|
أسرار رمزية السيد الحكيم الراحل ودوره المحوري في العراق
عمار العامري شكل وجود سماحة السيد عبد العزيز الحكيم الدور البارز في صناعة القرار السياسي في العراق منذ استلامه الملف السياسي الخاص بالمجلس الأعلى الإسلامي العراقي عام 2003 وقد سبق هذه الخطوة اضطلاعه بالدور الكبير في إدارة نفس الملف في السنوات الأخيرة التي سبقت الإطاحة بالنظام العراقي السابق( 1998- 2002) فقد شارك السيد الحكيم الراحل في عدد كبير من المحافل السياسية لاسيما مؤتمرات المعارضة التي هيئة الأجواء وسلطت الرأي العام العالمي بشكل دقيق على قضية الهيمنة الديكتاتورية التي مارسها النظام في العراق ومن الأدوار المهمة والتي تحسب لصالح رئيس المجلس الأعلى الراحل مهامه في مؤتمر لندن واجتماعات واشنطن للتنسيق بين قوى المعارضة العراقية والقوى العالمية على إنهاء معاناة الشعب العراقي وخلال تلك الفترة كان السيد الحكيم إلى جوار السيد شهيد المحراب إذ يمثلان محور العمل السياسي في المعارضة العراقية ونقطة التقاء المتشاورين في شان العراق المستقبلي وكان السيد فقيد العراق يحمل هموم العراق وتطلعات أبناءه إذ ينهل السياسيين ورجال المعارضة العراقية من آراءه ومشورته في تحديد ملامح مصير العراق ومستقبله. ومنذ وطئت أقدامه ارض العراق اخذ نجم السيد الحكيم يعلوا سماء العراق حيث كان سباقا في الوصول للوطن ليشاطر أبناءه وإخوانه ابتهاج الخلاص من الديكتاتور ليساهم بشكل فاعل في تشكيل مجلس الحكم العراقي والذي كان اسم الحكيم فيه رمز بارز باعتباره امتداد للمرجعية الدينية وللأدوار السياسية لأسرة أل الحكيم التي تجسدت أبان العهود السابقة وما أن فعل الأوغاد فعلتهم الدنيئة في تنفيذهم لعملية اغتيال شهيد المحراب حتى تصدى السيد الحكيم للعمل السياسي في جانبي الحكومي حيث أكمل دوره في بناء المشروع السياسي وفي تصديه لرئاسة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي لتكامل الأدوار ومنذ تلك اللحظة أصبح شخص الفقيد الراحل السيد عبد العزيز الحكيم محور للعملية السياسية ومركز أو قطب الرحى فيها وتجلى هذا الدور لعدة أسباب منها: 1. اعتباره الامتداد الطبيعي لتضحيات أسرة أل الحكيم والتي قدمت ما لم تقدمه عائلة سياسية أو دينية في العراق كونه بقية السيف والشهادة والابن الوحيد الباقي على قيد الحياة للمرجع السيد الإمام محسن الحكيم وما تمتلك هذه الأسرة من خصوصية مع الأسرة العلمائية والسياسية وطبقات المجتمع العراقي في وسط العراق وجنوبه والطوائف والأقليات الأخرى وما قدمته من تفاني من اجل توطيد هذه العلاقة الأصيلة. 2. مثل السيد الحكيم حلقة الوصل الحقيقية بين هموم الشعب العراقي والإمام السيستاني ومراجع الدين في النجف الاشرف وتداوله المستمر معهم في الدفاع عن حقوق الشعب ورسم المعالم الحقيقية للمشروع السياسي العراقي في بناء الدولة العراق الجديد التي يطمح فيها العراقيين بعد التخلص من السيطرة الخارجية وكان التشاور مستمر بين الطرفين واستلهام التوجيهات والتبادل في الأفكار النموذجية. 3. وجود السيد الحكيم على رأس الائتلاف العراقي الموحد ودوره التعزيزي لحركة والعمل الائتلاف العراقي باعتباره الكتلة البرلمانية الأكبر والتي أصبحت حجر الزاوية في تشكيل الحكومة المؤقتة وفي كتابة الدستور العراقي وتشكيل الحكومة المنتخبة وتصدي السيد الحكيم شخصيا للمؤامرات والمحاولات التي أريد منها إرجاع العراق إلى المربع الأول ومساهمته الحقيقية في عدم إدخال الشعب العراقي في حرب طائفية أو أهلية كما كان مخطط لها وتأثر الجهات السياسية بشخصية السيد الحكيم الذي لم تستأثر بما حصل عليه المجلس الأعلى أنما كان السيد الحكيم الراحل يقدم التنازلات من حقوق المجلس الأعلى من اجل أكمال مسيرة العملية السياسية الجارية. 4. دور السيد الحكيم في رئاسة المجلس الأعلى ووفق السياسات العامة له في الانفتاح على الجميع وبناء علاقات سياسية عامة لا تختصر على جهة معينة أو تيار واحد إنما أسس المجلس الأعلى علاقات مع الدول العالمية ودوائرها السياسية والدول الإقليمية وعزز العلاقات بينها ونفتح في علاقاته على جميع الطوائف العراقية والأقليات وعقد التحالفات السياسية التي شملت كافة الأطياف العراقية وأهمها (التحالف الخماسي) و(التحالف الرباعي) وجمع بين مختلف التوجهات السياسية والثقافية والعشائرية الشيعية وعزز العلاقات مع الجهات الكردية والعشائر السنية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |