتضارب تصريحات المسئولين العراقيين تبعا لانتماءاتهم الطائفية والعرقية واتجاهاتهم السياسية وعلاقاتهم بهذه الدولة أو تلك ولا أورد أسماء هنا ولكن القارئ الكريم يعرف تلك الجهات التي تسارع في كل كارثة عراقية الى تبرئة أسيادها وتوجيه التهم لآخرين وتصريحاتهم تثبت حقيقتهم ومدى عمالتهم للأجانب واتفاقهم جميعا على قتل العراقيين رغم أنهم يتبوءون مراكز المسئولية في العراق ولكنهم غير مسئولين عن حماية شعبهم بقدر مسئوليتهم عن حماية أسيادهم خارج الحدود.

وابسط مثل على ذلك الاتهامات الموجهة الى سوريا والبعث الساقط فقد سارع أنصار البعث الى نفي التهم والدعوة لسلوك الطرق الدبلوماسية في معالجة الأزمة ناسين أو متناسين إن جميع ما يجري في العراق من كوارث ومآسي يقف وراءه البعث وطلائعه القومية وان البعث يحضا بدعم ورعاية دول الجوار قاطبة بما فيها إيران التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع سوريا ويمكن اعتبار سوريا العبد الذليل التابع لإيران لذلك سارع البعثيين السابقين الممسكين بالسلطة في العراق الى رفع التهم عن رفاق العقيدة لأن القاعدة اعترفت بارتكابها لهذه المجزرة ناسين إن قاعدة القاعدة في العراق هم البعث وإذنابه المتغلغلين في أجهزة الدولة العراقية ووزارتها السيادية والأمنية وان هذا الإخطبوط أستطاع النفاذ الى أعلى سلطة في العراق ويعمل وفق أجندته المعلومة في العودة الى السلطة من جديد وأنا واثق أن البعث سيعود مجددا الى السلطة رغم أنف الجميع وسيعود هؤلاء الى الدول التي جاؤوا منها متنعمين بالدولارات التي نهبت في وضح النهار.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com