السيد الرئيس بشار الاسد : بلا تنديد وعلى سوريا ان تحترم نفسها اولا !.))

 

حميد الشاكر

alshaker@yahoo.com

لم أشأ ان اكتب في الازمة السورية العراقية الاخيرة التي نشبت على خلفية تفجيرات الاربعاء الاسود في بغداد لعدة اعتبارات واسباب ، ومنها وليس اهمها ان لسوريا قيادةً وشعبا في روح وقلب وذاكرة العراق الجديد موقعا ومكانا خاصا ومييزا وجميلا جدا ، لكنّ سوريا التي كنّا نعرفها ونميزها ونعزها بكل جوارحنا المتحركة ليست هي هي هذه الايام ، ولا علم ليّ حقيقة ما الذي اصاب سوريا بعد الاسد حافظ الكبير رحمة الله عليه ، ولماذا هي اتخذت سبيلا مختلفا ومناهضا ومعاديا وطاردا وكارها للعراق الجديد الذي ومنذ قيامه بعد الاطاحة بنظام المقبور صدام حسين ونظامه الاجرامي والدموي لم يقدِم على شيئ يسئ الى سوريا او يشير بحركاته وسياساته من قريب او بعيد باضمار اي نوايا سيئة تجاه سوريا العزيزة ، بل العكس هو الصحيح تماما بالنسبة للعراق الجديد وقادته ومَن يحرصون على ادامة حياته واستمرارها سياسيا بالحركة ، ومنذ اليوم الاول وسياسة العراق الجديد تفتح ذراعيها بالحب والتفاهم والصبر والانفتاح وخطاب التاخي وغير ذالك نحو سوريا ، وحتى على المستوى الامني للعراق الجديد ومع ادراك الشعب العراقي وحكومته المنتخبه وقادته بأن اكثر من 90 % تسعين بالمئة من المجرمين الانتحاريين والارهابيين والقتلة ينحدرون الى العراق من البوابة الحدودية السورية بعد ان تدفعهم المخابرات السعودية بهذا الاتجاه الارهابي ، ومع ذالك غض العراق الجديد شعبا وحكومةً نظره عن الاساءة لسوريا وردّ الاساءة بمثلها مع نزيفه الدموي المستمر وهو يرى اطفاله تحرق بالقنابل ونسائه وشيوخه تُقطع رؤوسهم بالسيوف على يد الارهابيين التكفيريين الذي اثبتت كل الدلائل انهم يأتون من خلال الحدود السورية وبمساندة وغض طرف مخابراتي وامني سوري واضح !!.

الآن وبعد ان طفح الكيل بالنسبة للعراقيين دولة وشعبا ، وبعد ان استنفد العراقيون جميع السبل الدبلماسية مع الشقيقة سوريا ، وبعد ان وصل الانسان العراقي لقناعة واضحة ان هناك اساءة سورية متعمدة من قبل بعض (اجنحة الدولة ) داخل سوريا تعمل بالفعل على زعزعة الاستقرار في العراق الجديد وليس كما كانت تدّعي من مناهضة للاحتلال الامريكي ، وبعد ان خرج الرئيس بشار الاسد نفسه ليدافع عن مواقف سوريا المعادية للعراق الجديد بدلا من الاعتذار لهذا العراق الذي طلب السلام مع سوريا ولكنه كوفئ بأستهزاء سوري ينمّ عن جهل حقيقي بالعراق الجديد ....الخ ، الآن اصبح لازما على العراقيين جميعا حكومة وشعبا ان يظهروا لسوريا الشقيقة ماهو بالفعل الذي تغّير في العراق الجديد !!.

يبدو ان الحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الاسد لم يدركوا بعدُ بالفعل ماهية واصالة العراقيين الحقيقية ، ولهذا انا شخصيا لااستغرب ان كانت هناك صورة مشوشة تماما عند القادة السوريين عن العراق الجديد شعبا ودولة ، ولهذا بات واضحا ان صورة العراق الجديد لدى الكثير من قيادة البعث القدماء في سوريا تعتمد على نظرة خطيرة وخرافية عن هذا العراق وحقيقته ، بل لانغالي ان قلنا ان في داخل القيادة البعثية في سوريا رؤية او صورة تقليدية للعراق المعادي لسوريا ترى فيه وجوب ان يكون ذاك الذراع الذي ينبغي ان يُكسر منذ استلام البعث في العراق لهذه الدولة ، والذي بالامكان فيما بعد ليهِ بسهولة واركاعه متى شاءت سوريا لمطالبها السياسية والامنية ، وهذه الرؤية بدت واضحة في تصريحات الرئيس بشار الاسد الاخيرة عندما تحدّث عن عراق مدّول منذ العام 1991م ، والذي هو مشاع لكل من هبّ ودب من العالم الخارجي ليسرح ويمرح به عبثا كيفما شاء ، واينما اراد وكيفما ابتغى ، وكأنما هناك اشارة تبرير واضحة ايضا في خطاب السيد الرئيس تشير الى اباحة التدخل السوري في شؤون العراق الداخلية والعبث بامنه كباقي الدول العابثة في العراق اليوم ؟!!.

والحقيقة اننا اليوم في العراق نفتقد بشدّة الاسد الكبير حافظ رحمة الله عليه ، فلو كان ذاك القائد المحنك والمجرّب والمسيطر وصاحب الكلمة العليا في سوريا موجودا لما انتهجت سوريا مع العراق الجديد هذه السياسة التي تنتهجها سوريا اليوم ضد مصالح واستقرار وامن العراق على الحقيقة ، ولرأينا كيف ايضا فتحت سوريا الاسد الكبير ذراعيها بحب لهذا العراق الجديد ولأجتثت الجيف الانتحارية والجثث الارهابية المتعفنة والوسخة من الاساس قبل وصولها للحدود السورية وعبورها للعراق لضرب استقراره واراقة دماء شعبه واطفاله وشيوخه ونسائه !!.

نعم العراق الجديد يمثل بالفعل قوّة لسوريا المقاومة وظهير لاشك في ولائه للخط العربي والاسلامي الاصيل ، ومشروع بدت بوادر وملامح تحركاته للقاصي والداني انه المشروع الذي يقف الى جانب خط التطلع العربي الصاعد في المنطقة وذالك من خلال اكتشاف استراتيجية العراق الجديدة السياسية وابرامها لعقود وصفقات ومعاهدات سياسية واقتصادية وثقافية مع دول هي في لاساس تحسب على غير الخط الاستعماري في المنطقة العربية ...الخ ، ومع ذالك كله تتحرك سوريا اليوم بالنقيض لكل مصالح هذا العراق الجديد امنيا وسياسيا ودبلماسيا وحتى اقتصديا واجتماعيا ايضا!!!.

هل تعي سوريا حقا وقادتها المناهضون للعراق الجديد بالفعل استراتيجيتها السياسية المنكوسة اتجاه العراق الجديد ؟.أم ان هناك غشاوة على اعين بعض القادة السوريين فلايرون ماحدث في العراق وكيف هو تغيّر وماهي سياسته الواقعية ؟.

هل هناك من يوحي للقادة في سوريا ان استقرار العراق الجديد هو بالنقيض لمصالح سوريا اليوم ؟.
أم ان السوريين ومع الاسف اصيبوا بعمى في الابصار فاعتقدوا ان العراق هو بحجم لبنان الصغير مع احترامنا للبنان المقاومة الكبير ولذالك اعتقد السوريون ان العراق يجب ان يكون محافظتهم التابعة للسيدة زينب اداريا وسياسيا ومن هذا المنطلق يتعامل القادة في سوريا مع العراق ككم مهمل لاثقل له ولافعل يتسامي الى حجمه العربي والاسلامي والعالمي الواقعي ؟.

لااعلم حقيقةً مَن الذي في سوريا يرّوج للاعتقاد ان بمعافاة العراق من كبوته سينتهي الدور السوري في المنطقة ولهذا السبب يجب ان يبقى العراق كسيحا مشلولا ضعيفا لتبقى سوريا الشقيقة قوية ومسيطرة وقائدة في منطقتنا العربية والاسلامية ؟؟.

ولا اعلم بالفعل كيف يكون عراقا ضعيفا مسيطرا عليه مخابراتيا من قبل اجهزة الاستعمار العالمي هو في صالح سوريا الشقيقة ، بينما عراقا آمنا قويا اقتصاديا وعسكريا وامنيا هو مشكلة وازمة لسوريا مابعد حافظ الاسد الكبير رحمة الله عليه ؟.

الواقع ان هناك خطأً ما في التخطيط الاستراتيجي السياسي السوري على الرئيس بشار الاسد المحترم ان يلتفت اليه بقوّة تجاه العراق الجديد ، وإلا ليس من المعقول مايجري في سوريا سياسيا واستراتيجيا وامنيا ....... وحتى انسانيا باتجاه العراق الجديد وامنه واستقراره ونماءه وتطوره !!.

وليس من المعقول ان يبيع السوريين العراق بعمقه واهميته الكونية لسوريا لشرذمة من ارهابيي الصداميين و المملكة السعودية التي تريد التخلص منهم امنيا فتدفعهم للعراق كي يتفجروا فيها شظايا لقتل الابرياء من العراقيين وتدمير بلدهم والنيل من استقرارهم وحياتهم وعيشهم !!.

كما انه ليس منطقيا وغير مفهوم تماما كيفية الحسبة السورية التي رأت في العراق الجديد وبكل انفتاحه على سوريا وحب هذا الشعب العراقي لخير سوريا والنوايا الطيبة لقادة هذا العراق تجاه سوريا منتصرة وقادرة ومحررة..... الخ ، غير مفهوم بعد هذا كله هذا الاستهزاء السوري بالعراق والعراقيين وهذه اللامبالاة الغريبة العجيبة من قبل بعض القادة في سوريا وهذا العناد الغير الاخلاقي في الردود على التساؤلات والمطالب العراقية المحقة بتسليمها قتلت الشعب العراقي من الصداميين القتلة !!!.
هل يعتقد السوريون ان العراق نعجة يمكن ذبحها وسلخها بهذه السهولة بدون ان تكون للعراقيين حتى ردة فعل غاضبة امام مايجري للشعب العراقي على ايدي القتلة من الصداميين ؟.

أم ان هناك من يعتقد في سوريا ان العراقيين كما دوّلت قضيتهم في 1991 م ، فهم كذالك لم يزل لحمهم العاري مدوّلا ايضا لمن يريد شوائه او بيعه للارهابيين والقتلة !!.لا ..... لايعتقدنّ احدا ان الشعب العراقي قد مات الى مالانهاية وان ليس هناك شيئا قد تغيّر في العراق منذ 1991م وحتى اليوم في عراق مابعد الذلّ والدكتاتورية !!.
ولايعتقدن احدا في الاقليم العراقي ان العراقيين ودولتهم وحكومتهم كما يروّج ضدهم انهم من قطيع اغنام مكة التي بيعت للاجنبي ليذبحها متى شاء وعلى يد من شاء وكيفما شاؤوا بجثث منتحريهم القذرة !!.

بل العراقيون حافظي جميل لاغير وهذا هو بالحقيقة الذي اسكتهم طوال هذه المدّة على التجاوزات السورية على أمن العراق ودمه وشعبه ، وايواء الدولة السورية لقواعد الارهاب داخل اراضيها لتعبث بالانسان العراقي ، أما اليوم فياسيادة الرئيس بشار الاسد المحترم انت قبل غيرك لترجع الى مذكرات المغفور له حافظ الاسد رحمه الله ولتسألها كيف كان ينظر ذالك الحكيم للشعب العراقي ، وكيف انه لو كان موجودا لاصبح عراقيا اكثر من العراقيين اليوم حفظا لامنهم ورعاية لمصالحهم وانفتاحا على عراقهم لادراكه لنموذج الانسان العراقي وكيف انه الرديف القوي الذي لاغنى لسوريا عنه في معركتها من اجل التحرير والاستقرار وانه درّة التاج العربي رغم انف الاعراب والارهاب والحاقدين والعملاء والخونة !!.

نعم بدون تنديدات تزيد الحطب على نار الخلافات العراقية السورية وتُفرح اعداء العراق وسوريا مرّوجي الارهاب ومنتجي بذرته وقواعد الاستعمار ورافعي شعار تفتيت الامة وتمزيق وجودها ، على سوريا ان تحترم العراق كاحترامها لنفسها لان باحترام العراق ستحترم سوريا قطعا وبمحافظة سوريا على امن العراق سيكون امن سوريا اكثر قوّة وصلابة !!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com